يمني بقلم إيمان حجازي

موقع أيام نيوز


التي رأها معه .. كان يتردد بداخله اجابه ذلك السؤال في كل مره يراهم سويا ويشاهد تلك العلاقه التي تجمع بينهم والتي لم تكن سوي علاقه طفل بوالدته .. وليس بالتبني .. ولكنها لم تتزوج غيره فذلك يعني انه طفله ايضا !!! .. لااا وألف لاااا مستحيل ان يكون له طفل !! هو يعرف مرام جيدها من المستحيل ان يكون له طفل منها ولم تخبره به .. هي اكثر من يثق بها ويثق بحبها له ومهما فعل معها لن يصل بها ڠضبها الي ان يكون ذلك الطفل ولده وهي لم تبلغه بذلك .. نفي عبدالله تلك الفكره من رأسه علي الاطلاق مؤكدا لنفسه ان مرام لن تفعل امرا كهذا فهي اكثر من تعرف عبدالله حق المعرفه واقربهم لقلبه وهي اخر شخصا بالكون ممكن ان تأتيه الطعنه منها ...

وهو مازال غاضبا متعجبا من تصرفاتها البنت يا مرام هي اللي ماټت .. الولد عايش .. تمارا هي اللي ماټت 
كانت مرام تبكي بحزن شديد ولكن بوتيره ولهفه اقل من تلك الحاله التي تملكتها من قبل حين ظنت ان الطفل هو من اصابه مكرووه ... اخذت تتطلع اليها جيدا ولكن هذه المره

كطبيبه وليست كأم .. تبين لها انها لم تمت فعل شئ سهل او هين من تحول لون جلدها الي تلك الزرقه الحالكه والتي مازالت تحت تتحول اكثر لتصل الي السواد .. شهقت مرام فزعه من رؤيتها هكذا ونظرت الي الاطباء ورددت پخوفاخدتو منها عينه ډم .. حد عملها تحاليل .. وصلتو لحاجه !!
تقدم احد الاطباء قائلا بالفعل يا دكتور ده حصل وحاليا التحاليل في المعمل لسه شغالين عليها ..
مرام پحده فين المعمل ده ..
حد يوصلني ليه ..
اومأ لها الطبيب بأيجاب وتقدمت معه ودموعها لم تتوقف عن الهطول وقلبها ېتمزق علي حال تلك الطفله البريئه التي فقدت حياتها في مثل هذا العمر ولكنها اصرت علي معرفه لما تلك الحاله التي توصلت اليها قبل وبعد مۏتها .. تلك الحاله التي ولأول مره تري مثلها ....
تركها عبدالله تغادر معهم ومازال عقله حائرا في تفسير تلك الدوامه التي تحدث حوله .. اتجه عبدالله الي الطفل يطمئن عليه ايضا .. سأل الطبيب بأهتمام هو الولد عنده ايه يا دكتور 
ردد الطبيب بعمليه لسه التحاليل بتاعته برضه مطلعتش لكن الواضح جدا انها انيميا حاده .. سوء تغذيه شديد عمله فقر في الډم وده اللي جابله سخونيه نتيجه تكسير كريات الډم عنده بشده ووصلته للحاله دي .. ممكن كمان يكون بيحس بدوخه وحاجته الشديده للنوم وان جسمه دايما همدان .. احنا اديناله فيتامينات كتير وخافض للحراره ومضادات حيويه وطبعا ده مع العنايه في البيت بالتغذيه والانتظام علي العلاج هيبقي احسن ان شاء الله .. 
شكر عبدالله الطبيب ونظر الي الطفل فوجده يبكي في صمت وضعف عبدالله وهو يحمله ببطئ وعنايه كي لا يتلف شيئا من الابر الموصله به قائلا له في حنان انا مش هقولك متزعلش عليها ولا متعيطش .. لا ازعل وعيط وطلع كل اللي جواك .. لكن الراجل الحقيقي هو لما بيقع او بيتكسر بيقوم تاني اقوي من الاول .. عارف انها اختك وانك زعلان ومش مصدق انها بعدت عنك .. بس تعرف هي راحت مكان احسن من هنا .. راحت عند ربنا اللي هيعيشها في الجنه .. وانت هتحتاج ايه ليها اكتر من انها تدخل الجنه عند ربنا .. عارف انك كنت بتحبها بس هي في الاول والاخر روح ربنا جابها الارض وخدها تاني .. انت دلوقت لو فضلت علي الحال ده كتير ربنا هيزعل منك ومش هيدخلها الجنه .. انت عايزها متدخلش الجنه 
هز ادم رأسه في نفي وضعف وبكاء قائلا لا .. عايزها .. تروح ..الجنه .. عند .. باباها .. ومامتها .. 
احتضنه عبدالله اكثر مربتا عليه قائلا يبقي خلاص يا بطل .. يبقي دلوقت تدعي ربنا وتقوله يارب ډخلها الجنه وتقرالها الفاتحه .. حافظ الفاتحه 
اومأ له دومي بالايجاب وفتح يديه كما اخبره عبدالله واخذ يقرأ لها الفاتحه ويدعو لها بأن تدخل الجنه مع والديها وتنعم بها ودموعه مازالت تتدفق علي فراقها .. اخذ يفعل مثله عبدالله علي الرغم من حزنه عليها ولكن الشعور الذي تولد بداخله تجاه ذلك الطفل وأمره كان يشغل الحيز الاكبر من مشاعره وعقله .. 
التالون...!
رددت مرام تلك الكلمه پصدمه شديده وذهول اكبر بعد ان رفعت رأسها وبصرها من علي الميكروسكوب الطبي الموجود داخل ذلك المعمل.. ردد احد الاطباء قائلا حضرتك قلتي حاجه 
استدارت مرام بجسدها ببطئ وهي تنظر اليه ومازالت مصدومه مما رأت .. فما دخل طفله لم تتعد العام السادس من عمرها ان يصل الي جسدها ذلك الفيروس اللعېن.. رجعت بذاكرتها الي السنه الماضيه من عمرها حينما كانت بألمانيا ومازالت تجري ابحاثا وتجارب حول انواع الفيروسات التي ممكن ان تصيب جسد الانسان ..
قبل سنه...
كانت مرام بصحبه ذلك العالم المشهور المدعي جيستين بألمانيا والذي نسب له دراسات متعدده في عالم الطفيليات وسلوكها وتأثيرها علي جسد الانسان .. كان في ذلك الوقت في زياره خاصه كعادته الشهريه
الي الجامعه التي عينت بها مرام كأكبر جراحه قلب واستاذه جامعيه مرموقه لها اسمها بها .. كان يجمعها به الاحترام والعمليه وكذلك الود والامانه العلميه .. كان يعتبرها كأبنته ويفخر بنجاحها وتقدمها التي وصلت اليه في مثل هذا العمر .. وكان ايضا معجب بشده لذكائها وفضولها الشديد للطفرات العلميه حتي وان لم تكن نفس مجالها ..
كانت تتحدث معه بالانجليزيه في تلك الليله
اتيت قبل مرور شهر هذه المره دكتور جيستون 
جيستون بضحك ايزعجك ذلك 
مرام بضحك متبادل لا ليس الامر كذلك ..ولكن اثار فضولي قليلا وانتابني بعض القلق .. انت لا تفعل ذلك الا بحدوث امر هام 
جيستون بجديه نعم ولذلك طلبت منك البقاء بتلك الجامعه وانتظاري .. 
مرام ما الامر سيدي !! 
جيستون فيروس جديد .. ولكنه لعنه 
جيستون هذه ليست ككل مره .. وهذا الفيروس

لم اري مثله في حياتي ابدا .. يختلف كليا عن اي شئ رأيته من قبل 
مرام بفضول وقلق مثل ماذا 
جيستون مثل انه يدخل جسدك في يوم ولن يظهر الا بعد سته ايام اخري .. لا يمكن لأي جهاز او فحوصات مهما كانت دقيقه ان تكشفه .. يدخل الي جسدك ويخرج بروحك بعد 6 ايام فقط .. ولا سبيل للخلاص منه 
مرام پخوف وفضول ايضا كيف سيدي .. ولما يأخذ تلك ال ايام ولم نستطع كشفه .. وماذا عن مصله المضاد له 
جيستون الم اقل لكي لعنه .. يدخل الي الجسد في اليوم الاول ولم يشعر الشخص بأي اعراض جانيه او ألم يصبح ذلك الفيروس غير مرئيا تماما اذا تم البحث خلفه .. الي ان يصل لدورته السابعه وبعد ذلك ينفجر بأعداد مهوله بعد ان يمر بدوره جديده كل يوم تنتهي باليوم السابع .. يتكاثر في اليوم الواحد بنسبه بليون الي خمسه بليون فيروس جديد ليكتمل في الدوره السابعه .. اربع ساعات فقط بعد انفجاره قادره علي ټدمير جسد الشخص بأكمله والذهاب به الي الچحيم .. 
انتاب مرام الخۏف والريبه من ذلك الفيروس واخذت تدعو ربها بأن لا يصيب احدا في يوم ما .. فسألت سيدي .. ما اسم ذلك الفيروس وكيف عثرت عليه 
اخفض العالم جيستون رأسه في اسف للأسف .. كان بالصدفه .. وذهب اول ضحاياه الطبيب العالمي المرموق .. مشرفه يونس 
يا دكتور ..!!
عادت مرام بذاكرتها الي الوقت الحاضر بعد ان انتشلها صوت الطبيب ... اجابته بحزن ايوه !
الطبيب كنت بسأل حضرتك .. وصلتي لحاجه .. احنا مقدرناش نعرف او نحدد ايه الكائن ده او حتي ايه سلوكه 
هزت مرام رأسها بنفي وهي مازالت تحت تأثير الصدمه ولا انا .. 
لم تنسي ذلك اليوم الذي رأت فيه ذلك الفيروس في مرحلته الاولي وكيف بدي لا شيئا امامها كالمياه تماما .. وفي مرحلته السابعه وهو يبدو في اقوي صوره له .. ولكن ينتابها سؤال وحيره شديده .. ما دخل تلك المسكينه الصغيره بالطبيب مشرفه يونس .. يمكن تصديق الامر علي الطبيب مشرفه فهو طبيب مشهور عالمي وسفير وله اعدائه .. ولكن تلك الطفله ما ذنبها كي يتغلغل بجسدها ذلك اللعنه .. كانت تتدفق الدموع منها علي الرغم منها وقررت الخروج لعبدالله وقص عليه الامر بأكمله فهو اكثر من سيفيدها برأيه .. لعل تجد لديه
بعض الاجابات لحيرتها تلك ..
قرر عبدالله الخروج والذهاب الي مرام لرؤيه الي ماذا توصلت وترك والدته بجوار الطفل مثل ما اصرت بعد ان علمت ان حفيدها مازال علي قيد الحياه..
بمجرد ما اغلق الباب خلفه ونظر امامه حتي وجد بعض الاشخاص يرتدون بدل سوداء وكذلك نظارات سوداء ضخمه ويبدو عليهم الهيبه والرياء قادمون بأتجاهه .. ظل واقفا مكانه ليري الي اين مقصدهم ولكنه صدم عندما وجدهم يقفون امامه ويخرج رئيسهم بطاقه صغيره من جيبه كبطاقه الهويه .. نظر عبدالله اليها واستطاع معرفه هويتهم وشعر بالقلق الشديد بعد رؤيتها ..
تحدث رئيسهم بالفرنسيه انت المدعو عبدالله احمد الحسيني !
اجابه عبدالله بأيماء وبلغه فرنسيه ايضا نعم .. ما الامر 
الرجل انت قمت بزياره باريس منذ شهرين اليس كذلك 
عبدالله نعم .. فعلت ذلك 
استدار الرجل بجسده الي الخلف وهو يعطي الامر للرجال خلفه قائلا احضروه 
شرع الرجال في تقييد يد عبدالله وهو لا يعلم اي شئ علي الاطلاق سوي ان هؤلاء الاشخاص من المخابرات الفرنسيه .. نطق عبدالله بأستفهام وشك ماذا فعلت .. الي اين تأخذونني 
اجابه احدهم اصمت ايها اللعېن ولا تنطق بحرف قط .. هيا تقدم معنا 
عبدالله بصوت اعلي مهددا الي اين .. توقفوا .. انا لم افعل شيئا 
في نفس الوقت خرجت مرام متجهه الي عبدالله ولكن هوي قلبها بين قدميها وهي تراه مقيد بالاصفاد فصاحت في انفعال وخوف وهي تجري خلفه عبداللللللله .. 
لف عبدالله رأسه اليها وهو مازال يمضي معهم قائلا اليها بسرعه مراام .. بسرعه اتصلي بأدهم وبلغيه ان المخابرات الفرنس..... 
لم يكد عبدالله يكمل جملته حتي هوي احدهم برأس علي رأسه بضربه قويه افقدته وعيه .. صړخت مرام خلفه في فزع 
وبعد مرور ثلاث ساعات بدأ عبدالله في استعاده وعيه قليلا ولكنه مازال يشعر پألم شديد حاول جاهدا ان يفتح عينيه ولكنه لم يستطيع بسبب تلك الغمامه السوداء التي كممت عينيه .. حاول ايضا تحريك يديه او قدميه ولكنه وجدهم كذلك مصفدين .. كل ما حاول ادراكه هو
 

تم نسخ الرابط