رواية وبها متيم أنا بقلم أمل نصر
المحتويات
من تلميح
في إيه يا حجازي انت بتتكلم كدة وكأنه موجود مش لما ياجي صاحب النصيب.
اندمج فراج في اللعبة يسألها
يعني انتي شايفة انه مجاش
ردت على سؤاله بسؤال متحفزة
جصدك إيه فراج انت كمان
ضحك يزيد من غيظها مع نظرات الاخرين الكاشفة لها حتى تدخل والدها بحزم قائلا
فوضها انت وهو وجيبوا معاها من الاخر انتي يا بت موافجة ع اللي اسمه شادي ده ولا لأ
تمتمت بها في البداية مجفلة من السؤال المباشر قبل أن تستعيد شخصيتها العنيدة في الرد
وانا مالي بالكلام ده يا بوي ما انا جولتلك من الأول ان الرأي رأيك
اقترب برأسه منها يخاطبها بخبث
يعني لو رفضته مش هتزعلي يا عين ابوكي
بهتت وانسحبت الډماء من وجهها وطالعته بړعب لم يخفى عليهم حتى نهضت بكبرياء زائف
انا جايمة وسايبهالكم يا بوي وانتوا حرين.
ما تفوضها يا بوي ورد ع الواد ده ان كان بأيوة ولا لأ.
ردت والدته برفض
ولاه ليه بجى ما الراجل زين وتمام التمام.
بس غريب يا زبيدة.
يعني هو كان غريب ع الملة يا بوي ما كلنا ولاد تسعة ومدام راجل زين ايه عيبه يا بس راضي بيها ومجدر الظروف.
زفر يشيح بوجهه للجهة الأخرى باعتراض فتابعت زوجته بصوتها الهادئ تخاطبه برقة
خلاص يا ابو لية متحبكهاش هي الناس كل يوم بتلاجي عريس زين لبنتتها ومدام راجل وبيشيل المسؤلية دا غير ان أخلاجه عالية وهيصون بتك دي نعمة وحرام نرفصها برجلنا.
جول أمين يا ابو ليلة وخلينا نلزها البت دي انت عارفاها دماغها مركوب جديم ومش هترضى بأي حد زيحها بجى عشان تبجى خلصت رسالتك وتروح الحجة الكبيرة مع زبيدة حبيبتك.
تبسمت زبيدة بخجل وجاء رد مسعود الذي أحرج هو الاخر متمتما بسبة
اه يا بن الكلب....
ضحك الجميع خلفه ليأخذ وقته قليلا في التفكير قبل يرد اخيرا من تحت أسنانه
سمع منه فراج ليهلل بفرح
الله أكبر خلونا نفرح.
تبسم حجازي برضا وغمغمت زبيدة بغبطة تغمرها
هاين عليا ازغرط والله.
أوعي يا مرة خلي كل حاجة لما تبجى في وجتها لا يجولوا علينا مدلوجين.
قالها مسعود لينهيها بحزم وفي الناحية الأخرى خلف الجدار كان قلبها يتراقص بفرح حقيقي وقد تحقق اخيرا مبتغاها في الارتباط برجل يعشقها وتعشقه.
انتوا نورتونا والله.
يا حبيبتي دا نورك عشان تعرفي بس انا الزيارة دي كنت متأكدة انها هتحصل يعني هتحصل.
قالتها مجيدة فضحكت لتثير الابتسام على وجه الجميع وعلقت أنيسة ضاحكة
انتي هتقوليلي ما انا عارفاكي اللي في دماغك بتنفذيه يعني بتنفذيه.
شهقت تعترض ببرائة
وانا برضوا عملت حاجة يا اختي دي كلها امور نصيب بس اقولك كفاية النسب الحلو والجدع الامير ده اللي حاضر معانا احنا اتشرفنا بيك يا استاذ طارق.
بابتسامة صادقة رد يجيبها
الشرف لينا يا ست مجيدة حضرة الظابط تاريخ مشرف والمهندس اكيد ميتخيرش عنه انا بس لولا عندي ظروف خاصة لكنت خليت المدام تحضر هي كمان وترحب بيكم دي فرحت اوي اول اما جيبتلها سيرة عن حضرة الظابط فاكرها يا أمين
رد يجيبه بمودة خالصة
طبعا فاكرها مدام كاميليا من أكتر الشخصيات المحترمة اللي قابلتها في حياتي.
تدخل حسن قائلا بمرح
طيب انا شايف ان الاجواء حلوة والعرسان ما شاء الله عليهم انا بقول نقرا الفاتحة بقى واي حاجة بعد كدة في الاتفاقات المعروفة مش هنعترض عليها ولا انتوا رأيكم
التف طارق نحو انيسة التي أومأت موافقة بابتسامة وردت لينا برقة أذهلته
اللي تشوفه يا أبيه طارق.
رفع شفته مغمغما باستغراب لرقتها المفاجئة
ابيه!
استدرك بعد ذلك ليرد بابتهاج حقيقي
أكيد طبعا مش هنختلف نقرأ الفاتحة..
.
في غرفة المكتب الخاصة بوالده قديما والتي أصبحت مقره الدائم الان في متابعة اعماله الكثيرة من خلالها كي لا يبتعد عن زوجته في هذه المرحلة الهامة من علاجها بعد الخروج من المشفى منذ عدة أسابيع حتى وهي في كنف والدته والتي أصرت على مجيئهم منزل العائلة من أجل مساعدته أيضا في رعايتها ورعاية الطفل الصغير عمار ومع ذلك أبى أن يقصر في حقها ولذلك فضل مباشرة العمل من هنا ومن يريده يأتي إليه كعدي عزام الذي كان يراجع معه عدد من العقود في هذه الوقت.
كدة كل حاجة تمام يعني نخش المناقصة بقلب جامد.
قالها مخاطبا عدي بحماس والذي رد بفتور أصبح من أهم سماته الشخصية هذه الأيام
خلاص يبقى انا هبتدي في الإجراءات من بكرة.
ختم عبارته وهو يدفع الملف
الذي كان بيده على سطح المكتب بضيق انتبه له الآخر ليترك هو أيضا ما كان يعمل عليه ويرمقه عدة لحظات بتفحص ثم ما لبث أن يسأله بفضول استبد به
هو انت لسة برضوا متأثر بموضوع البت اياها
تجمد يطالعه بنظرة خاوية وأعين فقدت لمعة الشغف والحياة الصاخبة ليزفر طاردا كتلة كثيفة من الهواء المشبع بإحباطه قبل أن يقول اخيرا
وإيه الفايدة اتأثر ولا متأثرش ما خلاص.....
سأله مرددا باهتمام
خلاص إيه
زاد عبوس الاخر ليطرق بأطراف أصابعه على سطح طرقات رتيبة مملة والكلمات تخرج بصعوبة منه
أنا عرفت انها كتبت كتابها امبارح على الزفت جارها شادي اللي ساب الشغل عندي وراح اشتغل في فندق منافس بوظيفة أعلى نظرا لكفائته إللي انا عارفاها كويس.
اكتنف كارم شعور جارف بالأسف فخاطبه بما يشبه الإعتذار
أنا مكنتش اعرف ان الموضوع اتطور معاك للدرجادي بس يعني... دي مش اخر الدنيا والستات على قفا من يشيل.
لا يا كارم عمر الموضوع ما كان كدة.
قالها عدي بصدق ما يعتمل بصدره ليستطرد بصوت طغى عليه الشجن
أنا دلوقتي بس إتأكدت إن امتلاك سيدات العالم كله بملكات الجمال اللي فيه ما تساويش نظرة واحدة من ست انت بتحبها وتحبك بجد.
وإن إحساس الكره لما تشوفه في عيون الست الوحيدة اللي حركت مشاعرك مفيش في الدنيا أبشع منه.
ابتلع مرار حلقه متذكرا حديثه الاخير معها حينما علم بحضورها في أحد الايام كي تنهي إجراءات فسخ العقد مع الفندق فركض بخطواته السريعة كي يلحق بها قبل أن تغادر وكأنه يتشبث بفرصته الأخيرة معها.
دفع بقوة باب الغرفة لدرجة اجفلت حمدي لينتفض ناهضا عن مقعده خلف المكتب مرددا بجزع
عدي باشا إيه في حاجة
لم يلتفت له بل انصب تركيزه على من كانت جالسة مقابله تناظرة بتحدي ولم تتحرك بها شعرة واحدة فرد يجيب الاخر وعينيه لم تتزحزح عن عنها
سيبنا لوحدنا دلوقتي يا حمدي.
اعترض الاخير بعدم تقبل
اسيبكم ازاي يعني صبا اساسا بتخلص ورقها وماشية.
هم أن يوبخه بعدم اكتراث لمكانته ولا بمنصبه ولكن صبا كانت الأسبق
عادي يا أستاذ حمدي مفيهاش حاجة......... دا مهما كان برضوا كان رئيسي وصاحب الشغل اللي كنت باكل منه عيش.
كلماتها المنتقاة بذكاء اللجمت
متابعة القراءة