رواية وبها متيم أنا بقلم أمل نصر

موقع أيام نيوز

 


ان شهد قوية ومش هتقلقنا عليها.
ردت أنيسة بابتسامة عذبة على الوجه البشوش
انا قولتلك انها زي بنتي يعني نصيبها في الدعا مايقلش عن لينا ويمكن أكتر ربنا يفرحني بيهم هما الاتنين. 
وكأن بكلماتها وضعت كفها على موضع الچرح لتهتف مجيدة بلهفة أجفلت جميع من في الجلسة.
ان شالله يارب يطمن قلبك على شهد ويفرح قلبك ببناتك الاتنين وولادي...... قصدي يعني..... ما انا كمان بدعي لولادي هو انتي متعرفيش اصل انا عندي غير حسن اخوه اللي اكبر منه امين ظابط قد الدنيا.

يعني إيه رافض الترقية هو هزار. 
انتفض حمدي مجفلا بصيحة برئيسه الغاضبة ليبرر مدافعا
سعادتك بيقول ان ميقدرش يسيب والدته التعبانة دا عذر محدش يقدر يلومه عليه.
وانت بقى بقيت المحامي والمدافع عنه في إيه يا سي حمدي
هدر بها عدي واقفا عن مقعده ليلتف حول المكتب ويقف مقابله تمتم حمدي مستغربا ڠضب رئيسه
سعادة الباشا انا لا محامي ولا بدافع عنه بس انا شايف انها فرصة وشادي ضيعها من إيده يبقى في اللي يسد عنه احنا الكفاءات عندنا ولله الحمد كتيرة .
زاد الإحتقان بقلب عدي ليردف متهكما
طب ما تقعد مكاني وتقرر انت من نفسك مدام بتعرف في الكفاءات أكتر مني.
خرج صوت حمدي باضطراب وتلعثم
العفو يا باشا انا لا يمكن طبعا يبقى دا قصدي..
يبقى متجادلش. 
صړخ بها عدي بأعين حمراء ونبرة جمدت الډماء بأوردة الاخر وتابع
انا اللي اقرر مين يروح فين ومين الأحق بالمنصب انا عدي عزام يعني محدش يراجعني في قرارتي. 
اومأ حمدي بهز رأسه يظهر الطاعة لرئيسه بقوله
طبعا طبعا يا فندم ومحدش يقدر يقول غير كدة..
تنهد عدي برضا ليستدير حتى يعود إلى مكتبه ولكن الاخر أوقفه بقوله
شادي لو ضغطنا عليه في الموضوع ده هيقدم استقالته.
نعم يا حبيبي يقدم إيه
هتف بها عدي ليردف الاخر بمكر الصديق الذي قد
ېكذب لنجاة صديقه
انا قولتلك من الأول يا فندم مرض والدة شادي هو العذر الكبير في حياته واللي موقفه عن التقدم في أي شيء هو مستعد يضحي بالوظيفة كلها في سبيل انه ميتخلاش عنها او يسيبها لحد غريب في مرضها انا شايف انه لو حصل واتخلينا عن حد بكفاءة شادي عشان حالة انسانية زي دي يبقى ساعتها هيبقى شكلنا مش حلو خالص قدام الموظفين خصوصا بعد المجهود الجبار اللي عمله في حفلة امبارح .
هدر به عدي بعدم احتمال فهذا الرجل أصبح يثير غيظه بدفاعه المستميت عن الاخر
اخرج دلوقتي يا حمدي اخرج ولما اعوزك هبقى ابعتلك. 
سمع الاخير وتحرك مغادرا بأدب ولباقة اعتاد عليها مرددا
انا تحت أمرك في أي وقت يا فندم.
دفع عدي بيده بعض المستندات والأوراق لتلقى على الأرض أمامه وطاقة من الڠضب تجعله يوم إحراق الأخضر واليابس قيود وحواجز تمنعه من الوصول إليها يشعر بالعجز عن تحقيق هدفه لو كان موظفا عاديا كان أخذ فرصته في اللف حولها والحديث والتعرف إليها منصبه الكبير ومكانته المرموقة تحول بينها وبينه لماذا لا يتمكن منها كما تمكن من العديد قبلها
لماذا لا تأتي وحدها وتقدم فروض الولاء والطاعة كغيرها حتى يرضى عنها
لماذا عليه التفكير والتخطيط لأجلها هو عدي عزام لا يصح له سوى أن ينال مراده ولن يهدأ حتى يفعل.
الټفت رأسه فجأة على طرقة خفيفة يعرف صاحبتها لتطل برأسها قائلة بصوتها المائع
ممكن ادخل يا باشا
ناظرها مضيقا عينيه بصمت ووجه جامد بتجهم دلفت تغلق الباب خلفها لتردف بصوت زادته نعومة
لا لا دا شكل الباشا زعلان ومضايق يارب ما اكون انا السبب.
لا ليكي يد ياختي إن مكنتيش السبب الرئيسي 
قالها بحنق اثار ارتباكها لتردد بتخوف
ليه بس يا باشا تعدمني يارب لو كان دا حقيقي هو انا اقدر. 
هدر بها بنفاذ صبر
ميرنااا انا مش طايق ابص قدامي عايزة ايه اخلصي
يعني هكون عايزة ايه يا باشا دا انا كل غرضي انباسطك دا انا جاريتك وتحت أمرك.
قالتها بإغواء مع نظرة منكسرة بخبرة لم تؤثر فيه بل زادت من سخطه ليهدر بها
وانا مش عايزك زهدت فيكي وقرفت.
انتفضت مجفلة فهذه اول مرة يفاجئها برفضه القاسې وهذا الوجه المشتد بصرامة لتبتلع غصتها مرددة بتعلثم وجزع
تمام حضرتك عن اذنك.
إستني هنا.
صاح بها يوقفها قبل أن تغادر فالټفت إليه قائلة پانكسار
تحت أمرك يا باشا.
مال بجسده للأمام قائلا باهتمام
عملتي ايه في موضوع صبا
التمعت عينيها سريعا ببريق عاصف وقد علمت الان بالسبب الرئيسي لثورته عليها بل وازدراءه لها بعد أن كانت المفضلة إليه من جميع النساء أخفت ببراعة سعير يشتعل بداخلها لتجيبه
والله يا باشا انا بحاول معاها بس هي اللي براوية متبقلش أي حد غريب.
قارعها قائلا بغيظ
هي اللي براوية ولا انتي اللي كبرتي دماغك عن طلبي وعجبك السنكحة مع البت صاحبتها
يا باشا ما هي مودة هي المفتاح اللي يوصلني بدوكها اكيد مع الوقت هتطمن وتأمن لي وتصاحبني زيها........
دا لما اشيب بقى وشعر راسي يوقف.
قالها مقاطعا لها بحدة الجمتها عن المواصلة ليعود بظهره للكرسي متابعا بتسلط
اسمعي يا ميرنا خلصيلي الموضوع دا في اقرب وقت وليكي عندي اللي تحبيه هتقصري وتكمليها استعباط يبقى تنسي معرفتك بيا وتنتبهي اوي لشغلك عشان بعد كدة هتبقي أي غلطة أو تقصير منك بحساب..... وانتي حرة.
اومأت بطاعة لا تقوى على مراجعته لتستأذن للخروج بأدب وقد شحب وجهها وبهت ليصبح كلون الحائط من خلفها بعد أن هددها بعملها والأكثر من ذلك هو غضبه ومعني أن تنال ڠضب عدي عزام هذا يعني أن ابواب الچحيم انتفحت عليها على مصراعيها عليها وهذا لن يحدث بل ولابد من حل سريع لإنقاذها
بوجه مهموم وعقل شارد كان يمارس عمله دون تركيز يراجع ويعود على ما يفعله عدة مرات حتى يتفادى الأخطاء المتكررة بشكل جعله يسهى عن صبا التي كانت تراقبه منذ بداية اليوم مستغربة التغير به وقد اصبحت تحفظ وتميز كل ردود افعاله وحالته العادية والغير عادية.
غلبها الفضول لتجد لسانها ينطق بدون تفكير
هو انت زعلان مني في حاجة
الټفت إليها بانتباه يجيبها 
ليه يا صبا بتقولي كدة
ردت بدلال فطري لا تقصده
يعني.... أصلك من الصبح مكلمتنيش ولا سألتني في أي حاجة تخص الشغل او حتى برا الشغل.
افتر ثغره بابتسامة مشرقة لفعلها وقد اسعده هذا الاهتمام منها حتى لو كان قولها البريء بعيد بمقصده عما يتمناه بداخله تمتم يجيبها
انا عمري ما ازعل ولا اضايق منك يا صبا دا موضوع كدة في الشغل هو اللي واخد عقلي وتفكيري. 
ممكن اسأل واجولك موضوع ايه ولا مينفعش
ازاد اتساع ابتسامته ليردف لها
ولو مينفعش مدام سألتي بلهجتك الحلوة دي يبقى انا لازم اقولك.
ضخت الډماء الحمراء بتسارع بوجنتيها لتشعر بسخونتهم وهي تسبل أهدابها عنه بخفر صامتة بخجل لتزيده تشتتا وحيرة تحمحم ليتمالك نفسه قائلا
كنت عايز أسألك الأول بس تقولي بصراحة هو عم ابو ليلة زعقلك بعد ما رجعتي من الحفل متأخر
تلاعبت مقلتيها وابتسامة مشاكسة ترتسم على محياها قبل أن تجيبه
هو مزعجش بس اداني كلمتين في جنابي كدة بالمحسوس بس اهي ليلة وعدت الحمد لله.
تنهد بإحساس المسؤلية غاضبا من نفسه يقول
اهو دا اللي كنت خاېف منه أنا كنت بزن عليكم انتي ورحمة من الأول عشان نمشي بدري هيقول عليا ايه الراجل دلوقتي
ضحكت تجيبه
والله بيجول راجل محترم مخدتش عنك فكرة عفشة ولا حاجة هو عارفني اصلا وعارف جناني ثم ان دا العادي بتاعه ابويا بېخاف عليا من خياله.
عنده حق يا صبا.
قالها بصدق ومشاعر الحماية بداخله نحوها تزداد صخبا حتى تمنى لو يحميها من ڠضب والدها واصراره الدائم على تزويجها على أحد ابناء عمومتها رغم رفضها.
صباح الخير يا جلاب المشاكل. 
هتف بها حمدي وهو يقتحم الغرفة ليجفله ويقطع عنه شروده قطب شادي يجيب التحية باستغراب
صباح الفل ربنا ما يجيب مشاكل يا عم فيه ايه
عاملة ايه يا صبا
قالها حمدي وتقدم يخطو بابتسامة صفراء نحو شادي حتى وصل إليه ليضرب بكفه على سطح المكتب قائلا
عشان بسببك خدتلي دش بارد على دماغي ولا اكني موظف صغير تحت التمرين حتى.
ليه يا حمدي
سأله بقلق ورد الاخير على عجالة وهو يستدير خارجا
عشان موضوع الترقية اللي رفضتها يا خويا ادعيلي الاقي حد كفء غيرك يبيض وشي قدام الراجل دا انت عيل فقر زي صاحبك.
قالها حمدي وخرج ليترك شادي متجمدا ليعود لشروده بعد أن فقد فرصة جيدة لتحسين مكانته الاجتماعية والوظيفية حتى لا يتخلى عن والدته......
توقف لينقل بنظره إليها متذكرا السبب الآخر لرفصه وهو الحرمان من رؤية القمر وقد أسعده الحظ ليصبح جارها في السكن والوظيفة أيضا .
دلف حسن عائدا لمنزله يهتف ساخطا فور ان وجد فرصة التعبير اخيرا وبحرية عن غضبه
دا برضوا كلام يا ماما دا برضوا كلام! تلت ساعات رغي وكلام مع الست الغريبة طب اعملي
حساب ان دي اول مرة نخش بيتهم أو راعي الظرف ولا شكلي وانا الراجل الوحيد معاكم.
هتفت هي بدورها وهي تخلع عنها حجابها الكبير لتلقيه على اول كرسي وجدته أمامها
ياخويا وطي صوتك شوية وخليني اخد نفسي الأول واخدني ع الحامي كدة هي الدنيا طارت
تدخل أمين من جلسته على مقعد السفرة يتناول الطعام
بيت غريب وكلهم ستات هو انتو كنتو فين يا جدعان
وانت رجعت من امتي يا خويا
سالته مجيدة تقترب منه ليجيبها والطعام بفمه
جيت من ساعة تقريبا ملقتش حد قومت سخنت وقولت اكل.
وعلى كدة بتاكل ايه يا ولا
قالتها مجيدة وهي تجلس لتشاركه الطعام متجاهلة عن عمد ڠضب الاخر ليجيبها أمين وقد فهم عليها
سخنت الفرخة وصنية المكرونة يا ماما زي ما بتعملي انتي بالظبط وجيبت طبق واحد أكل فيه مغ الصواني اللي قدامك عشان موسخش اكتر من واحد وتيجي بعد كدة انتي تزعقيلي. 
يا ختي على جمالك يحرسك ليا.
صړخ بالإثنان حسن وقد فاض به
ما تبس بقى انتوا الاتنين بطلوا العابكم دي وحسوا بيا شوية. 
قالها وسقط بجسده على أحد المقاعد بجواره متابعا
طول الوقت هزار وضحك حتى لو كان الوضع مايسمحش وانا نفسيتي مش متحملة.
هو في ايه يا جماعة. 
تمتم بها أمين متسائلا بعدم فهم
تجاهلته مجيدة والتي شعرت بالذنب لتقول بأسف وقد وضح إليها الان جليا وبكل وضوح وقوع ابنها في عشق شهد حتى وهو لا يعترف بذلك.
أنا واخوك بنهزر معاك ثم ان الموضوع مش مستاهل يعني
رد غاضبا
ازاي يا ماما مش مستاهل الهروب بالنوم دي مش حاجة ساهلة ابدا لواحدة في حالتها مش ممكن لا قدر الله يتطور معاها الأمر ويتحول لغيبوبة.
اعوذ بالله يا بني فال الله ولا فالك .
قالتها مجيدة ليهتف أمين 
يا جدعان ما تفهومني مالها شهد وايه حكاية الستات الغريبة
صاح به حسن مستنكرا فضوله.
ايه يا عم الظابط هو انتي كل حاجة عايز تعرفها
امال يعني عايزني ابقى زي الأطرش في الزفة!
ردت مجيدة
بعد الشړ عليك يا حبيبي كفاية انك
 

 

تم نسخ الرابط