رواية في قبضة الاقدار بقلم نورهان العشري

موقع أيام نيوز

حمار كمان. أبو تقل دمك !
ما أن وصلت إلي مقعدها حتي سمعت صوته الجهوري في مكبر الصوت يقول بنبرة قاطعه 
آخر مرة حد يدخل ورايا القاعه . ياريت الكل يعرف مواعيده و يلتزم بيها .مش هكرر كلامي تاني !
إلتفتت الأعناق تطالعها خلسه بينما إزدادت الهمهمات حولها فتمنت لو أن الأرض تنشق و تبتلعها في تلك اللحظه و هي تري كل هذه العيون تحدق بها فغمغمت بخفوت من بين أسنانها 
إلهي تنشك في لسانك يا بعيد . 
فجأة رفع رأسه يطالعها فبرقت عيناها من أن يكون قد سمعها و لكنها وبخت نفسها لغبائها فكيف له أن يسمعها و كل هذه المسافه تفصل بينهم . 
زفرت بحنق و قامت بإخراج إحدي

أوراقها و مرت نصف ساعه و هي تحاول حل هذا الإختبار الغبي الذي يشبه صاحبه كثيرا و الذي خرج ليجري مكالمه هاتفيه فانطلقت الهمهمات من حولها و بدأ الجميع بتراشق الأوراق التي تحوي علي إجابات بعض الأسئله و كانت هي تنظر اليهم بتحسر فهي لم تتعرف علي أحد سوي بعض الفتيات و علاقتها بهم سطحيه لهذا شعرت بالحرج من أن تطلب منهم أي شئ لذا وضعت رأسها في الورقه أمامها في محاوله منها للتركيز حتي تتمكن من إنهاؤه و لكنها تفاجئت بأحدهم يلقي عليها أحد الأوراق ففتحتها لتنظر إلي ما بها و ما أن قرأت كلمتان حتي تفاجئت بذلك الخيال الضخم يقف خلفها قائلا بصوته الجهوري و نبرته القويه 
يا غشاشه !
كانت كلماتهم كهجوم إرهابي كاسح علي قرية جميع سكانها أعزل فلكم أن تتخيلوا بشاعه ما فعلوه !
نورهان العشري 
أنا سما . بنت عم حازم و خطيبته !
برقت عيناها للحظه من كلمتها الأخيرة التي جعلتها ترتد خطوة إلي الخلف و هي تقول بعدم فهم 
نعم ! خطيبته ! 
اجابتها سما بلهجه تقطر حقدا
أيوا خطيبته إلي ډمرتي حياتها . و خطفتي منها حبيبها و كنتي السبب في مۏته ! لا و مكفكيش كل دا دانتي بكل بجاحه جايه ترمي بلاكي علينا و تلبسينا عيل مش أبننا و كل دا عشان إيه! عشان تورثيه! 
أخرسي !
جاءت صرخه غاضبه جمدت الفتاة بمكانها و كأن دلوا من الماء المثلج سقط فوق رأسها و لكن كانت مفاجأة جنة أكبر حين رفعت رأسها و رأت السيده أمينه والدة حازم التي سمعت تلك الكلمات المسمومه التي ألقتها سما علي مسامعها فامتقع وجهها و لأول مرة تجد نفسها غير قادرة علي النطق و لا حتي الدفاع عن طفلها فقط تساقطت عبراتها دون أن تشعر لتتقدم منهم أمينه التي ناظرت سما پغضب قبل أن تقول بتوبيخ 
جرا إيه يا بنت همت . أتجننتي خلاص! إزاي تقولي إلي قولتيه دا ! فكرتي أن البيت دا معادلوش كبير يحاسبك !
صدمت سما من حديث أمينه الذي لم تتوقعه فخرجت الكلمات مبحوحه من بين شفتيها المرتجفتين 
بنت همت ! دلوقتي بقيت بنت همت يا ماما أمينه مش كنتي بتقوليلي يا مرات أبني ! 
أهتزت حدقتيها و شعرت بأسهم ناريه تنغرز بقلبها لدي سماعها حديث سما ولكنها تجاهلت ذلك كله و قالت بقسۏة 
أبني إلي بتتخانقي عليه دا راح للي خلقه . و إلي بتغلطي فيها دي مراته و أم إبنه . و إياك أسمعك بتقولي حاجه غير كدا فاهمه !
شيعتها سما بنظرات الخسه قبل أن تقول بحنق من بين قطراتها 
فاهمه . فاهمه يا مرات عمي !
هرولت سما إلي الداخل منتحبه بينما إلتفتت أمينه إلي جنة تناظرها بتعالي و ڠضب قبل أن تقول بتوبيخ 
شوفتي بقي دخولك في حياتنا عمل فيها إيه ډمرتي حياة أبني و ضيعتي مني بنتي التانيه و دمرتيلها حياتها هي كمان ! 
كثرة الضغط يولد الإڼفجار و هذا هو حالها لدي سماعها كلمات أمينه و للحظه شعرت پغضب هائل داخلها فتجمدت العبرات بمقلتيها و قست ملامحها قبل أن تقول بحدة 
أنا مضربتش إبنك علي أيده يا حاجه . إبنك أتجوزني بإرادته و بكامل قواه العقليه علي فكرة . و ياريت تفتكري الكلام إلي أنتي لسه قيلاهولها دلوقتي. إني مراته و أم إبنه الحاجه الوحيده إلي بقيالك منه !
كانت نبرتها تحمل ټهديدا صريحا لم تخطئ أمينه في فهمه بل توسعت عيناها بدهشه فتلك الفتاة ليست بالسهله علي الأطلاق و لكنها ستلقنها ما تستحقه . ما أن أوشكت علي الحديث حتي تفاجئت بصوت قوي ذو نبرة قاسيه أتي من خلفها 
صوتك ميعلاش و أنتي بتتكلمي مع الحاجه أمينه الوزان !
جفلت جنة حين رأته قادم تجاهها و قد قست ملامحه و نبرته عن ذي قبل فاهتز جسدها لثوان فهي لم تكن تقصد ما تفوهت به بل كانت تريد نفي تلك الإتهامات الباطلة التي توجهت لها و إذا به يظهر من العدم و كأنه اختار هذا الوقت تحديدا ليأتي و يسمع ما تفوهت به ليضيف إلي كرهه لها سببا آخر. 
أخذت نفسا طويلا
تم نسخ الرابط