تعويزه عشق بقلم رحمه سيد

موقع أيام نيوز


الڠضب فقط وقلقه عنهم كفيل بمحوه ليهب ادراج الرياح  
وما إن رأتها والدتها حتى قالت في هدوء 
اهي جات خلاص أنا هقولها تمام 
ماشي هقفل أنا يا كاميليا 
ولكن حنين أشارت لها مسرعة لتلتقط منها الهاتف في ثوان تتحدث بنبرة ناعمة 
وحشتني اوي يا انكل هترجعلنا امتى  
أغمض عينيه لدقيقة يعلن الحداد على تلك الدقات التي ثارت داخله  

وتأثيرات رهيبة سارت بين عروقه عاد يسيطر على مقاليد حياته  
واخيرا تحدث بصوت خشن 
معلش يا حنين أنا في شغل مش فاضي للدلع ده ولازم اقفل يلا سلام 
وكاد يغلق الخط ولكن قبل ان
يغلق تسرب صوت تعرفه جيدا لأذنيها كان كفيل بأعلان بدأ الأشټعال بين احشاؤوها  
حمزة أنت لسة ما لبستش 
رمت الهاتف لوالدتها وهي تردد في حنق واضح 
اخوك ده جاي على نفسه وبيسأل علينا لية تعب نفسه بصراحة 
اجابتها والدتها بحزم صلب 
إنت عارفة إنه مش أخويا يعني كتر خيره مهتم بينا وبيخاف علينا كأنه اخويا فعلا 
جلست بجوارها متنهدة تقول وكأنها على وشك البكاء 
طب لية عودنا انه هيكون جمبنا على طول انا فعلا بقيت حاسه انه زي بابا الله يرحمه ف حنانه وقلقه وعصبيته  
ربتت والدتها على كتفها لتخبرها مغيرة الموضوع 
المهم حمزة بيقولك شريف صاحبه اللي احنا عارفينه ده بيثق فيه هيروح لعميد الكلية بتاعتك عشان يوافقوا يغيروا لك القسم اللي إنت عايزاه 
اومأت موافقة لتسألها مستفسرة 
طب وهو هيعرفني ازاي والكلية 
حمزة قاله على كليتك وكدة وهو هيروح للعميد وبعد ما يتكلم معاه هيبعت لك المهم يلا قومي انزلي الكلية عشان متتأخريش 
اومأت بهدوء 
ماشي يا ست الكل سلام 
 
بينما على الطرف الأخر إلتفت حمزة ل شذى 
انت لسة ما لبستش لية يا حبيبي 
نفض يدها عنه مسرعا بحدة وإلتقطت هي وهج عيناه السوداء الذي اشټعل بلهيب أحمر غريب وهو ينهرها 
شذى سبق وقولتلك ماتقربيش مني بالطريقة دي قبل كدة إنت مابتفهميش ولا إية 
هزت رأسها نافية لتقترب منه ببطئ 
لأ بفهم بس سبق وقولتلك بردو إني بحبك وأنت مش عايز تفهم  
وتقريبا هو رجل ينعش قلبه تلك الحروف بالحب حنينه تلك الصغيرة التي أسقطته بين براثن عشقها الأسر  
يتمناها هي يتخيلها هي يريدها هي وبشدة  
اسمعي إنت عارفة كويس أني مابحبكيش وماوعدتكيش بأي حاجة فبلاش الشغل ده مش هياكل معايا إنت هنا بمزاجك مش جاية على وعودي بالجواز يعني  
تأوهت هي من قبضته القوية لتومئ پألم 
طيب ايدي يا حمزة 
تركها كلفظة يمقتها أستهلكت غضبه المرتكز داخله كنقطة يزداد عمقها مبتلعة كل دقة مشتاقة تصدر منه  
ليقول وهو يتجه للمرحاض بجمود 
اطلعي برة وأنا هخلص وألبس واجي
أنا عايزاك خليني معاك مراتك ولو ليلة واحدة حتى
نظر لها باستحقار ليستدير ويدلف للمرحاض 
اغلق باب المرحاض خلفه ليقف تحت المياه بملابسه يتحسس خصلاته وهو شارد في صوت تلك أسرة الفؤاد 
وحشتني  
كانت مجرد حروف كلمة عابرة وفطرية لمن هو كمثل خالها او شخص اعتادت وجوده في حياتها  
ولكن كان لها تأثيرا اخر على كومة مشاعر تضاربت من تلك الحروف الواهية  
على تلك الدقات التي تخضع لكلمتها البسيطة في إطار عشق حديدي  
ضړب الحائط امامه بقوته يهتف في ڠضب خلقه صراعه النفسي 
امتى هقدر ابعد عنها بقا امتى هبطل احلم بيها امتى هبطل اعشقها
دلفت لارا بخطى بطيئة نحو مكتب أسر ذاك المكان الذي أصبحت تخشاه وتخشى ذاك اسر الذي يعاملها بحدة زائدة عن باقي الموظفين  
تعلم انه بحث عن كل معلوماتها
ولكنه لم يصل لكل شيئ سوى المعلومات الطبيعية فقط  
وهذا ما سنح لقلبها أن يرفرف بسلام  
فتحت الباب ببطئ وهي تمسك بالقهوة بين يديها ليرفع نظره تلقائيا يحدج بها بنظرات مخشبة ومفاجأة كادت تجعلها تشهق  
فتقدمت ببطئ شديد حتى سمعته يزمجر بخشونة جامدة 
ماتخلصي إنت هتزحفي ولا إية مش كفاية كل ده تأخير القهوة دي مفروض أشربها قبل ما اوصل يا استاذة  
وضعت القهوة ونظرت ارضا بحرج قبل أن تهمس 
دي اول مرة اتأخر محصلش مصېبة يعني  
فجأة نهض ليلقي بالقهوة على الارض فتحطمت مصدرة صوت الشظايا التي ماثلت شعورها المرتعد في إنفجاره  
لتهشق عاليا 
اية ده حرام عليك انا ظبطها بصعوبة 
سمعته ېصرخ فيها پغضب جم 
جيبهالي متأخر ومتأخرة عن شغلك وكمان بتبجحي  
 نعم هي شجاعة ولكن أمام نظراته الحادة تلك التي تسقط عليها كصوت رعد يعلن نهاية الحياة  
هي جبانة  
إلتصقت بالباب خلفها تغلق عينيها بتوتر 
الظاهر
إنك محتاجة تربية من اول وجديد عشان تعرفي الأصول 
إبتلعت ريقها بازداء وصدى تلك الإهانة يتردد داخلها  
لتهتف بغيظ شابه الحنق 
لا انا متربية كويس ماسمحلكش تقولي كدة  
حاولت فتح الباب بيدها ولكنه كان الأسرع  
نظر في عيناها مباشرة وكانت تلك تقريبا اول مرة تتعمق خيوط عيناه البنية عن قرب  
فهمست بصوت مبحوح 
لو سمحت سيبني اخرج 
 
 
مش هاكذب انا صريح جدا إنت عجباني  
للحظة تردد بخلدها صوت الطبيب وهو يخبرها عن حالة والدتها المړيضة 
ماخبيش عليك يا أنسة لارا والدتك حالة قلبها صعبة اوي ولازم لها عملية للقلب بس يمكن مكلفة شوية 100 ألف جنية وللأسف لازم يتدفعوا قبل العملية  
تذكرت ايضا توسلها له 
ارجوك هجيب والله الفلوس بس العملية تتعمل انا مليش غير ماما والله 
ولكن تحطمت امالها في ثوان 
انا اسف لو كنت انا المسؤل لوحدي مكنتش اتأخر عن مساعدتك لكن دي قوانين المستشفى ومقدرش اخالفها وده مش مبلغ صغير دول 100 ألف جنية  
 فدفعته بقوة صاړخة فيه 
ابعد عني انت مچنون  
رفع حاجبه الايسر باستحقار
يتهكم 
يا سلام دلوقتي فوقتي إية كانوا مشربينك حاجة أصفرة لما كنتي في الواحات ولا إية  
إتسعت حدقتا عيناها پصدمة فجوة الألم
تزداد انتصارا في الأتساع بين ثنايا روحها وهي تضعف اكثر  
من أين علم وكيف اصلا
لم تدري ولم تشعر سوى أنها بقيت تحدق
به مصډومة ليكمل هو 
حظك أنك وقعتي معايا فمتحاوليش تمثلي الاحترام  
هزت رأسها نافية بهيسترية 
لا ابعد عني ملكش دعوة ملعوون ابو الفقر  
ارادت الخروج ولكنه اكثر وهي تحاول الفرار  
ومن دون تردد كانت ټصفعه بكل ما تملك من شظايا قوة لتسرع بالفرار من بين قبضته  
فهمس هو يجز على أسنانه حتى اصدرت صوتا قويا
على اساس محترمة اوي بس وحياة امي لاعرفك إن الله حق
كان مهاب يحادث حمزة صديقه منذ الجامعة  
في الهاتف وهو يتجه بسيارته لمنزل سيلين ليأخذها تشاهد منزلهم المستقبلي كما تحايل عليه والده  
سمع صوت حمزة يقول 
ماتظلمهاش معاك يا مهاب أنت ملكش ف جو الستات ده اصلا خلاص ارفض 
للأسف شغلنا متوقف على الجوازة دي يا حمزة 
اللي يريحك يا مهاب بس رأي إنك على الاقل ماتظلمش البت 
هحاول يا حمزة المهم أنت خلص الشغل اللي ف امريكا ده وانجز كدة 
منا ناوي بأذن الله مصر وحشتني 
هأ مصر بردو يلا سلام يا حمزاوي 
ضحك بخشونة يرد 
سلام يا مهاب 
وصل مهاب امام باب منزل سيلين فترجل من سيارته متجها نحو الداخل ليجدها تهبط على درجات السلم بهدوء هدوء مشوه بالرفض الذي يتلألأ بين مجاحر عيناها  
أشار لها دون كلمة نحو السيارة وغادروا سويا في طريقهم للقاهرة  
لم تتحدث ولو للحظة وكأنها تخشى مجرى الحديث الذي سينتهي بزمجرة تميت أمل جديد داخلها
إلتفت لها يهمس
 

تم نسخ الرابط