رواية وبها متيم أنا بقلم أمل نصر
المحتويات
المذكور بدون ان ترفع رأسها إليه.
وعلق الرجل مرة أخرى
وكمان مش رافعة عينها من الأرض لا يا عروسة احنا معندناش الكلام ده دا واد عمك تبصي وتملي عينك منه زين عشان لو معجبكيش تجولي على طول ومتتكسفيش.
للمرة الثانية ينجح الرجل بمزاحه لتخفيف التوتر بالضحكات بين الجميع وتبادل معه مسعود الرد بألفة هو الاخر يناطحه بالمفردات الجنوبية بقصد ترك المجال لتعارف الشباب.
سألها الشاب بقصد فتح حديث ودي معها وجاء ردها بروتينة وقد تحققت من رؤية جيدة له لم تكذب والدتها حينما وصفته بالعريس اللقطة وسيم الوجه بهيئة مبهرة يرتدي ملابس المدينة ويتحدث بلباقة
كما أنه مناسب لها في نفس العمر فلم يتعدى الثلاثون ربيعا بعد اذن ماذا تبقى لها من عيوب حتى تأخذها حجة وترفضه....
القت بالتحية وهي تضع من يدها الأكياس الممتلئة باحتياجات المنزل اعلى الطاولة التي تتوسط الردهة قبل أن تقترب بخطواتها من مجلسهن أمام شاشة التلفاز المعلقة على الحائط في متابعة لإحدى المسلسلات الدرامية الجديدة والتي ادعت نرجس التركيز في مشاهدتها كي ترد بعدم انتباه
مساء الخير
ازيك يا أمنية مش ظاهرة من الصبح يعني هو انتي كنتي تعبانة
تطلعت لها الأخرى بملامح مبهمة لمدة من الوقت قبل ان تجيب بهز رأسها وصوت خفيض خرج كالهمس
حمد لله كان صداع وراح لحاله.
بلفتة مهتمة اقتربت لتجلس على ذراع الكرسي المقابل لها تخاطبها بقلق
قبل أن تجيبها خرج الرد من نرجس بمغزى
لا متشغليش نفسك بقى يا شهد ما هي قالتلك شوية صداع وراحوا لحالهم مش مستاهل يعني الموضوع تزعلي نفسك وانتي عروسة جديدة.
رفعت رأسها نحوها وقد فهمت إلى ما ترمي إليه بهذه اللهجة الملتوية قاصدة بجبن تذكيرها بعقد زواجها بالأمس فجاء ردها بقوة
قالت الأخيرة موجهه النظر نحو شقيقتها التي ابتعلت ريقها بحرج ترد
انا خرجت عشان كنت تعبانة....
قاطعتها نرجس تواصل إظهار الڠضب تنفيذا لتعليمات سميرة شقيقتها
لهو انتي خدتي بالك من خروجها يا شهد وزعلتي كمان! معلش بقى يا حبيبتي اصل المفاجأة خضيتها.
المفاجأة خضيتها....... ايه لزوم تلقيح الكلام يا مرات ابويا ما انتي لو عايزة تفهميني انك زعلتي بموضوع كتب الكتاب المفاجئ قوليها وبصراحة وانا مش هلومك عشان عارفة ان معاكي حق بس انتي بقى لو كان هامك اوي كنتي تيجي تعاتبيني في وشي عتاب الحبايب وانا ساعتها هفهمك السبب اللي خلاني عملت كدة لكن الأسلوب ده يزرع الفرقة ما بين الأخوات
افحمتها بالرد حتى تقصلت عضلات وجهها بحنق جعلها تبتعد بنظرها نحو المسلسل الذي تتابعه تتهرب من المواجهة كعادتها
أما شهد فحينما عادت للأخرى تفاجأت بهذا التغير الذي يغلف ملامحها صامتة هادئة وقد اختفت هذه الشراسة التي تدعيها طوال الوقت وكأن بها شيئا ما.
عادت لتسألها مرة أخرى
انتي كويسة
ردت بشبه ابتسامة اعتلت ثغرها
ما انا قولتلك يا شهد كان صداع وراح لحاله.
طب براحتك.
تمتمت بها لتزفر ناهضة من أمامها مردفة
ع العموم انا كنت عايزة ابلغكم بالعزومة اللي عملاها طنت مجيدة اصلها كانت عايزة رقمك يا خالتي نرجس عشان تبلغك بنفسها.
شددت شهد على الأخيرة بقصد فهمته الأخرى لتدعي عدم الاكتراث في الرد عليها
ما هو رقمي عندك ادهولها وانا هقول لأ يعني
تمام.
قالتها شهد وما همت أن تستدير عنهما ذاهبة حتى تفاجأت بقول شقيقتها
الف مبروك يا شهد.
بابتسامة من القلب ردت بكلمات مقصودة
الله يبارك فيكي وعقبالك انتي كمان....... مع اللي يستاهلك.
قالتها ثم استدارت ذاهبة لتتركها تنظر في أثرها بصمت قطعته والدتها بمصمصة من بين شفتيها مغمغمة
ايوة بقى عيبي على كيفك ما انتي خدتي المهندس وعبيتي ايدك منه كمان.
لم تشاركها التعقيب بل انتبهت لتخرج هاتفها تنظر بسجل الاتصالات التي زادت بعدد اخر منه وعلمت أنه ما زال يحاول تنهدت بعدم اكتراث لتعيده مرة أخر بجيبها وعلى نفس وضعه الصامت ثم اندمجت مرة أخرى في مشاهدة المسلسل
عادت ميرنا بعد انتهائها من زيارة المحامي المكلف بالدفاع عنها وراسها المشتعل على وشك الإڼفجار لا تصدق ما يحدث وما ورطت نفسها به كانت تظن أنها الذكية
التي تتلاعب بالجميع من أجل كل ما يصب لمصحتها لقد عاهدت نفسها أن تأخذ من الدنيا ما يكفيها ويزيد عن حاجتها ايضا ونجحت بخططها لتتغلب على الظروف والبشر وكل ما وقف امام طريقها لتدور بها الدوائر الان وتدخل السچن محل هذه التافهة الصغيرة يوسوس لها الشيطان بأذيتها ولكن عقلها يأمرها بالتريث قليلا حتى تجد الطريقة وهي لن تغلب.
توقف بها الحارس أمام باب الحجز وقبل أن يفتح ليدخلها أوقفته قائلة
بس انا كنت عايزة منك خدمة يا شويش.
زجرها الرجل باستنكار
نعم يا عين امك عايزانى انا اخدمك كمان
فشړ دا احنا اللي نخدموك.
تفوهت بها بنعومة لتضع يدها بداخل جب صدرها في الأعلى مخرجة لفة محترمة من النقود لتضعها بيده قائلة
انا كان غرضي بس فيد واستفيد.
ارتخت ملامح الرجل ليضع المال بجيب قميصه ثم ما لبث ان يرد بصوت يدعي فيه الخشونة
قولي عايزة ايه وبسرعة
أبلتي أبلتي التليفون اهو يا أبلتي.
تفوهت بالكلمات الفتاة سكسكة زميلتها في الحجز وهي ټقتحم كابينة المرحاض لتنحشر معها داخله وقد أتت بما طلبته منها.
تناولت ميرنا تتفحص الهاتف الصغير ذو الشاشة المتهشمة لتردد بقرف
ايه يا بت العدة المعفنة دي ودي بينفع فيها كلام اساسا
دافعت الفتاة بلهفة مبررة
طبعا امال ايه هي أينعم مبهدلة زي ما انتي ما بتقولي بس فيه رصيد للكلام والنت كمان دي البت سهير مرديتش تدهوني غير لما عكشت عشرين جنيه بنت المحظوظة اكمنها الوحيدة اللي معاها عدة وسطنا.
لوت ثغرها ميرنا لتقلبه بغيظ قبل أن تستلم لتضغط على الشاشة تفتحه بصعوبة جمعت الأرقام المميزة التي تحفظها كأسمها لتضغط على زر الاتصال بالشخص المقصود انتظرت استجابة من جانبه والذي لم تحدث في المرة الأولى ولكن مع اعادة المحاولة وصلها الرد بنزق
الوو مين معايا
ردت على الفور بلهفة يشوبها لمحة من الفرح
الوو.. انا ميرنا يا سعادة الباشا.
ميرنا.
تمتم بها بعدم تصديق فتابعت مردفة
ايوة يا باشا ازيك انت عامل ايه انا فرحانة اوي اني وصلتلك....
قاطعها بحدة يوقف استرسالها
استني عندك...... هو انتي مش في السچن يا بت انتي بتتصلي بيا ليه
رده كان مباغتا لها لدرجة جعلتها تتوقف لبرهة تستوعب قبل أن تغلف صوتها بنبرة مترجية يتخللها بعض ټهديد
ايوة انا في السچن يا باشا وبتصل بيك عشان تخرجني عشان انا اتظلمت من غير سبب وكله عشان انفذ اوامرك.
استفزه تصريحها المباشر في توجيه اصابع الاتهام نحوه فصاح بعنجهية كي يعرفها بقدرها
وقفي عندك يا بت انتي ومتخليش العشم ياخدك اوي كدة انا اللي بيعملي خدمة بياخد المقابل وانتي خدتي تعويض بمبلغ محترم رغم اني محذرك من الأول ترجعي الخاتم يبقى اتحملي نتيجة غلطك ومسمعش صوتك تاني.
فقدت ميرنا الباقي من تحكمها لترد غير ابهه
لا يا عدي باشا مش هسكت ما هو انا مش ارسم واخطط لاجل ما اوقعلك البت وصاحبتها وتيجي انت على اخر لحظة وتبوظ كل حاجة انا معملتش كدة بمزاجي انت اللي كنت ھتموت على صبا وعايزني اوقعها وانا مكنش قدامي غير مودة عشان تجيب رجلها يبقى مشلش انا الليلة في الاخر.
بتبجحها الاخير كان قد وصل بغضبه للذروة لينهي بلهجة حازمة صارمة
اسمعي يا بت انتي الرقم دا تمسحيه من ذاكرتك نهائي لأن لو حصل مرة تانية واتصلتي او حاولت توصليلي يبقى متلمويش الا نفسك وعشان تبقي عارفة انتي علاقتك بالفندق وبكل ما يخص عدي عزام انتهت.
صعقټ ميرنا تترنج محلها حتى كادت أن تسقط على ارضية المرحاض لولا سكسكة التي امسكتها تسندها من مرفقها تردد بقلق
حاسبي يا أبلتي لا احسن تقعي.
تطلعت إليها لاهثة لعدة لحظات حتى تستعيد توازنها ثم ما لبثت أن تستقيم وكأن شيئا لم يكون تتناول الهاتف لتتلاعب على شاشته مرة أخرى سألتها الفتاة باستغراب
هتتصلي بمين تاني يا أبلتي
ردت بابتسامة جانيية قاسېة
لا يا حبيبتي دا مش اتصال دا انا بس بخش بالباسورد بتاعي على حسابي اصلي بعيد عنك عندي شوية صور كدة حفظاهم في حتة لوحدهم انما ايه لوز ودا عز وقتهم.
هرشت سكسكة بطرف سبابتها على جانب رأسها بعدم فهم مرددة
وقت ايه يا أبلتي بالظبط انا مش فاهمة حاجة.
ڼهرتها بجدية وتجهم
بعدين افهمك يا سكسكة سيبيني انفذ اللي بعمله دلوقتي.
صمتت الفتاة تتركها لما تفعله غافلين عمن سمعت بكل الحديث وقد تواجدت بالصدفة داخل المرحاض المجاور بغرض الاغتسال وتبديل ملابسها من أجل المغادرة وقد صدر امر اخلاء سبيلها واتمت الإجراءات منذ قليل.
وفي الجهة الأخرى وبعد ان انتهائه من مكالمتها دمدم بسبة وقحة على غير عادته وقد أخرجته هذه الفتاة ببجاحتها عن طوره الطبيعي الهادئ فبدلت مزاجه الرائق لاخر منزعج.
زفر يعود لتفحص الملف الذي ما زال بين يديه يعيد على قراءة المعلومات الخاصة بها باهتمام شديد وقد حسم أمره الان منهيا فترة الاخذ والرد مع نفسه طريقها مباشر ولا يقبل الالتفاف ليته ملك الشجاعة لهذا الأمر من البداية لكان اختصر كثيرا من الوقت متجنبا التورط مع هذه الملعۏنة التي تجرأت على تهديده منذ قليل.
بهيبة تليق به كان جالسا يتابع اعماله على الحاسوب الذي وضعه أعلى الطاولة المجاورة له واضعا قدم فوق الأخرى والنظارة الطبية أعلى عينيه بوسامة كادت أن توقف قلبها وهي تتابعه بوله في وقفتها صامتة على مدخل الغرفة من وقت عودتها من الخارج يساعدها اندماجه الشديد في ممارسة هوايتها المفضلة في تأمله لكن مع الوقت انتبه عليها اخيرا ليهديها ابتسامة عذبة بسؤاله لها
انتي واقفة عندك هنا من امتى
دلفت تطوح بحقيبتها اليدوية لتبادله ابتسامة رائعة بردها
انا هنا من زمان يا سيدي واقفة وبراقب الجميل وهو مندمج في شغله.
اعتدل بجلسته وجذبها لتجلس على قدميه ليتغزل بها هامسا
ولما انا ابقى جميل تبقى انتي ايه يا ساحرة الفن والجمهور كله
ختم قوله ليلثم بشفتيه على جيدها ورقبتها كتحية تعبر عن شوقه إليها الذي لا ينضب ولا يتوقف
يتنشق عبير رائحتها الذي يعيد إليه الروح بل هي الحياة نفسها يعشقها لدرجة تجعل الأنفاس بقربها ترياق لكل أوجاعه والامه نعم فهي زوجته والتي لن يرضى لها بديلا لحمل أبناءه بخاطره الاخير رفع رأسه بانتباه يسألها
انتي كنتي عند الدكتورة النهاردة صح
اومأت برأسها كإجابة فتابع استفساره بتمعن
وايه الأخبار بقى انا شايفك رايقة شوية رغم ان عيونك دبلانة
متابعة القراءة