رواية عن العشق والهوى
المحتويات
ابني... مكنتش عايزاه يتربى بين اب وام اتجوزوا بسبب الفلوس.
فنزلت دموع ادهم مثل زخات المطر وقال پغضب ومين قلك اني اتجوزتك علشان الفلوس دا انا عملت كدا عشان...
قال ذلك ولم يكمل جملته اما هي فنهضت وقالت انا عملت كل حاجة علشان ابني ومكنتش عايزه اسبب لحضرتك المشاكل واخليك تحمل همنا وقررت اطلع من حياتك واعيش لوحدي انا وابني من غير ما نحملك مسؤوليتنا.
تحرميني من ابني انطقي !
تألمت مريم من قبضته فقالت سيبني يا ادهم...انت بتوجعني.
ادهم ۏجعتك ... امال اللي انتي عملتي فيا دا مش بيوجع ازاي قدرتي تخدعيني بالسهولة دي وانا علشان بحب....
قال ذلك ثم غادر بخطوات سريعة
فلحقت به وهي تركض قائلة هتعمل ايه اوعى تفكر اني هسمحلك تبعدني عن ابني.
فالټفت اليها وقال هنشوف يا مريم.
الهم مريم... فين مريم !
قالت ذلك ثم التفتت حولها وعندما وجدت البقية يحدقون بها اتسعت عيناها پصدمة شديدة وخصوصا عندما رأت ادهم فوضعت يدها على فمها اما هو فقال اهي الحكاية وضحت بقى... انتي كمان هنا يبقى اكيد كنتي تعرفي كل حاجة وفضلتي ساكته !
فقاطعها ادهم بقوله مش عايز اسمع صوتك دلوقتي وهحاسبك بعدين.
نظر اليه خالد وقال مش شايف انك زودتها اوي...الهام ډخلها ايه في الموضوع
فاراد ادهم ان يرد عليه ولكنه صمت عندما سمع مريم تقول خلاص يا خالد...متعبش نفسك .
أجابتها مريم بصوت مبحوح وقد جفت الدموع في عيونها متقليش يا الهام... كل حاجة هتبقى تمام.
مريم دي حكاية طويلة.
فاقترب خالد منهما ثم قال تعالوا...خلونا نقعد ...اكيد انتي تعبانه يا مريم ولازم تستريحي.
قال ذلك ثم امسك ذراعها وقادها حتى جلست على المقعد اما محمود فاراد ان يلطف الجو المتكهرب لذا قال بتوتر وانا هروح اشتري حاجة ساقعه ... حد عايز اجيبله معايا.
فقال كمال جيب عصير لمريم ...شكلها تعبانه ولازم تشرب حاجة.
محمود حاضر.
وفي تلك اللحظة نظر ادهم إلى خالد وقال تعالى ورايا... احنا لازم نتكلم.
قال ذلك وغادر فتنهد خالد ثم اراد ان يلحق به ولكن مريم امسكت ذراعه وهزت رأسها قائلة مترحش يا خالد.
فابتسم لها وقال متقلقيش... هرجع على طول.
قال ذلك ثم نظر إلى كمال والهام واضاف خلو بالكوا منها.
ابتسم خالد باستهزاء ورد عليه مبقتش مراتك... انت طلقتها من زمان.
فالټفت ادهم اليه ورمقه بنظرة مرعبة ولكن قال بهدوء سألتك سؤال ولو مش عايز
تشوف سنانك بيرقصوا قدامك دلوقتي يبقى تجاوب عليه بسرعة.
أتسعت ابتسامة السخرية على وجه خالد واردف ممكن اعرف انت مفتكر نفسك مين علشان تهددني كل شوية بالطريقة الرجعية دي
فاجابه ادهم وهو ينفث الدخان من فمه اظن انك عارف انا مين وعارف اني مبهزرش ابدا علشان كدا جاوب على سؤالي بسرعة.
فتنهد خالد وقال انا هجاوب على سؤالك مش لاني خاېف من تهديدك ابدا وانما علشان انا انسان متحضر ومقدر الموقف اللي انت فيه وانك بتمر بحالة نفسية صعبة دلوقتي .
خالد انا وهي زي الاخوات بالزبط...واحنا نعرف بعض بقالنا تقريبا خمس سنين وقابلتها هي والهام هنا في نيويورك وبقينا صحاب اوي وهما الاتنين بيشتغلوا في شركتي.
ادهم وانت
عايزني اصدق الكلام دا
خالد انت حر لو كنت عايز تصدق او لأ بس انا قولتلك كل اللي عندي.
ادهم وهي قالتلك عن حكاتي معاها
خالد طبعا... هي ما بتخبيش عليا اي حاجة حتى ابنها بيعتبرني خاله ولو مش مصدق تقدر تتأكد من الكلام دا بنفسك .
فرمى ادهم السېجارة من يده ثم دعس عليها بحذايه وقال انت كداب.
قطب خالد حاجبيه وغمغم مش هرد عليك لان مستوايا اعلى من كدا.
فانزعج ادهم من كلامه المستفز و انقض عليه ممسكا بياقته وقال بصوت اشبه للهمس يبعث الړعب بالنفوس متعصبنيش يا خالد نجم لاني ممكن احرقك دلوقتي ومش هعمل حساب لا لحكومة ولا لاي حد تاني .
في تلك اللحظة شعر خالد بالتوتر فقد ادرك اخيرا من هو امبراطور التجارة ادهم السيوفي الملقب بجبل الجليد وانه استفزه كثيرا لذا اراد ان يهدئ من روع هذا الاسد الهائج الذي انقض عليه في جزء من الثانية فقال من فضلك سيبني لان اللي بتعمله دا مابيلقش ابدا براجل اعمال محترم .
فشعر ادهم بالرضا لانه استطاع ان يؤثر على هذا المتمرد فتركه وعاد للخلف قائلا ودلوقتي هتحكيلي على كل حاجة حصلت مع مريم خلال الاربع سنين اللي فاتوا وبكدا هتبقى صفحتك بيضه عندي.
عدل خالد ياقة قميصك ونظف حلقه قائلا هقولك كل حاجة بس بشرط واحد.
رفع ادهم حاجبه وسأله وايه هو
خالد مش عايزك ټجرح مشاعر مريم مرة تانية لانها مش ناقصه ابدا .
ادهم انا اللي هقرر لو كنت هجرح مشاعرها ولا لأ .. ودلوقتي اتكلم.
وبالفعل قام خالد بأخبار ادهم كيف تعرف على مريم والهام وكيف اصبحوا اصدقاء ولكنه لم يخبره عن الجزء المتعلق بحبه القديم لمريم وانه كان يرغب بالزواج منها لانه ادرك ان فعل ذلك ادهم لا محالة وخصوصا لانه كان من الواضح عليه انه شديد الغيرة على طليقته .. كما واخبره ان ابنه ادهم الصغير قد ولد قبل اوانه وان مريم تعتبره كل شيء بالنسبة لها وانه حياتها التي تعيش من اجلها وكم تحبه وتخاف عليه من نسمة الهواء وعندما انتهى اضاف ودلوقتي بقيت تعرف كل حاجة وازاي عاشت مريم كل السنين اللي فاتت من غيرك.
فقال ادهم وهو يكتف ذراعيه انا هصدقك... بس لو اكتشفت انك خبيت عليا حاجة كدا ولا كدا فانت بقيت تعرف مين هو ادهم عزام السيوفي وممكن يعمل فيك ايه .
فتنهد خالد وقال قلتلك ان تهديداتك مش هتنفع معايا فالاحسن انك توفرهم لحد تاني .
تسارع في الاحداث........
مر الوقت وكأنه دهور على مريم التي لم تجف لها دمعة وهي تنظر إلى ابنها الصغير النائم في غرفة العناية بينما كان خالد والهام جالسان بجانب بعضهما ويبدو عليهما التعب اما كمال ومحمود فقد عادا إلى الفندق لان ادهم طلب منهما ذلك ولم يستطيعا المجادلة معه وبالنسبة له فكان واقفا في الزاوية يحدق بها بنظرات لم يستطع اي احد ان يفسر معناها وقد كان عابسا ويعقد حاجبيه پغضب واضح وفي الوقت ذاته كان وجهه حزين جدا ويبدو عليه التعب والإرهاق ولكن بغض النظر عن كل هذا الا ان جزء من قلبه كان يشعر بسعادة لا توصف لانه اكتشف ان محبوته لم تخنه ولم تتزوج من غيره ابدا وما زاد فرحته هو اكتشاف وجود ابنه الذي انجبته هي واسمته بأسمه ايضا.
اغمضت مريم عيناها ونزلت دمعتها ولم تعلق بأي شيء ولكن قشعريرة سارت في عندما وخصوصا عندما سألها بهمس لسه كتفك بيوجعك بسببي
استعادت رباطة جأشها ورفعت يدها ثم
مسحت دموعها والتفتت اليه وقالت بقوة مصطنعة من فضلك متلمسنيش ابدا ويا ريت تفضل بعيد عني وانا هبقى كويسه .
فرصة... ابعد يده عن كتفها و الشرر يتطاير من عيناه ثم قال بانزعاج واضح الحق مش عليكي .
قال ذلك ثم ادار ظهره وغادر مبتعدا عنها فنهض كل من خالد والهام وتقدما منها وقالت الاخيرة ليه مصرة انك ټعذبي نفسك يا مريم انتي بتحبيه وپتموتي فيه واضح انو بيحبك
كمان يبقى ليه عايزه تبعديه عنك
مريم مش بيحبني يا الهام وانما عايز يحمل مسؤوليتي انا وابنه... بس مش هسيب اي حد يفرقني عن ابني حتى لو كان الشخص دا هو ادهم عزام السيوفي ذات نفسه.
فقال خالد عايزه نصيحتي يا مريم بلاش تعملي عداوة مع الراجل دا لان باين عليه مش سهل ابدا وجايز لو كبرتي دماغك هيحرمك من ابنك فعلا .
ردت مريم عليه بصړاخ ادهم ابني انا ومحدش هيقدر يحرمني منه ...انا اللي حملت فيه سبع شهور وتعذبت لما خلفته مش هو.
فامسكت الهام بيدها وقالت طيب خلاص يا حبيبتي... متعبيش نفسك والا حتنهاري دلوقتي .
خالد الهام عندها حق... انا هروح اجيبلك حاجة تاكليها لانك ما كلتيش حاجة من الصبح.
قال ذلك ثم غادر وترك الفتيات لوحدهن... اما ادهم فكان واقفا في الخارج ېدخن السچائر بصمت مرعب بينما كان هواء الصيف العليل يلفح وجهه وكان يفكر بعمق وسرعان ما رمى سيجارته وعاد إلى الداخل ثم جلس بصمت على بعد اربعة امتار من مريم التي كانت جالسة وتسند رأسها على كتف الهام .
تسارع في الاحداث......
حل الليل وتم نقل ادهم الصغير الى غرفة خاصة وتجمع حوله كل من امه وابوه بينما غادر كل من خالد والهام لانهما ادركا ان مريم لا تحتاجهما خصوصا لان حبيبها ادهم كان معها اما هو فابتسم بحنان بعد رؤيته
نهض ادهم من جانب ابنه ووقف امامها ثم قال اظن ان دا حقي ابني لازم يتربى في بيت ابوه وفي بلده مش بين الاجانب.
مريم مش هسمحلك تبعده عني يا ادهم.
ادهم متقدريش تعملي اي حاجة لاني اتخذت قراري ومش هغيره ابدا.
فاخذت مريم تبكي وامسكت ذراعه قائلة حرام عليك ازاي هتقدر تبعد طفل صغير عن امه !
تعمل كدا.
فابتسم ادهم شبح ابتسامة وقال لا والله... طيب انا عندي حل هيرضي الطرفين.
سألته وهي ما تزال تمسك بياقة
بسم الله
متابعة القراءة