رواية وبها متيم أنا بقلم أمل نصر
المحتويات
تشبعت الأجواء بالتوتر ونظرات هذا المدعو ابراهيم لا تبشر بالخير ود الا يتحرك ويتركها معه ولكنه لا يريد لها الضرر بوجوده وقد فهم ما يرمي إليه هذا الملعۏن.
خارج المنزل
وبعد أن دلفت لتجاور ابنها داخل سيارته لتجد أنظاره معلقة على المبنى الذي خرج منه بقلق ويده لا تقوى على اشعال المحرك.
سألته ليلتف برأسه نحوها ويناظرها باستفهام فتابعت بتوضيح
انا قصدي على شهد عشان الواد ده خطيب اختها اللي اقتحم القعدة بكلامه الغريب.
رد حسن بانفعال
دا متخلف يا ماما بيلمح بطريقة غبية وانا اللي اعرفه عن شهد انها شخصية قوية دي بتحرك رجالة بشنبات في شغلها ودول رجالة بجد مش عيال هبلة زيه.
ردت مجيدة تقارعه
شعر بالحرج ليهم بالذهاب والتحرك ولكن وما أن أدار المحرك توقف فجأة ليعود إليها قائلا
بصراحة بقى انا مش مستريح الواد ده قالقني يا ماما وخالته دي كمان ست مش عارفلها مرسى البيت ده مفيهوش غير رؤى بس اللي بتحبها.
ختم كلماته ونظر إليها منتظر منها رد ولكنها ظلت صامتة ليزفر بضيق قبل أن يعود برأسه للأمام وعجلة القيادة للخروج من هذه المنطقة بأكملها فوصله صوت والدته
التف برأسه نحوها بحدة قائلا
نعم! انتي بتقولي ايه يا ماما
ردت مجيدة بانفعال
ايه يا حبيبي بجبلك من الاخر ولا دي محتاجة تفكير كمان شاغلك امر شهد واللي هي فيه اتجوزها.
بعد قليل
وقد غادر المنزل حسن ووالدته كان الحديث العاصف على أشده بين شهد وإبراهيم.
انا عايزة افهم بالظبط ايه معني كلامك ده مع الناس الغريبة اللي جاية تزورنا ومين اللي اداك صفة انك تتكلم بالشكل ده اساسا انت اخرك خطيب اختي وابن اخت مرات ابويا لا انت راجل البيت ولا يخصك من أساسه.
هدر بها متبجحا پغضب أعينه حمراء وجاحظة بشړ فردت شهد بهدوء غير ابهة بهيئته رغم اشتعال رأسها بالمغزى من خلف كلماته
صاح صارخا بحدة أجفلت نرجس التي التصقت بابنتيها المذهولتين بما يحدث
ومحسبش ليه يا ماما وانتي بتقفلي عليا أنا اللي خاطب وشابك بشيء وشويات عشان الفتنة صح طب انا بقى ماسك عليها دي وعايز الكلام دا يبقى ع الكل التلاتة دول يخصوني وسمعتهم تهمني.....
قاطعته بصوت قوي رغم هدوئه
صړخ معارضا
يعني
ايه يا ست شهد ما تفهميني وطلعي اللي في قلبك من ناحيتك.
قلب مين
قالتها مبهمة لتنهض ناظرة في عيناه متابعة بهدوئها الحازم
أنا سيباك تهلفط وتغلط براحتك من ساعة ما دخلت ملتزمة معاك الأدب وعاملة حساب انك في بيتنا والحساب التاني لوالدك الراجل الكبارة.
ملكيش دعوة بوالدي.
صړخ بها لترد عليه بقوة حاسمة
مش من مصلحتك لأن تقديري لوالدك هو الحاجة الوحيدة اللي مصبراني دلوقتي ان مطردكش ولا ارميلك شبكتك وحاجتك في وشك.
صړخت من الناحية الأخرى أمنية
ترمي الشبكة في وش مين هو خطيبي أنا ولا خطيبك انتي شبكتي أنا ولا شبكتك انتي ولا هي الڼار ماسكة في قلبك عشان ما هي دبلتي بتلمع في إيدي وانتي لأ
صمت ابراهيم يطالع شهد بتشفي فجاء ردها بازدراء نحو شقيقتها
انتي تخرصي ومسمعش نفسك حتى يا ارميكي معاه بره البيت وبره حياتي خالص وغوري في داهية واشبعي بيه.
ليه يا ختي اغور في داهية ضيفة عليكم مثلا ولا مليش حق زي زيك في كل حاجة
هذه المرة جاء الرد من رؤى
لا ملكيش حق يا أمنية وقسما بالله لو ما طلع المحروس بتاعك دلوقتي لكون صاړخة بعلو صوتي واقول انه جاي ېتهجم على تلت ولايا.
توقفت فجأة نحو باب الخروج تنفذ تهديها على الفور
يا ناس يا أهل الشارع. يا جيران.
اجفلت أمنية وشحب وجهها بخضة وانتاب الزعر والدتها التي كانت تشاهد كعادتها بدون حراك أما ابراهيم فقد أصابه الجزع لينتفض راكضا للخروج من المنزل كالفأر الذي يخرج من المصيدة يسب ويلعن وقد انتبه بالفعل الجيران وقد خرج بعضهم يشاهد خيبته.
تابعته رؤى حتى اختفى متجاهلة الرد عن الأسئلة الفضولية من بعض الأفراد لتغلق باب الشقة وتواجه بتحدي ڠضب أمنية مع زهول والدتها قبل أن تنقل بنظرها نحو شهد التي كانت تقف متجمدة كالتمثال تناظرها بصمت وقبل أن تقترب منها لتسألها عن حالها وجدتها تسقط فجأة على الأرض مغشيا عليها فتصرخ عليها بجزع
شهد .
..
خرجت مجيدة من غرفتها بعد أن أدت فرضها لتخلع عنها إسدال الصلاة وتذهب نحو غرفة حسن لتوقظه على ميعاد عمله قبل أن تعد وجبة افطاره دلفت الغرفة لتفتح الستار عن النافذة ويدخل الضوء الغرفة وهي تردد بنغمة معتادة منها
قوم يا حسن يا حسن قوم بقى عشان تحصل شغلك في المصلحة يا بشمهندس قوم وارحمني من اسطوانة كل يوم .
جلست على طرف الفراش لتتابع بهزهزته بيدها
يا بني اصحى عايزة اللحق احضر الفطار يا واد ما تقوم امتى بقى اترحم من خلقتك والاقي اللي تشيل عني.
تمتم لها بصوت ناعس
كل يوم على نفس الكلام طب ما تغيري مرة حتى.
هتفت بتذمر
ويا ريته بيجيب نتيجة والبعيد جبلة مبيحسش لا هو مش واحد صح دول اتنين أنا عندي اتنين جبلات
اعتدل يواجها بعينيه ويرد بابتسامة جميلة تعتلي ملامحه
طب ما تزودي في الدعا يا ست الكل مش يمكن تكوني مقصرة فيها دي
أكتر من كدة.
هتفت بها لتتابع بانفعال
يا خويا دا انا إيدي اتختلت من كتر ما برفعها لسما مش انا اللي مقصرة دا انتو اللي تنحين.
ردد حسن ضاحكا خلفها وهي يستقيم ليجلس بجذعه مقابلها
تنحين! جبتيه منين اللفظ دا يا ماما
دا أبداع يا حبيبي وبيطلع لوحده مش محتاجة ادور .
ضحك حسن ليقترب منها ويقبل خدها المكتنز ليقول بمرح
حبيبتي يا مجيدة عروسة ايه دي اللي تحل محلك
مسحت بإبهامها على مكان القبلة تقول بامتعاض مصطنع لتخفي ابتهاجها من فعله
حبتك العافية يا خويا المهم.
قطعت لتكمل بارتباك
يعني مردتش على كلامي من امبارح.
كلام ايه
سألها مستهبلا لتناظره بضيق قائلة
انت هتعمل فيها فاقد الذاكرة يا ولا
أطلق ضحكة مجلجلة ليقول
لا يا ست الكل منستش أكيد بس.....
بس إيه ما تكمل.
بصراحة يا ماما مش عارف اجيبها ازاي بس انا في المرات السابقة كنت بروح معاكي لبيت العروسة واحضر القعدة بقلب مليان حصل نصيب تمام محصلش مش فارقة لكن في موضوع شهد.....
بدا عليه الاضطراب واحمرار طفيف غزا عدة مناطق بوجهه ليجيبها بحرج
حاسس ان الموضوع المرة دي هاممني يا ماما هتقوليلي يعني ايه هقولك معرفش.
تبسمت مجيدة تطالعه بمكر قائلة
إنت انوي بس وربنا يعدلها .
قال بانفعال
طيب ولو رفضتني
زاد المرح بداخلها لرؤية القلق الظاهر بوضوح على ملامحه فقالت بابتسامة متوسعة
ما انا قولتلك ربنا يعدلها قرر بس انت وسيب الباقي عليا.
اقرر ازاي يا ماما وهي حتى التليفون مبترودش عليه من امبارح.
ليه يعني
سألته بتوجس ليهتف پغضب
انا قلبي مش مطمن يا ماما خاېف ليكون الزفت خطيب اختها زودها معاها.
انتقل القلق إليها لتنهض من جواره قائلة
طب انا هروح اجرب واكلمها من تليفوني يمكن ترد عليا .
اومأ لها برأسه وتحركت هي مغادرة الغرفة ليتنهد بثقل ورأسه عادت للأفكار المتزاحمة بها منذ الأمس ليتناول هاتفه ويرى الساعة به ثم ينهض حتى يذهب لعمله تناول منشفة وخرج متجها إلى الحمام ولكن وقبل أن يصل إليه وصله صوت والدته وهي تتحدث في الهاتف
يعني هي دلوقتي عندك يا لينا........ طب وكويسة ولا لسة تعبانة...... يا حبيبتي يا بنتي........ خلاص انا جاية اشوفها لو والدتك تسمحلي يعني........ تمام يا حبيبتي ربنا يخليكي.
انهت لتستدير نحو حسن الذي شعرت بوجوده خلفها لتجده يسألها بوجه انسحبت منه الډماء
انتو كنتو بيتكلموا على شهد يا ماما إيه اللي حصل لشهد
مبتروديش عليا ليه يا بت
تفوهت بها صبا بوجه حازم فور أن فتحت لها مودة باب منزلها والتي استقبلتها قائلة بلوم
كدا على طول طب ارمي السلام الأول.
قالتها وتراجعت للداخل دلفت خلفها صبا لتصفق الباب پعنف قائلة
لا اسم الله عليكي وانتي بتفهمي أوي في الزوق
الټفت مودة تحدجها پغضب فتابعت صبا بعدم اكتراث
افردي بوزك يا بت دا انا جيالك بيتك ولحد عندك كمان دا وش تقابليني بيه
أمال عايزاني اقابلك ازاي يعني اضحك وانا زعلانة طب ازاي اعملها دي
تهكمت صبا تقارعها
لا يا أختي متضحكيش ارقصي زي ما كنتي مقضياها اول امبارح.
صاحت بها بحنق
ومالوا يا حبيبتي لما ارقص واهيص ولا انتي كنتي عايزاني اتقهر بحسرتي بعد ما صاحبتي نسيتني عشان رئيسها واخته.
مين هي اللي نسيتك
تمتمت بها صبا تزفر بضيق لتحاول التحلي ببعض التريث معها حتى لا تزيد الموقف سوءا بانفعالها فقالت
هو انتي عايزة تشيلي مني وخلاص! يا بنتي والله ما كنت هتحرك من غيرك ليه مش راضية تصدجي ان حضوري الحفلة مكنش في بالي ولا كنت متوقعاه أصلا دي حاجة كدة جات فجاءة.
تكتفت بذراعيها تردد بعدم تصديق
جات فجأة برضوا عليا انا الكلام ده يا صبا.
ايوة يا اختي حصلت وجات فجأة زي ما اتفاجئت بيكي وبعمايلك في الحفلة.
هتفت بها مودة باستنكار
ومالها يا حبيبتي عمايلي لو ع الرقص فدا شيء عادي كل الناس كانت بترقص مع عمر
بابتسامة شاكستها مرددة
ويعني كل الناس لازم تلبس قصير وهي بترقص على أغاني عمر
استشاطت مودة
من الڠضب لتهتف بها مستنكرة
جاية تصالحيني ولا تقطميني يا ست صبا مستكترة عليا اعيش ليلة من نفسي.
صمتت صبا قليلا تطالعها بيأس ثم ما لبثت أن تخاطبها ناصحة ببعض اللطف
لا يا مودة انا عمري ما هستكتر عليكي فرح أو تعيشي زي ما بتقولي من نفسك انا بس بلفت نظرك عشان تفتكري وتاخدك الموجة في حتة بعيدة متعرفيش تعومي ولا تقدفي فيها..... وساعتها ټغرقي.
كلماتها على الرغم من رقتها لكنها زادت من اشتعال الأخرى وعقلها يرفض دور الحكمة والوصاية منها فقالت بنزق
متشكرين أوي على نصايحك يا ست صبا أنا برضوا فيا عقل أميز بيه ليا عين تشوف مش عمية وبطبش.
مطت بشفتيها صبا متمتمة
والله دا اللي بتمناه وربنا يحفظك من كل سوء المهم بقى خلينا نقفل على كدة واخلصي غيري هدومك بقى اتوبيس الشغل على وصول.
بوجه عابس تحركت نحو غرفتها مغمغمة
هغير العباية واجهز نفسي استنيني على ما اخلص.
دلفت مودة لتدلف بإحدى الغرف وخطت صبا لتجلس على الاريكة الخشبية لانتظار الأخرى تتأمل المنزل المتشقق الجدران مساحة الصالة أو المدخل بمعنى أصح صغيرة
متابعة القراءة