رواية جديدة بقلم منة فوزي
المحتويات
نفسي اخطڤ رجلي اعد علي البحر كده و الرملة وانسي الدنيا شوية..
شهد ټخطف رجلك!!! ده الساحل ده بعيد ياما.. دي بلد تانية.. زي اسكندرية كده..
ابتسم جو من سذاجتها و قال بحنان همة تلات ساعات بالاتوبيس..
عقدت شهد حاجبيها في تفكير..
بذمة ابوك كل الارض دي ملكك!
كانت شهد تسير علي في مكان صحراوي و تتعثر في الرمال فتمسك بذراع جو و هي تنظر الي المساحة الشاسعة..
لم تكن شهد تهتم كثيرا بشرح جو للموضوع.. كانت تتأبط ذراعه و تنظر للبحر غير مصدقة انه اقنعها ان يتركا كل شيء و يركبا اول مواصلة لهذا المكان الرائع.. كان لون البحر ساحرا.. و الرمال النظيفة البيضاء تتخلل قدميها الحافيتتين.. ناعمة دافئة و لذيذة..
رفعت عينيها اليه و هو يتحدث في حماس عن احلامه في بيع تلك الارض.. كم يبدوا رائعا.. وجدت نفسها تتحسس ذراعه باصابعها.. دون ان تشعر.. مما جعله يتوقف عن الحديث و ينظر اليها.. تعلقت عيناهما ببعض .. ابتسمت فابتسم..
شهد مش معايا هدوم تانية..
جو هتنشفي! الشمس تنشف البحر نفسه .
شهد مبعرفش اعوم و عمري ما نزلت البحر..
جو مندهشا عمرك!!! لا دانتي فايتك كتير..
سحبها من يدها.. و برغم ذعرها .. الا انها استسلمت له تماما كانت تثق به.. و لم يحتاج هو ان يطلب منها الوثوق فيه..
كان شعور المياه علي ارجلها في البداية رائعا.. ثم بدأت تتوتر حين وصلت مستوي المياه الي اعلي من وسطها.. كانت ممسكة بيد جو و تقفز معه عند قدوم الموجة..كما اخبرها ان تفعل .. كان تشعر بقدر بالغ من الاثارة حين تصعد بها الموجة لأعلي و تعود للذعر حين تهبط بها مرة اخري.. ثم بدأت تصاب بالذعر الشديد حين صارت المياه في مستوي كتفها و رقبتها.. تمسكت بذراع جو كطفلة مذعورة.. ضحك و قال امال هتعملي ايه لما يبقي ملكيش طول.. انا كل ده و المية لسة عند وسطي.. لازم ندخل جوة اكتر..
فصاح متظاهرا بالضيق هتخنقيني!..افف.. تعالي كده
جعلها تدور حوله و تمسك به من الخلف و ظهره اليها .. وكأنها طفلة تركب ظهر ابيها.. كان ظهره عريضا وقد شعرت شهد بالامان في هذا الوضع وفي نفس الوقت كان هناك مساحة لجو لكي يسبح و يستخدم ذراعيه..
اما جو فقد كان يسبح بهدوء و يترك نفسه و شهد ينسابا مع الامواج الهادئة بعد ان تخطيا منطقة قلبة الموج .. لن احكي عن سعادته.. و لا عن شعوره بأنه لو ماټ الان ..سيموت سعيدا لا يريد شيئا اخر من الدنيا.. وضع يده علي ذراعها الملفوفة عليه من الخلف و كأنه يثبت مسكتها و لكن في واقع الامر كان فقط يريد ان يلامس يديها.. لم تمانع هي .. لدرجة انه شك انها راحت في النوم..
فقال بهدوء شهد
اصدرت صوتا هائما من الخلف فوق كتفه حيث رأسها همم
جو انتي نمتي
شهد وكانها نامة لأ بس المية حلوة اوي.. اسكت بقي..و سيبني اتمتع..
ربت علي ذراعها و لم يبعد يده.. ابتسم و اكمل سباحة..
لم يدريا كم مضي عليهم من الوقت.. قضيا الوقت في صمت كل منهما مستمع بذلك القرب الحميم و المياة والجو الرائع..
فجاة قالت شهد الشمس هتروح.. مش هننشف!
انتبه جو الي انها محقة فدار وسبح بها الي نحو الشاطيء و لكن قبل ان يصلا حيث صارت الامواج قاسېة قرب الشاطيء.. جذبها ليمسك بها باحد زراعيه بقوة و عاد بها اخيرا..
جلست علي الرمال تنظر للسماء في محاولة لتجد افضل وضع لتلحق الشعاع الباقي من الشمس..
ولكن هيهات ان الوقت قد اقترب من الغروب حتي النسمات تحولت لهواءا باردا..
مشكلة جو كانت بسيطة .. فهو قد خلع التي شيرت و بنطاله و بقي بشورت داخلي قبل ن ينزل الي الماء.. ولكن شهد كانت بكامل ملابسها المكونة من تي شرت و وبنطلون بالاضافة الي شعرها الغزير المبتل..
قال جو وكانه يحدث نفسه بجدية كده هيجيلك برد.. برد ايه ده التهاب رئوي اقل واجب!! و لو قلنا مش مشكلة و طلعنا الطريق عشان نركب حاجة.. مش هينفع بمنظرك ده.. واشار الي التي شيرت الذي ترتديه.. فنظرت الي نفسها حيث يشير و جدت ان البلل قد جعل التي شيرت الابيض شفافا لدرجة ان ملابسها الداخلية واضحة كوضوح الشمس التي كانت هنا قبل قليل و لم تلحق بها ..
وضعت يديها علي صدرها في
حركة تلقائية .. فالقي اليها بالتيشيرت الخاص به الغير مبتل ..
قال طب كحل مبدئي.. البسي ده
امسكت به شهد ثم نظرت حولها و قالت بغباء فين
قال جو في غيظ هيكون فين يعني! في الاوتيل السبع نجوم!! هنا.. انا هدور و شي.. اخلصي عشان الدنيا لو ضلمت مش هنعرف نوصل للطريق اللي برة من اساسه
توجست شهد قليلا و لكن خۏفها من بقائهما في هذا المكان القاحل في الظلام كان اقوي من اي شكوك او توجسات..
ما ان اعطاها ظهره حتي انتظرت لبضع ثواني للتأكد من انه لن يستدير لها .. ثم غيرت التي شيرت في سرعة قصوي
شهد بعد ان انتهت قالت خلاص
استدار و تفحصها بدقة عند منطقة الص در.. مما جعلها تضيق بالامر وتقول بعصبية ايه بتبص كده ليه
جو بانفعال اتنيلي علي عينيك.. مانتي كنتي قدامي اربع ساعات في البحر مجتش جنبك.. ايه بشوف الهبابة دي شفافة زي التانية و لا لأ!
صمتت شهد بعد ان احرجها..
فعاد ليقول وهو يرتدي بنطاله طب مش كده احسن نقدر نمشي لأول الطريق ونركب ميكروبص يوصلنا لاي حتة ناكل فيها و بعدين ناخد الاتوبيس و نرجع .. علي منوصل للمطعم يمكن تكوني نشفتي شوية..
شهد بنبرة لائمة اه نشفت من البرد... وانت هتمشي من غير حاجة من فوق كده.. هتعيا! قلتلك كانت فكرة غبية و انت اصريت ننزل المية برضه!
جو يا لهوي علي ور النسوان.. مانتي كنتي قاعدة ساكتة بقالك اربع ساعات .. جاية تتكلمي دلوقتي... اقسم بالله .. دول كانوا احلي اربع ساعات قديتهم في حياتي من ساعة ماعرفتك! ...عارفة ليه عشان مسمعتش فيهم صوتك!
شهد طب خلاص هخرس خالص و متفكرش لسانك ده يخاطب لساني تاني ابدا!
نهضت من مكانها وتحركت ماشية بعصبية و بيدها فردتي حذائها و باليد الاخري ملابسها المبتلة.. تعثرت عدة مرات في الرمال الي ان لحق بها جو و مد ذراعه اليها.. تأبطتها في غيظ و علي وجهها كل علامات الاستياء منه..
وبعد رحلة شاقة وباردة ووسط نظارت الكثير من الناس للشاب العاړي الجزع.. وصلا الي كافتريا تابعة لاحد الفنادق الحقېرة الرخيصة .. و التي تأكد جو انها تستخدم غالبا في الډعارة حيث انه عندما سأل عن امكانية ايجار حجرة لم يطلب احدا منهما اي اثبات زواج..
جو لشهدانا اجرت اوضة.. احنا نطلع كل واحد يستحمي احسن الملح اكلني خلاص.. و فرصة نحاول ننشف الهدوم.. و ناكل وبعدين نتكل علي الله
قلبت شهد شفتيها في عدم اكتراث.. فهي مازالت لا تحدثه..
ماان ادخلا الحجرة حتي توجه جو للشرفة تاركا لها الحجرة باكملها حتي تكون علي حريتها. قام بنشر تي شيرت شهد علي احد الكراسي وجلس علي الكرسي الاخر.
فوجيء بها تناديه من داخل الحمام بعد فترة وتطلب منه ان يناولها التي شيرت ..
جو انتي مش مبتكلمنيش! اطلعي انتي خديه
لم ترد بل مدت يدها في اصرار من فتحة الباب الصغيرة جدا..
قال و من امتي الثقة دي.. مش دايما عاملة فيها ابلة حريصة
شهد بغيظ من خلف الباب هحرص من ايه! منا كنت قدامك اربع ساعات في البحر مجيتش جنبي!
ابتسم و قد ادرك ان قوله علي الشاطيء اغاظها.. فمد يده اليها عن بعد بالتي ش يرت وقال محدثا اياها من خلف الباب لا بس دولقتي حاجة تانية.. احنا بنكلم في هدوم مقلوعة وملبوسة وحكاية ...
قاطعته بسحب الملابس من يده پعنف وصفعت الباب في وجهه..
ضحك في خبث.. و عاد الي مكانه في الشرفة..
جلست شهد بدورها في الشرفة تتابع المارة في الشارع الضيق الحقېر حيث يطل الفندق.. كان جو بالداخل يفعل ما فعلت هي قبل قليل..
لا حظت امورا مريبة و نساء عجيبة الشكل تدخل و تخرج .. ادركت ما ادرك جو قبل قليل .. هذا الفندق مريب بشدة.. قطع تفكيرها شخص يجري قادما من اخر الشارع .. و صاح بشيء غير واضح لحراس الفندق الواقفين علي البوابة.. مما جعلم يهبون من اماكنهم و يتبعثرون جريا الي الداخل وكأنه حذرهم من امرا ما.. ثم سمعت جلبة في الداخل و اقدام كثير تجري في طرقات الفندق و علي السلالم.. حسها الاجرامي اخبرها ان الامر لا يبشر خيرا.. دلفت مسرعة لداخل الحجرة و طرقت الباب علي جو قائلة جو .. لازم نمشي من هنا دلوقتي..
فقال من الداخل هو انت مش
متابعة القراءة