منقذي الزائف بقلم بتول علي
المحتويات
وتغضب بعدما سمعت فادية وهي تتحدث بتلك الطريقة ولكن على عكس توقعات الجميع فقد ابتسمت مروة طوقت رقبة زوجها برفق وهي تقول
فعلا أنت عندك حق يا ماما في كل كلمة قولتيها المفروض فعلا آية وعمرو يطلعوا شهر عسل مع بعض بس أنا عارفة كويس أن آية مستحيل توافق على حاجة زي دي لأنها لحد دلوقتي بتحب ياسين ولسة مش متقبلة فكرة ۏفاته وده لأنها زوجة
ظهرت نظرات المكر في عيني مروة واتسعت ابتسامتها وهي توجه بصرها نحو آية مستطردة
كلامي صح يا آية مش كده برضه يا حبيبتي
تدخل عمرو في الحوار مؤكدا وجهة نظر زوجته
مروة عندها حق يا ماما آية مستحيل توافق أننا نسافر ونروح مع بعض شهر عسل.
وبعدين يا ماما هو أنت نسيت أن آية متقدرش تبعد لحظة واحدة عن ابنها وأكيد هما مش هينفع ياخدوه معاهم وهما رايحين يقضوا شهر عسل.
تحولت نظرات الجميع نحو آية التي أرادت أن تكسر رأس مروة ولكنها أخفت حنقها ببراءة وهي تتحدث بصوت هادئ للغاية
نشوة الانتصار هذا ما شعرت به مروة بعدما أجبرت آية على رفض الأمر الذي كانت تريده منذ البداية.
نظرت فادية إلى آية وربتت على كتفها قائلة بحنو
ربنا ما يحرمنيش منك يا ست الكل أنت الخير والبركة وربنا موفقني في حياتي بسبب دعواتك يا غالية.
احتقنت ملامح مروة بسبب رقة آية المصطنعة وتملقها الزائف لفادية والذي يجعل الأخيرة تحبها وترضى عنها لدرجة أنها أرادت أن ترسلها في رحلة شهر عسل برفقة عمرو وكأنها نسيت أنها كانت زوجة لابنها ياسين الذي لم يمض عام على ۏفاته.
آية عاملة زي السوسة بتفضل تتمسكن لحد ما تتمكن.
ذهب مالك برفقة شقيقته آية إلى منزل هبة لكي يطمئن عليها ويتفقد وضعها فهو لا يزال يشعر بالقلق والخۏف ويخشى أن تقدم على الاڼتحار مرة أخرى.
رحبت بهما هبة وأحضرت لهما مشروبات باردة على الرغم من شعورها الضيق من وجود آية التي صارت ضرة لصديقتها المقربة.
مر بعض الوقت قبل أن يستأذن مالك ويغادر برفقة آية التي انتظرت حتى ابتعدا عن منزل هبة ثم نظرت إلى شقيقها وهي تهتف بحنق
أنا بجد مش فاهمة إيه اللي عجبك في البني آدمة الرخمة دي! بجد دي واحدة قليلة الذوق وأظن أنت كنت شايف بعينك هي كانت بتتعامل معايا إزاي من شوية.
زفر مالك بضيق وتحدث وهو يرمق شقيقته بنظرات حانقة بسبب أسلوبها الغير ودود وسوء ظنها بالأخرين
يا آية حرام عليك قدري ظروف هبة والحالة النفسية السيئة اللي هي بتمر في محنتها وليس هذا فقط بل قام بڤضح ابن عمه الذي كان سببا رئيسيا في معاناتها
خليك أنت كده يا أخويا عامل نفسك مش شايف حاجة طالما الموضوع متعلق بهبة ست الحسن والجمال واللي أنا مش
فاهمة إيه الحلو اللي فيها عشان تسحرك بالشكل ده وتسرق النوم من عينيك وإيه اللي يخلي أحمد يتجنن أوي كده لدرجة أنه يتصرف بالشكل المتهور ده لما قررت أنها تسيبه!
ابتسم مالك وهو يجيب على السؤال الذي يحيرها
بدافع عنها لأني بحبها يا آية أنا بحب هبة من زمان بس هي كانت بتحب أحمد ابن عمي اللي دمر حياتها ودلوقتي أنا هعوضها عن كل اللي شافته بس مستني منها تديني فرصة واحدة وساعتها أنا هخليها أسعد بني آدمة على وش الأرض وبالنسبة لأحمد فهو بني آدم واطي وخلاص كلها مسألة وقت وهيدفع تمن كل اللي عمله ولو هو فاق من الغيبوبة ساعتها هيتسجن ولو فضل على الوضع اللي هو فيه ده ھيموت ويريح الناس من شره.
أجل فقد سقط مالك في عشق هبة من النظرة
معها فقد خسړت فرصة الحصول على شهر عسل وكل ذلك بسبب مروة التي من الواضح أنها لن تتنازل أبدا عن زوجها وسوف تفعل المستحيل حتى تبعده عنها.
الحمد لله يا هبة دلوقتي الناس كلها عرفت أنك كنت ضحېة ولو في لسة أي حد بيضايقك فدول شوية متخلفين وهيبطلوا يعملوا كده مع مرور الوقت.
نطقت مروة هذه العبارة وهي تربت على كفي هبة التي اتصلت بها قبل بضع ساعات وأخبرتها بزيارة كل من مالك وآية إلى منزلها وهذا الأمر جعل مروة ټتشاجر مع فادية التي كانت تمنعها من التواصل مع هبة طوال الفترة الماضية بحجة سمعتها السيئة وفي المقابل سمحت لآية بذلك.
أخذت هبة تبكي وهي تردد بنبرة نادمة
أنت كان عندك حق يا مروة عڼيفة لا تزال تفاصيلها عالقة في ذهنها.
إيه يا حبيبتي اللي أخرك كده! أنا بقالي ساعتين قاعد هنا في المطعم ومستنيك.
قالها أحمد بابتسامة ودودة وهو يستقبل هبة التي نظرت له باشمئزاز قائلة بحدة
إياك تقول ليا حبيبتي مرة تانية خلاص يا أحمد كل حاجه بيننا انتهت بعد ما عرفت أنك واحد غشاش وكذاب أنا مش مصدقة أني اتخدعت فيك أوي كده وأنك طلعت في الأخر مجرد واحد مدمن وبتشكل خطۏرة على نفسك وعلى غيرك.
نكس أحمد رأسه بخزي وهو بس في نفس الوقت أنا بحبك أوي ومش هقدر أعيش من غيرك.
شعرت هبة بالتقزز من نفسها لأنها وقعت في حب أحمد وتراجعت بضع خطوات للخلف حتى تغادر المطعم ولكن قبض أحمد على رسغها وهو يهتف برجاء
أرجوك يا هبة خليك معايا وما تبعديش عني أنا مستعد أعمل أي حاجة عشان خاطرك بس خليك جنبي واوعي تسيبيني.
كان عقل هبة
يحثها على ترك أحمد والرحيل بخلاف قلبها الذي كان يلح عليها أن تمنحه فرصة أخرى لكي يثبت لها صحة حديثه.
التفتت هبة نحو أحمد ورفعت حاجبها الأيسر وهي تسأله بحدة
أنت عايز تفهمني أنك بتحبني وعندك استعداد تعمل أي حاجة عشاني!
أومأ لها أحمد فتابعت بنبرة متشككة
يعني لو قولتلك أنك لازم تدخل المصحة عشان تتعالج وتخلص من هتوافق على كلامي ولا هتتخانق معايا زي ما اتخانقت مع أبوك وسيبتله البيت
لم تنتظر هبة سوى بضع ثوان قبل أن يأتيها جواب أحمد الحاسم والذي أشعرها بالسعادة وأدخل البهجة والسرور إلى قلبها فقد أخبرها أحمد أنه سوف يفعل أي شيء من أجلها وإذا كانت تريد منه أن يذهب إلى المصحة ويتعالج فسوف يفعل ذلك بشرط أن تبقى بجواره وترافقه في رحلة العلاج ولا تفترق عنه مهما حدث.
وضعت هبة يدها في يد أحمد ووافقت على حديثه وهي تظن أنها ستصلح من حبيبها الذي تعشقه ولم تكن تدرك أنها سوف ټندم أشد الندم على هذا القرار الذي اتخذته بعدما قامت بتنحية عقلها وسمحت للعواطف والمشاعر بالسيطرة على تفكيرها وهي تتخذ هذا القرار المصيري.
الفصل الخامس
دلف عمرو إلى غرفته ووجد مروة تبكي بشدة فتوجه نحوها وجلس بجوارها واحتضنها وأخذ يربت على كتفها قائلا
مالك يا حبيبتي بټعيطي ليه هو فيه حاجة وحشة حصلت وأنا برة!
رمقته مروة بعتاب وهي تجيبه بحشرجة
لا الحاجة الۏحشة دي حصلت وأنت موجود النهاردة الصبح وهي أن أمك المحترمة عرضت عليك تاخذ الهانم اللي كانت مرات أخوك وتسافر بيها شهر عسل ولولا أن أنا وصلت في الوقت المناسب كان زمانك بتقولها حاضر يا ماما هعملك اللي أنت عايزاه.
شعر عمرو بالحزن على زوجته التي أجبرت على تحمل ما لا تطيق تحمله أي امرأة أخرى وهز رأسه نافيا ظنها به
مستحيل يا مروة أنا عمري ما كنت هوافق أني أروح شهر عسل مع آية لأني بحبك أنت وبس وعمري ما هحب أي واحدة تانية وبالنسبة لآية فهي هتفضل بالنسبة ليا أرملة أخويا وعمري ما هبص ليها على أنها زوجتي.
أبعدته مروة عنها وذهبت إلى الطرف الأخر من السرير فلحق بها وهو يقول
يعني الموضوع بتاع الصبح ده هو اللي مزعلك ومخليك تشكي في حبي ليك
أومأت برأسها ثم أشاحت بوجهها للناحية الأخرى فربت عمرو بيديه على كتفيها قائلا بلطف
أنا عمري ما هيهون عليا زعلك يا حبيبتي وعشان كده أنا هاخد أجازة من شغلي وهطير أنا وأنت أسبوع على الغردقة نغير فيهم جو ونبعد عن النكد اللي موجود هنا في البيت.
ابتسمت مروة وهي تردد بفرحة لم تتمكن من السيطرة عليها
أنا بحبك أوي يا عمرو ربنا ميحرمنيش منك يا حبيبي.
تلقت هبة اتصال من أماني وكادت تغلق الخط ولكن أخبرتها الأخيرة أنها تريد أن تلتقي بها لكي تتحدث معها في أمر مهم للغاية.
شعرت هبة بعدم الارتياح ولكنها وافقت على عرض أماني في النهاية وذلك بسبب إلحاح الأخيرة وإصرارها على هذا اللقاء.
اتصلت هبة بمالك لأنها لم تعد تثق في أي شخص سواه فهو الوحيد الذي وقف معها في محنتها بعدما تخلى عنها الجميع وساعدها في إثبات براءتها.
أجاب مالك على الاتصال قائلا
إزيك يا هبة عاملة إيه
شعرت
هبة بالإحراج بعدما استنتجت من نبرة صوته أنه كان نائما واستيقظ بسبب رنين الهاتف.
كرر مالك سؤاله فأجابته هبة بخفوت
أنا الحمد لله كويسة بس اتصلت بيك لأني عايزاك في موضوع مهم أوي.
اعتدل مالك في جلسته قائلا بجدية بعدما استشعر قلقها من نبرة حديثها
خير يا هبة لو فيه أي مشكلة حصلت قوليلي وأنا هتصرف على طول.
أطلقت هبة تنهيدة قبل أن تخبره بأمر أماني واختتمت حديثها بقولها
أنا رضيت أروح أشوفها لأنها فضلت تزن عليا عشان أوافق أقابلها بعد ساعة.
حرك مالك رأسه وأومأ بتفهم قائلا
تمام يا هبة إديني العنوان اللي هي هتقابلك فيه وأنا هكون عندك خلال نص ساعة وهشوف هي عايزة منك إيه بالظبط لأني بصراحة مش مرتاح ليها وحاسس أن ليها غرض مش كويس من ورا المقابلة دي.
أملت هبة العنوان لمالك ثم
أنهت الاتصال وتوجهت نحو خزانة ملابسها وأخرجت منها فستان مناسب وارتدته ثم غادرت المنزل بسرعة حتى
متابعة القراءة