مزرعه الدموع بقلم مني سلامه

موقع أيام نيوز


أيمن الباب ودخل أولا ثم لحقه عمر وأغلق الباب كانت ياسمين جالسه بجوار أختها .. وعبد الحميد يجلس على أريكة أمامهما .. تقدم الرجلان تجاه عبد الحميد .. فرفعت ياسمين رأسها لټرتطم نظراتها بنظرات عمر .. خفق قلبها بشدة .. نظرت الى ريهام لتنظر لها تلك الأخيرة بنظره معناها مش قولتلك .. حاولت ياسمين ربط الخيوط ببعضها .. ما علاقة ذلك الرجل ب أيمن هل هو صديقه

صاحب المزرعة .. وهو نفسه من صدمها .. هل يعلم بأنها هى هى .. أم أنه صدم مثلها .. تابعته بعينيها وهو يسلم على والدها .. كلا لا يبدو عليه أنه صدم أو دهش .. اذن فقد كان يعلم بأنها هى صديقة سماح ..لماذا اذن عرض عليها العمل فى المزرعة .. أمجامله لصديقه .. أم محاوله منه لتخفيف شعوره بالذنب بسبب تلك الحاډثه .. 
قدم أيمن الرجلين لبعضهما البعض قائلا 
أستاذ عبد الحميد والد مدام ياسمين ... الباشمهندس عمر صاحب المزرعة
مد عمر يده لوالد ياسمين فسلم عليه والدها ونظر اليه قليلا وقال 
أهلا بيك يا باشمهندس .. بس أنا حاسس انى شوفتك قبل كده 
حانت من عمر التفاته الى ياسمين فتلاقت نظراتهما .. فأسرعت بخفض بصرها بعدما تضرجت وجنتاها خجلا .. قال فى نفسه اذن فقد تذكرته كما تذكرها .. الټفت عمر الى والدها مرة أخرى قائلا 
اتقابلنا فى المستشفى بعد الحاډثة بتاعة مدام ياسمين
قال والدها وقد تذكر 
أيوة أيوة انت اللى خپطها بعربيتك
كان أيمن يتابع ما يحدث فى دهشه فسألهم 
حاډثة ايه مش فاهم
قال له عمر 
هبقى أشرحلك بعدين
بعدما سلم الرجلين على بعضهما البعض الټفت أيمن حيث تقف ياسمين و ريهام وقال ل عمر 
مدام ياسمين و أختها الآنسه ريهام ..
اقترب عمر منهما ولدهشتها مد يده ليسلم عليها .. عقد لسانها .. نقلت بصرها من يده الى وجهه فى توتر .. ثم استجمعت شجاعتها وقالت بصوت خاڤت دون أن تنظر اليه 
أنا أسفه مبسلمش بالإيد
عقد ما بين حاجبيه فى دهشة .. ثم أعاد يده الى جواره قائلا 
أهلا بيكي فى المزرعة 
ردت قائله 
أهلا بحضرتك 
الټفت الى ريهام مبتسما قائلا 
أهلا بيكي يا آنسه ريهام
أهلا بحضرتك
جلس الجميع .. كانت ياسمين تحاول استيعاب الأمر .. سمعت صوت عمر الرخيم يقول 
احنا عندنا هنا فى المزرعة أقسام كتير .. منها قسم خاص بالانتاج الحيواني .. تربيه وتسمين .. أنواع كتير بنربيها هنا فى المزرعة .. وكمان فى معمل عشان نفحص نتايج التحليلات اللى بنعملها أول بأول ..
ثم الټفت الى ياسمين قائلا 
شوفى المكان اللى تحبي تشتغلى فيه وأنا معنديش أى مشكلة
انتظر عمر ردها ..فكرت فترة وساد الصمت فى الغرفة .. ثم قالت وهى تحاول قدر الإمكان تلافى النظر اليه 
بصراحة دى أول مرة أشتغل فيها .. وأنا بعيد عن الدراسة بقالى 5 سنين .. يعني أى مكان هشتغل فيه محتاجه أتدرب فيه الأول .. فأنا مش فارق معايا حاليا هشتغل فى ايه تحديدا لانى معرفش ايه اللى هقدر أعمله وايه لأ .. لازم التجربة الأول .. عشان كدة أقترح انى أساعد القسم اللى محتاج مساعده .. لحد ما أشوف ايه اللى أنا أصلح للشغل فيه 
أومأ عمر برأسه وقد أعجبه ما قالت .. فهى إذن لا تعتبر نفسها فى نزهه هنا .. بل انها تنوى العمل بالفعل .. نظر اليها قائلا 
مفيش مشكلة عندى .. زى ما تحبي .. ولو واجهتك أى مشكلة عرفيني .. هسيبكوا النهاردة ترتاحوا من السفر .. وبكرة ان شاء الله هعرفك على المزرعة
وتبتدى شغلك 
ثم نظر الى والدها قائلا 
اتفضلوا معايا عشان أوريكوا مكان السكن 
أخذهم عمر الى المبنى الذى يضم غرف العمال .. كان قد جهز غرفتين .. غرفة ل عبد الحميد وغرفة بسريرين ل ياسمين و ريهام .. كانت غرف متواضعه لكنها تفى بالغرض .. شكره عبد الحميد وذهب الجميع الى غرفهم ليرتاحوا .. دخلت ريهام الغرفة بعد ياسمين وأغلقت الباب وهتفت قائله 
مش قولتلك هو .. مكنتييش مصدقانى
نظرت اليها ياسمين قائله 
بصراحة أنا مصډومة .. آخر حاجه كنت أتصورها ان الراجل اللى خبطنى بالعربية يكون صاحب أيمن زوج سماح
سبحان الله .. الدنيا صغيره .. بس باين عليه ابن ناس أوى
قالت ياسمين تغير الموضوع 
أنا تعبانه وعايزه أنام نوم عميق .. أنا معرفتش أنام طول الليل من التوتر كنت خاېفه مصطفى يطب علينا ومنعرفش نسافر
اقتربت منها ريهام مطمئنه اياها 
خلاص انسي حاجه اسمها مصطفى احنا فى مكان مش ممكن يعرفه .. اطمنى
أومأت ياسمين برأسها ودخلت فراشها وغطت فى سبات عميق .. بعد ساعتين استيقظت على صوت طرقات على باب الغرفة .. استيقظت فزعه .. ونظرت الى ريهام التى استيقظت بدورها .. ارتدت ياسمين اسدال الصلاة ووقفت خلف الباب وقالت 
مين 
أتاها صوت رجل من خلف الباب 
الباشمهندس عمر باعت الحاجات دى
فتحت الباب وأخذت من الرجل لفة شعرت بسخونتها .. أغلقت الباب ونظرت لما تحمله بدهشة .. سألتها ريهام قائله 
ايه ده 
قالت ياسمين پحده 
الأفندى ده فاكر ايه بالظبط .. جايين نشحت منه .. 
هبت ريهام واقفة وقالت
ليه ايه اللى حصل
تركت ياسمين اللفة التى تحملها وخلعت اسدالها وقالت پغضب 
الباشا باعت أكل
والله كتر خيره
قالت پحده 
احنا مش مستنيين منه حاجه .. هو فاكر نفسه ايه بالظبط عشان يبعتلنا أكل أكننا جايين هنا نشحت منه 
هدئتها ريهام قائله 
أكيد مش قصده كده يا ياسمين .. أكيد كل اللى قصده ان احنا فى بلد غريبه مبقلناش كام ساعة ولسه معرفناش النظام هنا ولا الأماكن هنا
ولو .. ميصحش اللى عمله ده
طيب خلاص هدى نفسك حصل خير 
ثم توجهت الى لفة الطعام تفتحه قائله 
مممم ريحته تجنن 
تركتها ياسمين وتوجهت الى فراشها .. فسألتها ريهام 
ايه مش هتاكلى
قالت بحزم 
لا مش عايزه .. هكمل نومى .. تصبحى على خير
لكنها كانت غاضبة لدرجة هرب معها النوم .. بعدما فشلت فى النوم .. قامت وارتدت ملابسها فسألتها ريهام بإستغراب 
راحة فين 
هتمشى شوية .. هحاول استكشف المكان هنا .. احنا هنعد هنا فترة ولازم نعرف الأماكن اللى حوالينا كويس
خرجت ياسمين من البناء فإستقبلتها النسمات تلفح وجهها .. ورائحه الزهور تملأ أنفها .. تمشت فى المزرعة وهى تنظر خلفها بين الحين والأخر حتى لا تضل طريقها وتنتبه الى علامات حوالها حتى تهتدى الى طريق العودة .. فعلا كما قالت سماح المزرعة كبيرة جدا .. ويتم العناية بها الى حد كبير .. فجأة تذكرت صديقتها فأخرجت هاتفها لتتحدث معا 
السلام عليكم
وعليكم السلام .. المنصورة نورت
ضحكت ياسمين قائله 
منوره بأهلها
قالت سماح بحماس 
ها ايه رأيك المزرعة حلوة 
حلوة بس دى جنه
بجد عجبتك
جدا جدا فوق مالا تتصورى .. ما انتي شوفتيها وأكيد عارفه انها تجنن
ضحكت سماح قائله 
تصورى أنا لسه مشفتهاش لحد دلوقتى
قالت لها بدهشه 
بجد 
أيوة .. بس أيمن وعدنى ياخدنى يفرجنى عليها .. آه صحيح قبل ما انسى .. انتى وريهام وعمو معزومين عندنا بكرة على الغدا
قالت لها ياسمين فى حرج 
سماح بلاش تتعبى نفسك مفيش داعى
احترمى نفسك يا ياسمين .. لو بجد اتعاملتى كده معايا أنا هزعل منك جدا .. متحطيش فرق بينا لو سمحتى
ابتسمت ياسمين قائله 
مش بحط فرق بس مش عايزة أتعبك
تعبك راحة يا ستى .. ملكيش دعوة هو حد اشتكالك
صاحت ياسمين فجأة 
صحيح نسيت أقولك 
خير
تصورى صاحب المزرعة طلع مين 
يعني ايه طلع مين 
طلع الراجل اللي خبطنى بالعربية يوم خطوبتك
قالت سماح بإندهاش 
بتتكملى جد
آه والله .. أنا اټصدمت أما شوفته
ضحكت سماح قائله 
يعني اللى خبطك بالعربية يوم خطوبتى هو صاحب أيمن اللى محضرش الخطوبة
اه .. عشان كان فى المستشفى معايا .. شوفتى الصدف
صدفة غريبة فعلا .. زمانه هو كمان اټصدم لما شافك
قالت ياسمين بإستغراب 
أهو هو ده اللى أنا مستغرباله .. مبنش عليه أنه اتفاجئ .. اما انه كان عارف .. واما انه من النوع اللى بيعرف يدارى ردة فعله
انهت ياسمين المحادثة بعدما أكدت عليها سماح عزومة يوم غد .. فجأة نظرت ياسمين حولها لتجد أنها قد ضلت طريقها .. فكانت تسير بغير هدى أثناء حديثها مع سماح ..
فجأة سمعت صوت من خلفها قائلا 
كنت واثق انك هتوهى
التفتت لتجد نفسها فى مواجهه عمر.. الذى استطرد قائلا 
شوفتك وانتى ماشيه الجهه دى وكنت واثق انك هتوهى لان الطرق
من هنا متداخله وشبه بعضها
قالت ياسمين بإباء 
كنت بتكلم فى الموبايل وعشان كده مركزتش .. لو مكنتش بتكلم كنت عرفت أرجع لوحدى
التقطت أذنا عمر نبرة التحدى فى
صوتها .. فقال فى تحدى مماثل 
سواء كنتى مركزة أو مش مركزة المزرعة كبيرة وصعب حد غريب يمشى فيها لأول مرة وبدون دليل
وميتهش 
صمتت وهى تحاول أن تكتم غيظها .. فأشار بيده على الطريق الذى جاء منه قائلا 
امشي من هنا على طول بدون ما تحودى هتلاقى مبنى السكن فى وشك على طول
مشيت خطوتين ثم التفتت اليه قائله 
أحب أوضح لحضرتك حاجه مهمة
الټفت عمر بجسده ليواجهها وقد أولاها كامل انتباهه .. قال لها 
اتفضلى
قالت بحزم 
أنا جيت هنا بعد ما سماح أكدتلى ان المنفعة بينا هتكون متبادلة يعني شغل مقابل مرتب .. يعني اللى عايزه أقوله ان مفيش داعى ان الصحوبية والمجاملات يكون ليهم تأثير على وجودى هنا .. أنا هنا فى شغل وزيى زى أى حد بيشتغل فى المزرعة هنا .. بدون تمييز.
قالت ياسمين ذلك ولم تعطيه فرصه للرد و توجهت الى الطريق الذى أشار اليه.
Part 17
كانت قد انهت الكثير من الأعمال عندما رن جرس هاتفها فى منتصف النهار وجدت رقما غريبا فردت قائله 
السلام عليكم
أتاها صوت أنثوى قائلا 
وعليكم السلام
أيوة .. مين حضرتك
انا واحدة متعرفيهاش
شعرت ياسمين بالدهشة و قالت 
طيب اسمك ايه ياللى معرفكيش
اتاها الصوت الأنثوى بعد لحظة صمت 
اسمي نهلة
ثم ساد الصمت مرة أخرى .. فقطعته ياسمين قائله 
حضرتك تعرفينى وجبتى رقمى منين 
لأ معرفكيش معرفة شخصية .. أما جبت رقمك منين فأنا جبته من موبايل جوزك
قالت ياسمين بدهشة 
مصطفى 
ايوة مصطفى
قالت ياسمين بنفاذ صبر 
لو حضرتك ما قولتيش عايزة ايه أنا هقفل
اللى عايزاه هو انك تعرفى جوزك على حقيقته .. لو قولتلك ان جوزك خانك وبيخونك تصدقيني 
قالت ياسمين ببرود وقد شعرت بالخۏف يدب فى أوصالها 
لا طبعا مش هصدقك .. مع السلام ومتتصليش بيا تانى
انهت ياسمين المكالمة وهى تفكر من هذه الفتاه . وما مصلحتها فى الإيقاع بينها وبين زوجها .. وما هى إلا لحظات حتى رن الهاتف مرة أخرى لكن هذه المرة صوت نغمة الرسائل .. وجدت رسالة من نفس الرقم فتحتها وهى تشعر بالتوتر وقرأتها 
كنت متوقعة انك مش هتصدقيني ده ايميل وباسوورد بتاع أكاونت جوزك
على الفيس بوك ادخلى واقرأى رسايل بينه وبين nona star 
ازدادت خفقات قلبها وحاولت تجاهل الرسالة وطرد هذه المحادثة من رأسها .. أكملت عملها بنصف عقل ..ماذا لو كانت الفتاة
 

تم نسخ الرابط