رواية العشق بطريقة الشيطان بقلم زينب سمير
المحتويات
تلو الآخر فكان طبق الفشار فارغ الا من بعض بذور الذرة المحترقة وكذلك طبق المكسرات كان فارغ والان بيدها طبق الفاكهة
في ذلك الوقت وصلت سيارة بلال أمام القصر ليهبط هو ويدخل بعد أن فتح له السائق الباب
قال وهو يقترب منها بعدما لمحها وهو يدخل
_مساء الخير يامراتي
ردت ببسمة وهي تاكل أحد حبات الكريز
جلس بجوارها ليقول بامتعاض
_متقوليش الكلمة دي علشان بټعصبني
فريدة بضحكة
_هحاول اعمل كدا
بلال وهو ينظر لما بيدها وما علي الطاولة أيضا
_انا كل يوم هشوف المنظر دا...والمشكلة أن الحمل لسة مش ظاهر عليكي
فريدة
_خمسة في عينك ياحبيبي الحمد لله انه مش ظاهر علشان اطمن وانا باكل
_طعمه لذيذ
ظلت تأكل وتأكله معها حتي انتهوا اخيرا من طبق الفاكهة لتتركه وتنظر له بجدية قائلة
_ها تحب اخلي الدادة تجزلنا العشاء
بلال بزهول
_انتي لسة هتاكلي تاني ياريدا
فريدة
_ايوا لسة هاكل معاك
ثم أكملت بحزن
_تصدق يابلال من الساعة خمسة المغرب لدلوقتي مكلتش غير اللي قدامك دا...واتعشيت مرتين بس
_الحمل دا هيفلسني قبل ما يخلص
فريدة
_مش خسارة في ابنك يابيبي
بلال پغضب
_طيب تصدقي بالله لو بعد المرار دا كله وطلع في الاخر ولد انا هموتك وهموته...حاولي تجيبي بنت يافريدة علشان مقتلكيش
فريدة بتعجب
_هو بأمري يابلال دا بايد ربنا
بلال
_ادعي ربك انها تكون بنت بقي...دا خلال شهرين انا صارف علي اللي في بطنك فوق العشر آلاف جنية اكل بس
_خمسة في عينك خمسة
نظر لها بغيظ وتركها وذهب
لتقول هي بصوت عالي ليسمعه
_مش هتاكل معانا
صباح يوم جديد...
يوم الزفاف...
في قصر الشيطان...
خرج بلال من المرحاض ليجدها تقف أمام الفراش وتضع بعض الملابس علي بعضها وكأنها تري هل هم متناسقون ام لا...واي منهم اجمل
لتقول عندما شعرت بوجوده
_بلال الفستان النبيتي ولا الازرق احلي
_النبيتي
فريدة بابتسامة
_تمام...هلبس انا بقي وانت وصلني في طريقك
بلال
_لحظة...لحظة ...لحظة اوصلك فين
فريدة ببراءة
_الكوافير يابلال لازم اكون مع العرايس الله
بلال بضيق
_الله ياخدك يافريدة...مش هتروحي لمكان
_تقدري تقولي ليه
بلال
_اولا انتي حامل
ردت سريعا قائلة
_هاخد بالي من البيبي متخفش
بلال
_ما هو مينفعش يعني تبقي بره البيت من دلوقتي ل بيليل
فريدة بضيق
_فيها أية دي...وبعدين دول اصحابي الوحيدين..وانا مش بخرج اهو يبقي سيبني انهاردة
حرك يده علي وجهه عده مرات قبل أن ينظر لها قائلا
_تمام...عشر دقائق لو مكنتيش جاهزة همشي واسيبك
وقبل ان تسمع لآخري كلمة كانت في غرفة الملابس ليضحك عليها وهو يتطلع للساعة بيده
بينما عند فريدة كانت قد اختارت سلوبيت جينز باللون الاصفر واسع بعض الشى والبنطال الخاص بالسلوبيت يصل لقبل الكعب بسنتيمترات ليست قليلة
لتخرج وتقف أمام المرآة ليقول هو
_فاضل تلت دقائق
لتمسك الفرشاة وتسرح شعرها سريعا وتربطه برباط خفيف وتنظر له قائلة
_خلصت
بلال
_تمام..ظبطي فستانك اللي هتاخديه دا...وانا مستنيكي تحت علشان نفطر
علي طاولة الطعام...
كان يجلس يشرب كوب القهوة ببطء شديد وفم شبة منفتح وهو يراها تأكل أمامه مر وقت ليس بقليل ابدا قبل أن تنهض وهي تقول
_اعتقد كدا حلو علشان لو كلت كتير ممكن اتعب في العربية
خرج صوت بدهشة هاتفا
_انتي كدا مكلتيش كتير
فريدة
_اها يدوب فتحت نفسي
لينهض ويمسك اشياءه ويسبقها بسيره وهو يقول
_حاولي تخليها مقفولة ياحبيبتي ارجوكي..علشان معلنش افلاسي اخر الشهر
فريدة ببرود
_لا حاول تحافظ علي فلوسك لحد ما اولد يابلال...لو أفلست مين هيصرف عليا
في احد مراكز التجميل
جلست الثلاث العرايس بجوار بعضهم كل منهم تمسكها فتاة بينما فريدة كانت تجلس علي مقعد أخري تنظر لهم وبيدها كيس من التسالي تأكله
فريدة
_ربما ...ريما
ريما
_نعم
فريدة ببراءة مصطنعة
_هما هنا هينقعوكوا في الميا زي الفاصوليا
اميرة بدهشة
_فاصوليا...انتي بتقولي أية
فريدة بهدوء وهي تضع قدم علي الاخري
_اصل دا مش طبيعي انكم تكونوا هنا من الساعة تمانية الصبح يعني..
دا انا يوم فرحي الميكب ارتيست جت قبل الفرح بساعة ومشت علطول زي ما يكون بلال مكهربها
ضحكت ميرا قائلة
_احنا تلت عرايس يابنتي دا اولا...ثانيا شوية وهتلقينا جايين نقعد جنبك ومش هنقوم نكمل غير علي العصر كدا
فريدة
_اذا كان كدا ماشي
ثم نظرت لهم جميعا وتابعت
_بس برضوا الناس هتفكر انكم منقعوين زي الفاصوليا
نظروا لها بغيظ لتضحك هي بمرح ولم تتحدث
لتقول ريما
_بس ازاي حياتك هادية كدا واللي ظاهر قدامي انك حبيتي بلال...هو مش كان في مشاكل بينكم
فريدة
_كانت مشاكل عادية انا كبرتها يمكن
اميرة بعدم فهم
_مش فاهمة
فريدة وهي تنظر لهم
_بصوا كان في حاجات كتير لو كنت انا متعاملتش معاها كفريدة بشخصيتي العنادية دي كانت هتتحل من زمان...وفي حاجات لو مكنتش اتعاملت معاها بعياط برضوا كانت اتحلت...احنا كنا متعاكسين كل واحد فينا كان منتظر من التاني رد فعل في الموقف بس كالعادة التاني عمل رد فعل غير متوقع علشان كدا الغلط مكنش علي بلال بس
ريما بضيق
_علي فكره انتي لو لسة مش عايزاه ممكن تطلبي الطلاق
فريدة بضحكة
_لا خلاص احنا معتقدش اننا نوصل لمرحلة الطلاق دي ابدا
ثم أكملت بهمس
_دا ياكلني حيه
علي اتصال هاتفي بين بلال فريدة
فريدة
_بلال انت هتيجي الفرح أمتي
أجابها بهدوء
_هاجي اخدك مع العرسان ...مش هخليكي اكيد تركبي مع اي حد وخلاص
فريدة بتردد
_لو مشغول عادي..انا ممكن اركب مع مجد
بلال بعصبية ظهرت فورا في صوته
_مجد...مين مجد دا...وتعرفيه منين ...وهتركبي معاه لية اصلا
قالت الاخري سريعا
_اششش اية دا كله دا...مجد دا ابن خالتو التالتة ياعم ...اصغر مني بسنتين اصلا
بلال
_ولو...بصي انا جايلك دلوقتي
فريدة بزهول
_لا متجيش.. هتيجي تعمل اية ..الساعة لسة موصلتش ستة
بلال
_بطلي ذكاء..انا هروح اجهز من دلوقتي اقصد
..بس اول ما اخلص هجي..
فريدة بتحذير
_انا مش هامشي من الكوافير الا معاهم
بلال
_غيري نبرة صوتك دي بقي ياحلوة...علشان مقلبش الفرح عليكي
تأففت وهي تقول
_اوووف عليك اوووف...بص سلام..انا هروح البس ارحم
بلال
_هو في عمال رجاله هناك
تصنعت التذكر وهي تتحدث قائلة
_مش عارفه..اعتقد مشفتش حد
بلال
_طيب تتاكدي أن مفيش كاميرات مراقبة
فريدة
_وانا اتاكد ازاي دلوقتي
بلال
_اتاكدي واسكتي يافريدة...يلا سلام دلوقتي
نظرت للهاتف بدهشة من عصبيته تلك ولكن أخفت دهشتها سريعا وهي تقول
_سلام
عند العرسان
كانوا متجمعين في منزل امير الذي يوجد مقابلا لمنزل عبد الرحمن
كان امير يرتدي بدلة سوداء بقميص ابيض ناصع وكرافته حمراء وحذاء اسود لامع
وكان عبد الرحمن يرتدي بدلة رمادية بقميص اسود وبيبيون رمادي وحذاء اسود لامع
وكان معتز يرتدي بدلة كحلي بقميص ابيض وحذاء اسود لامع
كانوا في اعلي درجة من وسامتهم
هتف معتز وهو ينظر لكلاهم
_ولا انت وهو أية الجمال دا ياولا
ضحك عبد الرحمن وهو يقول
_هنخطف الأنظار
امير بفخر
_الناس هتسيب العرايس وتبصلنا
معتز وهو ينظر لساعته
_طيب أية رأيكم...نمشي دلوقتي ولا..
عبد الرحمن
_اها..أميرة قالتلي انهم جاهزين اصلا
امير
_طيب يلا
وهبطت الثلاثة للاسفل ليقود كل منهم سيارته متجها نحو ذلك المركز التجميلي وخلفهم عديد قليل من السيارات
غير السيارات التي سبقتهم الي هناك
في الكوافير...
هتفت ريما بصړاخ
_يابنتي اهدي بقي وبطلي طفح من ساعة ما جيتي وانتي بتاكلي....مفروض حضرتك تساعدنا.. تهدينا تعملي اي حاجة لكن انتي بسم الله ما شاء الله نازلة دش دش
فريدة وهي تخمس أمام أعينها
_خمسة في عينك.. خمسة في عينك...انتي مالك انتي ياباردة هو انا باكل من جيبك
اميرة
_ينفع تسكتوا دلوقتي...العرسان خلاص جايه وانا متوترة اوي
ميرا
_وانا كمان
فريدة بضيق
_بصوا بلال اللي قالي هجي ونروح ومليش دعوة لو كانوا لسة موصلوش...نسيت أن البية لازم يظهر ملك زمانه ومعاه اربع ساعات علشان يجهز
فاقت من شرودها علي صوت أميرة التي قالت
_حلو الفستان ولا لا يابنات
ميرا بضحك
_انتي مش واخدة بالك اننا نفس التفصيلة
فريدة
_بس رغم كدا كل واحدة فيكم ليها جاذبية خاصة في الفستان بتاعها
كانوا يرتدون فستان بحالات رفيعة وسادة حتي الخصر ثم ينظر باتساع كبير وله ذيل كبير أيضا بينما عند منطقة الخصر تجمعت مجموعة من اللألئ لتشكل شكل حزام ومن بعدها تناسقت تلك اللألئ أيضا علي باقي قماش الفستان من الاسفل بشكل ساحر بينما من الأعلي فكان من قماش الدانتيل المنقوش ببعض الفتوحات ولكن يوجد طبقة أخري اسفله ولكن سادة من اي اشكال أو اكسسوارات
بينما ارتدت فريدة فستان نبيتي ذراعيه من الدانتيل الشفاف وظهره مغلق ومن الإمام كان مغلق أيضا وكان ضيق بعض الشئ لكن لا يفصل جسدها حتي بعد الركبة ومن بعدها يوجد فنش كبير فكان كذيل سمكه وصففت شعرها علي شكل تسريحة بسيطة لتضع بين خصلاتها تاج لامع جعلها كعروسة البحر
فكانت رغم بساطتها الشديدة بثيابها رائعة الجمال حتي فاقت العرائس جمالا ولا أحد يستطيع إنكار ذلك
ميرا
_وصلوا صوت العربيات برة اهو...انا مش عايزة اطلع يابنات
ريما
_ولا انا مكسوفة اطلع قدام الناس كدا
فريدة
_بطلوا جبن بقي واطلعوا يلا ياهانم انتي وهي وهي
هتف الثلاثة معا قائلين
_هما يجوا ياخدونا
لم ينتهوا من كلماتهم ودخل الثلاث عرسان معا
لتنسحب هي قبل أن يراها احد وتتجه لغرفة أخري
بينما وقف كل منهم أمام عروسته
ليخرج صوت عبد الرحمن قائلا
_جمالك ساحر يااميرتي
وهتف امير لريما
_مكنتش عارف اني متجوز واحدة قمر للدرجة دي
وقال معتز لميرا
_انتظرت اليوم دا من سنين كتير
لتقول فريدة بصوت عالي من الغرفة الاخري
_متتسحروش قوي كدا وتصدقوا الموضوع ...دا كله سيليكون وبكرة هتتفاجئوا بعنتر قدامكم
ليضحك الجميع علي كلماتها ثم يستعدوا للذهاب
اميرة
_يلا يافريدة علشان هنطلع
فريدة
_لحظة بس في اخر قطعتين بيتزا هنا هكولهم واحصلكم...اسبقوني انتوا
امير
_لا نستناكي
فريدة
_يا امير الحق الفرح بس انا اصلا خاېفة القطعتين دول يخلوني افتح العلبة التانية فسبقوني انتوا...وكمان انا مش هينفع اطلع قبل ما بلال يوصل اصلا
اؤما الجميع بتفهم وقال معتز
_تمام...احنا عقبال ما نظبط الدنيا برة تكوني خلصتي ويكون هو وصل
فريدة
_اوك...مبرووووك ياعيال
هتف الجميع معا
_عيال في عينك...شوفي نفسك يافريدة الأول
أمام المركز التجميلي...
بعد مرور نصف ساعة كان قد استعد الجميع للمغادرة وقبل أن يتوجه معتز للداخل لياتي بفريدة لتذهب معهم جائت سيارة بسرعة عالية حتي وقفت أمام كل تلك السيارت كانت سيارة بلال وهو من يقودها ليخرج منها وكما قالت فريدة ربما قد حرص لأن يكون ملك زمانه أو هو اساسا ملك زمانه دون فعل أي شئ هبط بطلته الساحرة وجاذبيته المعهودة حيث كان يرتدي بنطال من الجينز الاسود وقميص اسود أيضا وجاكيث بدلة نبيتي وضعه علي كتفه من الخلف ومسكه بأحد اصابعه وترك اول ثلاثة أزرار مفتوحين وصفف شعره للخلف بعناية كبيرة ورائحة عطره كانت تملي المكان
تقدم من معتز محتضنا إياه ليقول الاخري
_كويس انك جيت...الحق مراتك بقي قبل ما ټنفجر من الاكل
ضحك وهو يقول
_طيب استني اقولك مبروك حتي
معتز
_الله يبارك فيك...روحلها ياعم الواحد خاېف يحصلها حاجة من الاكل دا
بلال ضاحكا
_لا متخفيش دا حالها من ساعة ما بقيت حامل
ثم تركه وسلم علي الباقي وبارك لهم سريعا
قبل أن يدخل لها بعد أن اشار لهم أن يسبقوه
دخل ليجدها تجلس هادئة ولكن علي غير العادة لا تمسك اي طعام بيدها
قال بمزاح وهو يتوجه نحوها
_ظلموكي ياريدا ...الكل فاكر انك قربتي ټنفجري من الاكل
هتفت بضيق
_وانت طبعا صدقت اني مفجوعة
بلال
_وانا اقدر اصدق برضوا حاجة زي دي عنك
كان قد وصل لها لتقف
متابعة القراءة