رواية في قبضة الاقدار بقلم نورهان العشري
المحتويات
للرد إنما جاء صوته باردا و نظراته غامضه حين قال
و إيه الغريب في كدا
كان تركيزه منصب كليا علي جنة التي لم تستطع أن تبقي عيناها المحتقره أمامه أكثر من ذلك فتجاهلته و نظرت أمامها ففسر تصرفها هذا علي أنه خوف اشعره بالراحه قليلا ليجيب سالم و هو يضغط علي كل كلمه يتفوه بها
يعني بصفتها إيه هتقعد هنا
جنة مرات حازم الله يرحمه و أم إبنه و طبيعي يكون مكانها هنا بعد مۏته .
الټفت الأعناق تناظره پصدمه و تسارعت الأنفاس تحت نظراته الثاقبه المسلطه عليهم بقوة و خاصة حين أضاف بتهكم
معقول يا عدى تكون نسيت ! دانتا الشاهد الأول علي جوازهم !
و لا إيه يا مؤمن !
لحسن الحظ جاء دخول أمينه إلي الغرفه الذي انقذهم من مأزق !فقد أستأذنت منهم للذهاب إلي المطبخ لتأمر العاملين به بعمل وليمه إحتفالا بمجئ أصدقاء الحبيب الراحل . و ما أن أطلت عليهم حتي قالت بحبور
تحدث مؤمن بلطف
دا نورك يا ماما أمينة . طمنيني عليكي عامله إيه دلوقتي
أمينه بلهجه حزينه
الحمد لله.. الحمد لله على كل حاجه
فأضاف مؤمن بصدق
وحشتينا قولنا نيجي نشوفك
أمينه بود
دي أحسن حاجه عملتوها متتخيلوش زيارتكوا دي ردت روحي إزاي
كان الحديث يدور أمام فرح التي كان داخلها يغلي من الڠضب من أولئك البشر الذين لا يملكون أدني إحساس بالذوق فقد كانوا يتجاهلون وجودهم تماما و كان كل الترحيب منصب فوق هذان الشابان و التي لم ترتح لهم و شعرت پخوف شقيقتها منهم و قد أيقنت بأن العيش هنا لن يكون سهلا أبدا و أن الأيام القادمة ستكون شاقه علي كلتاهما و لكنها كانت تقمع تلك الأفكار بعقلها خلف ستار من اللامبالاة بينما كان هو يقتنص تعبيراتها بين الفينه و الآخري و هو يشعر بما يعتريها و لكنه لم يتفوه بحرف إلي أن قاطع حديثهم الممل دلوف سليم إلي باب الغرفه فتنبهت جميع حواسها و شعرت بأنها تختنق فقد كان تنفس الهواء ذاته مع ذلك الشخص البغيض يغضبها و قد أتتها رغبه قويه في الهرب حتي لا تراه أبدا .
سليم كنت عايز أتكلم معاك شويه !
كانت هذه الجمله التي ألقاها عدى فهبطت فوق قلبها كسوط من ڼار جلد ما تبقي لها من ثبات فاهتز الكوب بين أصابعها و سقط ليتحول إلي أشلاء جرحت قدمها و لكنها لم تشعر بشئ فقد إعتصرت قلبها قبضة قويه فهي تعلم عدى جيدا و كم هو وضيع و أيضا ذلك الرجل الذي يستمتع بإتهامها شتي الإتهامات دون أن يؤرقه ضميره لثانيه واحده .
تري أي حديث سيجمع بينهما !
هبت فرح لمساعدة شقيقتها و صړخت أمينه في إحدي الخادمات حتي تأتي للملمه الزجاج المنثور و هي تقول بجمود
مش تخلي بالك
حدجتها فرح بنظرة ناريه ثم قامت بإنتزاع إحدي المناديل الورقيه من العلبه أمامها و مسحت قطرات الډماء التي أنبثقت من جرحها الذي لم يكن غائرا فاقترب منها سالم ليطمئن عليها قائلا بإختصار
هزت جنه رأسها فيما التفتت فرح تناظره پغضب كبير لم تكبح نظارتها في إخفاؤه و تجلي في نبرتها حين قالت بجفاء
جنة محتاجه ترتاح شويه . السفر كان مرهق عليها !
هز رأسه دون حديث فيما تحدثت أمينه قائله بجفاء
الغدا الساعه تلاته أعملوا حسابكوا !
لم تجبها أيا من الفتاتين بل إن فرح لم تنظر إليها و كأن الحديث غير موجه إليهم فيما قال سالم بفظاظه
يالا عشان أوريكوا المكان الي هتقعدوا فيه
كان الڠضب يغلف لهجته و لكنها لم تلحظ ذلك فقد كان ڠضبها يمنعها من رؤيه تلك النظرة الحادة التي حدج بها والدته و خرج دون أن يتفوه بحرف بينما تبعته فرح و من جانبها جنه التي دون إرادتها حانت منها نظرة إلي ذلك الذي يراقب ما يحدث بإستمتاع و كأنه كان يتوقع أنها ستنظر إليه فعندما التقت نظراتهم حاول جاهدا أن يحمل نظراته أكبر قدر من الإحتقار مما أدى إلي إتقاد الڠضب بداخلها و شعرت بمدي خطأها حين إتخذت ذلك القرار الغبي في المجئ إلي هنا ..
وصلوا إلي باب الفيلا و ألتفت
متابعة القراءة