مزرعه الدموع بقلم مني سلامه
المحتويات
هنا ويسكنها فى أوضة جنب بيته
بس يا مها البنت باين عليها محترمة
انتى بتغرك الأشكال دى .. شوية سهوكه وبصتين فى الأرض ونحنحه ودمعتين .. يعملوا من الفسيخ شربات وتبقى البت اللى محصلتش
قالت شيماء
غير مصدقه
معقول .. ياسمين
أمال ليه مهتم بيها أوى كده .. ومشغلها هى وأهلها كمان .. خاصة انى عرفت انها لا قريبته ولا حاجه
انتى هبله يا بنتى .. هو فى حد فى الزمن ده بيعمل خير كدة من الباب للطاق
نبهت مها على شيماء قائله
أوعى تجبيلها سيرة اننا عرفنا حاجه
ليه هتعملى ايه
ابتسمت بخبث قائله
هعملها مفاجأة محصلتش
فى يوم المحكمة فجرا .. ظلت ياسمين ساهره
تصلى وتتضرع لربها أن يخلصها من زوجها .. وأن يسخر القاضى لصالحها .. انتهت من قراءه الأذكار وظلت تقرأ فى مصحفها حتى الشروق .. نهضت وارتدت ملابسها .. كانت فى حالة غريبة وكأنها لا تشعر بما حولها .. سمعت طرقات على باب الغرفة فنهضت ريهام وفتحت الباب .. دخل والدهما قائلا
قالت فى وجوم
أيوة يا بابا أنا جاهزة
عانقتها ريهام عناقا طويلا ثم نظرت اليها قائله
متخفيش ربنا معاكى ان شاء الله
خرجت ياسمين بصحبة والدها .. قال عبد الحميد
البشمهندس أيمن كلمنى امبارح وقالى هيوصلنا بعربيته
التفتت اليه ياسمين بدهشة قائله
وليه تعب نفسه
صمتت قليلا ثم قالت بضيق
قال والدها شارحا
هو كتر خيره انه عايز يساعدنا يا بنتى
قالت بحنق
بس يا بابا احنا ممكن نروح لوحدنا .. ليه نتعبه فى سفر رايح جاى
اقتربا من بوابة المزرعة .. ولدهشتها وجدت أيمن واقفا بجوار سيارته وبصحبته ... عمر ... خفق قلبها لرؤيته .. نظر اليها بحنان جارف وكأنه يبث الطمأنينه فيها .. أشاحت بوجهها عنه .. الټفت أيمن اليهما قائلا
تذكر والدها أنه نسى احضار بطاقته فعاد لإحضارها .. قالت ياسمين ل أيمن بحرج
مفيش داعى يا بشمهندس أيمن احنا ممكن نروح لوحدنا العربيات على الطريق بتعدى كتير من أدام المزرعة .. أنا عارفه ان سماح هى اللى قالت لحضرتك .. بس صدقنى مفيش داعى تتعب نفسك
نظر أيمن الى عمر ثم الى ياسمين قائلا
نظرت الى عمر الذى كان يتطلع اليها والإبتسامه على محياه .. أشاحت لوجهها عنه مرة أخرى .. وأسرعت بالجلوس داخل السيارة .. نظر اليها عمر وهى داخل السيارة ود لو اقترب منها وأمسك بيديها بين يديه وبث الطمأنينه فيها .. شعر بالألم لأنه لا يستطيع التخفيف عنها .. ولا أن يكون بقربها .. ركب ثلاثتهم وانطلقوا فى طريقهم ..نظر أيمن فى المرآة الى ياسمين الجالسه فى المقعد الخلفى قائلا
قالت ياسمين بقلق
خير ملها
مفيش تعب بسيط
أخرجت ياسمين هاتفها لتتصل بصديقها فنبهها أيمن قائلا
مفيش شبكة على الطريق هنا .. هتلاقيها ضعيفه جدا
كانوا قد وصلوا القاهرة واقتربوا من مكان المحكمة حينما رن هاتف أيمن .. سمعت ياسمين أيمن يقول
أيوة يا عمر .. أيوة لسه واصلين حالا .. لا قدمنا بتاع 10 دقايق كدة ونكون فى المحكمة .. لسه أصلا الجلسه عليها نص ساعه .. طيب حاضر .. حاضر .. حاضر .. خلاص متقلقش حاضر
أغلق أيمن الهاتف .. ورأته ياسمين عبر المرأة مبتسما.. وصلوا الى المحكمة واستقبلهم المحامى على الباب .. دخلوا جميعا ووصلوا الى المكتب الذى سيعقد فيه جلستها الأولى .. والتى تدعو الله أن تكون الأخيرة .. وأن يحكم بطلاقها ..
لم تجد أثرا ل مصطفى .. فقط محاميه كان موجود .. تساءلت لماذا لم يحضر .. أم أنه سيأتى بعد قليل .. ظلت تقرأ ما تحفظ من القرآن فى سرها .. وقفوا جميعا فى انتظار بدء الجلسه .
كان عمر يشعر بتوتر شديد .. أخذ يزرع شرفة المنزل مجيئا وذهابا .. استيقظ كرم من نومه وارتدى ملابسه للذهاب الى عمله .. وأثناء انصرافه لمح عمر داخل الشرفة فتوجه اليه قائلا
ايه يا عمر انت مش رايح المكتب ولا ايه
نظر اليه عمر دون أن يرد عليه .. وقف أمام سور الشرفة يمسكه بقبضتيه بقوة وكأنه يريد تحطيمه .. اقترب منه كرم وربت على كتفه قائلا
ايه يا عمر فى ايه
قال عمر دون أن ينظر اليه
معاد الجلسة دلوقتى يا كرم
متقلقش .. أيمن معاهم مش كده
أومأ عمر برأسه دون أن يتحدث .. نظر اليه كرم وابتسم فى حنو قائلا
هى تهمك للدرجة دى يا عمر
الټفت اليه عمر بسرعة وصمت قليلا ثم قال
تهمني .. لو القاضى محكملهاش
مستحيل أسمحله ياخدها يا كرم
ثم استطرد قائلا
خاصة انها مش عايزاه
طمأنه صديقه قائلا
ان شاء الله هيتحكملها بالطلاق .. مستحيل يعني قاضى يسيبها مع واحد زى ده ڠصب عنها .. متقلقش
نظر اليه عمر قائلا بصوت مرتجف
بحبها يا كرم .. وعايزها ..
ثم تنهد بقوة قائلا
كون انها كانت متجوزة قبل كده دى حاجه وجعانى .. بس اللى هيوجعنى أكتر ..هو انى أتحرم منها .. متتصورش هى أد ايه مأثره فيا يا كرم ..
شايفها جوهرة غالية أوى .. ممنوع لأى حد مهما كان انه يقرب منها .. حسسها
غالية أوى وعالية أوى .. وھموت وأوصلها .. لما بشوفها يا كرم بحس انى بټخطف .. وقلبي معدش ملكى خلاص ..
نظر عمر الى كرم وقال بتصميم
بمجرد ما شهور العدة تخلص .. هطلبها من أبوها
ابتسم له كرم وربت على كتفه قائلا
ان شاء الله
حانت اللحظة التى انتظرتها ياسمين طويلا .. نظرت الى والدها قائله
بابا أنا خاېفة أوى
طمأنها والدها قائلا
متخفيش يا حبيبتى .. أنا واثق انك هتطلعى وتبشريني ان القاضى حكم لصالحك
مازال لا أثر ل مصطفى .. كانت سعيدة لعدم اضطرارها لرؤيته .. لكنها بعدما وقفت أمام القاضى وتحدث محاميه .. علمت سر اختفائه .. أراد بذلك المماطله حتى يتم تأجيل النطق بالحكم لجلسه أخرى.. لكن محاميها الأستاذ شوقى كان بارعا للغاية واستطاع اقناع القاضى بأن اختفائه متعمد للمماطله .. وقرر القاضى اصدار الحكم فى نفس الجلسه
خرجت ياسمين من قاعة المحكمة واستقبلها والدها قائلا بلهفة
طمنيني يا بنتى
اقترب أيمن منهما .. ألقت نفسها فى أحضان والدها والدموع تسيل من عينيها كالشلال قائله
الحمدلله يا بابا .. خلصت منه
ابعدت رأسها ونظرت الى والدها وهتفت بسعادة
القاضى طلقنى منه
تبلل وجه عبد الحميد بالدموع وتعالت شهقاته بالبكاء وعانقها مرة أخرى مرددا
الحمدلله .. اللهم لك الحمد والشكر .. لو مكنش القاضى طلقك كنت هفضل شايل ذنبك طول عمرى .. الحمدلله
شعر أيمن بسعادة غامرة .. وأخرج هاتفه ليتصل ب عمر .. لكنه وجد عمر وقد سبقه بالإتصال .. رد عليه قائلا
تدفع كام وأقولك الحكم
صاح عنر پغضب
أيمن مش وقتك .. حكملها بإيه
ابتسم أيمن قائلا
طلقها منه
أغمض عمر عينيه للحظة وكأنه يريد أن يستشعر هذا الخبر عبر كل كيانه .. صمت وهو يشعر بتقطع أنفاسه .. ثم تمتم فى خفوت
الحمدلله
أغلق عمر الهاتف وهو يشعر بسعادة بالغة .. ود لو كانت أمامه الآن .. ليرى السعادة المرسومة على وجهها .. وعينيها التى تشع بهجه وفرحه .. والابتسامه على ثغرها .. ود لو اعترف لها بحبه الآن .. وفى هذه اللحظة .. وده لو يخبرها .. بأنها ليست وحدها .. هو معها .. بقلبه .. وبكل كيانه .. لكنه يعلم بأنه مضطر لأن ينتظر..
تقدم أيمن مع المحامى و عبدالحميد للخروج من المحكمة وكانت ياسمين تسير خلفهم تبحث عن هاتفها فى حقيبتها .. حينما وجدت فجأة يدا تمسكها من ذراعها بقوة التفتت الى الخلف لتجد نفسها وجها لوجه مع .. مصطفى .. شلتها الصدمة عن الحركة .. والتفكير .. وجدته ينظر اليها بشراسة ويقول بقسۏة وهو يضغط على ذراعها بقوة
القاضى
طلقك منى .. بس ورحمة أمى اللى ماټت بحسرتها عليا ما أنا عاتقك
اتسعت عيناها خوفا والتفتت بسرعة لتنادى على والدها
بابا .. بابا
تركها مصطفى بسرعة واختفى وسط الحشود.
Part 26
تقدم أيمن مع المحامى و عبدالحميد للخروج من المحكمة وكانت
ياسمين تسير خلفهم تبحث عن هاتفها فى حقيبتها .. حينما وجدت فجأة يدا تمسكها من ذراعها بقوة التفتت الى الخلف لتجد نفسها وجها لوجه مع .. مصطفى .. شلتها الصدمة عن الحركة .. والتفكير .. وجدته ينظر اليها بشراسة ويقول بقسۏة وهو يضغط على ذراعها بقوة
القاضى طلقك منى .. بس ورحمة أمى اللى ماټت بحسرتها عليا ما أنا عاتقك
اتسعت عيناها خوفا والتفتت بسرعة لتنادى على والدها
بابا .. بابا
تركها مصطفى بسرعة واختفى وسط الحشود.
تركها كزهرة ترتجف فى مهب الريح .. هرع والدها و أيمن اليها .. نظر اليها والدها بهلع قائلا
ايه مالك يا ياسمين فى ايه
أحاطت جسدها بذراعيها علها توقف ارتجافته .. وأخذت نفسها عميقا تحاول به اعادة تنظيم ضربات قلبها المتسارعه .. ونظرت الى والدها قائله
مصطفى كان هنا
صاح والدها فى ڠضب
ابن التييييييييييت
وأخذ يبحث عنه بعينيه قائلا
هو فين .. مشى منين
قالت ياسمين بخفوت
مخدتش بالى
سألها أيمن بإهتمام
قالك ايه
بللت شفتيها الجافة بلسانها .. وقالت
قالى القاضى طلقك منى بس مش هعتقك
شعر أيمن بالڠضب الشديد وظل ينظر حوله .. على الرغم من أنه لا يعرف أصلا شكل مصطفى .. ثم نظر الى والدها قائلا
يلا يا عم عبد الحميد الأحسن نمشي من هنا
أحاطها الرجلين من كلا الجانبين وكأنهم يقومان بحمايتها .. وساروا معا حتى ركبوا فى السيارة وانطلقوا عائدين الى المزرعة.
كان عمر ينتظر وصولهم فى لهفه .. لم يستطع متابعتهم على الطريق بسبب ضعف الشبكة .. كان اتصال يصيب .. وعشرة لا تصيب .. لكنه علم فى المرة الوحيدة التى تمكن من التحدث فيها مع أيمن على الطريق أن أمامهم قرابة الساعة ونصف .. لم يستطع التركيز فى عمله .. بل لم يستطع
الجلوس فى مكتبه .. ذهب الى الشجرة .. شجرته .. والتى أصبحت .. شجرتها .. كان سعيدا أنها اتخذت من هذا المكان عالما خاصا بها .. لكم كان يتمنى أن يشاركها لحظات الإستمتاع بتلك الطبيعة الخلابه .. والجلوس معها على
ذلك الجذع .. وهو يحيطها بإحدى ذراعيه ويضمها الى صدره .. كان يعلم أن عليه الإنتظار لتحقيق حلمه .. لكن ما أصعب هذا الإنتظار .. مرت الساعة والنصف وهو فى هذا المكان .. يتأمل ما حوله .. وينسج فى خياله أحلاما ورديه .. تشاركه
ياسمين اياها .. نظر الى ساعته .. ثم نهض وتوجه الى البوابه .. أراد أن يستقبلها .. ويراها .. ياه لكم اشتاق اليها .. فارقته منذ بضع ساعات فقط .. لكن تلك الساعات أشعرته بحنين جارف اليها .. تلك الساعات
متابعة القراءة