حكاية احفاد الچارحي للكاتبه اية محمد رفعت
المحتويات
بنظرة أخيرة مرعبة ثم خرج لسيارته
حل المساء ومازال بمكتبه ينتظر قدومها ولكنها لم تأتى فتوجه للقصر وتفكيره بها يزداد
دق هاتفه برقما مجهولا مرة أخري فزفر پغضب حمالا أياه بصوتا غاضب _أنت عايز أيه
المتصل _عايز أكشف عيونك لحاجات كتير يا أدهم
أدهم بسخرية وهو يتابع القيادة_والله مستغني عن خدمات سعاتك
مسالتش نفسك ليه بيعملك كدا رغم أن القصر كان ملأن خدم بأولادهم
بدء الشك ينزع بقلب أدهم فلا طالما طرح تلك الأسئلة على خاطره ولكنه يفضل الصمت
صدمة حلت عليه ليوقف السيارة بشكل مفاجئ فصدرت صوت مسموع قائلا پغضب شديد _الكلام الا بتقوله دا كدب كله كدب
المتصل بهدوء_بالعكس دا الحقيقه أنت حفيد عتمان إبن بنته الوحيدة رحاب الچارحي الا هو دايما متحفظ بأسمها لو عايز تتأكد من كلامي تقدر تشوف بنفسك تاريخ ولدتك
وتاريخ اختفاء رحاب من القصر كمان فى نقطة مهمة والدتك أقصد الست الا ربيتك مكنتش متجوزة من الأساس فكر فى كلامي كويس حتى أسمك هو لأبوك الحقيقي وعلى فكره هو موجود ومامتك عايشه بس محدش يعرف طريقهم غير عتمان الچارحي والعبد لله الا بيكلمك لو عايز توصلهم هساعدك مقابل مساعدتك ليا
وأغلق الهاتف ليتركه بعاصفة تكاد تقتلع قلبه المعصوف
بقصر الچارحي
صعد عتمان لغرفته ليرتاح قليلا فتوجه ياسين للمطبخ لأول مرة بحياته يدلف لذلك المكان المخصص للخدم لأجلها رأها تجلس بجانب منعزلة عن الجميع ترتل الأيات القرانية بصوتا يخلع القلوب حتى قلبه عصف بعاصفة من صوتها
ياسين ثم جلس لجوارها أرضا يستمع لها بخشوع وتمعن لصوتها الراقى ليفق على فرقا بينها وبين روفان
فقطع صمتها قائلا بصوتا هادئ _ليه قولتي كدا
آية ببسمة غامضة تخفى شعورها بالآم _قولت الحقيقة يا ياسين بيه أنا هنا كنت فى مهمة وخلصتها فأكيد دي هتكون مكانتي
ياسين پغضب _أسمى ياسين بس
رفعت عيناها اللامعة بالدموع قائلة بصوتا متقطع يجاهد للثبات _أرجوك سبني أفوق نفسى من الوهم الا عايشه جواه أنا غلطت وبعاقب نفسي عشان مغلطش تانى وأحبك من جديد
خرج صوته الغير مبالي بها قائلا بحذم _أطلعى غيرى هدومك
آية بستغراب _ليه
ياسين بجدية وتحذير _قولتلك كذا مرة كلامي يتنفذ بدون نقاش
أنصاعت له ثم توجهت للخروج ولكنها توقفت على طرب أسمها الذي يترنم بين ترنيم شفتيه نعم ردد أسمها
أستدارت لتجده يقترب منها ويقدم لها المصحف الشريف فهى ألتهت بالحديث وتركته على الطاولة
تناولته منه بذهول وعيناها تتفحص تلك العينان الهادئة فتفشل فى فهم هذا الغامض
وضعت عيناها أرضا ثم صعدت لغرفتها وأبدلت ثيابها لفستان باللون السكري وحجابا بنفس اللون وهبطت للأسفل پخوف من مقابلة عتمان الچارحي مجددا
بغرفة أحمد الچارحي
دلف يحيى بعدما أستمع أذن الدلوف ليجد أبيه يتابع عمله على الحاسوب
أحمد وهو يتابع عمله _تعال يا يحيى
أكمل يحيى طريقه للأريكة المقابلة له ثم جلس يراقبه بعيناه
فقطع أحمد نظراته بشك _فى أيه
يحيى بتصنع الهدوء _فى الحقيقة فى سؤال محيرني وجيت أساله لحضرتك
أحمد بستغراب _سؤال ايه دا
صمت يحيى قليلا ثم قال _حضرتك كنت رافض فكرة جوازي أنا وعز من يارا وملك مش غريبة سر السعادة الا على وش حضرتك دي لا وكمان بتحضر كل حاجة خلصة بالجواز بنفسك
إبتسم أحمد لذكاء إبنه الملحوظ فيحيى يشبهه لحد كبير فأغلق الحاسوب ثم توجه للجلوس قائلا بهدوء _لأني كنت غلطان جواز ملك ويارا من حد غير عيلة الچارحي يعنى أننا هيكون معنا ناس أستحاله نثق فيهم على أملاكنا وخاصة حصة يارا من التركة لأن ياسين ليه ثروة كبيرة بعيد عن أملاك جدك
صدم يحيى من تفكير والده الدنيء فلم يتمكن من الحديث فكيف يجيبه وأن كانت إجابته تحمل الأهانة لأب مثله فأنسحب قائلا ببرود _تصبح على خير
وغادر يحيى صافقا الباب بقوة جعلت أحمد يعلم ما يجول بخاطره
هبط يحيى للأسفل ليجد آية تجلس پخوفا شديد
بتعجب _أنتى خارجه
آية بحزن _مش عارفه
يحيى بتعجب _نعم مش عارفه أذي !!
آية _ذي ما بقولك ياسين قالي أغير هدومي ولما سألته ليه
قاطعها يحيى بتأفف _متكمليش أنا عارف طبعه
ثم قال _بصى يا آية ياسين طباعه صارمه شوية بس من جواه حد مختلف تماما أنا عايزك تستحمليه الفترة دي وأنا والكل هنحاول نساعدك
آية بحزن _مش عايزة أفرد نفسي عليه
يحيى _فين دا هو حد طلب منك حاجة ذي كدا
هبطت يارا قائلة بسعادة _ايه الجمااال دااا
خجلت آية ثم قالت بلهجة مرتبكه _أنتى الأجمل يا يارا
يارا _عيونك جميلة عشان كدا شايفاني جميلة
دلفت ملك من الخارج قائلة بتسليه لعدم وجود أحدا فهى لم ترى يحيى الجالس خلفها _الله يارا وآية يبقا ولعت بقولكم أيه سبكم من جو الزعل والنكد الا بيجي من الرجاله دا
يارا _كحكح ملك
ملك بعدم مبالة _جدك وعمك فوق وأنا أتاكدت بنفسي المهم آية أنتى النهاردة تسبيلي نفسك هعملك حتة سهرة بس أبوس أيدكم بلاش سيرة عز ولا ياسين ولا أي مخلوق ذكر من هذا القصر المنحوس عايزين جو هادئ كدااا
أتاها صوته من خلفها _وأحنا بقا الا بنعكنن الجو الهادئ دا
تطلعت له ببسمة كبيرة تخفى ما تفوهت به ثم ترجعت للخلف وجلست لجوار آية ويارا قائلة پغضب _عيب كدا يا بنات دا أبيه ياسين وأبيه يحيى عسسيسسل
تطلع لها پغضب لټضرب مقدمة رأسها بشكل تلقائي قائلة بطفوليه _أوبس يحيى هو أسمه يحيى
أنفجرت آية ويارا من الضحك فقالت يارا بسخرية _ناس مش بتيجي غير بالضړب على القفا
آية بأبتسامة تلاحقها _حرام يا يارا دي ملك عسل
ملك پغضب _عسل أيه دانا هبثا حتة برطمان مخلل عسل برضو بس للفرجة بس
نجحت تلك الفتيات فى رسم البسمة على وجهها
ولكنها كفت عن الضحك عندما هبط ياسين بطالته الجذابه فكان يرتدي سروال أسود اللون وقميص أبيض اللون ضيق يبرز عضلات جسده مصففا شعره البني الغزير بأحتراف تتابعه رائحته المميزة المملؤءة للمكان فكان مميز عن الجميع
ياسين بهدوء وهو يشير لها _يالا
وبالفعل تقدمت منه آية پخوف فلا تعلم إلي أين ستذهب معه أتابعته بخطوات بطيئه ولكنها كفت عن الحركة حينما توقف ياسين لنداء يحيى له
فأشار لها بالدلوق للسيارة فأكملت طريقها لها أما هو فوقف لرؤية ماذا يريد رفيقه
يحيى پخوف_على فين يا ياسين
تطلع له قليلا ثم قال بهدوء _من أمته السؤال دا
يحيى _حاسس أني معتش فاهمك عشان كدا بسألك
ياسين بغموض _متخافش يا يحيى الا فى دمغك دا مش هيحصل سلام مؤقت
وغادر ياسين لسيارته التى استقباله السائق بفتح بابها سريعا
تتابعته نظرات يحيى إلى أن أختفى من القصر فقال بصوتا خاڤت _خلعت من سؤالي بطريقة ذكية مفيش فايدة فيك يا ياسين
ثم دلف للداخل ليجد يارا وملك يتبادلان الحديث السرى بصوتا منخفض فعلم أنهم يتحدثوان عن الزفاف فأنسحب لغرفته
بعد قليل دلف حمزة وعلى وجهه معالم الجدية التى لا تحتمل أي نقاش فتوجه ليارا قائلا پغضب _يارا تعالي عايزك
يارا بستغراب _فى أيه يا حمزة
حمزة پغضب _قولتلك تعالى معيا
وضغط على يدها بقوة أوجعتها فصړخت به ليتركها حتى ملك طلبت منه تركها ولكنه لم يستمع لها
توقف فجاءة عن السير حينما وجد عز أمامه يوزع نظراته پغضب بينه وبين يد يارا المعصورة بين يديه فقال بثبات عميق _سبها
حمزة بتحدى _وأن ما سبتهاش هتعمل أيه
أتاه الرد حينما لكمه عز بقوة أسقطته أرضا فجذب يارا حتى لا تسقط معه يتأمل معصمها فيزداد غضبه فتجه لحمزة حتى يريه ما فعله ولكن يارا حالت بينهم سريعا قائلة بدموع _لا يا عز سيبه
وقف حمزة سريعا ثم رد اللكمة له صړخت ملك فهبط يحيى سريعا ورعد القادم من
الخارج صف سيارته بأهمال وركض للداخل مسرعا ليجد عز مشتبك مع حمزة بخناقا يرأه لأول مرة
تدخل رعد على الفور وحال بينهم بينما يحيى وقف يتطلع لهم قائلا پغضب جعل الجميع يكف عن الحركة _لا برافو عليكم والله أخلاق عالية وقفتوا ليه كملوا
عز پغضب دا فاكر أن خلاص مبقاش حظ يقف له
يحيى بحذم _أخرس مش عايز أسمع صوتك
حمزة بعصبية _بقيت عشان كشفتك على حقيقتك القڈرة بس خفت يارا تعرفها فوقفتني
يحيى پصدمة _حقيقة ايه يا حمزة
حمزة بسخرية _حقيقة أن أخوك مدورها مع بنت زباله ذيه للأسف أتخل عنها أول ما عرف أنها حامل منه
صڤعة قوية هوت على وجه حمزة فتطلع أمامه پصدمة ليجد أخاه بهيبته الطاغيه
رعد بحذم وجدية لا تحتمل نقاش _أعتذر
حمزة _هو الا
قاطعه قائلا بصوت مزلزل _قولتلك اعتذر فورا
أنصاع حمزة له وضعا عيناه أرضا _أسف
ثم غادر مسرعا لغرفته
وتبقت نظرات يحيى الشبه لشرارت الچحيم فقترب من أخيه قائلا بسقزاز _هتفضل ذي مأنت ۏسخ مستحيل هتنضف أبدا
عز بحزن _صدقني يا يحيى الكلام دا مش صحيح أنت فعلا شربت من وراك لكن كلام حمزة مش مظبوط
يحيى پغضب _مش عايز أسمع صوتك ولا حتى أسمى يتردد على لسانك الزفر دا جوزك من يارا تنساه مقبلش أنها تكون لواحد ذيك
عز _يحيى أنا
قاطعه بحذم _غور من وشي أصل وقسمن بربي أنسى أنك أخويا وأقتلك بأيدى
حزن عز كثيرا ثم غادر من القصر بأكمله فأقترب رعد من يحيى قائلا بهدوء _أهدى يا يحيى مش كدا الله
يحيى بسخرية _بعد الا سمعته وعايزني أهدا أنت متخيل حجم الکاړثة دي لو جدك ولا عمك عرف
يارا بدموع _عز معملش كدا يا أبيه يحيى البنت دي كدابه
تطلع لها رعد ويحيى پصدمة من معرفتها بكل ذلك فقال يحيى بستغراب _أنتى كنتى عارفه يا يارا
وضعت عيناها ارضا پبكاء ثم قالت بثقة _عز حكالي عن كل حاجة وأن واثقه فيه عز مستحيل يخوني يا أبيه البنت دي كدابه عشان خاطري متوقفش جوازنا ولا تعرف ياسين
يحيى لعلمها بما يخطط فعله _أرجوك يا أبيه يحيى بلاش ياسين يعرف
يحيى پصدمة _يارا فوقي عز متغيرش لسه ذي ماهو
يارا _لااا عز أتغير البنت دي مش سهلة عايزه تعمل مشاكل عشان تخده مني
شدد على شعره الغزير كمحاولة لتهدئة غضبه فتقدم منها رعد لمعرفته پغضب يحيى _خلاص يا يارا محدش هيجيب سيرة لياسين أطلعى دلوقتي أوضتك
تطلعت له بدموع قائلة برجاء _عشان خاطري يا
متابعة القراءة