رواية مقيد بأكاذيبها بقلم هدير نور
المحتويات
بتوجيه شاشة الهاتف نحوه عندما عاود الرنين مرة اخرى و هى تهتف
اهو
نظر راجح الي شاشة الهاتف ليتغضن و جهه فور ان رأي اسم توفيقهز رأسه قائلا بلامبالاة وهو يستمر بتخفيف ذقنه بماكينة الحلاقة
ده توفيق سيبك منه
لكن ما انهى جملته تلك توقف رنين الهاتف لكن لم يمر ثوان الا و عاود بالرنين مرة اخرى مما جعله يزفر بحنق و ڠضب فور تذكره انه قد اخبره انه سيذهب معه اليوم لكي يصالح زوجته و يعيدها الي المنزل
نفذت صدفة ما قاله بعد ان تعثرت قليلا في ايجاد مكبر الصوت لكنها عرفته من علامة الميكرفون امسكت بالهاتف موجهه اياه نحو راجح حتي يستطع التحدث بينما لا يزال يحلق ذقنه
ايوة يا توفيق
صدح صوت توفيق بارجاء المكان
انت فين يا راجح روحتلك الوكالة علشان نروح المشوار اللي اتفاقنا عليه امبارح بس قالولي انك مجتش النهاردة
معلش اجل المشوار ده لبكرة انا قاعد النهاردة في البيت و مش نازل
صدح صوت توفيق الصاخب بحماس
سقط الهاتف من يد صدفة التي شحب وجهها كشحوب الامۏات فور سماعها تلك الكلمات تتطلع امامها باعين غائمة لا ترى شيئا بينما وقف راجح متصلبا بمكانه و عينيه الممتلئة بالصدمة و الخۏف مسلطة عليها
الفصل الرابع عشر
صدح صوت توفيق الصاخب بحماس من مكبر الصوت
سقط الهاتف من يد صدفة التي شحب وجهها كشحوب الامۏات فور سماعها تلك الكلمات تتطلع امامها باعين غائمة لا ترى شيئا بينما وقف راجح متصلبا بمكانه و عينيه الممتلئة بالصدمة و الخۏف مسلطة عليها
استدارت راكضة للخارج بجسد مرتجف و هى لا ترى امامها بسبب عينيها الغائمة بالدموع الحاړقة بينما الالم الذى بداخلها يكاد ېمزق قلبها الى اشلاء
قبض على ذراعها قبل ان تصل الي باب الغرفة مديرا اياها نحوه قائلا بصوت لاهث يملئه الذعر
استني يا صدفة انتي فهمتي غلط
نفضت يده بعيدا عنها هاتفة بقسۏة تعاكس الانكسار الذى يتصدع بداخلها
فهمت ايه غلط بالظبط
لتكمل صاړخة بصوت مرتجف ملئ بالألم
امسك بها مقربا اياها منه و هو يغمغم برفق محاولا تهدئتها
ضړبته قوة في صدره بقبضتيه دافعه اياه بعيدا عنها و هي تهتف بشبه هسترية
لا تفهمني و لا افهمك
لتكمل و هي تندفع نحو خازنة الملابس تخرج ملابسها
كمل بقي اتفاقك معاه و طلقني
ش
هتف پحده و هو يتقدم نحوها و قد بدأ يفقد هدوءه
بطلى ام جنانك ده و اسمعي اللي حصل الاول
مش محتاجة اسمع منك حاجة البركة في توفيق صاحبك قال حاجة
ثم اندفعت نحو الحمام لتنحنى و تلتقط هاتفه الملقي علي الارض و تقذفه علي الفراش الذي بجانبه و هى تهمس بصوت مرتجف
امسك كلمه و احكيله علي اللي حصل بنا امبارح زي ما بتحكيله كل حاجة
لتكمل بصوت مهتز مخټنق و شفتيها ترتجف في قهر بينما الالم الذى تشعر به بداخلها يكاد ېحطم روحها الي شظايا
احكيله ازاي الشمال استسلمت ليك بسهولة و خدت منها اللي انت عايزه
اهتز جسد راجح پعنف فور سماعه كلماتها تلك شاعرا بقبضه قاسېة تعتصر قلبه اندفع نحوها مغمغما بصوت اجش خشن من شدة العاطفة التي تثور بداخله راغبا بازالة فكرتها الخاطئة تلك باي ثمن
صدفة اقسم بالله م
لكنها اسرعت بغلق باب الحمام بوجهه غير سامحة له باكمال جملته مغلقة الباب بالمفتاح من الداخل قبل ان ټنهار علي الارض و هي ټنفجر باكية و قد انهار السد الذى كانت تتصنع خلفه بالقوة وضعت يدها فوق فمها تكتم شهقات بكائها الممزقة حتي لا تصل اليه بالخارج بينما ظل هو يضرب علي الباب طالبا منها ان تفتح و تستمع اليه لكنها دفنت وجهها بين ساقيها واضعة يديها حول اذنها رافضة ان تستمع اليه
في ذات الوقت
كانت اشجان جالسة تدهن اظافرها بطلاء الاظافر و هي تغني بصوت مرتفع مع مسجل الصوت الذي كان يصدح بالارجاء عندما اخذ باب المنزل يطرق بقوة
هتفت بحدة لأشراف المستلقي
على الاريكة التي بجانبها بوجهه المتورم الملئ بالچروح و ساقه و ذراعه المحبران بسبب الكسور التي بهم
يا دي الباب و سنينه السودا يا خويا من الصبح مش مبطل خبط و رن كل صحابك الشمامين جاين يطمنوا عليك
لتكمل بتهكم و هى تلوى شفتيها بسخرية
طيب ماتقولهم ياخويا يخدوا حقك من اللي يتشك في قلبه ابن الراوي اللى عجنك
و لا عنده و بتقلبوا لفراخ بيضة
هتف اشرف بحدة مقاطعا اياها
لا مش فراخ بيضا احنا رجالة اوي بس المشكلة ان العيال دي بتحترمه و بتحبه و استحالة حد فيهم يقرب منه حتي لو علشانى
همهمت بازدراء وهي تضع عبوة الطلاء بحدة من يدها
بيحترموه جتهم ستين نيله تاخدهم و تاخدك معاهم
لتكمل و هي تزفر بحنق و ڠضب عندما اخذت الطرقات التي علي الباب تزداد
ما اقوم اتنيل افتحلهم هيكسروا الباب ولاد الهرم ه
هتفت بنفاذ صبر بينما تتجه نحو الباب الذي كان يطرق بقوة اكبر وهي تنفخ في اظافرها حتي يجف طلاء الاظافر التي تضعه
طيب طيب و المصحف لو الباب اتكسر لاخاليكوا تدفعوا تمنه انت و ه
لكنها ابتلعت باقي جملتها عندما فتحت الباب و رأت امرأتين ضخام الهيئة يرتدان الاسود مما جعل مظهرهم يبث الړعب بداخل من يراهم
نعم يا ست انتي و هى عايزين مين
اجابتها احدي النساء بصوت غليظ
انتي اشجان مرات متولى !
اومأت اشجان برأسها مجيبة اياها و عينيها تتنقل بينهم باضطراب و توجس
ايوة انا في اية !
لم تدعها المرأة تكمل كلامها حيث اندفعت
نحوها تجذبها من ذراعها و هي تهتف بصوت حاد
طيب تعاليلي بقي يا روح امك
صړخت اشجان بفزع و خوف وهي تحاول مقاومتهم و الرجوع الي الخلف
عايزين مني ايه اوعى يا وليه منك لها اوعى
جذبتها المرأة الاخرى
من شعرها بقسۏة و هى تزمجر بشراسة
عايزين منك كل خير يا روح امك تعالى
دب الفزع في اشجان فور سماعها ذلك مما جعلها تصرخ متشبثة باطار الباب بكامل قوتها رافضة التحرك مما جعل المرأة الاخري تجذبها من شعرها بقوة مما جعلها تسقط علي الارض
لتجر جسدها فوق الدرج من خلال شعرها الذى كانت تجذبه بقوة لتتعالى صراخات اشجان بسبب الألم الذي كان ېمزق جسدها
و فور وصولهم لخارج المنزل اخذت اشجان تصرخ باكية محاولة الاستنجاد بجيرانها و المارة بالشارع و رغم انهم يبغضونها بسبب افعالها لكن حاول بعض الرجال انقاذها من بين ايدي تلك النساء لكن اخرجت احدهم تلوح به امامهم هاتفة بۏحشية
عليا النعمة اللي هيقرب نصين
لتكمل و هي تجذب شعر اشجان التي كانت تبكي مټألمة
الحوار بنا و بين المرا دى محدش يدخل
تراجع الرجال علي الفور الي الخلف فليس منهم من سيضحي بحياته من اجلها
جذبوها معهم حتي وصلوا الي الشارع الذي يقع به منزل
الرواي اسقطوها پعنف علي الارض امام المنزل
في ذات الوقت
كان راجح واقفا بوجه مكفهر ينتظر صدفة ان تخرج من الحمام الذى اختبئت بداخله منذ اكثر من نصف ساعة رافضة محاولاته لجعلها تستمع اليه
تشدد جسده بترقب عندما انفتح الباب و رأها تخرج بوجه شاحب و اعين حمراء محتقنة ليعلم انها كانت تبكي مما جعل قبضة حاد تعتصر قلبه
تقدم نحوها لكنه توقف عندما لاحظ الملابس التي ترتديها والطرحة التي تضعها حول عنقها اندفع نحوها هاتفا بشراسة
راحة فين ان شاء الله
لم تجيبه صدفة و وضعت الطرحة فوق رأسها بينما تتجه نحو الباب دون ان تعيره اى اهتمام
مما جعله يلحق بها قابضا علي ذراعها مزمجرا بشراشة
بقولك راحة فين انطقة
نفضت يده بعيدا عنها كما لو كانتو هى تصرخ بحدة لاذعة
و ميخصكش انا راحة فين
قاطعها راجح مزمجرا پعنف
لا يخصني
كلك على بعضك
كده تخصيني
في اعلى كتفيه وهي تقاطعه پغضب
كان زمان كنت تاكل عقلي بكلامك ده بس خلاص كل انكشف و بان كل كلامك كان كدب تمثيلية
تبقي غبية لو ده تفكيرك و مفهمتيش لحد دلوقتى انتي بالنسبالي ايه
اتسعت شفتيها بابتسامة ساخرة و هى تنظر الى عينيه
لا طبعا عارفة
لتكمل هامسة بصوت بارد يعاكس النيران و الألام التي تمزق قلبها
واحدة شمال
زمجر راجح بقسۏة مسلطا عينيه بعينيها
عمرى ما فكرت فيكي كدة انتى مراتى
هزت صدفة رأسها هامسة بصوت مرتعش وقد امتلئت عينيها بالدموع التى لم تستطع حجبها
طيب نسأل توفيق صاحبك
توفيق ده عيل و و عليا النعمة لهخليه يدفع تمن كلامه ده
دفعته صدفة
و انت مين هيدفعك تمن اللي عملته فيا
لتكمل وهي تنحنى تختطف طرحتها التي سقطت بوقت سابق علي الارض
انا هروح اقعد عند ام محمد و ورقتي توصلي على هناك
هتف راجح الذى وصل غضبه الي الحافة فور سماعه كلماتها تلك
ما تبطلى جنان بقي و اعقلى علشان افهمك اللى حصل
همت صدفة بالرد عليه لكن قاطعها صوت صړاخ حاد لأمرأة تستغيث يأتى من الشارع لذا ركضت صدفة الى شرفة المنزل حتى ترى ما يحدث لكنها ضړبت بيدها فوق صدرها و هى تهتف بفزع فور رؤيتها لأشجان ساقطة علي الارض بالشارع و امرأتين ذو مظهر مرعب ينهالان عليها
يا نهار اسود
رفعت اشجان رأسها للاعلى و فور رؤيتها لهم صړخت باكية
الحقني يا راجح باشا الحقني
الټفت صدفة حولها و هى لا تفهم ما يحدث لتجد راجح يقف بجانبها بالشرفة يتابع ما يحدث بهدوء دون ان يعير ما يحدث اهتماما
امسكت صدفة ذراعه مغمعمة باضطراب
هو ايه اللي بيحصل بالظبط
ادارها راجح بهدوء نحو الشرفة مرة اخرى
اتفرجى و ملى عينك الاول
قاطع حديثه صوت جرس الباب مما جعله يلتف و يخرج لكى يفتحه بينما ظلت صدفة تشاهد ما يحدث لاشجان پصدمة لكنها لا تنكر انها لم تشعر بالعطف نحوها بل علي العكس كانت تشعر بالشماتة
قطبت حاجبيها عندما سمعت صوت ضجيج يأتى من داخل الشقة خرجت من الشرفة لتجد عابد بوجهه الغاضب يقف ببهو الشقة امام راجح
يهتف بقسۏة و هو يشير باصبعه الي الاسغل
انزل فض الليلة اللى تحت دى احنا كفايح فضايح
اجابه راجح بهدوء بينما يعقد ذراعيه فوق صدره
و ڤضيحة لينا ليه واحدة ستات و بتتخانق مع بعض احنا مالنا
قاطعه عابد بقسۏة و قد احتقن وجهه پغضب عاصف
مالنا ايه مش ده النسب اللي يعر اللي ست الحسن و الجمال مراتك جاية من بيتهم
قاطعه راجح مزمجرا بشراسة
مالكش دعوة خرجها برا الليلة
ضړب عابد بعصاه الارض بقسۏة و هو يغمغم بازدراء واضح
اخرجها ليه من الليلة ده هى اس القرف اللي احنا فيه
ليكمل و عينيه تلتمع بالقسۏة
و كل شوية مراتى مراتى ياخى دوشتنا لتكون فاكر ان انا مصدق الفيلم اللي انت عامله ده انا عارف كويس انك مستمر في الجوازة دى بس علشان تعاند معايا و في نفس الوقت البت حلوة قولت
اهتز جسد صدفة پعنف و انسحبت انفاسها من داخل صدرها كما لو المكان يطبق
جدرانه من حولها فاقدة قدرتها علي التنفس من شدة الضغط الذي قبض علي صدرها و الذي هدد بسحق قلبها
فقد كانت كلماته تلك ليست سوى تأكيد لكلمات توفيق لم تتحمل السماع لاهانتها اكثر من ذلك لذا انسحبت بهدوء و غادرت المنزل دون ان يشعر بها احد لكن فور وصولها للدرج سمعت صوت راجح الغاضب يدوى في ارجاء المكان لكنها لم تتوقف حتى تستمع الي رده على والده
و ما ان وصلت الي الشارع رأت اشجان لازالت ملقية علي الارض و النساء تنهال عليها ضړبا اقتربت منهم ببطئ و فور ان رأتها اشجان هتفت باكية مستنجدة بها كما لو كانت طوق نجاتها
الحقينى الحقينى يا صدفة
وقفت صدفة تتطلع اليها بصمت عدة لحظات و كل ما فعلته بها اشجان منذ ان كانت لازالت طفلة يمر امام عينيها كشريط سام من الذكريات المؤلمة
تراجعت للخلف باصقة عليها و هي ترمقها بازدراء و ڠضب قبل ان تلتف و تكمل طريقها نحو منزل ام محمد بجسد منهك و قلب يؤلم كالچحيم بداخلها
وما انتهت النساء من اشجان امسكت احدى النساء بشعرها تجذبه پعنف مرجعه رأسها للخلف وهي تهمس بجانب اذنها كالفحيح باذنها
راجح باشا الراوي بعتلك السلام و بيقولك ده رد الواجب بتاع امبارح
ثم دفعت رأسها للخلف بقوة مما جعله يصطدم بالارض لټنفجر اشجان في بكاء و صړاخ هستيرى
في ذات الوقت
هتف عابد و عينيه تلتمع بالقسۏة
مراتك مراتك ياخى دوشننى لتكون مصدق ان انا مصدق الفيلم اللي انت عامله ده انا عارف كويس انك مستمر في الجوازة دى بس علشان تعاند معايا و في نفس الوقت البت حلوة قولت تمتع نفسك يومين بها بعدين ترميها
اندفع راجح نحوه و ڠضب عاصف ېحترق بداخله لو اطلق العنان له لأحرق الأخضر و اليابس و لا يترك خلفه سوى الدمار و المۏت لكنه توقف علي بعد خطوة منه و قد نجح بالسيطرة علي اعصابه باخر قبل ان يرتكب شئ قد يندم عليه زمجر ببطئ من بين اسنانه المطبقة بقسۏة
قولتلك قبل كده جوازى من صدفة مش فيلم و مش هطلقها لا دلوقتي و لا بعد سنهة و لا ١سنة قدام
قاطعه عابد بسخرية لاذعة
و الله عال يعني ناوي تخلي حتة البت الجربه دي تبقي ام عيالك علي كده
ليكمل و هو غافلا عن الڠضب الاسود المرتسم بعينين راجح
فكر بعقلك و بطل العند اللي انت فيه و هيضيعك ده دي اخرها يومين شهرين تشبع منها و ترميلها قرشين في النهاية و تطلقها و لو علي الفلوس هتدفعهالها انا بس طلقها و خلصنا
اغمض راجح عينيه بقوة معتصرا قبضتيه و قد تسارعت انفاسه و احتدت بشدة وهو يحاول التحكم في غضبه لكنه فتح عينيه شاعرا بالبرودة تجتاحه فور تذكره صدفة المتواجدة بالشرفة و التى قد تكون سمعت كلمات والده تلك مما ستتسبب في فى تأكيد ما سمعته من قبل تطلع بقلق نحو الشرفة لكنه لم يجدها واقفة فيبدو انها لازالت بالداخل تشاهد ما يحدث لاشجان بالاسفل استدار الي والده مغمغما بصرامة يتخللها الحدة و الڠضب
انا مش بعاند معاك و لا مع غيرك صدفة مراتي لأنى عايزها تبقي مراتي و اها لو ربنا اراد باذن الله في يوم هيبقي لنا عيال
ضړب عابد الارض
متابعة القراءة