روايه جديده بقلم الكاتبة اسراء
نور للوقوف قائله ب أبتسامه
تعالي أنا هساعدك و أوصلك لحد بره !
ظل كلا من عمر و مها يتبادلوا الأحاديث سويا بعد أن توجهت نور إلي المرحاض
أبتسم عمر قائلا
مها ممكن اسألك سؤال من غير زعل و لا حساسيه !
أبتسمت مها قائله
أكيد طبعا
ثم وضعت كفها أسفل خدها و أستندت ب مرفقها علي الطاوله و مالت ب رأسها قائله
أيه بقي يا عمر !
تردد عمر كثيرا قبل التحدث و ظل يفرك أصابع يده معا بتوتر و هو ينظر إليهم ثم رفع رأسه و نظر إلي مها ب عمق قائلا
هو آآ هو أنت يعني ليه كنت مخبيه إنك بتشتغلي !
أغمضت مها عيناها ب آسي و زفرت ب هدوء و جاهدت أن لا تغلبها عبراتها و تسقط قائله
علش علشان خاېفه خاېفه من بصة صحباتي ليا لم يعرفوا إني فقيره و قاعده في حاره شعبيه أوي و كمان بشتغل جرسونه !
ثم أخذت نفسا عميقا و لم تستطع أن تحبس عبراتها أكثر من ذلك ف أطلقت سراحه قائله ب حسره
أصلها صعبه أوي يا عمر لم حد يهينك ب ظروفك اللي أنت أصلا مالكش دخل فيها بابايا من ساعة ما عمل حاډثه و هو مش بيقدر يمشي علي رجليه و اللي زاد و غطي إنه طلع عنده القلب و بيحتاج أدويه بالشئ الفلاني و يعيني علي المعاش اللي بيصرفوه لبابا مايقضناش شهر ناكل عيش حاف كان لازم أنا أشتغل و والدتي بتشتغل و في الزمن ده لا عم بيساعد و لا خال بيحن
ثم تابعت ب حسره و العبرات تنهمر علي وجهها
و يا حسره عليا ماليش أخ يكون سند و ضهر و يساعدنا في الظروف دي اااه يا عمر اااه لو قولتلك قد أيه أنا بټعذب و أنا شايله المسئوليه دي كلها عارف آآ عارف أنا ليه أخترت مطعم يكون بعيد علشان أشتغل فيه لأني مش عايزه حد يشوفني و أنا و أنا بشتغل و بنضف و ألف علي الترابيزات أمسحها و اللي لسانه يطول عليا و اللي أيده تطول
و تنهدت ب حزن شديد و هي تحاول كبح شلالات
عبراتها متابعه
عرفت ليه بقي !
تأثر عمر بشده بما قالته مها و لمعت عيناه ب عبرات ساكنه بداخلهما و مد يده و أمسك ب كف مها محاولا رسم البسمه علي ثغره قائلا
بنا يقدرني و أعوضك عن ده كله يا حبيبتي
ثم مد يده الأخري و جفف عبراتها ب أنامله قائلا
بس أوعي أشوف دموعك دي مره تانيه سااامعه !
حركت مها رأسها ب الموافقه و أبتسمت من بين حزنها قائله ب خفوت
أوعي تقول لحد يا عمر مفيش أي حد يعرف عني كده غير نور
نظر عمر إليها ب ڠضب قائلا
أيه اللي أنت بتقوليه ده يا مها هو أنا أهبل !
أدركت مها أنها أرتكبت خطأ ب قولها هذا دون وعي منها ف أسرعت قائله
لا ابدا والله ما أقصدش يا عمر !
و حاولت تغيير مجري الحديث سريعا قائله ب أبتسامه
طيب تعرف يا عمر إن أنت أحلي حاجه في حياتي و أول حب يسكن قلبي
أبتسم عمر قائلا ب هدوء
و أنا كنت أعمي لأني ماحستش ب الحب ده علي طول
سيبك بقي و خلينا نبدأ حياتنا من جديد و ننسي كل اللي مرينا بيه و حصل زعلنا ممكن !
أبتسمت مها قائله
ممكن !
في الشاليه الخاص ب عائلة الشناوي
وقف عاصم ب الشرفه متحدثا ب الهاتف قائلا
أنت متأكد من الصفقه دي يا جلال !
يا عاصم باشا أنا بقولك دي صفقه ماتخرش المايه و لو حطيت فيها مليون هيرجعلك اتنين يعني الضعف ب مجرد وصول البضاعه لمصر و توزيعها علي التجار !
فكر عاصم قليلا ثم قال
مش عارف ليه مش مطمن للصفقه دي !
يا باشا أطمن أنا قبل كده جبتلك حاجه واقعه برضو دي صفقه محبوكه ميه في الميه !
لوي عاصم فمه ب ضيق متسائلا
اممم طيب هو في عقود هتتمضي !
أكييييد يا باشا نسخه هتكون معاك و نسخه معاهم علشان تضمن حقك !
طيب تمام هفكر و أرد عليك
براحتك يا باشا بس ياريت متنساش تقولي قرارك
تمام يلا مع السلامه أنت
أغلق عاصم المكالمه و أستند ب مرفقيه علي حافة الشرفه و هو يتطلع ناحية البحر ثم أغمض عيناه و أخذ نفسا طويلا ثم زفر ب ضيق و لأول مره تلمع عيني عاصم بعبرات أشتياق قائلا
يا تري هشوف بناتي قبل ما أموت و لا لأ
ثم أبتسم ب حسره متابعا
زينا وحشتيني أوي و يا تري التانيه اسمها أيه !
أمام البار
بدأ جاسر ب فتح عيناه و جاهد و هو يستند ب كفيه علي الأرضيه الأسفلتيه لينهض و ظل يضحك رغم الآلام المبرحه التي يشعر بها
و أخيرا أستطاع الوقوف و هو يضحك و وجهه مليئ ب الكدمات و الډماء ېنزف من فمه و أنفه و سار ناحية سيارته و ه يتمتم ب ضحك
نو هتكون ليا هههههه و محدش هيقدر يغلط فيها و لا يقربلها طول ما أنا موجود هههههه
و ركب سيارته و أدار المفتاح ببطء شديد و تحرك ب سيارته علي مهل !
ب المطعم الفاخر
ظل أدهم جالس علي الطاوله ب الخارج و ظل ينظر إلي ساعته و نحو المدخل و هو ينفخ في ضيق
ثم وقف قائلا ب ڠضب
يعني اتأخرت أوي يا نهله بتعملي أيه ده كله !
و تحرك ناحية البحر و أخرج سېجاره و أشعلها ب ڠضب و هو يتطلع إليه موليا ظهره للمدخل
خرجت نهله ب صحبة نور و هي تساندها إلي الحديقه الخاصه ب المطعم و أبتسمت نهله قائله ب أمتنان
شكرا ليك أوي أنا تعبتك معايا !
أبتسمت نور معلقه ب
لا طبعا مفيش داعي للشكر أنت زي أختي !
أكيد طبعا و ده يشرفني
ثم تابعت و هي تشير ناحية شاب يقف بعيدا موليا أياهم ظهره قائله
أهو خطيبي مستنيني خلاص
ثم نادت ب صوتا مرتفع
أدهم
ألتف أدهم علي صوت نهله و بمجرد أن رآها حتي سقطت السېجاره من يده و توقف الزمن عند هذه اللحظه ب النسبه له و لها و بدا المكان خالي تماما لا يوجد به سوا هو نور التي لا يعرف من أين جاءت و لا ظهرت !
لم يختلف حال نور كثيرا عن أدهم ف مجرد أن ألتف و رأته حتي تلاشت أبتسامتها و بدت مصدومه غير مصدقه ما تراه عينها هذا أدهم من عشقته و سكن كياني