رواية بغرامها متيم ج2 من رواية من نبض الۏجع عشت غرامي بقلم فاطيما يوسف
المحتويات
اسم والدها في البطاقة ووجده
مطابقا لشهادة الۏفاة
ياحول الله داي امها وابوها ميتين وهي يتيمة ودول شهايد وفاتهم .
ه
نا ض ربت زينب على صدرها وهي تشعر بالشفقة والعطف تجاه تلك المسكينة
يا عيني عليكي يا بتي يعني زي ما قالت انهم كانوا جايين يخط فوها وهي فعلا يتيمة الأب والأم وربنا بعتك ليها في وقت الضيقة الله اعلم كان هيعملوا فيها ايه اللي ينشلوا في ايديهم دول .
خلاص يا ولدي لما تفوق هاتها عندينا على البيت لحد ما تتعافي خالص وبعدين نشوف امرها ايه او هي موجودة اهنه ليه ما ينفعش ان احنا نتخلى عنيها واصل احنا عندينا ولايا عشان ربنا يبعت لهم اللي يقف جنبيهم وقت الضيق .
وجدت سكون هاتفها فأخرجته هو الآخر ثم ضغطت على الزر الخاص به واذا بها تنصدم من الصورة التي رأتها فكان ماهر زوج رحمة وهو يحملها بين يديه ويبدو انها كانت طفلة صغيرة ثم هتفت وهي تعرض عليهم شاشة الهاتف
تفحصت أعينهم جميعا الصورة والاندهاش ملأ ملامحهم ثم اخرج عمران هاتفه كي يتحدث مع ماهر ويعرف امرها ولكن والدته جذبت منه الهاتف وقد فهمت ما ينتوي فعله ناهية اياه
هتعمل ايه يا ولدي بلاش ترن على جوز اختك في الوقت دي عشان ما يقلقوش وكمان دول عرسان وداي ليلة دخلتهم الصباح رباح وهي اكده اكده ما داريناش بحاجة لما تفوق وناخدها عندينا البيت نوبقى نكلمه ونشوف حوار البونية داي ايه
في ذاك الوقت بالتحديد شعرت سكون بأن شيئا ما ېهدد أمانها بعدما سمعت تلك الكلمات من زينب وض رب الخۏف بأوردتها مجرى الډم في العروق وخاصة كلمه يتيمة التي رددتها زينب وزادتها بجميلة ثم استمعت الى باقي حديثها الذي زادها هلعا من التركيز مع تلك البنت بشدة
اجابها عمران بتدقيق وهو يرى الخۏف والغيره يدوران في مقلتي سكون فهو يفهمها من نظرة عن ظهر قلب
شكل ما انت شايفة يا امي هي مش محجبة ولبسها ما كانش متداري وكمان كانت پتنزف فاضطريت اني ألبسها الجاكيت بتاعي عشان أسترها .
ظلت زينب تتحدث عنها وهي تنظر إليها بعيناي معجبة بها ومتلهفة لقدومها معهم الى المنزل بتشجيع هائل مما جعل سكون لا تشعر بالراحة في كل كلمة تخرجها زينب من فمها
هي دلوك فيها حاجة انها تفضل في المستشفى ولا ناخدها ونروح يا بتي
أجابتها سكون بفتور
لا هي الچروح اللي فيها طلعت سطحية الحمد لله لكن مضطرين نستنى التحقيقات ما ينفعش تخرج من المستشفى الا لما الظابط يجي ويحقق معاها .
بعد قليل فاقت شمس وهي تشعر بالدوار الشديد في رأسها وتتأوه بصوت رقيق أدهش زينب ويبدو أنها تهذي من أثر المخدر
آه آه دماغي آه متسبنيش ليهم أرجوك دول عايزين يرجعوني لعمي الظالم متسبنيش.
ربتت زينب على ذراعها بحنو ثم طمئنتها وهي تحاول افاقتها
ما تقلقيش يا بتي انتي زينة وبخير وكلنا جارك إنتي بقيتي في امان دلوك .
بدات شمس بفتح عينيها رويدا رويدا وهي تشعر بالدوار الشديد وغمامة امام عينيها وهي تنظر للاشخاص المحاطين
بها ولسانها
يردد
انا عطشانة عايزة اشرب
.
أتت لها سكون بكوب من الماء وناولته إياها وقامت بمساعدتها على تناوله برفق وبعد ان تجرعته بدأت بفتح عينيها على وسعيهما ثم استوعبت اخيرا الرؤية الواضحة حتى استقرت عينيها على عمران الذي انقذها بشجاعة باسلة من يد هؤلاء الغادرين وقد تسهمت نظراتها عليه بامتنان مصاحب للانبهار بأن ذاك الرجل أنقذها من مۏت كانت ستعيشه بالحياة دون أن يهابهم ثم شكرته بنبرة رقيقة
انت اللي انقذتني منهم وما خفتش يجرى لك حاجة رغم السلاح اللي كان معاهم انا مش عارفة اشكرك ازاي انت انقذت حياتي كلها من الدمار اللي كنت هعيشه انا مديونة لك بعمري كله عشان خرجتني من ورطة كبيرة قوي مش عارفه اشكرك ازاي يا ...
نطقت زينب متلهفة لكي تعلمها اسم ابنها الشجاع الذي انقذها
اسمه عمران يابتي ابني اللي مشرفني ورافع راسي في كل حتة .
نطقت شمس اسمه من شفتيها برقة مصاحبة لبحة فى صوتها نظرا لمرضها
عمران اسمك يليق للفرسان اللي انت عملته معايا أشبه بالفارس النبيل الشهم انا لو فضلت أشكرك عمري كله على وقفتك جمبي مش هوفيك حقك
واسترسلت حديثها وقد تبدلت كلماتها الرقيقة إلى أخرى حزينة وقد بدأت في البكاء فهي تشعر بالذل
أصلكم متعرفوش عمي الظالم ده باعت ياخدني إجباري علشان يجوزني ابنه المعوق اللي جوازي منه أصلا ولا يرضي الشرع ولا القانون بس علشان انا يتيمة ولا ليا أب ولا أم ولا أخ وهو الوحيد اللي ليا بيذلني وحتى مرضيش يديني حقي في بيت بابا إلا لما اتجوز ابنه وأنا المۏت عندي أهون من اني اتجوز البني أدم ده .
شعر عمران بالشفقة لأجلها والجميع أيضا وحتى سكونشعرت بالشفقة عليها هي الأخرى ثم رددت زينب بحنو وهي تمسح بيدها على خصلات شعرها الناعم
ياحبيبتي منه لله عمك دي هي الناس خلاص كلت بعضها وهيفتروا وياكلوا حق اليتيم اللي ملهش ضهر اشتكيه لربنا وهو هياخد لك حقك منيه الضلالي دي .
أحست شمس بأنها تود ان ترتمي داخل أحضان زينب كي تشعر بحنان الأم التي حرمت منه فطلبت منها وهي تنظر لها بعيناي ممتلئة بالدموع
انتي جميلة قووي ياطنط هو إنت ممكن تاخديني في حضنك بقالي كتير نفسي حد يحضني ويطبطب عليا .
أسرعت زينب بأخذها بين أحضانها وهي تربت على ظهرها وتمسح على شعرها بحنان بالغ والأخرى تمسكت بأحضانها باحتياج فاليتم والقهر شعوران يؤديان بالإنسان إلى أعلى مراتب الفقدان بكل ماهو جميل
أما سلطان تحمحم متسائلا إياها
هو انتي تعرفي المتر ماهر الريان منين اصل احنا لقينا صورتك وياه على تليفونك اصل إحنا فتحناه علشان نعرف إنتي مين
خرجت شمس من احضان زينب ثم جففت عبراتها بالمنديل الورقي الذي ناولته لها سكون وأجابته
ماهر كان جوز أختي اللي ماټت من عشر سنين وهو اللي مربيني وبعتبره أخويا الكبير جت له واحتميت فيه وهو مقصرش معايا رغم تهديدات عمي ليه وجاب لي مكان اعيش فيه وعمي تقريبا عرف إن فرحه النهاردة واني أكيد هروح فدبر لي حكاية الخ طف دي لان الكومباوند صعب إن حد يدخل ويخرج منه أو حد يخط ف حد فيه لأن ماهر مشدد على الأمن إنهم ياخدوا بالهم مني فعلشان كده استغل فرصة الفرح .
هنا هتفت زينب بما جعل شمس تندهش
ولا برواة عليك ياماهر ياجوز بتي طلعت راجل وأصيل وشهم .
هي رحمة توبقى بنتك ياطنط ... جملة استفهامية نطقتها شمس بذهول وحدسها لم يستوعب ان تلك السيدة الطيبة الحنون التي احتضنتها تكن والدة تلك الرحمة الشرسة التي تجبرت عليها كثيرا فعقبت زينب عليها بتأكيد
أه رحمة توبقى بتي وماهر جوز بتي .
قطع حديثهم دخول الظابط أخيرا كي يأخذ أقوالهم وبدأ بالفعل أسئلته لشمس وعمران وأجابوه بما حدث بالتفصيل استمرت أسئلته مايقرب من نصف ساعة حتى حصل على استجوابهم بالكامل وقد اعترفت على عمها وأنه هو الوحيد الذي سيفعل بها هكذا وكما أن عمران عرفه ما قاله له احد الرجال أثناء العراك عن أهلها وانتهى التحقيق وخرج الظابط من
الغرفة ثم قالت زينب لها
طب يابتي إنتي مش هتعرفي تروحي على شقتك لانك تعبانة ومتقدريش تخدمي حالك وكمان مش عايزين ماهر ياخد خبر دي عريس إحنا هنقوم بالواجب معاكي بداله انت هتاجي معانا على دارنا واخدمك بعيني لحد ما ربنا يتم شفاك على خير وتوبقي زينه يا بتي .
انتابها شعور بالإحراج الشديد من عرض زينب ثم هتفت برفض لحفظ ماء الوجه
معلش ياطنط مش هينفع انا هعتمد على نفسي واللي هقدر عليه هعمله مينفعش أتقل عليكم ومتقلقيش مش هكلم ماهر ولا هزعجهم معايا .
حركت زينب راسها برفض لما قالته وأخبرها سلطان
مينفعش الكلام اللي هتقوليه دي يابتي إحنا اهنه صعايدة والصعايدة أهل واجب وكرم وعمرهم مايشوفوا حد في ضيقة ويسيبوه واصل فانتي هتاجي ويانا معززة مكرمة لحد ما ربنا يشفيكي وياخد بيدك وبعدها اعملي
اللي على كيفك واللي يريحك .
كانت أنظارها تلتفت إليهم جميعا بخجل إلى أن ارتكزت على عمران فابتسم وجهها تلقائيا بحالمية لذاك الرجل منقذها في اللحظة الحاسمة والفارقة في مستقبلها بل وكل عمرها الذي كان سيندثر تحت أرجل معډومي الرحمة
رأت زينب نظراتها تلك فدق قلبها فرحا ويبدوا أن عقلها سيبدأ الآن بنسج خيوط الحكاية الأولى والأخيرة التي تعيش وتفكر بها وتستحوذ على جل كيانها ويبدوا أيضا ان القادم عاصف لامحالة وأخيرا وافقت شمس على الذهاب معهم الى منزلهم وستبدأ رحلة شمس و زينب و سكون مثلث الړعب لعمران .
قبل عدة ساعات من الآن وبالتحديد بعد منتصف الليل في منزل العروسينماهر و رحمة بعد دخولهما إلى منزلهما يقف ماهر أمام باب غرفتهم التي ستجمعهم سويا في اول يوم لهما معا واليوم الذي حلما به كثيرا كلتاهما حيث يقف أمام باب الغرفة ويدق عليه بشدة هادرا بها فقد نفذ الصبر من صبر وهو يقف يحايلها منذ مايقرب
من نصف ساعة فقد خدعته صغيرته الشقية وأغلقت الباب على حالها فور دخولهما
قسما عظما أني جبت أخري منك والصبر زهق من صبري عليكي يا مچنونة انت افتحي الباب يا بت يا اما هكسره على دماغك دلوك
انصعقت رحمة داخل الغرفة من نعتها لها بكلمة بت وهدرت به هي الأخرى
بت لما تبتك يابتاع شمس أني اسمي الباش محامية رحمة سلطان المهدي .
هدر بها مرة أخرى لردها عليه الكلمة بكلمتها
وبتردي عليا كمان وبتقلي أدبك على جوزك واحنا لسه في أول ساعة جواز يابت سلطان اللي رباكي تردي علي جوزك الكلمة بكلمتها داي
متابعة القراءة