لهيب الروح لهدير دودو
المحتويات
سترته متخلي عن هدوءه الذي
يصحبه
دائما وأردف بجدية هو الأخر
ماهو أنا عشان عارف قصدك بقولك أن أروى زي سما وياريت حضرتك تفهم قصدي وإيه اللي عاوزه أنا مش اللي عاوزينه انتم
وقف والده قبالته بعصبية شديدة وغمغم بسخرية وتهكم مطالع إياه بضيق
أنت عاوزنا تحت مزاجك لا بقولك إيه هو محدش غيرك اصلا بيعمل لللي أنت بمزاجه بس مش المرة دي بقى المرة دي لأ ياجواد
بصره نحو والده متمتما بجدية
عن اذنك يا يابا أنا مش فاضي عاوز اطلع ارتاح ينفع ولا في حاجة
تطلع فاروق نحو جليلة التي كانت مرتبكة بشدة تحدثت معه بتوتر محاولة أن تهدئ الأمر والأجواء المشټعلة التي حدثت
خلاص يا فاروق مفيهاش حاجة هو راجع تعبان أنا هروح اتكلم معاه براحة بس الجواز مش بالڠصب
طالعها بحدة اخرستها وتحدث بعدها بجدية شديدة
اومأت له إلى الأمام وصعدت متوجهة إلى أعلى من دون أن تتحدث معقبة على حديثه
دقت فوق باب غرفته بهدوء وسرعان ما آتاها رده سامحا لها أن تدلف جلست بجانبه واضعة يدها فوف كتفه برفق وتحدثت معه بحنو
مش هتنفع يا جواد هي لو آخر واحدة في العالم مش هتنفع هي مش ليك دي واحدة متجوزة حتى أنا ناوية اكلمك في اللي حصل امبارح
العشق وكل مشاعره بسببها هي بالنسبة له كنز ثمين يريده وسيحافظ عليه سيخفيها عن الجميع يعلم أن مشاعره الآن خاطئة لذلك يبتعد بقدر المستطاع هو لم يذهب هناك سوى عندما يشعر بنيران الاشتياق التي تشتعل بداخله نيران قوية لن تهدأ سوى برؤية عينيها يعلم أن تلك النيران لن تنطفئ مادام قلبه ينبض لكنه يحاول ات يجعلها تهدأ ولو قليلا
مش قادر يا أمي أنا بحاول بس مش قادر صدقيني بحبها مهما ابعد بحبها وهفضل احبها يا أمي هبعد عنها ازاي بس وأنا بعيد بس برضو هي مش خارجة من قلبي
احتضنته بشدة وظلت تربت فوق ظهره بحنان غير سعيدة برؤيته وهو بتلك الهيئة الضعيفة بسبب شئ من المستحيل أن يتحقق غمغمت بتعقل وهدوء
وضع راسه فوق ساقيها بحزن شديد وتحدث مردفا بوهن وحزن حقيقي
مش عاوز حد من الألف ولا من العالم كله يا أمي مش عاوزهم أنا مش عاوز غيرها وعارف أن مش هينفع عشان كدة مش عاوز حد ومش هتجوز ولا واحدة
ردت عليه بعدم رضا وهي تغرز اصابعها في خصلات شعره البنية بحنان وحزن لأجل حالة ولدها
يعني إيه مش هتتجوز لأ يا جواد أنت مش هتعمل كدة يا حبيبي أنت هتنساها وتخرجها من حياتك بعدين أروى بنت عمك كويسة وجميلة وبتحبك مش هتلاقي أحسن منها
حرك رأسه برفض حازم وغمغم بنبرة ضعيفة محزنة تقطع أنياط قلب جليلة التي تستمع إليه بحزن هي الاخرى لحال ابنها
لأ يا امي انا مش عاوز أروى ولا حد متفتحيش الحوار دة معايا عشان خاطري مش دلوقتي
لم تتحدث تعارضه تلك المرة مقررة أن تتحدث معه في وقت لاحق يكون في حالة أفضل من الآن ظلت تربت فوقه كتفه
بحنان وحب حتى وجدته ذهب في النوم قبلت جبينه بهدوء ورقة
ثم خرجت من الغرفة بهدوء تام حذرة في خطواتها حتى لا تزعجه وتقلق منامه نزلت إلى أسفل مرة أخرى لتتابع ما ستفعله في يومها وجدت فاروق ينتظرها طالعها من أعلاها إلى ادناها بضيق وغمغم بصرامة وتشدد متهكم
طبعا ولا عملتي حاجة محدش مدلعه هنا علينا غيرك أنت اللي مخلياه كدة وعاملة كل دة مبوظاه
تنهدت بصوت مسموع ملتقطة أنفاسها بصوت مرتفع وردت عليه بيأس لاستماعها الدائم لذلك الحديث الذي من الواضح أنه لن يمل من التفوه به
خلاص يا فاروق هكلمه يا سيدي براحة عليه هو معملش ومش بايظ ابني ظابط قد الدنيا ربنا يخليهولنا ولا متدلع ولا حاجة شايل المسؤولية وكلنا عارفين كدة
طالعها بسخرية واستهزاء ثم امسك هاتفه وسار بشموخ متوجه نحو الخارج مردفا بضيق وحدة
مش بقولك محدش عامل كدة غيرك خليهولك اهو اللي شايل مسؤولية من غير جواز
جلست هي فوق الأريكة التي كانت خلفها بضعف ومالت بجذعها واضعة يدها فوق رأسها بتعب مما يحدث معها حزينة على حال ولدها والذي يشعر به وغير راضية على طريقة زوجها معه الذي لم يفهم ما يمر به ابنه هو فقط يريد أن يجعله ينفذ ما يريده ويطلبه منه
بعد مرور أسبوع
وقفت رنيم في المرحاض ممسكة بذلك التحليل الذي في يدها والتي طلبت من أحدي
الخادمات إحضاره لها سرا تطلعت نحوه بوجه شاحب وقد ملأ الخۏف قلبها وجدت دموعها تسيل فوق وجنتيها بضعف حركت رأسها نافية عدة مرات متتالية ولازالت دموعها تسيل بلا توقف وضعت يدها فوق بطنها بړعب
يطرح داخل عقلها سؤال واحد هل هي الآن تحمل داخل احشائها طفل منه لا ذلك لم يهمها إن كان منه أم لا هل ستصبح أم حقا وتحمل طفل ينمو ويكبر داخل احشائها
وجدت أمل جديد ينمو بداخلها أمل يجعلها تتمسك بالحياة وتعيش مرة أخرى ستصبح أم ومسئولة عن طفلها ستهتم بجميع تفاصيله ابتسمت بسعادة لم تشعر بها من زمن كانت
تبتسم من بين دموعها التي لازالت تهطل فوق وجنتيها لكن هناك شئ قد تناست أمره من الواضح ذلك الشيء الذي دوما يدمر سعادتها وفرحتها ويمحي ابتسامتها نهائيا
كيف ستخبر عصام زوجها بخبر حملها وما هو رد فعله معها عندما يعلم! شعرت بالخۏف يتسرب من جديد إلى قلبها أغمضت عينيها ضاغطة عليهما بضراوة وخرجت من المرحاض بصمت تفكر في عصام وما سيفعله معها عندما يعلم بذلك الخبر
لم يمر وقت طويلا على عودته ما أن رأته يدلف الغرفة حتى نهضت مسرعة بإرتباك وتوتر تقسم أنها أصبحت تستمع إلى صوت دقات قلبها الغي
أنا ح حامل ب بس عاوزاه
رواية لهيب الروح بقلم هدير دودو
مش عاوزه أعمل اللي يعجبني فيه
أنهت حديثها وسارت متوحهة نحو الخارج بلا مبالاه كأنها لم ترى شئ غير مألوف هي بالاساس تعامل تلك الفتاة كالدمية تتعامل معها وكأنها شئ لا يشعر ولا يؤثر بها أي فعل يفعله ابنها حتى أن حدث لها شئ لن يعنيها بل من الممكن ان تشارك في اذيتها أيضا لما لا ف عصام مثلها يشبهها كثيرا ولكن هو على نسخة أسوأ منها
وقف هو لا يعلم ما الذي يجب عليه فعله بالطبع من المستحيل أن يذهب بها إلى مستشفى أو أي مكان للرعاية الطبية لأن ذلك سيجعله يدلف في العديد من التحقيقات والتساؤولات لم يجد أمامه حل سوى الاتصال بعمه كما تحدثت والدته قبل ذهابها من الغرفة وتركها له بمفرده
أسرع ممسك هاتفه ودق على فاروق الذي كان في تلك الأثناء يجلس في منزله مع زوجته وابنته قطب جبينه بدهشة عندما علم أن الأتصال من عصام وفي ذلك الوقت المتأخر يعلم جيدا أن هناك کاړثة قد حدثت أو قد افتعلها
نهض مبتعد عن الجميع ليستطع التحدث بأريحية غمغم متسائلا بجدية شديدة ونبرة حازمة مشددة
إيه يا عصام في إيه عملت إيه أنت دلوقتي
رد عليه يخبره بما حدث معه بتوتر وقلق بالطبع لم يكن قلق عليها بل كل قلقه من أن يحدث له شئ بسببها لكن أن كان الأمر عليها كان سيتركها من دون أدنى اهتمام بها
الموضوع مش هينفع في التليفون يا عمي تعالى بس بسرعة في حاجة مهمة
همهم يرد عليه ثم أغلق معه وسار مسرعا نحو الخارج في عجالة ليفهم ما الذي فعله عصام وماذا يريد منه انطلق سريعا بسيارته
وصل فاروق المنزل ترجل من سيارته بشموخ والصرامة بادية بوضوح فوق قسمات وجهه وجد ذلك يقف في انتظاره والتوتر يبدو عليه اقترب منه متسائلا بعدم اطمئنان
في إيه يا عصام أنت جايبني على ملى وشي ليه عملت مصېبة إيه لكل دة
لم يتفوه أو يخبره بأي شئ بل توجه به إلى داخل ممسكا بيده وسار صوب غرفته جعله يشاهد ما فعله من دون أن يتحدث
وقف فاروق يشاهد ذلك المنظر الشنيع الذي أمامه من دون أن يبدى
أي رد فعل كان من المتوقع أن يصدم مما فعله أبن أخيه ذلك المشهد ليس هين بل يهز له الأبدان مسكينة ولم يهتم أن يطمئن عليها
إن كانت لازالت على قيد الحياة وتلتقط أنفاسها أم توفت وانتهت حياتها بعد الذي حدث لها
تخلى فاروق عن صمته الذي طال وهو يشاهد ما حدث متحدثا بضيق وحدة
يعني أنت متصل بيا عشان دي ما خلاص مش عملت اللي عملته أنت عاوز إيه مني ماټت ولا عايشة ما تشوفها أنا هعمل إيه يعني
هل هؤلاء بشړ مثلنا كيف يتعاملون معها بتلك الطريقة هي حياتها أو مۏتها لم يهم أحد ولكن كيف يتحدثون عن الأمر كأنه أمر طبيعي متداول لدى الجميع
تنهد عصام متمتم بجدية تامة شارحا له الأمر الذي يريده منه
لا عايشة يا عمي لو ماټت مكنتش جبتك بس مش هعرف اوديها مستشفى أنت عارف اللي هندخل فيه لو دة حصل
اومأ برأسه إلى الأمام متفهما ما يريده منه فاردف بجدية شديدة وهو يوليه ظهره
طب شوف ارفعها من الأرض ولا هتعمل إيه وأنا هجيب حد اعرفه يتصرف هو
نفذ الاخر ما قاله عمه توجه نحوها يرفعها فوق الفراش بلا مبالاه يعاملونها كشئ نكرة ليس له قيمة أو أهمية سوى أن تهان وتلبى رغبات
ذلك المړيض بينما فاروق فقد اجرى اتصاله ثم الټفت نحوه متحدثا بصرامة شديدة
في دكتور هيجي مش هيسأل عن أي حاجة حصلت
متابعة القراءة