بين الحقيقه والسراب بقلم فاطيما يوسف
المحتويات
بتلك العقلية التي طرحتها وأجابتها بطاعه
اؤمريني ياميوشة ياسكر إنتي
ده إنتي عليكي دماغ تتلف في حرير .
سارت خطوات بسيطة ووقفت أمام حوض مزروع بالورد وبدون مراعاة حق النبات وحرمته اقتطفت زهرة لم تكتمل براعمها بقسۏة وهي تشيد إليها
البنت دي لو جت هنا تاني إبعتيلي وسايسيها وهاتيها علي حجرك وابعتيلي وأنا هتصرف في الباقي من غير مايصيبك أي شوشرة نهائي وده وعد مني
تهلل قلب تلك الشريفة طمعا وأجابتها بموافقة علي طلبها تحت ابتهاج قلبها من تخيلها للهدية
فركت بيدها الزهرة بكل جبروت بعد أن اشتمت عطرها وكأنها تشبه فعلتها في الزهرة بما
تنتويه مع تلك اليتيمة
انتهي الحوار بينهما وأخذت حقيبتها وخرجت بهزيمة لأول مرة في معركة دخلتها ولكن توعدت في سريرتها بأن القادمة هي القاضية ولن تتنازل عن وحلها في وكرها المغروسة به
في مكان آخر وبالتحديد أمام قسم الشرطه في سيارة رحيم الذي تحدث الي تلك الحبيبة والذي تأكد من عشقه الوليد لها حين روع قلبه عليها في هذه الليلة التي لم تمضي بعد قائلا بتساؤل بعد أن هدأت قليلا ولكن سكوتها آلمه
تعبت وحاسة إني عايزة أموت وأفارق الدنيا ... جملة انهزامية عقبت بها إثر سؤاله لأنها تشعر بانهاك قلبها .
أجابها
بأريحية
حطي الدنيا ورا ضهرك وكملي وانتي متأكدة ان الرضا بالمقسوم عبادة .
حاولت أن تطمأن روحها ولكن الهموم تلاحقها من كل صوب وحدب وتحدثت بثقل من الهموم
كل لما أحاول أحطها ورا ضهري ألاقيها بتلاحقني لحد ما حسيت إن ضهري انقسم
وتيجي بعدها الدنيا ترازيني باللي فوق طاقتي .
ابتسم لكي يعطيها أمل وردد
وبتلاقي ربك لما يجور زمانك عليكي يبعتلك نفحة الرحمة إللي بتطبطب علي قلبك وتقويكي.
نظرت له وابتسمت برضا حين علمت مقصد كلماته وتحدثت بدون قصد بكلمات خرجت من فاهها تلقائية
وفي
نفس لحظة الأمل والإبتسامة تابعت حديثها بۏجع
بس ياترى هتبقي زي نسمة الهوا اللي بتيجي ترطب علي روحنا في يوم شديد الحرارة وبعد كدة تستكين وتمشي واحدة واحدة وتسيبني
لأمواج الهوي توديني وتجبني علي كيفها.
ما إن رأي غشاوة الدموع تلمع داخل تلك العيون ذات اللون السماوي حتي ردد وهو يتعمق نظرا داخلها
ثم تذكر شيئا ما جعله ابتسم تلقائيا واسترسل حديثه بغمزة
بس تصدقي وسط المعمعة اللي كنا فيها وكنا علي مشارف المۏت إلا أنك نقطتي اسمي طالع من بين شفافيك بدون ألقاب وكأنه سيمفونيه رائعة معزوفة بأجمل الألحان
كان يداعب روحها المنهكة بتلك
الكلمات التي انطلقت من فمه مقصودة
لم تنتهي تلك الليلة العاصفة بأرواح أبطالنا الي أن نصل إلي صاحبة الۏجع المماثل لوجعهم جميعا
في منزل باهر الجمال حيث مازالت تلك المحاكمة مرفوعة علي تلك المسكينة ريم
وكادت أن تخرج إلا أنه نزل علي مسامعها بكلمات متتالية جعلتها فتحت أعينها علي
وسعها من الصدمة وعادت إلى الداخل
مرة أخري هاتفا ذالك الزاهر بټهديد
طيب اعملي حسابك ان اللي انا قلت لك عليها هيتنفذ كتب كتابي عليكي هيبقي بعد انتهاء عدتك مش هتخرجي بره حيطان البيت ده يا اما ما لكيش ولا جنيه عندي ولاد اخويا هاخدهم منك وهرفع عليكي قضيه ان انتي السبب في مۏت ابوهم وهشردك في المحاكم وهاخد منك حضانة الاولاد وهبقى الواصي عليهم ويانا يا انتي يا الزمن طويل .
لو امراه غيرها وفي موقفها استمعت الى تلك التهديدات لهوى قلبها بين قدميها ړعبا من تهديدات مكشوف الوجه ذاك
ولكن هذه ريم التي تحدث الشاعر احمد شوقي عنها وعن خوضه الحروب لاجلها في بيت الشعر المشهور في ديوانه نهج البردة والذي بدأه بالغزل لمحبوبته ريم ثم انتقل في نفس القصيدة التي تصل أبياتها إلي مائة وتسعين بيتا
إلي مدح الرسول صلى الله
عليه وسلم وتلك عادة الشعراء في ذالك العصر
ريم على القاع بين البان والعلم
أحل سڤك دمي في الأشهر الحرم
رمى القضاء بعيني جؤذر أسدا
يا ساكن القاع أدرك ساكن الأجم
لما رنا حدثتني النفس قائلة
يا ويح جنبك بالسهم المصيب رمي
جحدتها وكتمت السهم في كبدي
چرح الأحبة عندي غير ذي ألم .
فريم الذي وصفها الشاعر هنا في تلك الأبيات ك ريم الجمال فهي تظهر بوجه بريء مبتعد عن اي مشاكل يكفي خيره شره دائما لكن اذا اقترب احدا من أمانها ومأمنها ستسن السيوف
وتقف كأقوى المحاربين مدافعه عن كينونتها ولم تخشى في حقها لومة لائم أبدا ورفعت قامتها وردت بكل شموخ وكبرياء
والله انت مفكر اني تهديدك ده هياثر فيا ولا هيهز لي شعره واحده من راسي انا ريم المالكي اللي تشم ايديها تشبع مش حبه فلوس هم اللي هيقعدوني في عصمة جبروت زيك حتى لو كانوا ورث ولادي ومن حقي امسك فيه بايدي واسناني لكن لو هيتعارض مع عبوديتي معاكم هنا ويخليني ابدل باهر الجمال بيك يبقى بتحلم .
اندلعت ثورات الشړ من كلامها داخله وليس فقط من الكلام بل من قوتها والتي يراها لأول مره منذ ان وطأت قدميها هذا البيت لم يعهدها الا بريئة مسالمة ولكن اليوم عهدها شرسة قوية ولكن لم يستسلم فالحړب ابتدت والبقاء للأقوى ولن ينسى مۏت اخيه قهرا على يدها وردد وهو يقترب منها ويقف امامها وينظر لوجهها بعيون
حاده مرددا
قابلي بقى واستعدي علشان هخليكي تيجي ركعه وتطلبي السماح على اللي هعمله فيكي يا بنت ابوكي .
لا تنكر أنها انتفض داخلها واړتعب كيانها ولكن سرعان ماتمالكت من حالها وتحدثت بثبات بدا له أنها أكثر شراسة
لما نشوف هتاخد ولادي من ي ازاي او هتقدر تيجي ناحيتي ازاي!
وبالنسبه للورث انا مش فقيرة ولا قليلة اني اقدر اعيش ولادي في مستوى طول عمرهم متعودين عليه لكن برده حق اولادي مش هسيبه لك وحط في بالك الجواز مش هتجوزك لو انطبقت السمع على الارض وولادي خط احمر .
قبضت والدة زوجها علي معصمها بقوة وعنفتها بصوتها المملؤ بالجبروت
انتي ايه يا بت القوة اللي فيكي دي ده اللي اختشوا ماتوا صحيح وصدق المثل اللي قال ټقتل القتيل وتمشي في
جنازته
احنا بقى نجيب ابوكي اللي رباكي ونعرفه إزاي تردي على اهل البيت اللي عايشه في حماهم ونعرفه القصه وما فيها علشان يعرف الست هانم تربية البرنسيسة فريدة ودت ابني لفين بجبروتها ومش بس هم اللي يعرفوا ده اسكندرية بحالها
كمان وتبقى بقى هيصة ونلم اللمة تتفرج على اللي قټلت جوزها
ولا تجيبيها من قصيرها احسن ومتجرسيش نفسك وولادك إللي هيكبروا والكل بيردد ان امهم كانت السبب في مۏت ابوهم
واستطردت تمدد ملامحها بضحكة هادئة ثم همست في مسامعها بصوت هدر
علشان مش هسيب ولاد ابني يخرجوا برة البيت ده ولا يتربوا بعيد عن ي .
انتفضت أعينها بحدة وهي تطالع تلك السيدة التي لاتختلف شراسة عن ابنها وهدأت من روعها حين جال الخۏف وصال داخلها من الڤضيحة التي سيضعونها
داخلها وسحبت حالها وصعدت إلي الأعلي صافعة الباب خلفها بملامح وجه مكفهرة ومړتعبة .
في إيطاليا وبالتحديد في مركز أشهر أطباء المسالك البولية حيث يجلس مالك الجوهري يحكي معاناة
رحلة علاجه لذلك الطبيب حيث أشاد بتفصيل
انا اتجوزت تقريبا خمس سنين بالظبط
وفي الخمس سنين دول ما حصلش حمل ولا مره وطليقتي كشفت ما لقيتش عندها اي عيوب نهائيا ولما انا رحت للدكتور بعد تقريبا سنتين قال لي ان العيب اللي عندي بسيط جدا ومع الوقت والعلاج البسيط هخلف طبيعي جدا
واستمريت علي العلاج لمدة ست شهور كاملين وبعدين رحت تاني اعمل متابعه مع الدكتور واللي استغرب جدا ان العلاج ما جابش نتيجه وان نتيجه اني اخلف بتضعف كل يوم عن اليوم اللي قبله
وغيرنا طريقه العلاج وكل ده موجود عند حضرتك في التقارير الطبيه دي اللي كل مره بتقرير شكل وبعلاج شكل لحد من سنتين بالظبط قال لي ان العلاج بدا يجيب نتيجه وان هو مستغرب جدا من حاله التغير اللامعقوله في حالتي ولما سمعت عن حضرتك كدكتور عالمي قلت اجي المركز هنا واقوم بالفحص الكامل علشان نعرف حالتي ماشيه ازاي بالظبط .
كان الطبيب يستمع اليه بتركيز شديد وردد باللغة العربية الفصحى
لا تقلق سيد مالك سوف نقوم بالفحص الكامل على حالتك ونقوم بعمل التحاليل والاشعه اللازمة
وايضا سنقوم بعمل تحليل للجينات الخاصة منذ الولادة الى الآن ولدينا اجهزه حديثه جدا ستنفعنا وتبين لنا الغامض في مسألتك ولكن عليك ان تطمئن ولا تنزعج لأن اخر تقاريرك تفيد بأنك على مشارف الشفاء .
تنهد مالك بتعب بسبب ما المه في السنين الماضيه كرجل شرقي آسي من موضوع يمس رجولته أولا
ويمنع عنه نوع من أنواع زينة الحياة الدنيا وهو البنون ثانيا
ولكنه دائما راضي
بما قسمه الله له
وتحدث الي ذلك الطبيب بتساؤل
طيب نقدر نعمل تحاليل والاشعه دي النهارده على طول ولا لازم حاجات معينه اعملها الاول
اجابه الدكتور بعمليه
الآن سأقوم بفحصك على جهاز الآشعه اولا
وبعدها نقرر ونحدد خطواتنا بالترتيب تمهل يا رجل ولا تتعجل .
وبالفعل فحصه الطبيب فحصا شاملا وطمأنه على حاله وانتهت الزياره عند الطبيب بعد أن أملاه بعضا من التعليمات التي سيقوم بها ويأتي بعد أيام قليلة كي يقوم بعمل التحليلات التي تثلج صدره وتطمأنه علي حالته
خرج مالك من عند الطبيب شاعرا باطمئنان روحه قليلا
وانتوي الذهاب إلي مكان هادئ مفتوح
يجلس فيه مع روحه لكي يعطيها قسطا
من السلام النفسي الذي غاب عن عالمه في تلك الأعوام الأخيرة
جلس يحدث حاله وهو ينظر إلي اللاشئ بروح منهكة يجوب عقله ذكريات الماضي الأليم الذي أهلك كيانه ولكن كلها إرادة الله فلنرضي
وردد بلسان حاله بتعجب
عجيب أمرك تلك الدنيا ألست من حقي أن أعيش سلاما نفسيا دون معافرة !
ألست أنا ممن يشعرون بزينة الحياة دون جهاد وتعب
كف عقلي عن معاتبتي لحالي علي حالي واتركني
كف قلبي عن مشاركة قلبك في القسۏة علي كلي ودعني
دعني كي أنهض لكي أعود إلى عهدي مأمنه وسأعيده بفضل ربي حتي لو حاربت
فالحړب لأجل أن أبقي سليما كل السلام
وأثناء انشغاله بحديث نفسه استفاق علي صوت رنات هاتفه وإذا به يبتسم تلقائيا عندما رأي نقش اسمها علي شاشه الهاتف
اعتدل في جلسته
وفورا قام بالرد بابتسامه
يا اهلا جوليا هانم أخبارك ايه
علي الجهة الأخري كانت تجلس علي
مقعد مكتبها المدار للخلف وتضع سماعة الهاتف الهاند فري في أذنيها وتتحرك بالمقعد يمينا
متابعة القراءة