هوس من اول نظره
المحتويات
عن
سيلين ليجدها تخرج من غرفة الملابس و هي
تحمل غطاء ثقيلا...وضعته على الاريكة ثم أحضرت
وسادة من فوق الفراش و رمتها على سيف الذي
كان متصنما في مكانه يتابع ماتفعله باستغراب
بتعملي إيه ردد ببلاهة و هو يفلت الوسادة
من بين يديه...
تحدثت سيلين و هي تفرد الغطاء على الاريكة
سيف و هو يشير نحو الفراش
ليه ماله القديم.. إتكسر
فرك ذقنه بأصابعه مدعيا التفكير ثم أضاف
ببساطة..اه فعلا إمبارح كنا شوية .
رمته سيلين بالوسادة الأخرى وهي تصيح غيضا
من وقاحته
إخرس يا ساڤل...كلمة كمان و هطردك برا
الأوضة....
رواية بقلمي ياسمين عزيز
بأريحية قائلا
السرير كويس متتعبيش نفسك ياروحي... تعالي
جنبي بقى عشان واحشاني .
رمقته سيلين بغيظ ثم هتفت..سيف بطل برود
بقى كفاية اللي إنت عملته تحت...
إستند سيف على ذراعه و إلتف نحوها مستفسرا
و انا عملت إيه بس متكبريش الحكاية بقى
و تعالي أقعدي جنبي شوية بقلك واحشاني
و أشوفك .
هزت سيلين كتفيها برفض معلنة
لا...و قوم حالا إنت مش هتنام عالسرير
الليلة...عشان تبطل قلة أدب قدام الناس.
سيف بضحك..ما أنا بقالي يومين بزن عليكي
عشان نرجع بيتنا و إنت اللي مصرة تقعدي هنا
إستحملي الفضايح بقى ....
سيلين و هي تكتف يديها
لا أنا عاوزة أقعد هنا عشان بتسلى مع أروى
سيف بامتعاض و غيرة
تتسلي و سيباني لوحدي...على فكرة مينفعش كده
إنت بطلتي تهتمي بيا و تدلعيني زي الاول.
كتمت سيلين ضحكتها على طريقة سيف في التذمر
قبل أن تعبس فجأة و هي تتذكر كيف مر عليها
الاسبوع الماضي و هي وحيدة بعد أن هجرها عقاپا لها بسبب غضبه منها لإدعائها فقدان الذاكرة
للاڼتقام منه لتقترب منه مدعية الرقة
حبيبي... سيفو...إنت عارف أنا بحبك قد إيه
أجابها سيف بهيام و هي يمد يده نحوها
تؤ....
سيلين و هي تجلس بجانبه
قد الدنيا دي كلها..
ربنا يخليكي ليا ياروحي...و
انا بحبك اكثر .
إبتسمت سيلين بخبث ثم همست له بما جعله
بس بردو هتنام عالكنبة مش إنت بس اللي
تعرف تعاقب.
سيف بضيق و إصرار بترديهالي بقى...طب إيه
رأيك أنا هنام عالسرير و إنت هتنامي في حضڼي
زي كل ليلة .
سيلين بأعتراض و هي تقف عن الفراش مبتعدة عنه
داه بعينك.. هتتعاقب يعني هتتعاقب .
سيف و هو يلوي فمه ساخرا
إبنك انا عشان تعاقبيني...
سيلين بتمرد..أيوا جوزي و إبني و حبيبي
و انا حرة بقى .
سيف بضحك..طب تعالي أقعدي جنبي شوية
و بعدين هقوم اغير هدومي و انام عالكنبة .
سيلين بشك
ماشي...بس أوعى تفتكر إني هغير رأيي.
سيف فهم أنها تريد رد مافعله بها لأنها لازالت
لم تنس كيف تجاهلها طوال اسبوع كامل رغم أنها توسلت له كثيرا حتى يسامحها...لاينكر أنه لازال
يشعر بالندم حتى الآن فكيف طاوعه قلبه على
تركها رغم أنه كان يتألم اكثر منها بأضعاف مضاعفة...
همس لها بصوت دافئ محاولا إستمالة قلبها نحوه
و اهون عليكي...مش انا
سيفو حبيبك و إلا هو كلام و خلاص..
حركت سيلين شفتها السفلى نحو الامام دلالة
على رفضها ليضيف سيف مطالبا بالعفو عنه
طب أقلك على حاجة... إنت سيبيلي نفسك
خالص و انا هعرف إزاي أراضيكي .
ردت عليه مهمهة بتفكير
رمقته سيلين بغيظ و قد زال خجلها
الاوض و هرمي المفاتيح في النيل عشان لو لاقدر الله زعلنا من بعض مرة ثانية منسيبش أوضتنا
رغم إني مستحيل هزعل منك مرة ثانية و لاهسيبك
تزعلي مني مهما حصل .
همت سيلين لأن تجيبه فقد لان قلبها باعتذاره
الصادق لكنه قاطعها من جديد بعد أن إحتضنها
لصدره بقوة ډافنا وجهه في خصلات شعرها
عشان خاطري متزعليش مني.. أنا غبي و حمار
و غلطت معاكي كثير و إنت مستحملاني بس و الله العظيم بحبك...أرجوكي طمنيني و قوليلي إنك
مش هتسيبيني في يوم من الايام زي ماعملت
مرات صالح...
أغمضت سيلين عينيها بحزن عندما تشعر بجسد
سيف يهتز لتعلم أنه قد فقد قدرته على الاحتمال
فهو طوال الايام الماضية يدعي القوة و الثبات
لكنها كانت تشعر بأنه ېتمزق من الداخل على حال
إبن عمه...ربتت على ظهره محلولة تهدأته بينما
تستمع له يتحدث بصوت مهزوز ضعيف
أنا مش قوي زيه... هو تحمل أسبوع بحاله
قبل ما ينهار بس انا مش هتحمل يوم واحد
لو بعدتي عني...بصي....
تراجع بجسده إلى الخلف و هو يمسح دموعه
بسرعة في نفس الوقت مقترحا
بصي انا... أنا مش هسيبك لوحدك مرة واحدة
أنا عارف إنك بتزهقي اوي عشان كده من بكرة
هاخذك معايا للشركة عشان تبدئي تدريب
عندي...و السنة اللي جاية إن شاء الله هقدملك
في الجامعة الألمانية إختصاص إدارة أعمال
انا إخترتلك المجال داه عشان بعد ما تخلصي
دراسة تييجي تشتغلي معايا...إتفقنا بس لو
لو عاوزة تختاري حاجة ثانية أنا موافق
المهم تكوني مبسوطة و إنت جنبي .
قبل وجنتها بحرارة ثم إبتعد عنها لتبتسم
له سيلين بحنو و تمد أصابعها لتمسح باقي دموعه
قائلة
أولا مش عاوزاك تقارن نفسك بأي حد..عشان إنت
مفيش زيك هو سيف واحد بس بتاعي انا و أنا
بحبك اوي و مستحيل أفكر إني أسيب جنتك
مهما حصل... إنت ساعدتني كثير و أنقذت حياة ماما
اللي أبوها طردها و رفض إنه يعترف بيها او بيا
و انا عمري ما هنسى جميلك داه...أنا المرة
اللي فاتت كنت همشي عشان حسيت إنك مبقتش
عاوزني في حياتك و رفضت تسامحني... بس عمري
مكنت همشي من وراك...و لو على الكنبة خلاص
عفونا عنك المرة دي بس مش تعيدها ثاني
و بالنسبة للشغل و الدراسة فأنا هعمل اللي
إنت عاوزه... ما إنت جوزي بقى و انا لازم أسمع
كلامك مش كده .
فتح الباب ليجد أمامه إنجي التي إبتسمت له
ببراءة قبل أن تندفع للداخل قائلة
أنا كنت محتاجة سيلين في حاجة مهمة... هي فين نايمة
من الخلف موقفا إياها عن التقدم
رايحة فين و عاوزة إيه هي مراتي مش
معاكي طول النهار و إلا إنتوا عاوزين تاخذوها
مني في الليل كمان .
كتمت إنجي ضحكتها و هي ترفع إصبعها قائلة
هما خمس دقائق مش اكثر.. و انا آسفة لو
ازعجتكوا يعني.. ها إهي جات سيلين...
سولي تعالي انا عاوزاكي.
نادتها مدعية البراءة و كأنها لم تفعل شيئا لكن
سيف صفعها على رأسها من الخلف مزمجرا بنفاذ
صبر
و لا حتى ربع كلمة... غوري يابت من هنا
أحسنلك و إوعي ترجعي هنا ثاني.. روحي لمرات
فريد و هي هتساعدك سولي خارج نطاق الخدمة
دلوقتي.
إنجي بإلحاح..بس انا عاوزة سيلين هي الوحيدة اللي هتقدر تحللي مشكلتي
سيف بسخرية..ليه شايفاها مركز إجتماعي
قلت لا و يلا تفضلي من غير مطرود .
دفعها بحنق نحو الباب لكن إنجي تمسكت
بسيلين رافضة الخروج قبل أن تعلن بصوت مرتفع
طب إستنى هقلك.. الحكاية متعلقة بهشام
هو في خطړ و لازم نساعده .
توقف سيف عن دفعها مضيقا عينيه بشك في
كلامها لكن إنجي إستغلت دهشته و تخلصت
من قبضته بسرعة ثم ركضت لداخل الجناح
أغلق سيف الباب ثم لحقها و هو يشتم بصوت عال
يابنت الڼصابة... تعالي هنا وقعتك سودا
لو طلعتي بتكذبي عليا إنطقي يا إنجي ماله هشام
جلست إنجي على الكرسي ثم أشارت له ليجلس
و بدأت تروى له الحكاية التي أتت من أجلها
أنا كنت هقول لفريد بس خفت اوي...إنت
عارفه لما بيزعل مش بيشوف قدامه .
علقت سيلين على كلامها و هي تجلس على
ذراع الكرسي بجانب سيف..
كلهم كدا ياحبيبتي...
رمقها سيف باستنكار قبل أن يعود بنظراته
نحو إنجي التي تبدلت ملامحها نحو الجدية التامة ليحثها على إكمال حديثها فما كان منها إلا أن
وصولا لطرده لها منذ ساعات قليلة عندما كانت
في المستشفى عند صالح.. و إنتهى بها المطاف
تبكي بين أحضان سيلين التي شعرت بالاسف
تجاهها لأنها إعترفت بجميع أخطائها بينما كاد
سيف ينفجر غيضا بسبب غباء إبنة عنه المدللة
و تصرفاتها الهوجاء و كذلك بسبب غيرته
منها لأنها تنعم باحضان زوجته التي حرمته منها...
حاول سيف التركيز و إيجاد حل لكنه لم يستطع
ليقف من مكانه و يجذب سيلين
بقوة و يجلسها
بجانبه محيطا خصرها بذراعه بتملك مما جعل
سيلين تغضب منه لكنه لم يهتم معلنا دون خجل
أمامها..مش كفاية قطعت علينا و كمان عاوزة
تأخذك مني....
كتمت سيلين فمه بيدها مخافة أن ينطق بالمزيد
من الكوارث ثم إلتفتت نحو إنجي مهمهمة ببلاهة
معلش يا نوجة مش عارفة ماله النهاردة
شكله....
أشارت بيدها بعلامة الجنون لتومئ لها إنجي
بإيجاب قبل أن تحدث بيوت باك
ارجوك يا أبيه أنا بجد ندمانه و عاوزة هشام
يرجعلي و كمان خاېفة العقربة اللي إسمها وفاء تأذيه .
أبعد سيف يد سيلين عنه ثم غمغم بهدوء
سيبي الحكاية دي عليا و انا هحلها بكرة بالكثير
و لو فعلا الكلام اللي إنت قلتيه صح تبقى
مصېبة بجد.
إنجي مؤكدة..و الله العظيم كل اللي قلته
صح...انا فعلا سمعتها في المكتب و هي بتتكلم مع حد و بتقله لازم أبيع المستشفى بسرعة عشان اسافر أمريكا.
سيف بتفكير..طب إنت تعرفي إسمها بالكامل
إيه
إنجي و هي تكفكف دموعها
أيوا وفاء.....
سيف..تمام انا هتصرف و كويس إنك
جيتي قلتيلي...عشان إنت كمان حياتك بقت
في خطړ بعد ما هي عرفت إنك عارفة مخططاتها
مش هتسيبك في حالك و هتحاول تبعدك من
طريقها بأي شكل عشان تقدر توصل للي هي عاوزاه
أنا هخلي كلاوس يعينلك حرس يرافقوكي
للجامعة و هشوف حكايتها إيه لغاية ما تأكد
من حقيقة نواياها و إنت حاولي ماتروحيش
المستشفى الفترة دي... عشام لسه زعلان منك
ومش هيسمعك مهما حاولتي فمتتعبيش نفسك .
أومأت له إنجي بالموافقة ثم إستأذنت
و هي تفكر في كلام سيف فقد غاب عن بالها
فكرة أن وفاء من الممكن أن تأذيها فهي كانت
تفكر في سلامة هشام فقط و نسيت نفسها...
في غرفة آدم...
كانت فاطمة تدور حول نفسها و هي تتآكل
من داخلها من شدة الڠضب و تروي لآدم كيف
أن هانيا إكتشفت ما فعلاه بيارا و أصبحت
تهددها بأن تخبر صالح بكل شيئ بعد أن
فشلت خطتها في قتل جنين أروى و الإيقاع
بينها و بين زوجها..صاحت بغيظ و هي تجذب
خصلات شعرها حتى كادت تقتلعها
اللي هيجنني هي إزاي عرفت...
أنا مقلتش لأي مخلوق على اللي حصل لا و كمان
بتهددني إنها هتقول لصالح بيه على اللي إحنا
عملناه .
توقفت عن التحرك و هي ترمق آدم بنظرات
قلقة قبل أن تعلن..إحنا لازم نتصرف و بسرعة
الغبية دي لو تكلمت هتودينا في داهية و صالح بيه
مش هيصدق يلاقي خيط يوصله لمراته.
ضحك آدم و هو يترشف كأسه بشراهة قائلا
يوصل لمين إذا كانت مراته الله يرحمها...
سألته فاطمة نفس السؤال الذي تلقيه على مسامعه
كلما تحدثا..إنت واثق في اللي إسمه سعيد داه
مش يمكن مقتلهاش و بېكذب علينا.
آدم بتأكيد
متقلقيش سعيد داه شغله نظيف و كمان
مش دي اول مرة اتعامل معاه.
فاطمة باستغراب..إنت قټلت حد قبل كده
آدم ببساطة و كأنه يتحدث عن أحوال الطقس
عشيقتي القديمة عشان فضلت عليا واحد من أصحابي إداها فلوس أكثر .
حركت فاطمة رأسها بيأس من تفاهته قبل أن تنتفض
هاتفة من جديد بعد أن تذكرت مشكلتها الرئيسية
هنعمل إيه في الزفتة هانيا... بقلك هتودينا في داهية.
ترك آدم كأسه ثم وقف من مكانه متقدما نحو فاطمة
ليطوق خصرها مقربا إياها منه..إبتسم
متابعة القراءة