روايه بقلم ساره المصرى

موقع أيام نيوز


المجانين سايبلها ثروته كلها فى ايديها 
نظر خالد خلفه ثم قال باستياء 
بابا لو سمحت وطى صوتك 
واصل أبوه غير مباليا به 
من ساعة ما شوفتها وانا مش مرتاحلها ابدا من امتى وهوا بيسيب كل حاجة فى ايدين حد لا وكمان يتجوزها 
قال خالد فى هدوء يناقض تمام ڠضب ابيه 
بابا كلنا عارفين ان ايلا قد المسئولية دى واكتر وبعدين دى فى الاول والاخر فلوسه وهوا حر فيها 

رد اسامة من بين اسنانه 
فلوسه 
وكور قبضته فى شړ 
فلوسه دى احنا لينا فيه حق و 
ضړب خالد الحائط بكفه هذه المرة وهمس في حنق 
انا مبقتش صغير عشان اصدق الكلام ده حقك انت ضيعته من زمان وكتر خير عمى انه وافق اصلا يشغلك 
طرق اسامة بظهر يده على صدر ولده 
بقا انا عامل كل ده عشانك وانت تقول كدة 
رد خالد فى حنق 
انا مش عاوز حاجة ريح نفسك مش هاخد حاجة مش من حقى 
هز اسامة رأسه في تأفف 
مفيش فايدة فيك ابدا 
وتركه وذهب راقبه خالد حتى اختفى وهو يغمض عينيه فى مرارة والده لن يكف عن طمعه بما ليس له فيه حق ابدا اضاع ثروته كلها فى الماضى وعاد يحاول ان يزرع فى عقله ان لهما حق فى اموال عمه ليجاريه فى خططه 
رآها تمر من امامه وهى تخفى وجهها بيدها ليناديها فى لهفة 
ملك 
تنهدت وهى تلتفت له تمسح دمعة على وجنتها اقترب منها في قلق 
مالك يا ملك انتى بتعيطى 
ردت بعدم اكتراث 
لا ابدا 
مال اليها يتمعن بها 
انتى بس ايه اللى مضايقك متضايقة ان باباكى اتجوز وسلم كل حاجة لايلا 
رفعت رأسها وعقدت ساعديها تجيبه پحقد يعادل الحقد الذي تشعر أنه يحمله هو وابيه لهما 
الفلوس بس هيا اللى بتفكر فيها انت ووالدك لكن اى حاجة تانية لا صحة بابا متستاهلش انى اقلق عليها ولا انت شايف ايه 
اغمض عينيه في ألم قاسېة كعادتها تجرحه دوما بكل طريقة عمدا كان او بدون 
يعرف جيدا انها تشعر به ولكنها لاتبالى بحبه بل تتهمه دوما ودون اى دليل تراه لايفكر بها الا من اجل المال وهو حتى الان يتخذ العذر لها فتجربتها السابقة كانت قاسېة الى حد كبير وافقدتها الثقة فى نفسها وفى الغير ولكن الى متى سيظل هذا التنافر بينهما الى متى سيظل يحمل وزر غيره 
لقد أحبها منذ طفولته 
أحبها من قبل أن يعرف كيف يكون الحب من الأساس 
تحمل مالا يتحمله انسان وهو يراها تزف الى غيره 
تألم لألمها حين فشلت زيجتها فلم يتمكن شعوره بالراحة لعودتها حرة ان يسيطر على حزنه لحزنها 
هو لايتمنى شىء في الحياة سوى ان تتيقن فقط من صدق مشاعره فلو كذبته عيناها الف مرة سيظل قلبه يردد حبها الاف المرات 
فتحت جينا باب الغرفة فى بطء وبدأت فى فك بعض ازرار قميصها وهى تمد يدها الاخرى الى زر الاضاءة لتتفاجىء بيوسف يجلس على طرف الفراش 
تراجعت خطوتين وهى تضع يدها على صدرها وتشهق فى خوف 
نهض يوسف ونظر لها لحظات قبل ان يقول فى تهكم حمدلله ع السلامة يا هانم 
ردت وهى تتجه الى احد المقاعد فى زوايا الغرفة جالسة فى هدوء 
ايه اللى جابك بدرى 
نظر لها شذرا وهو يجيبها في غيظ 
جيت لما المربية كلمتنى وقالت ان الولد تعبان وسيادتك مش موجودة كالعادة ومش بتردى ع التليفون 
واضاف وهو يشير لها بسبابته فى ڠضب 
انا مش فاهم انتى ام ازاى يعنى سايبة ابنك للمربية وقولنا ماشى معندكيش خبرة لكن حتى مترديش عليها تشوفيها عايزة ايه وتطمنى على الولد 
رمقته بعدم اكتراث وهى ترفع قدما فوق ساقها لتخلع حذائها 
لم يحتمل أكثر فاقترب في حنق وجذبها من معصمها لتقف امامه هاتفا 
لما اتكلم معاكى يبقا تردى عليا 
حاولت ان تفلت معصمها من قبضته وهى تصيح به 
انت عايز ايه منى بالظبط 
زاد من ضغطه على معصمها وهو يقول من بين أسنانه 
عاوزك متنسش انك اصلا موجودة هنا عشانه عايزك متنسيش حقوق ابنك عليكى 
بصعوبة افلتت معصمها وهتفت وهى تتحسسه فى الم عارفة كلامك ده وحافظاه كويس وسمعتهولى مېت مرة بس انت عاوز ابنك يتربى بطريقتك وعلى مزاجك وعلى تقاليد مجتمعك ودينك اللى معرفش عنهم حاجة 
مسح وجهه في محاولة فوق طاقته حتى لايفتك بها 
وانتى اصلا محاولتيش ده الولد بيحب المربية عنك اسمعى يا جينا ده اخر تحذير ليكى انتى كل طلباتك مجابة العربية احدث موديل وجبتهالك الشهر اللي فات ومن هنا ورايح انتى اللى هتوصلى وتجيبى ابنك من اى حته فاهمانى 
رمقته طويلا وبدأت فى خلع ملابسها قبل ان تقول في برود 
اوكيه 
والتفتت اليه لحظة لتضيف 
انا محتاجة فلوس 
قطب جبينه في استنكار 
فلوس تانى انتى بتعملى بيهم ايه بالظبط امال الفلوس اللى ادتهالك دى كلها الاسبوع اللى فات راحت فين 
توقفت عما تفعله ووقفت فى مواجهته وهى تعقد ساعديها تجيبه ببساطة مستفزة 
يوسف انت مش لسة حالا قايل ان وجودى هنا عشان ادم وبس خلاص انا كمان محتاجة المقابل قصاد حياتى مع راجل مبيحبنيش ولا بيقرب منى قصاد قعدتى فى بلد لا ليا فيها اهل ولا اصحاب قصاد وجودى جنب طفل سيادتك لحد دلوقتى شايف ان وجوده منى غلطة 
ادم يحبها رغم كل شىء وهو حتى اللحظة الاخيرة لا يريد ان يكون سبببا فى حرمانه منها فلاذنب له ان حظه العاثر قد اوقعه فى اب انجبه من ام لاتصلح لذلك مطلقا فى لحظة طيش شاء حظه ان يأت من رحم اخر من تمنى ان تكون اما لاطفاله تنهد وهو يتذكر ايلينا يعلم انها ستكون اما رائعة 
كم تمنى الطفل الذى اجهضته تمنى ان يرى بعينيه طفلا يحمل ملامحهما وروحيهما معا تراها كانت جادة حين اخبرته بأمر زواجها 
عقله لايصدق حتى الان ما اخبرته به مر ما يقرب من العام وهو يواصل البحث عنها دون جدوى فهل حكمت عليهما بالفراق للابد هل

استطاعت ان تتوقف عن حبه بالفعل !!! 
جلست ايلينا على حاسوبها تتابع فى تركيز شديد كل ما يخص المجموعة وما انجزته خلال العام الماضى 
عام انقضى وتغير به الكثير فقد ماټ احمد عزام بعد شهرين بالضبط من سفره لتنتقل ادارة المجموعة بأكملها اليها فالوصية التى تركها كانت واضحة فهى لها حق الوصايا على مازن ويارة 
اما ملك فقامت بعمل توكيل رسمى لها بالادارة واجهت كل عقبات الدنيا فى البداية فكونها امرأة جعل الكثير من موظفى المجموعة ينحازون لاسامة واضعين العراقيل فى طريقها ولكنهم لم يعرفو بعد بتحديها ومثابرتها فقد نجحت فى اعادة التوازن الى كل شىء اجبرت الاغلبية على الاعتراف لها بالاحتراف التام وتخلى الكثير عن اسامة لينضمو اليها وبخبرتها التى استطاعت اكتسابها فى وقت ضئيل من عملها مع احمد عزام استطاعت زرع عيون لها فى المجموعة لتنقل لها كل الاخبار وتعرف انتماءات الجميع كما زرعت مثلها خارج المجموعة لتخبرها بكل ما يخطط له المنافسون اصبحت مخضرمة وتعلم جيدا ان الكثير ربما يسلك طرقا غير شرعيه لاسقاط مجموعة عزام وهى لن تسمح لهذا ان يحدث لن تنسى ابدا وقوف خالد الى جوارها واخلاقه واخلاصه فى العمل كم تمنت لو غيرت ملك رأيها فيه وتخلت عن عقدتها القديمة لتخرج من بوتقه الماضى التى حبست نفسها فى تجاربه دقات متواصلة على مكتبها رفعت لها رأسها وابتسمت وهى تخلع نظارتها الانيقة 
موكا ايه النور ده كله 
ابتسمت ملك وهى تعقد ساعديها قائلة 
ايه يا عم المهم ايه اللى واخدك مننا 
ابتسمت ايلينا فى تعب 
شغل المجموعة اديكى شايفة 
صفقت ملك فى جذل 
قده طبعا الكل كان فاكر ان المجموعة هتقع پوفاة بابا الله يرحمه مكنش حد هيتوقع انها هتبقا اقوى من الاول كمان 
ردت ايلينا فى بساطة 
متبالغيش 
جلست ملك مردفة 
والله يا ايلينا ما كنت عارفة من غيرك كنا هنعمل ايه لولاكى كان زمان اسامة واخالد استولو 
قاطعتها ايلينا فى غيظ 
انتى لسة بتحطى خالد وابوه فى نفس الكفة يا ملك حرام عليكى يا شيخة ارحمى الراجل بقا 
اشاحت ملك بوجهها فنهضت ايلينا لتجلس على الكرسى المقابل لها مردفة فى حنان 
ملك افتحى قلبك لخالد اديله مجرد فرصة مش هتخسرى حاجة 
رفعت ملك عينيها الحزينتين الى ايلينا تشي لها بمخاوفها 
فيه ايه خالد زيادة عن التانى عشا اغامر بقلبى معاه من جديد نفس الكلام النظرات الحب الوهم اللى فضلت عايشة فيه سنين وفى الاخر طلع كله كدب خدعة 
امسكت ايلينا بكفيها وقالت في رقة 
ملك انتى حاسة بحاجة ناحية خالد وبتحاولى تقاوميها
بتحاولى تقنعى نفسك انه وحش وتحاول تقنعيه انك رافضاه بس الحقيقة مش كدة 
نهضت ملك فى حدة وهى تنزع كفيها من يدى ايلينا لتعود الى تجهمها 
دى الحقيقة هوا وابوه طمعانين فى الثروة هوا عمره ما حبنى وانا عمرى ما حبيته 
نهضت ايلينا وتمعنت بعينيها لحظات قبل ان تواجهها في حسم 
يبقى بتكدبى على نفسك يا ملك 
لم ترد ملك هذه المرة بل التقطت حقيبتها فى عڼف وهى تفر من امامها وقبل ان تلحق بها رن جرس هاتفها فالتقطته بسرعة وهى تقول 
ايوة لو المناقصة رسيت على مجموعة البدرى تعتبرو نفسكو كلكو مرفودين افتكر كلامى واضح 
واغلقت المكالمة وعينيها تلمع ببريق غريب مرددة فى خفوت 
واخيرا هنتقابل تانى يا يوسف 
الفصل الثلاثون 
خرجت من مكتب صديقتها هاربة من حقيقة تخشى دوما مواجهتها 
فارة من مشاعر تخشى ان تتمكن منها اكثر او ان تأخذ مساحة من خيالها أو أي أهمية 
حاولت ان تتحسس چراحها القديمة لتحول بألمها بينها وبين أي حب جديد 
عن اى حب تتحدث ايلينا 
ألم ترى حب زوجها وحبيبها السابق لها 
ألم ترى براعته الفائقة فى التمثيل لسبع سنوات متواصلة 
كان حبها الأول وذكرياتها البريئة الحالمة التي تشوهت بعد ذلك بمطامعه البغيضة في ثروة أبيها فكيف لها ان تؤمن ان هناك اخر يحبها دون ان تشك ولو للحظة انه يقوم بنفس الدور فى مسرحية هزلية جديدة نهايتها معروفة لها 
لا ليست بتلك البلاهة ابدا لتعيد الكرة من جديد 
ليست بالسفاهة الكافية لتعطي القدر خدها الاخر ليعيد صفعها بقوة أكبر 
خالد ماهو الا مجرد طامع فى ثروة ابيها الراحل 
لص مخادع لا يكترث لمشاعرها ابدا وسيسحقها تحت قدميه بمجرد ان يصل الى هدفه 
تقابلت معه فى احدى ردهات الشركة 
تجمعت كل خواطرها في عينيها ليقرأها بكل سهولة فكيف لمن عشقها منذ نعومة أظافرها أن يجهل مفردات نظراتها ولغتها 
لص مخادع كاذب 
كلمات شتى تهين بها كرامته دون أن تنطق بها شفتاها 
ذنب ارتكبه غيره ويحاسب هو عليه فالى متى سيظل فى تلك الخانة العقيمة !!!! 
ذنب حبيبها السابق الذى افقدها الثقة فى اى مشاعر صادقة فهل من العدل ان يوصم هو بما اقترفه غيره 
ذنب ابيه الطامع فى ثروة ابيها دوما وما بيده اذ ولد لأب جاحد طامع 
لقد نفذ صبره حقا وهو لايرى لهذا العڈاب نهاية 
ربما ان الاوان ليضع له اخر 
اتخذ قراره بالفعل وفى نهاية اليوم
 

تم نسخ الرابط