رواية جديدة بقلم منة فوزي
المحتويات
كاري و كار عيلتي.. وانت اللي مشيتي و مقدرتيش الموقف الصعب اللي انا كنت فيه! وبعدين كنت اسيبه و أعادي عيلتي اللي انت عارفة قلبتهم عاملة ازاي افضل بأة هربان منهم و من غدرهم وبعد كده ايه ڼموت من الجوع ولا اسرحك و اكسب من و راكي و لا استناكي لما تصرفي عليا...
كانت حنان رغم قولها و التي ارادت به ان تؤلمه ليس الا تدرك جيدا ان عمر رجلا بمعني الكلمة.. مؤتمن بالفعل لم يكن معها سوي شخصا محبا متحملا للمسؤلية.. لا يعيبه سوي ما يعمل.. و هي لم تقبل هذا.. كانت تريد الاستقرار و الكسب الحلال..
عمر مستفهما انتوا!
حنان انا و جو..
عمر بضيق جو!! جو تاني!! هو البني ادم ده لسة لازقلك برضه.. ده ولا لما تكوني امه اللي خلفته!!
حنان محاولة اخفاء ابتسامتها السعيدة بغيرته منا امه فعلا.. عشان كده انا جيتلك.. مش هسيبه لوحده في الازمة اللي هو فيها دي.. و انت لازم تساعدني
ابتسمت حنان و راحت تشرح له..
في بيت متهالك وقف السنهوري يرمق جو بنظرات حاقدة..
قال جو فاكرني..
اقترب منه السنهوري و هو يزك علي احدي قدميه.. وقال ساخرا وحد ينساك يا راجل.. ده لولا حركة افلام الاكشن اللي انت عملتها كان زماني قټلت الخواجة ريسك!
جو لو تركز فيها تلاقي اني كده انقذت حياتك.. لو كنت لمست الخواجة كان زمانك انت و اهلك و كل اللي تعرفهم علي وجه الارض مقتولين..
كان الامر و اضحا.. عندما تم ارساله الي الريس عبود بعد حاډثة محل عطا اياها .. صنع منه الريس عبود عبرة لمن يعبر علي خيانته له.
رفع نظره اليه و قال وانت جاي ليه
جو الخواجة اللي غدر بيك.. ولبسك الليلة لوحدك
جو ايوة .. بس معرفتش تثبت انه هو كان ناوي يشتغل في العملية معاك من و را الريس عبود و لما ختلفتوا علي التقسيمة .. راح غدر بيك
السنهوري و دي هثبتها ازاي
جو انا شفت و سمعت كل حوراته معاك ..
السنهوري مش فاهم.. وانت جاي قالب عليه ليه
جو عشان هو كمان قلب عليا.. وانا محتاج مساعدة منك عشان
هو دلوقتي حاطتني تحت درسه! لو ساعدتني انا ممكن اقف جنبك قدام الريس عبود ونقلبه علي الخواجة..وساعتها كل حاجة هترجعلك ..
السنهوري معنديش حاجة اساعدك بيها.. انا خلاص بقيت و لا حاجة
جو لأ عندك.. الرجالة بتوعك! صحيح همة مبقوش بتوعك دلوقتي .. بس انا اعرف انهم لسا بيحبوك و عندهم وفاء.. و لولا انهم كانوا هيجوعوا جنبك مكانوش سابوك..وعارف انهم بيودوك لحد دلوقتي
السنهوري مستهزئا بكلامه هتعمل بيهم ايه يعني هتهجم علي الخواجة كان غيرك اشطر.. منا حاولت قبليك بيهم.. و ادي النتيجة..
قال جو بخبث بس المرة دي انا مش موجود معاه عشان احميه!
جلس سليم ارضا بجوار شهد حيث تجلس مقيدة الايدي.. كان معه طبقا و معلقة يحاول اطعامها و هي رافضة تماما..
سليم يا بت كلي.. ھتموتي كده!
شهد متعملش فيها قلبك عليا..
سليم انا عامل علي العشرة.. و يصعب عليا اشوفك ممقوتة كده
شهد لا وحياة امك مايصعبش عليك غالي! اصلك عندك قلب اوي!
دخل عصام وقد سمع الحوار قبل ان يدخل.. قال انت بتعمل ايه يا سليم! دي امثالها تسيبها كده مرمية زي الكلاب..
ودفعها دفعة بسيطة بقدمه في كتفها جعلتها تفقد توازنها حيث أن يداها مكبلتان و تسقط علي جانبها.. ولم تتمكن من الجلوس مرة اخري.. الا بعد محاولات صعبة و مساعدة سليم..
قالت طب فكني كده .. مفيش مرة مديت ايدك عليا غير وانا يا متكتفة يا مربوطة.. لو راجل تفكني و ساعتها هعرفك مقامك!
ابتسم عصام بسخرية و نظر الي سليم قال هي معتوهة كده من زمان!
تجاهل سليم سؤاله و قال هو انا امتي هاخدها للمعلم مرعي ايه اصلا لازمة قعادنا هنا
نظر اليه عصام و الغل يتساقط من عيناه لما البيه بتاعها يجي الاول واخد حقي منه..
سليم متعجبا مستنكرا نعم بقي احنا عاملين الليلة دي كلها عشانك انت عشان نرجعلك حق ما انضربت
رمقه عصام بنظرة شرسة حين قال انضربت
عصام منفعلا خدني علي خوانة الجبان .. لولا كده كان زماني قطعته..
سليم بعدم اهتمام لقوله مليش انا في التفاصيل دي احنا قاعدين بشهد هنا ليه
عصام باقتضاب معرفش! دي اوامر الخواجة..
سليم واحنا بناخد اوامر من الخواجة ليه انا معلمي قاللي هيساعدوك ترجعها.. و انت اصلا الخواجة ملوش امر عليك.. انت من رجالة الريس عبود..ماله هو يديك وامر
سليم انا ماشي و را كلامه عشان اتفقنا اساعده في الليلة دي.. قصاد اني اخد حقي .. والادراة عليه
صمت سليم و لم يعجبه الامر..
اما شهد فقد كانت صامتة تستمع علها تستفيد بأي معلومة قد تنقذها او تنقذ جو.. بدي واضحا امامها ان الخواجة قد جمع سليم مع عصام ..و قام بخطڤها.. لتنفيذ خطة ما فيها اذي لجو..
نجيه يا رب!
دخل عمر في ادب جم يتناسب مع هيبة المكان..
تنحنح في استحياء قبل ان يتحدث..
عمي.. انا وصلتني معلومات وشايف انك لازم تعرفها..
العم ازيك يا عمر.. اقعد يا ولد.. ايه اللي وصلك
عمر الموضوع يخص الخواجة... و عصام ريس الحرس...
نظر اليه العم منتظرا الايضاح..
استطرد عمرالخواجة بيعمل شغل من و راك يا ريسنا.. وواخد عصام تحت جناحه.. زي ما كان عايز ياخد السنهوري.. فاكره.. اللي الخواجة نفسه جه و فتنلك عليه.. هو غدر بيه عشان رفض .. انما عصام الندل ماشي تحت طوعه.. ده لدرجة انه بقي بينفذله عمليات خاصة بيه من غير ما يستأذنوك يا ريس.. لسة خاطفله بنت.. شوف يا عمي الوطيان و صل لدرجة ايه رئيس حرس الريس عبود بيخطف بنات!! ولمين للخواجة..وكمان و اخدينها في مخزن من بتوعنا.. دي حتي مش كويسة لسمعة العيلة يا عمي.. لا كمان ايه.. بيربي زبون علي قفانا.. قال لما سمع ان الشيخ فريج زعلان قام اتنحرر و قاله هعملك تخفيض مخصوص علي مسؤليتي.. بيبقشش من جيب ابوه اصله!
الريس عبود والكلام ده وصلك ازاي يا ولد ايه مصادرك
عمر من كذا مصدر يا عمي.. موضوع الشيخ فريج ده عرفته من بكر كبير رجالته.. انما بقي بقية الحدوتة جالي واحد وقع في عرضي مش هتصدق مين
الريس عبود مين يا واد
عمر السنهوري نفسه.. جه بعد ما خلاص مش لاقي ياكل.. جايبلي اللي يثبتلي ان الخواجة بيلعب من ورانا ومعاه عصام.. اتفضل يا ريس
واخرج من ظرف معه
اوراقا عرضها امام الريس عبود.
ادي ورق و باسبور الواد الجارد بتاع الخواجة و دراعه اليمين.. البيه مسافر من غير علمنا.. رايح يتفقله علي صفقة من هناك.. والسنهوري كمان قالي اسأل حراس مكتب الخواجة عن عصام.. و لما سألت اتأكدت انه بيتردد عليه كل يوم!..
القي الريس عبود نظرة علي الاوراق.. ولم يتحدث..
قال عمر هتسيبهم يا عمي يعني حركات قلة و مش مقامنا و خطڤ بنات ..ماشي بېخرب بيتنا و يخفض من دماغه في الصفقات .. ماشي انما خېانة الثقة !! لا يا ريس.. انا مقبلهاش.. والغلبان السنهوري اللي لبسهالوه قبل كده عشان مرضاش يخونك .. يعني كذاب و بيقرطسنا.. و النتيجة اننا خسرنا و احد مخلص و خلينا واحد عينه فارغة و خاېن و كمان دحلب معاه عصام.. ريس حراسك! يعني امانك يا عمي!.. طب انا اقعد مطمن علي حياتك ازاي وانت معاك الندل ده وهو اللي مفروض بيحميك! لو انت رضيت يا عمي انا و بقية العيلة مش هنرضي.. كله الا حياتك!
صمت الريس عبود قليلا ثم قال بهدوء ابعتلي فاروق!
لمعت عينا عمر بالانتصار..
فاروق هو رجل الريس عبود الاول للاعمال الخطېرة والقڈرة..
الارسال في طلبه لا يعني سوي شيء واحد.. استلقي و عدك يا خواجة
لم يكن كل ما قاله عن الخواجة كڈبا..
و لكن و ان كان.. كله فدي عيون ..حنان
كانت الاحداث متلاحقة و يوسف يتصرف بسرعة وينتقل من مكان لمكان.. لم يتسن له لحظة للجلوس مع نفسه و التفكير في شهد.. برغم ان كل ما كان يفعله في نهاية الامر هو من اجلها..
ولكن اخيرا جائت عليه تلك اللحظة..
عاد لمنزل حنان حيث يقيم هو وشهد.. لم تكن هناك..
و ليس ككل مرة ..ليس حائرا يضرب اخماس في اسداس
هذه المرة هو يعرف مكانها جيدا..
بل يعرف انها ليست بخير.. و انها مع من لا يرحمون..
ليته لم يعرف..
جلس منهكا واسند مرفقيه الي مائدة السفرة.. بدا شاردا مټألما..
اسند وجهه علي كفيه.. و اغمض عينيه .. نزلت عبرة ساخنة من احدي عينيه.. و تلتها عبرات كثيرة من كلتا العينين..
صحيح انه رتب كل شيء.. ويأمل خيرا .. وان يسير كل شيء علي ما يرام .. ولكن الامر يحتاج الي وقته..
وهي مزالت بعيدة عن عنه..
هل مسوها بسوء!
هل بكت!
هل ترتجف خوفا الان!
سيمزعهم احياءا جميعا.. قبل ان يدق اعناقم!!
خبط بيده علي المائدة و خرج مندفعا من باب المنزل..
فتحت حنان باب شقتها بالمفتاح ودخلت اولا ثم قالتاتفضل يا عمر
دلف عمر بعدها ..فاشارت له ليكي يدخل الصالون و يجلس..
فقال زوقك حلو.. البيت جميل ... زي صاحبته
حنان تشرب ايه
عمر شاي.. هو جو ده هيجلنا هنا.. هو عارف بيتك يعني
حنان مبتسمة هو ساكن هنا.. جو قاعد معايا..
انقلب وجه عمر وقال والله!
حنان ممم استني اما ادخل اشوفه تلاقيه جه ونام.. حبيبي من ساعة اللي حصل و هو اعصابه مڼهارة
وتركته جالسا و دخلت في ممر حيث الحجرات..
تمتم عمر بكلمات غاضبة..
بعدها خرجت حنان مندهشة وقالت ده مش هنا! مع اني مأكدة عليه يستنانا.. امال هنكلم في الخطوة الجاية زاي
اتصلت به علي هاتفه و لم يرد..
كانت الخطة في البداية كما خطط لها يوسف.. كالاتي..
عندما احس جو بأن الخواجة بيرقدله قرر ان يضع خطة سريعة تجعله يختفي من الوجود و معه شهد..
كان يحتاج نقودا.. فباع ارض الساحل الشمالي لرجل اعمال كبير
متابعة القراءة