بين الحقيقه والسراب بقلم فاطيما يوسف
المحتويات
السيارة كانت تلك المسكينة تندب روعها وتندب خوفا وړعبا مما ستتلقاه في الأيام الم
وبجانبها رحيم مشفقا على حالتها وعلى روعها ويلقي عليها عبارات الإطمئنان
ممكن بقى كفايه دموع من ساعه ما مشينا وإنتي عماله ټعيطي العياط عمره ما هيعمل لك حاجه بالعكس هيأثر في نفسيتك اكتر مش هيخليكي تعرفي تفكري ولا تركزي في اللي جاي ممكن تهدي بقى يا مريم علشان بجد دموعك زلزلتني .
مرتعشه ورددت بصوت متقطع أثر البكاء
مش قلت لك انها بقت قويه جدا وواصلة ومش هتسيبني في حالي
واسترسلت حديثها بۏجع وقلب ينبض ارتعابا
عمرها ماهتنسي القلم اللي ادتهولها وأديها انتهت بڤضيحة ليا ومستقبلي ضاع .
وأثناء حديثها رأي رحيم سيارتان تتبعاه من خلال انعكاس المرآة
وزاد من سرعته بطريقة أرعبتها وجعلتها تلتفت يمينا ويسارا كي تري مالذي يحدث حولها
وما إن رأت تلك السيارتان حتي ازادادت هلعا ليس علي حالها فقط بل علي ذلك الجالس بجانبها يحاول بأقصى جهده كي ينقذها من براثينهم
ورددت وهي علي حالة التفاتاتها
ممكن تنزلني وأنا ومصيري وإللي ربنا كاتبه لي هشوفه .
نظر إليها پغضب علي ماتفوهت به اثناء سيرانه السريع وردد بتصميم ومقاطعة لكلماتها التي لاتسمن ولا تغني من جوع
انتي متخيلة اني ممكن اسيبك في الليلة المهببة اللي ما يعلم بها الا ربنا دي !
ممكن تهدي بقى خلينا نركز نشوف هنفلت منهم ازاي لأنهم كتير والكتره تغلب الشجاعة
اما على الجهة الأخرى كانت تتابعهم باستمرار مرددة بعصبية
طالما شايفينها يا بهايم انتوا هاجموها بسرعه قبل ما يطلعوا على الطريق العام وساعتها مش هتعرفوا تعملوا حاجه وعلى الله ما تخلصوش المهمة وتجيبوها لي لحد عندي سليمه ما فيهاش خدش واحد .
رد عليها واحدا منهم بتساؤل واستفسار
اجابته على الفور بأمر
انتم ليكم مهمة محددة تجيبوها لي لحد عندي وما لكوش دعوة باللي معاها انا مش
ناقصه بلاوي ومصايب انتم قد التيران تاخدوها منه وتسيبوه من غير اي
اذى لأي طرف انا مش عايزه غير هي وبس فاهمين
استمعوا الى اوامرها بطاعه عمياء وفورا زادوا من سرعتهم الى اقصاها الى ان وصلوا الى سيارة رحيم وبقي بضع سنتيمترات فقط على مهاجمتهم ...
والتي تعتبر بإجماع الكثيرين وحسب آراء العديدين عاصمة الفن العالمية ولا شك أن ميلانو إحدى أهم المدن الفنية في العالم بالإضافة إلى أنها تنضح بالتاريخ المتمثل في كنيسة سانتا ماريا ديل جراتسي لليوناردة دافنشي بل تحتوي على أعظم متاحف العالم على الرغم من أنها تعج بالمتاحف الشهيرة لكن تعتبر لوحة الموناليزا للرسام ليوناردو دا فينشي التحفة الفنية الأشهر في البلاد
كما انها
بلد الأزياء العالمية وتقام فيها مختلف الفنون التشكيلية الجميلة
حيث وصل مالك إلي تلك البلدة متجها إلي ذاك الفندق الذي
تم حجزه
وبدور عمال الفندق قاموا بإيصاله إلي جناحه المحجوز بعد إنهاء إجراءات الحجز والإتمام عليها
دخل الي ذلك الجناح بجسد منهك ومتعب
أثر ساعات السفر
ألقي بحاله علي الفراش لكي يعطي لجسده مهلة من الراحة لكي يستعيد نشاطه
وما إن وضع رأسه علي التخت حتي ذهب في سبات عميق جراء ساعات السفر المرهقة له
وبعد مرور ثلاث ساعات من الراحة والاسترخاء قام من نومه وأخذ حماما دافئا وتوضي وقام بآداء فريضة العشاء ثم ارتدي حلته الكاجوال وساعة يده ذات اللون الأسود المفضل لديه ثم خرج من الجناح وبيده حقيبته الخاصة منتظرا في مطعم الفندق موعده مع صاحبة دار أزياء مشتركة في العرض السنوي وتعتبر
المستورد الأساسي لدى المالك جروب
وصل إلي المكان وجلس في ركن هادئ بعيدا عن الضوضاء ثم طلب قهوته المعتادة وأمسك الهاتف وقام بإرسال رسالة لتلك السيدة بمكانه
وقام بفتح حاسوبه يراجع أخر ماوصل إليه من تصميمات
وبعد مرور حوالي خمس عشرة دقيقة وصلت تلك السيدة وحددت مكانه لأنها تحفظ صورته عن ظهر قلب فهي ملمة بجميع المصممين والمصممات وخاصه المحترفين منهم في جميع أنحاء العالم عدا ذاك المالك فهى تحفظه عن ظهر قلب
وصلت إليه ورددت بابتسامة مشرقة
مالك الجوهري محتكر ماركة ريما ستور صح ولا انا غلطانة .
رفع عيناه لأعلي كي يرى من صاحبة الصوت الأنثوي الذي يتحدث المصرية بطلاقة
وإذا به تفاجأ بصاحبة
العيون الفيروزية والبشرة الشقراء والوجه المستدير الذي تزينه الابتسامه الخلابة
إنها لحقا صاحبة الإطلالة الأجنبية في حيز الروح المصرية
ابتسم وقام من مكانه ملقيا عليها التحية بكل تهذب ومد يده قائلا
أهلا بصاحبة التصميمات المميزة وإللي كل سنه تصميماتها تكتسح العرض لأنها فعلا مختلفة ومبهرة .
ذهب إلي مكان جلوسها ثم قام
بإزاحة المقعد لكي تجلس في حركة منه تدل على مدي ذوقه في التعامل مرددا بلطف
اتفضلي يافندم .
جلست علي المقعد بكل أريحية وشكرته بعيناها بامتنان علي لطفه معاها واستمعت إلي سؤاله الذي ينم عن سرعة بديهيته في التعامل مع الأشخاص مرددا
بس إنتي بتتكلمي عربي كويس جدا مع إنك مش من أصل عربي علي ماأعتقد وبالتحديد طريقه كلامك زي المصريين بالظبط
ابتسمت لسؤاله وأجابته باستفاضة قائلة
صح جدا ده إنت طلعت بتفهمها وهي طايرة مش انتم المصريين بتقولوا كدة
أشار اليها بضحكة وإشارة برأسه علامة على صحة حديثها
واسترسلت حديثها بعيناي تفيض حبا لمصر وأهلها
شوف يا مستر ولو تسمح لي أتعامل معاك بدون رسميات ملهاش لازمة
أجابها
بموافقة هاتفا بترحيب
عادي جدا خدي راحتك يامدام جوليا.
أكملت حديثها بحب نابع لذكرياتها المحببة لقلبها عن أعظم بلد قامت بزيارتها العديد من المرات
بابا كان دايما ياخدني زياره لمصر كل سنة وأنا طفلة صغيرة متتصورش الرحلة دي بالنسبه لي كانت من أحسن الرحلات إللي بابي كان بيطلعهالي في جميع أنحاء العالم
وكمان أنا واخدة كورس لغة عربية وكنت دايما بتابع الدراما المصرية وبعشقها جدا ولحد دلوقتي من أقرب الدراما لقلبي وميعديش عليا يوم إلا لازم أستمتع بفيلم أو مسلسل شدنى فباتالى بعرف أتكلم مصرى كويس وحافظة كتييير من إفيهات المصريين اللى بجد funny .
علامات الاندهاش بدت علي وجههه من حديثها الذي لم يكن بحسبانه
وحتي شكلها ككل لم يكن بحسابنه
فقد كان عالقا في ذهنه ومتخيلا أن صاحبة تلك الإمبراطورية العظيمة سيدة ذات سنا أكبر من ذلك
ورد علي حديثها بإعجاب
قد كده بتحبي مصر والمصريين من لمعة عينك وإنتي بتحكي عن زياراتك ليها .
جدا بحبها وبحب هواها وناسها وكل معالمها ... جملة صادقه نطقتها تلك الجوليا
واسترسلت وهي تقوم بفتح حاسوبها
نقدر بقي نبتدى شغل
إنت كنت قلت لي إنك عندك كذا تصميم مختلفين جدا ومبهرين ممكن أشوفهم
قام بفتح الملف لتلك التصميمات ووجه الشاشة إليها مرددا بموافقة
اتفضلي وعايز رأيك فيهم بكل عملية.
ما إن رأت التصميمات وجابت بها بأعينها مدققة النظر بها والتي لفتت انتباهها ببراعة حتي ظهرت علامات الانبهار بتلك التصميمات هاتفة
oh my good its wonderful
إزاي التصميمات دي
ما تعرضهاش في الاتيليه السنوي وتحتكرها جوه مصر بس
وخاصه ان الماركه دي بالذات رقيقه في تصاميمها وكمان فيها ميزه من تصاميم الشرق والغرب مع بعض
تحمحم كي ينظف حنجرته وتحدث بملامح جادة لملامح
وجه متعجبة ارتسمت رغما عنه حين ألقي علي مسامعه ذاك السؤال
شوفي إنتي إعجابك الشديد بالتصميمات دي وانها شدتك جدا وخلاكي منبهرة بيها خلاكي تتعجبي إزاي
إحنا بقى كفريق عمل بنتعامل في التصاميم دي مع مجهول كل إللي يجمعنا بيه رقم تليفون وإيميلات بس
واسترسل حديثه بتعحب عن حالة مالكة التصميمات
تصوري إنها رافضة رفض قاطع إنها تظهر للعلن وإن الناس تعرفها أو إحنا حتي نعرفها !
بدت علامات الدهشة علي وجهها من سمعته أذناها للتو وتحدثت باندهاش واستفسار
إزاي كلامك ده يامستر مالك !
واحدة زي دي ماركتها مسمعة في الشرق الأوسط كله ومحدش يعرفها
واستطردت حديثها بتساؤل
طيب ليه ماديتوهاش مكانتها إللي تستحقها وعرضتوا عليها عروض مغرية وتخلوها تظهر للعلن
صدقني لو عملت كدة مؤسسة المالك فاشون هتعلي جدا.
بانت علامات الأسف علي وجهه
وقام
بوضع الكوب من يديه وشبك كلتاهما بالأخري معربا بتأثر
تفتكري إن إننا معملناش كل الكلام ده يامدام !
إحنا حاولنا كتير جدا وهي رافضة ومن غير ماتقولنا أسبابها خالص.
طيب مش خايفين يجي يوم وتختفي وساعتها مؤسسة المالك إللي أكتر تصميماتها قايمة علي ريما ستور ټنهار ! ... جملة تعجبية نطقتها بناء علي استغرابها الشديد لحالة صاحبه التصميم الغريبة التي لم تري مثلها من قبل .
تنهد مالك بثقل حينما ذكرته بالذي لم ينساه من الأصل فهو خائڤ جدا من تلك النقطة بالتحديد
ويحاول دائما بالبحث عن ماركة تشبه ماركة ريما ستور لكنه بالطبع لم يجد ولم يسعفه الحظ إلي الأن في تلك المسألة بالتحديد
وفي كل
مرة ينفض تلك الفكرة عن باله معللا بأن الخالق الذي رزقهم لن ينساهم ولن يضرهم أبدا
وتابع حديثه
معها مرددا باقتناع
والله أنا لحد أخر نفس في عمري هفضل وراها لحد ما توافق لازم الواحد لما يلاقي مجتهد وشاطر في شغله يتمسك بيه وميسيبهوش وعلشان كدة هفضل أسعي لحد
ما تلين .
ثم تابعا حديثهما عن عرض الأزياء الذي سيقام بعد أسبوع بمناقشة تنم عن مدي اهتمامهم الشديد بذلك العرض
وأعطته بطاقة دعوية لذلك الحفل ودعته للحضور وأخذت منه موعدا أخر لكي يتبادلوا التصميمات وإكمال بقية أعمالهم وكل منهما معجبا بنمطية تفكير الأخر ونجاحه.
في منزل باهر الجمال حيث تنصب المحكمة التي أعدوها لتلك المسكينة التي لاحول لها
ولا قوة مسنين سيوفهم عليها بدون رحمة لقلبها المټألم علي فراق زوجها الحبيب
كادت هند أن ټموت ړعبا من حديث ريم ولكن أثلج صدرها رد تلك العبير بقسۏة
أيون قولي أي كلام علشان تشوشي علي عملتك السودا وتطلعي نفسك الملاك البرئ إللي مبيغلطش وإنتي السبب في مۏت ابني
وقهرته
واسترسلت وهي تبكي دموعا غزيرة انسدلت من مقلتيها مرددة بدعاء
منك لله وحسبي الله ونعم الوكيل فيكي
عمري ماهسامحك ليوم الدين علي كسرتك لقلب ابني بقوتك وجبروتك .
فتحت ريم أعينها علي وسعهما واهتز جسدها منتفضا بهلع حينما سمعت دعاء أم زوجها الراحل عليها مرددة وهي تنزل تحت قدميها تطلب منها السماح عن ذنب لم ترتكبه
والله العظيم يا أمي أنا عمري ماقهرت باهر ولا كنت مسببة له قلق ولا كنت بنكد عليه
يعلم ربنا إني بحبه حب كبير وطول حياتي إللي عشتها معاه في البيت ده وأنا أتمني له الرضا
وهو كمان عمره مازعلني كنا زي النسمة مع بعض
بس بتحصل مشاكل زي مابيحصل مابين أي زوجين ويشاء القدر إن
تحصل مشكلة في اليوم إللي ربنا كتب عليه الفراق ويروح لوجه رب كريم
واسترسلت وهي تقف تواليهم ظهرها وتضع يدها علي فمها تكتم شهقاتها التي تعلوا شيئا فشيئا
متابعة القراءة