رواية وبها متيم أنا بقلم أمل نصر
المحتويات
رأس ابنه الأكبر ذو الخمس سنوات ليهمس له في اذنيه
اطلعوا فوق في اوضكم انت واخوك وشوف الهدايا اللي انا جيبتها.
هلل الطفل ببعض الكلمات الأجنبية ليسحب شقيقه ذى الثلاث سنوات بحماس وفرح نحو غرفهم
فتكلم عدي يجيب والدته
ما انتي عارفة باللي حاصل يا ماما الهانم مكلفتش نفسها تبعتلي رسالة حتى زي ما يكون ما صدقت اني سيبتلها البيت ومشيت.
عدي انت مش شايف انك مزودها اوي مع ميسون هي مهما كانت برضو ست حتى لو كان الډم التركي بتاعها متقنعر حبتين لكنها برضوا بتيجي بالكلام الحلو انت يا بني اللي بقيت مش طايقها وعلى ابسط خناقة بتسيت البيت وتمشي ودا بيوسع مسافة البعد ما بينكم.
زفر عدي بضيق يضرب بكفه على ذراع الكرسي الذي يجلس عليه فتابعت هي
ردد خلفها بسأم
ومتستاهلش ليه بقى يا ماما مدام بيحبها.
دبت بعصاها على الأرض بقوة لتقول پحقد
ايوة متستهلش سنين وهي معاه ومش هاين عليها تفرحه بطفل يشيل اسمه يعني مش كفاية قبلنا بيها وهي مش من وسطنا ولا كانت تليق له من الاساس
لكن انت مراتك بنت عيلة مأصلة وفوق كدة حفظت للعيلة هيبتها لما خلفت اللي يحفظ نسلها.
تبسم ساخرا لينهض من جوراها مغمغما
ما هو من حظي بقى!....
أوقفته بهيرة سائلة
رايح تصالحها يا عدي
التف إليها برأسه يهديها ابتسامة غير مفهومة قبل ان يكمل طريقه
ابتعلت لتجيبه بنفس النبرة
مساء الخير... انتي عامل إيه
تبسم بغموض يجيبها باقتضاب وكأنه يبصق الكلمة
كويس.
تحرك بعد ذلك نحو الغرفة الملحقة كخرانة ضخمة لملابسه نهضت هي من امام المراة بحيرة متسائلة تذهب خلفه ام تنتظر حتى يأتي هو قلبها الذي يضرب پعنف داخلها يحثها للحاق بها ولكن كرامتها التي تمنعها دائما من المبادرة كالعادة لها الكلمة العليا. توقفت للحظات في انتظاره حتى تفاجأت به يخرج بعدد من الحلات الفاخرة ليلقيهما على الفراش أمامها قبل ان يتصل بأحد الخدم
بتطلب عزيزة توضب الشنطة ليه عدي
خرج سؤالها پصدمة وعدم تصديق
ناظرها بجمود هيئته يجيب بهدوء كاد ان يجلطها
عشان ماشي وراجع تاني ع الفندق يا ميسون عندك اعتراض
نفت برأسها تدعي عدم الاكتراث تغالب تشنج جس دها والذي يهددها بالسقوط متأثرا بخيبة الأمل التي اصابتها في مقت ل منه فقالت بعنجهية تبتغي رد الصڤعة
لا طبعا معنديش ادنى اعتراض انت حر .
تبسم بظفر فقد كان يراهن نفسه على ردها هذا فقال ببرود OK يا ميسون عن اذنك بقى.
قالها وتحرك ذاهبا على الفور لتسقط هي اخيرا خلفه تبتلع الإهانة بعزة ترفض التنازل عنها هو من يخطيء وعليه ان يبادر بالصلح وليست هي!
انهت صبا دوام عملها وخرجت من الغرفة تسبق شادي والذي كان مضطرا للإنتظار حتى يأتي مالك الفندق عدي عزام ويطلعه على البيانات والتقارير الخاصة بالحفل الضخم والذي سوف يقام بمناسبة مرور اكثر من خمسين عاما على تأسيس الفندق. مناسبة هامة وتحتاج لترتيب هام ومسؤلية عظيمة تلقى على كاهله. رفعت الهاتف لتجيب على من تتصل بها
ايوة يا ست مودة انا خلصت اهو انتي قاعدة فين..... في الريسبش فين بالظبط
قالت الأخيرة لتنتبه نحو الأخرى وهي تلوح لها بكفها بركن ما تقف به بجوار امرأة غريبة عنها.
خطت إليها صبا وفور ان اقتربت منهن التقطتها مودة قائلة بلهفة
بقالي ساعة بشاورلك يا مچنونة توك ما واخدة بالك
ردت صبا مستغربة
واديني خدت بالي وجيت يا ستي سحباني ورايحة بيا على فين مش احنا ماشين ياما
ايوة يا ستي ماشين بس استني اعرفك الأول.
سألت صبا قبل ان تقف بها الأخرى امام نفس المراة التي رأتها منذ قليل لتعرفها
شوفي يا بقى دي صبا صاحبتي وانتي يا صبا دي ميرنا صاحبتنا الجديدة هنا في الفندق.
هي دي صبا.
غمغمت بها الأخرى داخلها وهي ترمقها بأعين خبيرة مقيمة لتقول بابتسامة تجيدها
اهلا يا صبا انا اتشرفت بيكي اوي
صبا هي الأخرى لم تكن اقل منها فنظام الملابس التي ترتديها والزينة المبالغ فيها جعلت شعور بعدم الارتياح يكتنفها على الفور من هيئة الأخرى لتصافحها بأطراف اصابعها على مضض ترد باقتضاب
اهلا تشرفنا.
تفاجأت ميرنا بعجرفة صبا في التعامل معها حتى توقفت الكلمات بحلقها وتولت مودة المهمة
ميرنا دي يا صبا اجدع واحدة قابلتها في الفندق هنا طيبة اوي واتصاحبنا بسرعة....
قاطعت استرسالها صبا بحدة سائلة
شغالة في قسم ايه
انا....
شغالة في البار بتاع الفندق هنا.
قالتها مودة لينقلب وجه صبا فقالت بتجهم ملحوظ
يا اهلا بيكي تشرفنا يا... انسة ميرنا مش ياللا بقى .
توجهت بالاخيرة نحو مودة التي تمتمت بإجفال
هاا.
انا هسبقك عند الاتوبيس.
قالتها صبا على عجالة قبل ان تتحرك وتتركهن بدون استئذان تطلعت مودة في ظهرها پصدمة لعدة لحظات قبل ان تستأذن بحرج من الأخرى
اا معلش يا ميرنا ما انتي عارفة بقى اتوبيس الفندق ممكن يمشي ويسبنا عن اذنك.
اتفضلي يا قلبي طبعا.
قالتها ميرنا بابتسامة مصطنعة حتى ذهبت الأخرى راكضة تلحق بالمتعالية صديقتها لتتبعهما بأنظارها حتى تفاجأت بعدي نفسه والذي كان يدلف الفندق عائدا من الخارج وتركزت انظاره على الأولى فتبسمت هي بسخرية متمتمة
دا الباشا باينه وقع ولا حدش سمى عليه!
كفاية يا ابراهيم يا ابراهيم كفاية..... يووووه وبعدين بقى.....
كانت تردد بمقاومة ضعيفة تحاول فك ذراعيه عنها تبتعد بوجهها عن مرمى قبلاته والتي كانت تجد طريقها على عنقها وجيدها حتى
الزرارين المفتوحين في اعلى العباءة مع ازدياد جرأة اللمسات شعرت بالخطړ ف اشتدت قوتها حتى دفعته عنها ليسقط على مجموعة من أشولة ألحبوب
ما قولتلك كفاية يا أخي الله.
بأنفاس لاهثة ووجه متعرق تطلع إليها بذهول وعدم تصديق
ېخرب بيتك إيه اللي انتي عملتيه دا يا بت
هتفت بدفاعية أمامه وهي تعدل من هيئتها التي بعثرها هو
إيه يا عنيا بوقفك قبل ما تتمادى اكتر من كدة ولا انت عايز تضيعني
ابتلع ريقه يلملم شتات نفسه هو الاخر بأن أخرج سېجارة واشعلها يخرج فيها غيظه فتابعت إليه بلهجة أخف
إيه كل ده مكفكاش للصلح
ارتفع طرف شفته يناظرها بعدم رضا قبل أن يقول
وانتي بقى مسمية ان دا صلح
شهقت لتتخصر بعبائتها السمراء تقول مستنكرة
امال انت تسميه إيه بقى يا عنيا جايالك برجلي لحد عندك في المخزن اللي في ضهر دكان ابوك يعني ممكن أي حد يشوفني وساعتها تضر سمعتي دا غير ال......
توقفت بقصد ملمحه عما حدث منذ قليل ثم تابعت
ولا انت كمان هتنكر.
بنظرة وقحة مرر عينيه على معالم الأنوثة لديها والبارزة بوضوح رغم العباءة السمراء الشيء الوحيد الذي يجذبه بها فقال بمكر وهو ينفض رماد سيجارته
لا مش هنكر يا أمنية بس دا يجي إيه بقى جمب كرامتي اللي بعترتيها على باب شقتكم لما خلتيني اروح وقفايا يقمر عيش واتهمتيني اني عايز اسوء سمعتك انتي بقى شايفني كدة! وانا اللي جاي اطمن واسلم عليكي!
تاني يا ابراهيم!
هتفت بها بسأم لتزفر وتردف بتعب
واحنا مش أصلحنا خلاص دا انت زليت أمي عليها وعذبتني عڈاب وانا اتصل واترجى وقلبك القاسې غير بجملة وحيدة بعد دا كله
لو عايزاني تعاليلي المخرن واديني جيت و.... ارضيك بإيه تاني
على طرف لسانه كان يود أن يخرج ما يدور برأسه ويحتاجه منها الان ولكنه تمالك ليجيب بخبث وتروي في انتظار المنفعة
هو انتي ليه محسساني اني وحش اوي كدة مع انك اكتر واحدة عارفة انني هممني المصلحة وعارفة اني خطبتك مخصوص عشان اجيبلك حقك من اختك الحرامية اللي سارقاه عايز ابقالك ضهر بدل ما انتي واخواتك وخالتي كدة عاملين زي الشحاتين عندها وهي تعبي في كرشها من مال ابوكي يا بت دا انتو بتخدموا بلقمتكم عندها.....
أنا مبخدمش حد.
هدرت بها بوجه اظلم بالكره والحقد تتابع
انا قاعدة زي الست في بيت ابويا ولا يهمني شهد ولا حتى ألف غيرها.
رقص حاجبيه ليكيدها بقوله
بس امك بقى شغالة خدامة عندها هي واخواتك ولا هتقدري تنكريها دي كمان
امتقع وجهها وتبدلت ملامحها للقهر وتصيح به
انت عايز ايه يا ابراهيم
تبسم بشيطانية وقد اسعده تأثير كلماته عليها فقال
يعني هعوز ايه يا ختي انا بس كنت برد عليكي اديكي شايفة اهو خير ابويا زايد ومغطي المخزن متعبي بالبضاعة يعني مش محتاجلك انا بس شفقان عليكي عشان محبش الظلم.
ردت تمتم بمسكنة وهي تعدل بحاجبها
ربنا موجود بقى هو اللي بيخلص الحقوق ما انا لو امي ناصحة كانت لمت الليلة من أولها خدت حقنا منها لكن تقول ايه بقى....
قاطعها بقوله
طب ما تشتغلي انتي معاها عشان تعرفي تجيبي حقك وحق اخواتك منها.
اعترضت باستهجان مرددة
انتي عايزاني انا اشتغل لا يا حبيبي انا متحملش شغل ولا قرف هي ناقصة تعب وهدة حيل وكمان حر وشمس يأثروا على بشرتي ولا جمالي.
بابتسامة جانبية ساخرة ردد خلفها
لا وانتي جمالك مقطع الدنيا.
توقفت بنظرة غاضبة تحدجه قائلة
هو انت قصدك تتريق عليا يا ابراهيم
سمع منها واعتدل مستقيما ليجيب وهو يتجه نحو الباب الخارجي للمنزل
لا يا ختي ولا اقول ولا اعيد انا بس مستغرب كلامك وخۏفك الزيادة دا على نفسك ولا هيئتك مع ان اختك يعني اهي بقالها سنين في الكار بتاع دا اللي استلمتوا اصغر منك ومع ذلك لسة بخيرها ومتغيرش فيها غير حبه السمار اللي غطوا وشها الابيض من الشمس وبرضوا حلوة.....
قال الأخيرة مشددا عليها وهو يحاول في قفل البتب الكبير حتى انفتح والتف إليها فوجدها متغضنة تعوج فمها بامتعاض مرددة
حلوة! بقى بعد كل المرار اللي شايفينه دا منها بتقول حلوة.
تنهد بغيظ يقول بقرف
وايه دخل ده بده انا بتكلم ع الشكل بطلي غباوة.... ويالا بقى هوينا اطلعي عشان انا كمان اطلع قبل ما اتخنق.
ابتعلت الإهانة بمعاملته الجافة معها تلقي بنظرة نحو الشارع الذي كان خاليا فقالت قبل ان تغادر
طب متنساش بقى تتصل بيا بعد ما توصل الدكان .
مش هنسى يا ختى.
تمتم بها لتذهب من أمامه ويتابعها بعينيه حتى وصلت إلى الشارع الرئيسي واختفت به ليأخذ انفاسه ويخرج هو ايضا يغمغم بحنق وهو يغلق الباب من الخارج
قال جمالها وبشرتها فاكره نفسها السفيرة عزيزة المحروسة!
في غرفة المكتب الصغير كانتا الاثنتان على يجلسن على الاريكة القديمة المتهالكة يتناولان
متابعة القراءة