روايه جديده بقلم الكاتبة اسراء

موقع أيام نيوز

الرحيل 

  لازم نروح حالا المستشفي !

أنصاعت نور لأوامر أدهم و أستقلا الأثنين سيارة أجره و أنطلقت بهم إلي المشفي 

 

وصل كلا من أدهم و نور إلي المشفي و دخلا ركضا ناحية الأستقبال و من ثم إلي الغرفه المتواجد بها الحاج علي و لكن 

عندما وصلا الأثنين و قفا في ذهول تام عندما رأوا زينا ټنهار بكاء 

لم تنتظر نور أي خبر من أحد و هرولت إلي غرفة أباها لتجده ساكن تماما علي الفراش و يوضع عليه غطاء يخفيه تماما فأقتربت ب سرعه منه و أزاحت الغضاء من عليه و أحتضنته صائحه ب بكاء شديد 

  ماتسبنيش يا بابا أنا محتجالك أوي ليه كدبت عليا و قولتلي إنك مش هتتخلي عني أبدا و أنت أهو سبتني ليه 

كان أدهم يقف عند الباب يراها و هي ټنهار أمامه و لكنه لم يستطع حبس عبراته فأطلق سراحها و أقترب من نور و حاول أن يجذبها من ذراعها قائلا ب رجاء 

  لو سمحتي يا نور تعالي معايا ماينفعش كده أنت كده ب تعذبيه 

ظلت نور تلوي ذراعها ل يفلتها أدهم و تابعت ب بكاء و قد كانت عبراتها بللت وجهها 

 قوم يا

 

                                       

 

بابا ماتبعدتش عني 

لم يجد أدهم أي حل ف جذب نور ب قوه لتسقط بين أحضانه و شدد بذراعيه عليها قائلا ب رجاء و هي يملس علي شعرها 

 خلاص أهدي يا نور أهدي أنا معاكي و مش هسيبك !

ظلت نور تتلوي بجسدها بين ذراعي أدهم محاوله تخليص نفسها 

 سيبني يا أدهم بابا ب

شعر أدهم ب جسد نور يرتخي و تنساب من بين أحضانه فأبعد وجهها ل يجدها قد فقدت وعيها ف مال قليلا بجذعه و لف أحد ذراعيه خلف ظهرها و الأخر أسفل ركبتيها و حملها و توجه بها ناحية أحد الغرف و أدخلها و أسرع في مناجاة الطبيب 

كانت زينا تقف تشاهد ما يحدث ب عيون باكيه ثم رفعت كفها و توجهت ناحية الغرفه المتواجده بها نور 

 

في أحد الحدائق العامه 

جلس عمر علي أحدي المقاعد و عقد ذراعيه أمام صدره و شرد و يحدث نفسه قائلا 

  يعني ممكن تكون البنت اللي حكالي عليها أدهم هي نفسها نور !

طيب أنت هتعمل أيه دلوقت يا عمر في موضوع مها أنت ظلمتها أوي !

 

ب القاهره 

في فيلا الشناوي 

جلست نهله قبالة والدها ب غرفة المكتب قائله ب أصرار 

  دادي أنا لازم أسافر لأدهم !

أبعد عاصم السېجاره من فمها و نظر إليها ب غموض قائلا 

  ليه و بعدين هو أحنا نعرف مكانه فين أصلا 

أبتسمت نهله ب خبث و وقفت لتلتف حول المكتب و أقتربت من والدها و أحتضنته ب ذراعها قائله ب مكر 

  بص يا دادي فين دي ب الساهل أوي نعرفها من جاسر أما ليه دي بقي ف شرحها هيطول !

 رفع عاصم أحد حاجبيه ب تساؤل 

  ليه يا نهله !

أخذت نهله نفسا طويلا و زفرته ب هدوء و عبثت ب كلتا أصابع يديها معا قائله 

  أدهم بقاله فتره في الفيوم و جاسر قال إن أدهم لازق مع بنت مش عارف أيه كده و أحنا بقي لو سبناله فرصه أكتر من كده مش هنقدر نسيطر عليه بعد كده فهمتني يا دادي 

أبتسم عاصم ب خبث معلقا علي كلام ابنته ب 

  جدعه يا بت طالعه لأبوكي 

لمعت عيناي نهله ب مكر شديد قائله بتوعد

  أكيد أما نشوف أخرتها معاك ياسي أدهم !

ضحك عاصم و أمسك بسيجارته الفاخره و عبث ب بعض الملفات الموجوده علي المكتب قائلا 

  أوكي يا نهله بس سيبيني يومين أظبط الموضوع ده !

 أوكي و أنا مستنيه 

 

ب الفيوم 

في مستشفي معتز الخاص 

تأكدت زينا من سكون أختها و خرجت ل تجد أدهم ب صحبة الطبيب يتحدث معه ف تدخلت متسائله 

  نور مالها يا دكتور 

ألتفت الطبيب ناحية زينا متحدثا ب هدوء

  كنت لسه بقول ل أستاذ أدهم إن أنسه نور جالها أنهيار عصبي أكيد طبعا لأن الصدمه شديده عليها 

حركت زينا رأسها ب الموافقه و ما زالت العبرات ب عيناها 

سعل اللطبيب ب هدوء قائلا قبل أن يرحل 

  عن أذنكوا أنا عندي شغل شويه و ه عدي أطمن علي أنسه نور 

 أتفضل يا دكتور طبعا 

بمجرد أن رحل الطبيب حتي أرتمت زينا بين أحضان أدهم و أنفجرت ب البكاء قائله 

  بابا ماټ يا أدهم 

ذهل أدهم من فعلت زينا هذه ف أبعدها ب هدوء عنها قائلا ب توتر 

  آآ الحاج علي ك كان غالي علينا كلنا و و إننا نخسره دي أصعب حاجه 

صدمت زينا من ردة فعل أدهم و كتمت ڠضبها ب داخلها و أكتفت ب أماءه بسيطه و توجهت لتجلس علي أحد المقاعد البلاستيكيه 

 

بعد مرور بضع أيام 

في كلية الفنون الجميله 

توجه عمر إلي قاعة المحاضرات و بمجرد أن دخل حتي لمح مها تجلس بآخر المدرج ب عيون ذابله و بدأ في ألقاء المحاضره 

بعد ما يقرب من ساعتين أنتهي عمر من محاضرته و بدأ في تجميع ما يخصه و لكنه ألتفت إلي مها التي كانت علي وشك الخروج من القاعه و شارده تماما فترك ما بيده سريعا و توجه ناحيتها و هي ينآدي عليها 

توقفت مها و ألتفتت للخلف ب جمود قائله

  أفندم يا باشمهندس عمر 

أخذ عمر نفسا طويلا و زفره قائلا ب تردد ملحوظ 

  أنا أنا كن كنت عايز أتكلم معاك شويه 

بكل هدوء تسائلت مها 

  هي المحاضره خلصت !

عقدت عمر حاجبيه متسائلا 

  اه بس ليه بتسأل !

  طالما خلصت يبقي مفيش أي كلام بينا عن أذنك يا باشمهندش علشان ما اعطلكش و لا تعطلني أكتر من كده !

قالت مها جملتها هذه و لم تنتظر رد عمر نهائيا 

ظل عمرواقفا مكانه مشدوها من ردة فعلها ف هو لم يتوقع هذا أبدا بل ظنها أنها ستكون سعيده و بنفس الوقت شعر ب ضيقا ب داخله يكاد ېمزق قلبه 

 

لم يترك أدهم نور طيلة هذه الأيام ظل ب جانبها يراعيها و يهتم بها و يشرف علي أعطائها الدواء ب نفسه و أيضا كانت حالة نور تتحسن سريعا 

بعد أن ساعد أدهم نور في تناول طعامها نظرت إليه نور ب أبتسامه قائله 

  كفايه كده أنا أكلت كتير أوي يا أدهم

  طيب خلاص براحتك مش هجبرك تخلصي الطبق كله 

جحظت عيناي نور قائله ب ذهول 

  حرام عليك عايزني أكل الطبق بعد كده و لا أيه 

ضحك أدهم معلقا ب 

  زي ما كنت بتجبريني أكل أكلك اللي مش حلو لم كنت تعبان 

عقدت نور ذراعيها أمام صدرها قائله ب حزن طفولي 

  بقي

تم نسخ الرابط