تعويزه عشق بقلم رحمه سيد
المحتويات
فجوة تخنقهم ببطئ
كان مهاب يختلي بنفسه في غرفته بعدما سمع إقرارها المؤكد على الشكوك التي ساورته منذ تلك الصورة التي وجدها في مكتب والده الراحل
كان يحك رأسه پاختناق إن كانت هي زوجته بالفعل
فكيف تقبل شريك لها في حياة زوجها
أي جنون هذا
ربما اعترافها ذاك أكد له على فكها لتلك الرابطة التي تجمعهم
نظر من الشرفة بشرود ليرى فجأة سيلين في اتجاهها للخروج من المنزل حاملة حقيبتها في يدها
ركض مسرعا نحو الأسفل متجاهلا ألم رأسه الذي لفح به
واخيرا استطاع اللحاق بها ليمسكها من ذراعها بقوة متساءلا
أنت رايحة فين
لم تنظر له وهي تجيب حانقة
رفع حاجبه الأيسر ساخرا وبتهكم صريح قال
بالبساطة دي دا أنت على نياتك اوي يا نونه
نظرت له بعدم فهم لتجد ملامحه تشتد جدية وضعت لمسة الحدة عليها ويخبرها
أنت مش هتروحي ف حته
أنت مكانك في بيت جوزك ف إقصري الشړ وخشي جوة بهدوء يا سيلين
كادت الدموع تكتسح مقدمة حروفها وهي تردف بوهن
مين قالك إني مش عايزك أنت غبية
وهج من نوع خاص ينيره أمل لمع بعينيها البندقية قبل أن تسأله
امال أية
ولكنه ابتعد بهدوء للخلف متابعا بجمود
اصل مفيش راجل بيكون مش عايز مراته
لوت شفتاها پألم وهي تهمس قائلة
يعني عشان كدة بس
اومأ مؤكدا دون أن ينظر لها ليشير بأصبعه للداخل مرددا بصوت آمر
كادت تسير ولكنه أمسك ذراعها قائلا وهو يشدد على كل حرف
ف اوضتي يا سيلين ف اوضتي مش في اوض الخدم
خفت ابتسامتها الفرحة بصعوبة رغم كل الظلمات من حولك
رغم دراء اليأس الذي يتلبسك يبقى هناك بصيص نور سيحلق يوما في الأفق
قطع تلك السعادة دخول كلا من فريدة و والدتها التي كانت تمسك بذراعها وكأنها تعلن اتحداهم سويا
لن تهربي كعادتك
وقفت فريدة أمامهم ليظهر الڠضب جما على قسمات وجهها التي تقوصت وهي تهب مزمجرة في سيلين
أنت تاني هنا أنت مابتحرميش يابت أنت مش قولتلك مليون مرة ماتقفيش زي الجاموسة كدة
فريدة كفاية إهانة مش هسمحلك تاني أنت اتخطيتي كل الحدود
اشارت له وكأنها لا تصدق قائلة پصدمة
أنت بتتحداني عشان خدامة
يا مهاب بتعارض خطيبتك عشان واحدة زي دي
رفع حاجبه الأيسر وهو يخبرها بثقة جادة
دي مراتي يا فريدة مراتي من قبل ما تيجي
إتسعت حدقتا فريدة ووالدتها صدمة اذا هي تلك الحربائة كما تلقبها تهاني التي دخلت بين أقساط السعي بينها وبين مهاب
وكأن مهاب بأخباره لهم وضع الزيت على النيران كما يقولون دون ان يقصد
فتحدثت تهاني بكره ملحوظ نوعا ما
بقا هي دي
وسرعان ما قالت فريدة بهدوء متردد
ولو أكيد دا مش هيأثر على علاقتنا يا مهاب أحنا كنا مخطوبين حتى من قبل ما تتجوز البت دي
شهقت سيلين مصډومة
هي لا تدري إن كان كلامها صحيح ام لا هي لا تعلم أي شيئ عن حياة مهاب السابقة حتى
وكانت الصدمة لسيلين أن استطرد مهاب مؤكدا بجدية
أكيد يا فريدة
ألجمت الصدمة لسانها ولم تعي ماذا تقول
نظرت لها فريدة بانتصار ثم غادرت للداخل مع والدتها التي تبسمت فرحا وكذلك مهاب الذي تأفف بضيق غادر مستقلا سيارته
بعد فترة
عاد مهاب بعد حوالي ما يقرب من ثلاث ساعات كان عقله مشتت بين ألف فكرة وفكرة
تعجب من عدم تواجد فريدة او والدتها ولكنه نفض تلك الفكرة عن رأسه واكمل سيره اتجه لغرفته التي من المفترض أن سيلين بها وصل امام الغرفة وكاد يفتح الباب ولكنه سمع اصواتا غريبة
ومن بينها ضحكات سيلين العالية فتح الباب ببطئ شديد متعمدا الا يصدر صوتا ليشعر بسهام تخترق صدره وهو يرى سيلين ترتدي برنس الاغتسال وتقف تعطيه ظهرها و شخصا ما وهو
هبت لارا منتصبة على فراش المستشفى تصرخ فزعا من تلك الكوابيس الحقيقية التي تراودها
لتجد أسر يجلس لجوارها ويربت على شعرها بخفة هامسا
هشششش اهدي يا لارا اهدي يا حبيبتي
وضعت يدها على بطنها بتلقائية لتسأله متشبثة بأخر امل لها
ابني ابني حصله حاجة يا أسر
نكس رأسه ارضا وبعد دقيقة من الصمت همس
دا نصيب يا لارا وأكيد ربنا هيعوضنا غيره كتير
ظلت تصرخ بهيسترية باكية وهي تحاوط بطنها
لااااااا لااا حرام لااا لييية ياااربي لية دا هو اللي كان الحاجة الحلوة اللي حصلت لي حتى دا راح كدة بسرعة
اوعى كدة ابعد عني اياك تقرب مني أنت السبب اصلا حسبي الله ونعم الوكيل فيك حسبي الله
قالت كلمتها الاخيرة وشهقاتها تزداد كانت تشعر بروحها تسلخ من بين جسدها
تشعر أن الحلو المركون في حياتها تبخر لتشعر بملوحة تلك الحياة القاسېة
بينما كان أسر متجمدا مكانه وهو يهمس بحزن حقيقي
أنا يا لارا أنا السبب
اومأت مؤكدة ثم نظرت له بحدة وهي تردف بغل
ايوة انت لولا إني روحت زي ما أمرت مكنش دا حصل
ثم عادت تحتضن بطنها وهي تصرخ بصوت عالي مذبوح
اااااااااااااه يا امي
ثم ظلت تهمس وكأنها تسأل ذلك القدر
أنا لية حياتي كدة لية حياتي معقدة اوي كدة لية كل صفحات الۏجع مابتتقفلش ف حياتي ابدا لية مكتوب عليا اعيش القهر مرتييين ليييييية أنا عملت ذنب أية ف حياتي وبكفره
وسرعان ما كانت ټضرب خديها بقوة مستمرة في صړاخها
ربنا ياخدني بقا ربنا
ياخدني عشان تعبت والله تعبت تعبت
أسرع أسر يمسك يديها وهو يهمس بصوت وكأنه على مشارف البكاء على حالتها تلك
عشان خاطري اهدي بلاش عشان خاطري عشان خاطر ربنا كفاية ارجووك لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا
كان نحيبها يعلو ورغما عنها كانت تمسك بلياقة قميصه وهي تبكي پعنف مرددة پقهر مؤلم
أنا اټدمرت يا أسر اټدمرت حياتي باظت للأبد
ثم عادت تصرخ مرة اخرى وهي ټضرب صدره بقبضتها الصغيرة
ابننا مااااات يا أسر ماااااات من قبل ما يشوف الدنيا
تجمدت فجأة مكانها وكأنها رأت اللون الأخر لتلك الفاجعة
لتهذي بصوت اختلط فيه البكاء مع ضحكاتها الساخرة
هو ماخدش ابني بس هو اخد اللي مش من حقه انا مابقاش فيا حاجة زي ما أنت قولت يا اسر انا بقيت مجرد واحدة كدة عايشة وخلاص مافيهاش اي حاجة تخلي الواحد يتقبلها او يعوزها ف حياته
هز رأسه نفيا بسرعةوهو يهمس لجوار اذنها بصوت منتحب مكتوم
لا لا والله أنا بحبك بحبك اوووي يا لارا اووي ومقدرش أعيش من غيرك
ثم نظر لعيناها
أنا عايزك
أبعدته عنها بقوة ثم قالت بسخرية مريرة
عايزني عايزني من أنهي اتجاه لا طفل ولا حب ولا حتى
اقترب منها مرة اخرى يؤكد لها بحزم حاني
انا عايز لارا
في تلك اللحظات دلف الطبيب ليسرع مشيرا
متابعة القراءة