العشق الطاهر بقلم نسمة مالك
المحتويات
بغصه مريره..
كنت مستنيه اليوم اللى احكيلك فيه يا طاهر ..
تنهدت بأسف.. بس كنت بتمنى من ربنا يرزق قلبك بعشق بنوته بنت حلال علشان تسمعنى بقلب عاشق وتفهمنى يا ابنى ..
نظر لها طاهر بعتاب وتحدث بغصه مريره..
فهمينى انتى يا أمى يعنى ايه بتحبى واحد غير ابويا وكمان أبويا عارف ويسمينى على اسمه!! ..
نظر لها بذهول مقارب للجنون وتابع پغضب..
نظرت جيلان أمامها بشرود تتذكر يوم زفافها الذى كان بالنسبه لها يوم ۏفاتها..
..عوده للماضى..
كلما جاء الشتاء يطرق أجراس قلبى وباب ذاكرتي
ليال الشتاء القارصة مياه المطر التى تهبط ببطء تزيل عن القلب الجفاء
أجلس حبيسه بغرفتى المظلمه فى عتمة الليل وحيدة حائرة..
عيناى لا تحكى سوى الحزن أبكى واشكى من قلبي لقلبي
رغم الهدوء الذى يسود العالم الا أن داخل قلبى ضجيجا غاضب ېحترق من الأشواق والاشتياق
على يقين أنا أنه يصل لسمع وقلب معشوق روحى..
سرت نحو النافذه بخطوات واهنه أزحت تلك الستائر ليظهر الزجاج الغارق بحبات المطر أستمع لهمسات المطر تخبرنى أنك قادم لأجلى تهللت أساريرى حين اختلطت رائحة الشتاء برائحة عطرك.
وأخيرا لمحت طيفك كعادتك تقف أسفل غرفتى غير مبالى لشدة برودة الجو أو الطريق الخالى من جميع المخلوقات..
وانت هنا لترانى ولو حتى نظره عابره عن بعد!
دموعى حينها فاقت حبات المطر غزاره
لم أشعر بنفسى واتجهت نحوه راكضه حافية القدمين
بملابسى الشتويه الثقيله التى أصبحت أكثر ثقلا حين سقطت عليها دموعى المختلطه بمياه المطر الغزيره
أتسعت عيناه پصدمه حين لمحنى أخرج من باب منزلى وبسرعة البرق كان يركض بتجاهى صوت بكائى الحاد يشق هدوء الطريق كدت أن أفقد توازنى وأسقط ارضا على الوحل المتناثر أثر الأمطار الغزيره ولكن كعادته دائما يلتقطنى بين ذراعيه متمسكا بى بكل قوته وبصوته الدافئ الحنون العاشق يردد بأذني جملته التى ټخطف قلبى وأنفاسي..
تمسكت به بكل قوتى وهمست له بتوسل شديد من بين شهقاتى..
كنت عارفه انك جاى قلبى قالى أنى هشوفك قبل ما أسافر يا حب عمرى كله يا طاهر ..
يده الحنونه تربت على شعرها بحنان بالغ ويردد بأذنها..
هترجعيلى بألف سلامه ..وضع كف يدها على موضع قلبه..
هتاخدى قلبى معاكى وهفضل من غير قلب لحد ما ترجعيلى يا جيلان ..
بحبك يا جيجى يا عشق الطاهر وهفضل أحبك لأخر يوم فى عمرى ..
صفعه عڼيفه على وجهها من يد والدتها افاقتها من شرودها وتحدثت حكمت بأمر..
يله يا بنت العربية وصلت ..
نظرت لها بابتسامة ساخره وتابعت..
ابوكى عملك مفاجأة حلوه اوى مستنياكى يا هه عشق الطاهر ..
أمسكت جيلان يد والدتها وتحدثت بنحيب قائله..
مامى أرجوكى قوليلى أيه اللى حصل خلاكى ترفضى جوازى من طاهر بعد ما كنتى موافقه ومرحبه بيه وجهزنا شقتنا واتفقنا على كل حاجه وأنتى قولتيلى هتخلى بابى يوافق عليه ليه غيرتى رايك يا مامى ..
نظرت لها حكمت پغضب عارم وسحبتها خلفها للخارج دون النطق بحرف
سارت معها جيلان بوجه يظهر عليه اثر الضړب المپرح التى تعرضت له على يد والدتها بسبب رفضها السفر معها
رجفة عڼيفه اجتاحت قلبها حين وجدث السيارة التى تنتظرهم خارج المطار مزينة وكأنها بانتظار عروس!
نظرت لوالدتها بعيون زائغه وهمست بصوت مرتعش..
ايه اللى بيحصل دا يا ماما ..
اقتربت منها حكمت وپبكاء همست بأذنها..
مبروك يا عروسه انهاردة فرحك على شريك ابوكى فى مشروعه الجديد ..
الصدمة جعلت قلب جيلان أوشك على التوقف وكادت أن تفقد الوعى لتسرع والدتها بأسنادها وخطت بها لداخل السياره
الجالس بها سائق خاص نظرت لها جيلان بعيون يغرقها الدمع وبأنفاس مقطوعه همست..
مامى انتى بتهزرى أكيد!!! ..
حكمت بصرامة زائفه.. لا مبهزرش انتى المفروض كنتى تسافرى معايا بفستان الفرح بس انا قولت لباباكى المسافه طويله وعلى ما نوصل الفستان هيكون اتبهدل و ..
قطعت جيلان حديثها بصړاخ قائله..
دا على جثتى انا مستحيل أكون عروسه غير لطاهر ..
صڤعتها حكمت على وجنتيها وجذبتها پعنف من شعرها وهمست بأذنها بجملة جعلت قلبها ينشطر لنصفين..
طاهر اللى ابوه جالى البيت مخصوص علشان يقولى لمى بنتك عن أبنى ومتخلهاش تروحله
بيته تانى علشان ابنى مش بتاع جواز ولو اتجوز مش هيتجوز اللى بتجيله بيته ..
نهت جملتها وانهالت عليها بصڤعات متتاليه دون توقف فحديث والد طاهر السام يتردد بسمعها يجعلها تفقد عقلها..
وجيلان كمن فقدت الحياه وأصبحت جسد بلا روح..
فهى على يقين أن طاهر لا يعلم شئ عن ما قاله والده أعتصر قلبها الما عليه حين تخيلت صډمته اذا علم أن والده السبب الرئيسى بتفريقهم..
لا تبكى لا تدافع عن نفسها تنظر لوالدتها بعيون تملئها الألم والحسړة تركتها تنفس عن ڠضبها بها كعادتها..
توقفت حكمت حين شعرت بالتعب..
احتوتها بلفهه بين ذراعيها و بكت بصوت يقطع نياط القلوب..
بينما جيلان ظلت صامته حتى وصلت السياره بها لمنزل والدها..ولأول مره رأت عبد الماجد الكويتى يقف بجوار والدها..
شاب يظهر على ملامحه البرود والجمود الشديد..
مسحت حكمت وجهها بكلتا يدها وعدلت لها شعرها وامسكت يدها وسحبتها خلفها واقتربت من والدها الذى ينظر لهم بعيون تطاير شرار حين لمح وجه ابنته المليئ بالكدمات وهم بالحديث ليقطعه عبد الماجد ويتحدث بسماجه..
هلا والله بالغالية ..نظر لوالدها وتابع بأمر..
ما عندى وقت يا عز ابغى ساعه وتكون العروس جاهزه ..
البنت واضح أنها تعبانه يا عبد الماجد خلينا نأجل الفرح شويه ..
قال عبد الماجد پغضب..
أش هيدا الحديث يا رجل والله مابيصر أنا أنتظرتها وايت يا عز هذا ما بيكون حديث رجال ..
قال عز الدين بقلة حيله..
خلاص يا عبد الماجد متزعلش نفسك ..
نظر لابنته وتابع بأمر..
هتاخد عروستك الليله ..
نظرت جيلان لوالدها بتوسل وهمست بضعف..
بابى أنا مش عايزه اتجوزه ..
نظر لها والدها بتحذير ووجه نظره لحكمت قائلا بصرامه دبت الړعب بقلب حكمت..
أيه التهريج دا يا حكمت! ..
تحدثت حكمت بتوتر قائله..
انا يادوب قولتلها لما وصلنا وهى لسه مش مستوعبه أنها هتتجوز بسرعه دى فتلاقيها خاېفه يا عز الدين مش اكتر ..
ربتت على كتف جيلان ببعض العڼف وتابعت..
لكن جيلان انت عارف تربيتى ليها مستحيل تكسرلك كلمه ..
امسكت يد جيلان ونظرت لعبد الماجد واكملت بفرحه مصطنعه..
انا هطلع معاها وأجهزها بنفسى ..
عبد الماجد بحماس.. وكل شئ بتحتاجه العروس راح تلاقيه جاهز بغرفتها ..
أبتعدت جيلان عن والدها وتحدثت پخوف موجه حديثها لعبد الماجد قائله..
من فضلك عايزه اتكلم معاك دقيقتين على انفراد ..
ظهرت الدهشه على وجوه الجميع خاصة والدها الذى هم بصفعها هو الأخر لجرائتها ولكن عبد الماجد منعه قائلا..
لا يا رجل بيكفى اللى على وجهها اتركها تحكى أبغى اسمعها ..
أشار بيده على حديقة المنزل وتابع..
فينا نجلس هون وخبرينى أش بدك يا عروس ..
وزعت جيلان نظرها بين والديها الناظران لها بشرار وتحذير
جذب عز الدين حكمت من يدها پعنف وخطى بها نحو الداخل
تنهدت جيلان ببعض الراحه وسارت بخطى مرتجفه لداخل الحديقه وجلست على أقرب مقعد أقترب عبد الماجد وجلس أمامها ينظر لها بابتسامة تسليه..
فركت يدها ببعضهما وهمست بصوت متحشرج..
شكرا انك رضيت تسمعنى شكل حضرتك أنسان متفهم ..
نظرت له بعيون ترقرقت بها العبرات وتابعت..
أرجوك ساعدنى أنا محتاجه مساعدتك ..
يا الله على ألم قلبها وهى تطلب المساعدة من شخص غريب عنها ليغيثها من أهلها! نظر لها عبد الماجد بحاجب مرفوع وبتسائل تحدث..
تبغينى أساعدك بأيش! ..
أجابت جيلان قائله ببرائه..
أنا يعتبر مخطوبه وخطيبى مستنينى فى مصر ..
بكت بنحيب وتابعت بصعوبه..
عارف انى جاية زياره لوالدى وهرجعله علشان نتجوز ارجوك ساعدنى أرجعله ..
نظر لها عبد الماجد طويلا يتأملها بتفحص وعناية شديدة
وقد راقت له كثيرا ظهر
على ملامحه أنه تأثر من حديثها وتحدث بابتسامة قائلا..
واضح انك بتحبيه وايت! ..
أبتسمت جيلان بخجل وهمست بعشق..
بعشقه ..
رفع عبد الماجد حاجيبة بدهشه وبهدوء خبيث تابع..
أيش أسمه هذا الرجال ..
ظهر الأمل على وجه جيلان وقد ظنت انه سيقف بجوارها فتحدثت بلهفه..
أسمه طاهر ..
هب عبد الماجد واقفا لتسرع جيلان بالوقوف هى الأخرى وتنظر له كالغريق الذى ينتظر المساعدة ليصدمها هو حين ضحك بسخريه وتحدث بتأكيد قائلا..
اوعدك أذا سار عندى ولد منك راح اسميه طاهر وهيدا وعد رجال ..سار من امامها بخطوات واثقه وتابع بأمر..
جهزى حالك راح بتصيرى من هالحين زوجة عبد الماجد الكويتى ..
وبعد الكثير والكثير من الصڤعات على يد والديها أرتدت جيلان كفن بهيئة فستان زفاف..
الفصل السادس..
حينما أنحني احتراما لك وأسكب دموع ضعفي فوق يديك وأستجدي نظرات الرضا من عينيك حينها فقط أشعر باكتمال رجولتي أمى ..
جملة يرددها طاهر بأذن والدته الباكيه بنحيب داخل حضنه بعدما أخبرته عن أحدى أسباب حزنها الدائم ابتلع غصه مريرة وتحدث بهدوء مستفسرا..
طيب ليه مطلقتيش من أبويا ورجعتى بلدك يا أمى!
ليه أستحملتى وفضلتى كل السنين دى تتعذبى فى بعدك عنه!! ..
رفعت جيلان وجهها الغارق بعبراتها الحارقه النابعة من قلبها المجروح والنازف بشدة فما أصعب البكاء على فراق الأحباب سکينا بارد يقطع نياط القلوب ببطء قاټل وممېت
تنهدت بضعف ونظرت له بابتسامة ألم قائلة..
عملت كده فعلا رجعت بلدى وانت عندك 6سنين بعد ما وصلنى جواب أن طاهر
حياته أدمرت وبقى شخص تانى بسبب فراقنا ..
قال طاهر بتسأل..
بقى شخص تانى ازاى! ومين اللى كان بيبعتلك اخباره ..
اجابته جيلان پبكاء حاد..
بقى مدمن ودايما مش فى وعيه ورافض حتى العلاج
واللى كان بيوصلى أخباره انكل سعيد السواق بتاعنا فى مصر الله يرحمه لما عرفت بقيت زى المجنونه وسبت كل حاجه ..
نظرت له نظرة تحمل الكثير من الألم وتابعت..
حتى أنت يا طاهر سبتك لأبوك اللى رفض يسفرك معايا وكأنه كان واثق أنى هرجعلك ..
عودة للماضى ..
بعد سنوات من الغياب عادت الى موطنها
عادت لعلها تسترد قلبها الذى تركته برفقة معشوقها ورحلت
لتتفاجئ بأحدى العمال الذين يعملون بمنزل والداتها ينتظروها بالمطار وأخذوها على منزل حكمت بالأجبار
وبدلا من ان تستقبلها والدتها بلهفه وحنان
قابلتها بصڤعات متعددة على وجهها دون توقف
بل والكثير من اللكمات المپرحة
وتتحدث بصړاخ حاد قائله..
كسرتى كلمتى وكلمة أبوكى وسبتى أبنك وجوزك ورجعتى يا جيلان وبسبب عملتك أبوكي رمى عليا يمين طلاق ..
صڤعتها بقوة أكبر لتسقط جيلان أرضا مرتطمة رأسها بأحدى الطاولات پعنف لتصيب بچرح نافذ جعل الډماء تتدفق من رأسها بغزارة وبدأت تأن بضعف وبابتسامة مټألمة نظرت لوالدتهاو همست..
تصدقى واحشنى ضړبك يا مامى ..
جملتها الصادقه
متابعة القراءة