رواية جديدة بقلم منة فوزي

موقع أيام نيوز


سلاح خارج الخيارات.. و كما هو واضح لن تتمكن من مقاومته و الافلات منه ان حاول ان يتعامل معها جسديا او اخذها معه بالقوة.. كما ان زوزو تتابع الامر و هي لن تضع نفسها في موقف مهين امامها او امام اي شخص في الصالة.. الخيار المتبقي هو ان تمتثل الان حفاظا علي ماء و جهها..
بالفعل سارت غاضبة الي الباب مثلما امر و سار هو خلفها.. كان الغيظ منها يملئه فبعد كل ما فعل من اجلها تأتي الان لتقارنه بعدوي.. و تعترض بدلا من ان تطير فرحا علي تملكه لها.. كانت تسير امامه بذلك الزي المنحل وقد ازداد ڠضبا و صار يتذكر لها كل سيء.. كل موقف ضايقة او اغاظه عن عمد او بدون.. بحق او من دون.. حسنا يا شهد لقد فتحتي علي نفسك ابوب فش الغل!

مشا بجوارها في الشارع.. كانت صامتة تفكر في الامر.. حسنا ليس الامر سيئا للدرجة فجو لا يقارن بعدوي او المعلم مرعي.. علي الاقل هو انسان..غير مؤذ و حنون.. ثم انها اقامت في بيته فترة و كان كريما لطيفا.. كما انه بالفعل حماية لها.. و لكن سبب ضيقها هو انها توقعت ان يكون اكرم من هذا و يتنازل عنها.. ثم ما مصلحته في ابقائها ان كان لا يريد بيعها ولن يستفيد من مهارتها الحرفية في السړقة.. يا المصېبة ايكون غرضه قذرا مثل اغراض عدوي و لكنه لم يبد قط اهتماما بها من تلك الناحية و ينعتها دائما بالمقددة المسلوعة.. و عندما باتت في داره كان غاية في الاحترام.. لا .. جو ليس من تلك النوعية من الاشخاص.. هو حتي لم يمتلك اي فتاة من قبل.. فلنأمل انه حقا كذلك! لأن ساعته سيؤلمها حقا ان تضطر الي ايذاءه..
عندما وصلا فتح لها الباب و تأكد من دخوها ثم دخل خلفها و اغلق الباب
قال باسلوب خال تماما من الذوق وهو يخلع قميصه اعملي عشا! جعان
نظرت له شهد مندهشة نعم!
جو اتطرشتي! اعملي عشا.. افتحي التلاجة وشوفي هتعشيني ايه انا جعان..بسرعة
شهد و متعشتش ليه عند عطا
جو حانقا مكنتش فاضي! كنت بضړب ڼار علي واحد!
احرجت شهد من رده و توجهت للثلاجة فعلا لاعداد الطعام..
كانت تري انه برغم كل شيء يستحق منها علي الاقل تلك الوجبة اعدت ما تيسر فقال بنفس النبرة الآمرة اثناء انشغالها وشاي..
اومأت برأسها و بالفعل بدأت في اعداده و ما ان انتهت حتي قدمت ما اعدت ووضعته امامه علي الطاولة الصغيرة لم يشكرها و لكنه قال ببرود اعدي كلي!
فقالت شهد ببؤس مش جعانة..
فصاح بهااللي اقوله يتنفذ.. انا مش بتعازم عليكي.. من هنا ورايح مفيش حاجة اسمها مكلتش! انا مش ناقص بلاوي .. وخلق صفرة و بهتانة! نا عايزك بصحتك

عشان تسدي في الخدمة!
نظرت له شهد مستنكره حديثه الجاف فنهرها اعدي بقولك!
جلست بسرعة و بدأت تأكل في صمت.. ثم قالت و عنينها لا تزال تننظران لاسفل للطعام امامها انا كنت بس عايزة اروح عند زوزو!
فانتفض من مكانه و امسك ذراعها و ضغط عليه قائلا بانفعال زوزو! زوزو تاني..
شهد و هي تحمي نفسها بذراعها الاخري و تبعد وجهها قائلة عشان اجيب حاجتي.. هدومي كلها هناك!
فترك ذراعها و نظر اليها رافعا احد حاجبيه و سأل بهدوء هدومك الژبالة! ماشي هروح اجيبهالك انا
شهد اروح انا عشان الممهم مش هتعرف انت!
جونروح مع بعض.. انت اصلا من هنا ورايح مش هتعتبي برة البيت ده غير معايا..
شهد مستنكرةيا سلام! طب افرض عوزت حاجة وانت برة.. ده المعلم مرعي نفسه مكانش بيعمل معايا كده! كنت طول اليوم في الشوارع
جو تحبي ترجعيله! ده بيدور علي اللي اشتراكي عشان يدفعله مبلغ كبير و يرجعك تاني.. تحبي!
تراجعت شهد و قالت اقصد يعني لازمتها ايه الحبسة.. هو انا ههرب
ابتسم جو بشدة و قال ساخرالا.. لا سمح الله.. دا حتي مش من طبعك
لم ترد بل صمتت غاضبة و وضعت وجهها في الطعام..
قال جو و علي فكرة لبس الراق صات بتاعك ده مش عايز المحه ابدا..
لم ترد ايضا..
فعاد ليقولو بعد كده .. لما هدومي تتوسخ تتغسل.. و البيت يبقي نضيف .. و لو مجبتش اكل معايا تعملي انت
رفعت اليه شهد اخير رأسها و قالت بحدة انت شاري خدامة بأة!
ابسم ساخرا و قال و هو ينهض خدامة بس! انت لسة شوفتي حاجة..
وتوجه لغسيل يده.. بينما جلست هي تاكل في نفسها غلا..
القي بجسده علي السرير و قال انا هنام.. وانتي بتلمي الاكل و توضبي الدنيا مش عايز اسمع صوت.. لو صحتيني هقوم اكسر دماغك!
و اعطاها ظهره و تظاهر بالنوم و هو يخفي ابتسامة تشفي..
اما شهد فبقيت جالسة تفكر في ما الت اليه الامور.. فجو الكريم العطوف اصبح مطلبا سخيفا عديم الذوق يريدها خادمة.. ناهيك عن الحبس و تقييد الحرية.. لم يرغمها شخص ابدا علي ارتداء ما لا تريد ..فيأتي جو ليمنعها عن ارتداء ما تريد!! ثم ما قصة الخدمة .. ان كان يريد خادمة لكان عين و احدة باليومية اوفر و بدون العناء الذي بذله من اجلها!! ماذا يريد منها حقا!!
فتحت شهد عيناها الدامعتين لتجد جو يجثوا بقربها و يحدق بوجهها قائلاطب عدوي وخلصنا منه مين اللي جالك في الکابوس المرة دي.. اكيد انا بقي!
استغرقت لحظة لتدرك اين هي و انها كانت في كابوس و ان الواقع هو وجودها في بيت جو امنة و هو بجوارها منزعجا..يبدوا انها نزعته من نومه بصړاخها..
فقالت بصوت متعب لامؤاخذة.. 
فقال حانقا كسبت انا ايه بللامؤاخذة بتاعتك حرام عليكي انا مش هشوف النوم تاني قبل فجر بكره! كان مين بقي بيجري وراكي منا ضاربهولك پالنار..وكنت هموته.. خاېفة من ايه
فقالتمتحطش في بالك.. الليلة الي فاتت كانت صعبة عليا .. كان لازم تطلعلي في الحلم!
جو طب بما انك صحتيني بدري.. قومي اعملي فطار!
اغمضت شهد عينيها في يأس و تنهدت..
فقال انتي هتعمليلي فيها نايمة! قومي فزي!
قالها و هو ينهض متجها للحمام ليغتسل..
لم تنهض شهد كانت متعبة حقا..لم تنم طوال الليل تفكر.. حتي عندما هدأ عقلها وسقطت في اعمق نومة.. جائها عدوي مطاردا و لم يكتفي بافزاعها بل انه اطلق الړصاص من سلاحھ ليصيب جو بدلا منها فتصرخ مولولة بعد ان سقط صريعا بين ذراعيها.. لهذا لم ترغب في ان تحدث يوسف عن الامر.. فليس من السهل اخبار شخص عن رؤيته مقتولا في المنام.. راحت في النوم مرة اخري بدون ان تشعر..تسلل اليها النعاس ثم اجتاحها..
عندما استيقظت مرة اخري و جدت جو غير موجودا و قد ترك علي المائدة كيس به شطائر فول و طعمية..
وقف جو يحدث حمادة امام الدكان الصغير الذي يمتلكه حمادة في السوق حيث يدير اعماله كمحترف توزير من داخله و يقوم ببيع بعض الاغراض المتعلقة بالامر..
حمادة طب الخ واجة ده راجل مجدع!
جومعلش مانا كمان مقصرتش معاه ابدا.. وفديت حياته اكتر من مرة..لامؤاخذة يعني لولايا كان زمانه يا متصاب يا مېت!
حمادة المهم بقي البت بقت من حقك رسمي.. هنيالك يا عم! متبيعهالي .. انا ممكن اقسطلك علي 36 شهر
جووالله ساعتها هتلاقيها هي اللي بايعاك وكمان ناص بة علي الزب ون و قابضة منه اكتر ما تسوي انت
حمادة طب احكيلي.. ثم غمز بعينه بمعني فهمه جو
فقال جوبطل وس اخة.. هو انا واخدها عشان كده.. بالعكس والله و ربنا يشهد..انا عايز احافظ عليها
حمادة يا سلام.. هتحافظ عليها لمين للمشتري اللي بعدك ولا لابن الحلال اللي عمره ما هيجلها
صمت جو فقد ضربه السؤال في رأسه و لكنه لم يجد لديه اجابة لمن !
فقالهي اصلا مش النوع ده.. وانا عمري ماغصب واحدة علي حاجة
حمادة يعني

هي بذمتك مش عاجباك دي عاجبة المنطقة كلها.. و بعدين نوع ايه الي هي مش منه.. هي مش برضه كانت بترق ص عند عطا!!
جو بنفاذ صبر اسكت يا واد يا حمادة انت مش فاهم حاجة.. ولو سمعتك بتكلم عليها كده تاني وربنا هتضايقني منك!
حمادةعيب يا جو انت عارف اني عمري ما اكلم علي واحدة تخصك.. انا بس بنصحك.. 
ضربه جو علي رأسه مازحا تنصح مين يا واد يا اهبل انت.. انا هفهمك.. شهد هربت من عدوي عشان اللي في دماغه نفس اللي في دماغك كده.. و انا اللي هربتها منه عشان اطلعها من القرف ده.. اقوم اجي في الاخر افكر انا بنفس الطريقة وانا عارف هي هربت ليه.. ده حتي مش جدعنة 
حمادة عنك حق.. بس اصل البت متتسابش يا جو قالها و عض علي شفتيه في اسلوب فج.. و برغم من ان جو يعرف جيدا مدي ميل حمادة للعبث و المزاح فهو قد خرج لتوه من مرحلة المراهقة و التي يبدوا انه لم يتخلصها من اعراضها بعد.. وايضا برغم ان حديث كهذا علي النساء امرا معتاد بينهم.. وهو يعلم انه لم يخطيء بشيء.. الا ان جملته الاخيرة باسلوبه الوقح اثارت شعورا غريبا بالضيق لدي جو..كاد ان يفجر لكمة في شفتي واسنان حمادة في هذا الوضع المتشابك .. و لكنه تماسك في النهاية حمادة هو اقرب صديق له و اخيه الصغير وانه لا يعني ما يقول فهو نظيف القلب.. لذا اتخذ منه صديقا برغم قارق السن
رن هاتفه فقام بالرد بسرعة حتي ينسي فكرة لكم حمادة.
ايوة... انا جو... لا مش واخد بالي .... اهلااااا يا باشا.. دا ايه الشرف ده! دي اكيد حاجة مهمة اوي اللي خليتك تدور علي رقمي و وتشرفني بمكالمة.. طبعا انت تؤمر...
ثم انقلب وجهه فجأة وقال ردا علي المتحدثايوة.. تقصد شهد... فعلا اخدتها امبارح.. والله يا باشا مش عارف اقلك ايه.. يعني من غير زعل .. انت عارف انا تحت امرك في اي حاجة.. بس شهد مش هينفع .. باشا انا لسة شاريها امبارح.. ابيعها انهاردة! اسف يا باشا مش هقدر اخدمك.. اطلب اي حاجة تانية.. طب ليه بس الغلط!.. الو..الو
نظر جو الي حمادة وقال ابن ال.. قفل السكة في وشي... الله ېخرب بيتك يا شهد و يقل راحة بالك ..ابتدينا القرف
ضحك حمادة و قال اشرب.. مش عايز تحافظ عليها.. حافظ بقي ..ده كان مين اصلا
جو زبون تقيل عند عطا .. عارفين بعض بحكم اني بشوفه كل يوم.. اول ما عرف اني اشترتها شبط ابن ال.. ولما قلتله لأ بيش تم!
ضحك حمادة في شماتة.. مما جعل جو يلكمه في ص دره غيظا و يسلم سلام مقتضبا و يذهب تاركا حمادة غارقا
 

تم نسخ الرابط