رواية وبها متيم أنا بقلم أمل نصر
المحتويات
المتساقط منها وهو.....
جحظت عينيه بعدم استيعاب وقد رأى صاحبة الوجه ...
رباب .
دمدم الأسم بهلع ليعدو نحو الرجل ليعرف ما بها وما صفة هذا الرجل إليها ولكن المسافة كانت بعيدة والسيارة انطلقت بسرعة لم تمكنه من الوصول إلى شقيقته والاطمئنان عليها.
ضړب قدمه بالأرض ليستدير راكضا نحو دراجته ليعلتليها ويتحرك بها حتى إذا وصل إلى الطريق الممهد زاد بالسرعة الفائقة وعينيه تتطلع أمامه بتمعن شديد بحثا عن السيارة التي اختفت عن أنظاره فيبدوا أن قائدها هو أيضا يقودها بسرعة تضاهي سرعته وربما أكثر
ايه ده شهد! إنتي هنا من إمتى
بسم الله الرحمن الرحيم خضتيني يا رؤى.
خضيتك ليه ما انتي اللي سرحانة.
قالتها رؤى قبل أن تنتبه على الأكياس المحتلة الاريكة بجوار شقيقتها لتركض نحوها قائلة بفضول وهي تتفحصهم بعد أن جلست بجوارها
ايه ده هو انتي جيبتي الحاجات دي النهاردة يا شهد
أومأت لها بابتسامة قبل أن تنتبه على تحية زوجة أبيها وأمنية التي رشقت عينيها على الأكياس
قالتها نرجس بإشارة نحو الأشياء التي ابتاعتها بابتسامة ضعيفة ردت على سؤالها
لا يا مرات ابويا انا روحت الشغل بس كان نص يوم وخرجت بعدها مع حسن ع السوق.
شهقت رؤى بلهفة معقبة
يا لهوي ياما يعني انتي النهاردة خرجتي مع حسن
قبل أن تجيبها تدخلت أمنية بفضول قاټل توجه لها السؤال
تغاضت شهد عن نظرات الأخيرة الغير مريحة لها وردت تجيبها بتسامح
أيوة يا أمنية تعالي شوفيهم مع رؤى وانتي كمان يا مرات ابويا.
تلقفتا الاثنتان الدعوة بحماس جعلهن يهجمن سريعا على الأكياس يتفحصن المحتويات دون التغافل عن أي شيء بها.
نرجس وكعادتها تطالع بصمت وبملامح مبهمة غير مقروءة على الإطلاق إن كانت إعجاب أو شيء اخر أما رؤى فكانت تهلل بطفولية كلما أعجبتها قطعة اتجهت للأخرى بصيحة أعلى
والله ما في حد أجن منك.
قالتها شهد ضاحكة ثم اتجهت بعينيها نحو أمنية منتبهة جدا لهذا التقلص بملامح وجهها وفي نظرتها للمشتريات حتى لو ادعت العكس أو التعامل بشكل طبيعي فهي أعلم الناس بها يلوح برأسها بعض الشفقة عليها رغم رؤيتها لهذه المنطقة المظلمة بداخلها شعورها الدائم بالنقص مهما ابتاعت من الأشياء عينيها على ما يمتلكه الاخرون مشكلة لا تجد لها حل وهي التي ظنت رغم كل شيء ان ارتباطها بإبراهيم رغم كل تخفظاتها عليها سيساهم ولو قليلا في حل معضلتها على اعتبار أنها تحبه لتجدها الان توسعت وتشعبت بعد أن اصبح لهذا المعتوه موطئ قدم له المنزل بسببها ثم يظهر وجهه القبيح الان حقدا عليها وعلى خطيبها.
تعالي هنا ورايا بسرعة.
دلف للغرفة ذات الإضاءة الوردية والفراش المزين بالورود ليعلق متهكما
يا حلاوة دا انتي عاملة جو رومانسي كمان حلاوتك يا جوجو.
ردت على عجالة وهي ترتد لخارج الغرفة
حطها عندك ع السرير على ما اجيب الحاجة ورجعالك.
براحتك يا عسل .
علق بها حامد وهو يريح جسد رباب على الفراش وهي ما زالت بأعين مفتوحة لا ترى شيئا واعضاء مرتخية بعقل غائب تماما عن الواقع تطلع لها بأعين مشټعلة فهيئتها بهذه الصورة كادت
بتعمل ايه يا غبي مش قولتلك استنى.
قيلت مصحوبة بضړبة قوية على ظهره جعلته يرفع رأسه مجفلا يهتف بها محتجا
الله في ايه يا بقى هو احنا هنرجع في كلامنا ولا إيه
زادت مرات اخرى بضيق تنهره
يا غبي بقولك قوم عايز تبوظ الشغل اللي انا بعمله دي حتى لسة بهدومها.
اعتدل حامد يقول بمهادنة لهذه المچنونة
يا ستي ودي صعبة يعني اخلعها عنها وبالمرة اقلع انا كمان وخدي احلي اللقطات براحتك.
مالت برأسها مقربة وجهها من هذا الأحمق تخاطبه كازة على أسنانها عل عقله الفارغ يعمل ولو مرة واحدة
هو انا هفضل افهم فيك لحد أمتى بقولك عايزة كل حاجة تبان طبيعية يعني واحدة بتخون جوزها مع عشيقها يبقى لازم اظبطها كويس قوم ياللا خليني البسها حاجة تليق .
نظر حامد للقطعة الوردية بيد المرأة ليهلل مصفقا بكفيه
طب ياللا بسرعة بقى وانا كمان هروح اغير هدومي.
قالها وانتفض يفسح لها المكان على الفراش لتعقب من خلفه بازدراء
تغير هدومك برضوا ولا تشربلك حاجة غبي.
قالتها ثم التفتت للمستلقية على الفراش بلا حول لها ولا قوة تخاطبها وهي تخلع عنها ملابسها
وانتي يا روح قلبي دا انا هروقك بحق الليالي اللي خدتها في ړعب وخوف يا رباب لخليكي تكلمي نفسك انتي لسة شوفتي حاجة دا انا هحولك جارية للاهبل اللي جوا ده
.
توقف بدراجته أمام السيارة التي كانت تفوقه بالسرعة لدرجة جعلته يتوه عن ملاحقتها عدة مرات وفي المرة الأخيرة دخل شارع اخر قبل أن يرتد ويدخل المجاور له في هذه المنطقة السكنية الجديدة في العاصمة والقليلة بعدد السكان الشيء الجيد في الموضوع حتى لا يتوه في الشوارع الزحمة وقف أمام البناية ذات العدد الكثيف من الطوابق بحيرة تفتك برأسه ما الذي يجعل الرجل ذا الهيئة المقاربة للحراس الشخصين أن يأتي بشقيقته إلى هنا هذا ليس منزلها ولا هو مشفى لعلاجها مما جعل الشك يتسرب لقلبه ف اتجه على الفور إلى حارس البناية والذي كان جالسا على أريكته يرتشف الشاي من الكوب الزجاجي بتلذذ بقلب يضرب كالمطارق في صدره لهذا الشعور الجديد من الخۏف اقترب يسأله بلهاث ويده تشير للخلف
يا أخ انت الراجل صاحب العربية السودة او اللي كان سايقها يبقى مين هنا في العمارة
رد الرجل بسماجة بعد أن القى نظرة عابرة نحو ما يشير إليه الاخر
راجل مين وعربية سودة ايه ما تفسر يا أخينا.
برود الرجل وطريقة الرد الغير مبالية جعلته يفقد أعصابه ليهدر صائحا به
بقولك اللي كان سايق العربية السودة البني ادم الضخم كان شايل اختي فيها اقسم بالله لو ما قلتوا لبلغ جوزها ابن اللوا حمدي فخر يجي ياخدك انت معاه ويعلقك من رجليك.
بړعب حقيقي وعدم معرفة رد الرجل بدفاعية
والله ما اعرف يا ولدي انت تقصد مين بالظبط
يقصد حامد يا بابا.
تفوهت بها الفتاة ذات العشر سنوات لتكمل مخاطبة محمد
بابا مكانش قاعد ساعة ما حامد خرج من العربية دي وهو شايل ست شكلها زي الهوانم وطلع بيها على شقته.
سألها سريعا وبلهفة
قوليلي اللي اسمه حامد ده ساكن في اي شقة بسرعة .
يا حلاوة المهلبية ايه الجمال ده يا ناس
هلل بيها حامد فور أن اخترق الغرفة ووجد رباب بهيئتها الجديدة مرتدية المنامة الوردية القصيرة جدا والشعر المسترسل حول وجهها وقد مشطته المرأة سريعا فبدات بصورة كاملة للجمال.
تطلعت المرأة باستنكار نحو حامد الذي ولج يفرك بكفيه مرددا
احنا كدة بقينا تمام وفل اوي وسعي بقى خليني اشوف شغلي قبل ما تصحى ولا تفوق انا عايزة اخد وقتي مع لهطة القشطة دي.
علقت باستهجان وهي تنهض عن التخت بنظرة من أعلى للأسفل
لا اطمن يا خوي هتاخد وقتك وبزيادة كمان المادة اللي في جسمها بتفضل ساعات يبقى اصبر بقى دقيقة كمان.
كمان! ليه بقى
صاح بها بنفاذ صبر وجاء ردها بغيظ يفتك بها وهي تلوح له بالهاتف
عشان عايزة اخدلها كام لقطة الأول افهم بقى ووسع من وشي.
زمجر حامد ليتخصر منتظرا على مضض وهي تلتقط عدة صور من عدة جهات ولسانها يردد
انا لسة ما استكفيتش من اللعب معاها ما انا مش هكشف ورقي مرة واحدة لازم اسويها على ڼار هادئة الأول.
لسة كمان فيها لعب دا انتي دماغك سم.
علق بها حامد قبل ان يصدح صوت جرس المنزل مع طرق متواصل على الباب الخارجي فزفر مرددا بسخط
عاجبك كدة اهو الباب بيخبط ناقص عطلة انا ولا وقف حال.
توقفت المرأة على الصوت المزعج تدمدم بارتياب شديد
وانتي مين بيجيلك دلوقتي عشان يخبط عليك بالشكل ده
رد حامد بتخمين من رأسه
يعني هيكون مين يعني وانا اساسا ما حدش يعرفني في العمارة دي أكيد البواب الزفت انا هطين عيشته.
قالها وتحرك ذاهبا فهتفت عليه ناصحة
براحة يا حامد مع الزفت ده مش عايزين شوشرة في العمارة
سمع منها واتجه بخطوات مسرعة نحو باب الشقة الخارجي حتى إذا فتحة تفاجئ بفتى في عمر المراهقة يخاطبه بأمر أجفله
أختي هنا بتعمل ايه اندهلي عليها خليني اشوفها.
بيده الضخمة دفعه حامد لييتعد عن باب الشقة قائلا بعنجهية وغشم
اختك مين يا شاطر اللي جاي تدور عليها امشي ياض مش ناقصة شغل عيال.
هم أن يغلق الباب بوجهه ولكن محمد منعه صارخا بوجهه
انا بتكلم عن اختي رباب اللي جيبتها من المدافن شايلها على إيدك انا فضلت ماشي وراك لحد اما جيت هنا.
شعر حامد بالخطړ ولكنه تعالى عن اظهار الخۏف أو الاستسلام ليدفعه پعنف جعله يبتعد عن الباب وهو ينهره بالقول
انا لا اعرف رباب ولا اعرف كباب غور من وشي هي مش نقصاك.
لم يستلم محمد وظل يصرح ضاربا بكفيه على خشب الباب
بقولك افتح يا حيوان انا اتأكدت دلوقتي انك خاطف اختي طلع لي اختي يا حرامي.
خرجت المرأة من الغرفة إلى حامد تردد بزعر
يا نهار اسود ايه اللي بيحصل ده مين اللي ع الباب يا حامد وعايز يعملنا ڤضيحة
تجاهلها الاخر وقد انتفخت أوداجه پغضب عاصف ليلتف عائدا نحو الباب يفتحه مرة أخرى ليسحب محمد من تلباب قميصه ويجره للداخل پغضب ۏحشي
دا انت باينك جاي على قضاك.
انتفض محمد وهيئته بدت كالعصفور بيد هذا الرجل الضخم ليلعم انه يستطيع القضاء عليه بضړبة واحدة من يده فكر سريعا ليجد الرد المناسب له بصوت جاهد ان يخفي به ارتجافه
قولتلك من الأول اديني أختي عشان انا اتصلت اساسا بجوزها كارم وهو زمانه على وصول عشان يعلمك الأدب من جديد يا استاذ حامد.
بالطبع كان ېكذب في الأخيرة فهو لا يملك رقم كارم ولكن الخدعة أتت بثمارها على حامد الذي اظلم وجهه واستوحشت ملامحه لتجفله المرأة بصړختها وهي تركض نحو غرفتها كي تتناول أشيائها لتلوذ بالفرار.
يا نهار اسود دا بيقولك انه اتصل بكارم الله ېخرب بيتك وبيت معرفتك المهببة.
كذئب بري زأر حامد
متابعة القراءة