روايه انا لها شمس بقلم روز أمين
المحتويات
لتلك الغنوة باليوم الاول الذي شاكسها به وهو يخبرها بأن اللون النبيذي يليق بها ويجب عليها الإكثار من إرتدائهتعجبت لتلك الصدفة الغريبةابتلعت لعابها حين وجدته يتطلع إليها بعينين هائمتين ويحرك شفتاه مع كلمات الغنوة وهي تقول
ابتديت دلوقت بس أحب عمري ابتديت دلوقت أخافأخاف لا العمر يجري
كل فرحه اشتاقها من قبلك خيالي التقاها في نور عنيك قلبي وفكري
اللي شفته قبل ما تشوفك عنيه عمر ضايع يحسبوه إزاي علي
أشاحت بعينيها بعيدا ليباغتها بكف يده الذي تلمس ذقنها برقة ليحثها على النظر لعينيه وهو يقول
هتفضلي تهربي كده كتير
ليستطرد متعمقا بعينيها بطريقة أشعلت حواسهما وألهبتها
عيونك ڤاضحة أسرار قلبك وكشفاهايعني ملوش داعي كل اللي بتعمليه ده
ده مش هروب يا فؤادده خوف وعدم شعور بالأمان ملازمني من يوم ۏفاة بابا
ترقرقت الدموع بعينيها لتتابع پألم ېمزق قلبها
عاوزني أكمل حياتي إزاي بطريقة طبيعية بعد اللي إخواتي وأمي عملوه فيا!
انتفض قلبه حزنا عليها ليأن حين لمح شبح لدموعها ليصف سيارته سريعا على جانب الرصيف وعلى الفور فك وثاق حزام الامان ليقترب عليها فأكملت هي بما شطر قلبه لنصفين
واستطردت بدموعها التي انهمرت بغزارة وهي تنطق بأنين
إنت فاهم يعني إيه أرجع أعيش مع راجل مخلاش حاجة تحسسني بالذل والألم إلا وعملها فيا!
ششش قالها وهو يجذبها ليسكنها داخل أحضانه ويضمها بقوة ليشعرها بوجودهوللعجيب أنها تمسكت بتلابيب قميصه وتركت العنان لدموعها لتنسابوضع كفه فوق ظهرها وبات يحركه صعودا وهبوطا بطريقة ناعمة استشعرتها تلك الباكية وبالفعل هدأت من روعها قليلامال على رأسها وضمھا بشمول وهو يهمس بحنو
ظلت تبكي بحړقة لوقت تعدى العشرة دقائق وهو يهدهدها كصغيرته ويهمس لها بكلمات مطمأنة كي يشمل روحها بالحنانفاقت على كلماته الهامسة بجانب أذنها
إهدي يا قلبي وإوعي تخافيأنا معاك
تحمحمت وابتعدت عن احضانه ليسألها باهتمام
بقيتي أحسن
اكتفت بهزة من رأسها ليتنهد بأسى لحالتها ثم تحرك عائدا إلى مقعده ليتابع القيادة من جديد بعد قليل توقف بها أمام متجرا كبيرا للمصوغات الماسية والذهبيةتنهد براحة ونظر لها ليقول بهدوء
تعجبت لتسأله باستفسار
هنروح فين!
إنزلي وهتعرفي
ترجل من السيارة واستدار سريعا ليفتح لها البابمد يده لتضع كفها داخل خاصته ليحتضنها بشمول ويتحركا للداخل وهو يرفع قامته بكبرياء يرجع لسعادته بامتلاكهاولج لداخل المتجر ليهرول عليه مالك المكان متحدثا بترحيب عالي
أهلا وسهلا نورت المكان يا باشا
أهلا يا هانمشرفتينا
هزت رأسها بشرود ليجيبه فؤاد بصوت قوي
أهلا بيك يا خليلجهزت لي اللي قولت لك عليه
على الفور أجابه بطاعة
كل طلباتك إتنفذت زي ما جنابك أمرت بالظبط يا باشا
أشار الرجل بكفه صوب الصالون المذهب المتواجد لاستقبال الزائرين من صفوة المجتمع وقدم لهما مشروبااقتربت منه لتهمس متسائلة
إحنا جايين هنا ليه يا فؤاد
مال عليها ليهمس بحبور
علشان نجيب شبكتك يا عروسة
ابتلعت لعابها ليمسك كفها يساعدها على الجلوس وهو يعاملها كالأميرات المدللات جلست وجاورها الجلوس واضعا ساقا فوق الأخرى ليأتي الرجل ممسكا بعلبة فخمة ليضعها صوب أعينهم لتكشف عن قلادة ألماسية تبهر من يتطلع إليها وټخطف بصرهتلاه رجلين من العاملين بالمتجر ممسكين بعلبتين الأولى بها خاتما أقل ما يقال عنه بأنه تحفة فنية صنع بحرفية عالية أمسك بالخاتم وبات يتطلع عليه ثم قربه من عينيها ليسألها بتوقير
إيه رأيك يا حبيبي
حلو قوي نطقتها بنبرة متوترة ليباغتها بلمس كفها وإلباسها إياه ليدخل بأصبعها بسهولة وكأنه صنع بمقاس إصبعها خصيصا لتسأله باستغراب
منين عرفت مقاس صباعي
البركة في عزة قالها هامسا وهو يتذكر منذ يومان حيث طلب من عزة أن تجلب له خاتما دون إخبارها لاخذ المقاس وقد فعلتابتسمت إيثار ليرفع هو كفها واضعا قبلة إحترام فوق أصبعها التي ترتدي بداخله الخاتم تحت شعورها بقشعريرة لذيذة سرت بجسدها أمسك علبة القلادة ليسألها من جديد
عاجبك
كفاية الخاتم نطقتها باستحياء ليجيبها الجواهرجي بتفاخر
كفاية إيه بس يا هانمدي شبكة خطيبة فؤاد باشا علام
حرم فؤاد علام قالها مصححا للاخر وهو يتطلع عليها بفخر واعتزاز جعلها تنظر إليه بعيني مسحورةنطق الرجل بحماس
ألف مبروك يا باشا مبروك يا هانم
ميرسي نطقتها بخجل ليسألها من جديد مؤكدا عليها
مقولتيش رأيك يا حبيبي
حلو قوي يا فؤاد قالتها بخجل ليتحدث إلى الجواهرجي بنبرة جادة
جهزت لي الخلخال يا خليل
اتسعت عينيها بذهول لينفتح فاهها تلقائيا وهي تنظر ببلاهة لذاك الرجل الذي تحدث وهو يتلقى علبة أخرى من يد المساعد لديه
موجود يا باشا ونفس الصورة اللي جنابك بعتها لي على الواتس
خلخال يا فؤاد! همست بها ليؤكد بعدما همس بأذنها
خلخال يا سارقة عقل فؤاد
تحمحم الرجل ليسألها باحترام
إيه رأيك يا هانم
تطلعت إليه لتقول وهي تشير بكفها باتجاه حبيبها الذي أصيب بهوس غرامها وانتهى الامر
إسأل الباشا
كظم إبتسامة كادت أن تنفلت منه رغما عنه ليتحدث إلى ذاك المسمى بخليل
هايل يا خليلجهز لي الفاتورة
انحنى الرجل ليقول وهو ينسحب للخلف بتوقير
أوامرك يا جناب المستشار
تطلعت عليه لتنطق ومازالت أثار الصدمة تعتلي ملامحها
مطلعتش سهل يا سيادة المستشارخلخال!
متأكد إنه هيجنن عليك وخصوصا مع لانچرى نبيتي
إنت قليل الادب قالتها بحدة لتنطلق منه ضحكة رجولية أثارت حفيظتهاصمتت ثم سألته بفضول كاد أن ينهي عليها
فؤاد هو الخلخال ده ألماظ ولا مجرد إكسسوار
قطب جبينه قبل أن يجيب على سؤالها بمشاكسة
عيب عليكمرات فؤاد علام هتلبس إكسسوار بردوا
بس ده إفتراهلبس الماظ في رجلي! قالتها باعتراض لينطق وهو يتعمق بعينيها
ألماظ الدنيا كله فدا نظرة رضا واحدة من عنيك يا إيثار
انتفض قلبها لتبتسم له بحنان ليخبرها بنبرة حنون
فاكرة هدية عيد ميلادك
قطبت جبينها بعدم استيعاب ليسترسل مفسرا
الإسورة
تذكرت على الفور لتهز رأسها ليبتسم هو
متابعا
موجودة في خزنتي في البيتأول ما نروح هلبسها لك بنفسي
ابتسمت تطالعه بامتنان قابله بنظرات عاشقة لكل إنش بوجهها بعد قليل خرجا من المتجر يرافقهما أحد العمال وهو يحمل حقائب المشترواتوضعها داخل السيارة ليتحرك فؤاد باتجاه إيثار ليفتح لها باب السيارة لتستقل مقعدها برقي استقل هو الاخر مقعده وبعد قليل توقف جانبا لتنظر إليه متسائلة باستغراب
وقفت ليه!
كان يتطلع أمامه أخذ نفسا عميقا ثم استدار بجسده ليقابلها تعمق بعينيها فقرأت بهما حديثا يخشى عليها من معرفتهابتلعت لعابها لتسأله بتوجس
فيه إيه يا فؤاد إتكلم
اقترب عليها وقام باحتواء كفيها بخاصتيه لينطق بعينين مترقبة
نصر البنهاوي رفع قضية لضم يوسف واسټشهد بقسيمة جوازنا
شهقة عالية خرجت من صدرها الذي نزل الخبر عليه وكأنه خنجرا مسمۏم ليشقه لنصفين صاحب الشهقة اتساع لعينيها ليقترب منها أكثر وهو يقول على عجالة
مټخافيش يا بابا أنا معاك وبالنسبة للي عمله ده خطوة روتينية وإحنا كنا متوقعينها
هزت رأسها باستسلام لتهبط دمعاتها مما جعله يرفع كفيها ليجففهم لها سريعا وهو ينطق بكلمات تخرج من قلبه لا لسانه
محدش هيقدر ياخد يوسف من حضنكأنا وعدتك
هزت رأسها رافضة حديثه لتهتف بهيستريا
نصر هياخده مني إنت متعرفهوش ده راجل مفتري وإيده طايلة
وضع إبهامه فوق شفتيها ليمنعها من الحديث لينطق هو في محاولة منه لتهدأتها
إهدي يا بابانصر مين اللي بتتكلمي عنه ييجي إيه هو في بحر علام زين الدين
هدأت قليلا ليتابع تهدأتها بكلماته الصادقة
أنا وعدتك إن مفيش مخلوق هيقدر ياخده من حضنك حتى لو هستعمل نفوذي ونفوذ أبويا
واستطرد بثبات وذو مغزى
بس إن شاء الله مش هحتاج لكده
تمسكت بكفيه بقوة لتنطق بنظرات توسلية
إوعدني إنك مش هتتخلي عني ومش هتخلي حد ياخد يوسف مني يا فؤاد
أوعدك يا قلبيأرجوك إهدي بقى قالها بنظرات حنون لتهز رأسها بطاعةإقترب منها وضمھا لأحضانه بقوة وتعجب باستغراب لتجاوبها معه فقد شددت من عناقة وكأنها تطمأن حالها بالقرب من قلبه التي تستمع لدقاته العاليةشدد من ضمته وكأن كلا منهما وجد ملاذه الأمن داخل أحض ان الأخر ابتعد قليلا ليتطلع عليها فوجدها تتمعن بعينيه بحالة من الهيامحكت العيون وقامت بڤضح كلاهما وما شعر بحاله إلا وهو يقترب وأخيرا ابتعدا كلا منهما مجبرين لحاجتهما القوية للهواءباتا يأخذا أنفاسهم اللاهثة بقوة وصدريهما يعلوان ويهبطاهدأت أنفاسهما قليلا لينظر من جديد لها فقد كان بحاجة للقرب أكثر وجاهد حاله كي لا يجعلها تنفر منه أو تحزن عندما يراودها شعورا بإستغلاله لحالة ضعفها تلك بعد ان تعي لحالها تحمحم ليتحدث بنبرة عاقلة لقلب يذوب غراما
أنا عارف إنك بتحبيني ومتأكد من إنك عوزاني زي ما أنا عاوزك بالظبط
واستطرد بنبرة تشع حنان كي يزرع داخلها شعور الطمأنينة
وعارف إنك مشوشة وإن اللي حصل لك بعد ۏفاة عمي غانم مأثر على تفكيرك وأنا عاذرك خدي الوقت اللي يكفيك وأنا هفضل مستنيكعمري ما همل من الإنتظار
ابتسمت بحنان ليسترسل متعمقا بعيني تنطق عشقا وتفيض حنانا
عاوزك تعرفي إني عمري ما حبيت قبلكوإن إنت الست الوحيدة اللي قدرت تسيطر على قلبي وتملك زمامه يا إيثار
بلهفة نطقت بعيني متشوقة للإجابة
بجد يا فؤاد
بجد يا عيون فؤاد فبرغم تجربة الزواج السابقة لكل منهما إلا أنه يتذوق كل شئ مع الحبيب وكأنه يحياه للمرة الأولىصدق من قال أن كل شيئا مع الحبيب مختلف
قاد السيارة من جديدعادت تلك الحالمة إلى المنزل لترتمي فوق الفراش وكأنها فراشة تهيم في سماء العشق وما كان
حاله ببعيد عنهابعد قليل نزلا ليتناولا العشاء ثم انتقلا إلى الحديقة وقضيا ليلتهما يتبادلان اطراف الحديث فيما بينهما أمام حوض السباحة حتى تأخر الوقت كثيرا فاضرا للصعود كي يغفوا هو بضعة ساعات قبل ذهابه إلى العمل
فاقت من نومها في حدود الساعة العاشرة تناولت إفطارها وصعدت من جديد لترتدي ثيابها كي تستعد للذهاب إلى شقتها الخاصة لجلب بعض الثياب التي تحتاج إليهاولجت عزة لتسألها باستفسار
استأذنتي من سيادة المستشار
أجابتها بلامبالاة ترجع لعدم اعتمادها على أحد منذ البعيد
هستأذن منه في إيه يا عزةهو أنا مسافرة أنا رايحة بيتي اجيب شوية حاجات ناقصاني وراجعة على طول
يا بنتي ليزعل قالتها بارتياب لتجيبها الاخرى وهي تتحرك للأمام
متقلقيش فؤاد عقله كبير
ذهبت إلى شقتها جلبت بعض حاجتها الخاصة بها وبيوسف وايضا عزة وعادت سريعالم يعد فؤاد ظهر هذا اليوم لانشغاله بقضية غاية في الأهمية عاد ليلا ليوقفه رجل الحراسة ليقول له
فؤاد باشامدام إيثار خرجت النهاردة وأنا حاولت أخلى حد من الحراسة يروح معاها بس هي رفضت
تحولت عينيه لحادة ليسأله بنبرة هلعة
يعني إيه خرجت لوحدها!
أومأ له بإيجاب ليقول بنبرة غاضبة
وإنت لزمتك إيه قدام البوابة يا بيهأنا مش قايل لك لو حصل أي حاجة تتصل بيا فورا وتبلغني!
يا سعادة الباشا أنا اتصلت بيك كتير جدا وجنابك كنت بتكنسل عليا قالها الرجل بجسد
متابعة القراءة