عينيكي وطني وعنواني بقلم امل نصر

موقع أيام نيوز


ولا شافت منه حاجة وحشة
هزت اكتافها بعدم فهم وهي تجلس بجوارها 
بصراحة مش عارفة .. يمكن مش قبلاه ودي حاجة عادية وياما بتحصل..حتى لو كانت مع واحد زي علاء ده اللي عامل زي نجوم السيما فى حلاوته .
قالت سميرة مستنكرة 
بقى اختك مش قابلة علاء اللي كل بنات المنطقة هايموتوا على نظرة منه اما بت خايبة صحيح .. وانت بقى ياحلوة .. ايه اخبارك 

اخبارك انا في ايه ياماما 
مالت سميرة برقبتها اليها قائلة 
اخبارك مع اخوه حسين ياعين امك .. ولا انتي فاكراني مش واخدة بالي من نظراتكم لبعض وابتسامتكم اللي على الفاضية والمليانة.. دي حاجة باينة زي عين الشمس. 
توردت وجنتيها وهي تعاود هز اكتفاها وابتسامة جميلة ارتسمت على ملامح وجهها فقالت 
معرفش ياماما.. بجد معرفش .
وماذا بإمكانها ان تقول لقد مرت عدة ايام منذ أن رأته مجفلة على سلالم البناية يسألها عن شقة اخيه ووالدته .. وبعدها اصبحت تراه بشكل شبه يومي .. مرة بداخل السيارة المصطفة بالحي القديم وهو ينظر اليها فى المراة وكأنه اعتاد انتظارها ..ومرة أخرى داخل البناية حينما كان يعاود الزيارة لوالدته.. حتى أصبحت هي متشوقة لرؤيته ومتلهفة للقاؤه
انتي سرحانة في ايه يامنيلة 
انتفضت مجفلة على صيحة والدتها فقالت بارتباك 
يعني هاكون سرحانة في إيه بس ياماما انا هاقوم يدوبك بقى اللحق البس عشان احصل ميعاد الكلية .
نظرت في اثرها سميرة وهي تنهض عن التخت وتخرج سريعا من الغرفة
بتتهربي مني انا ياشروق ماشي .. خيبة عليكي وعلى اختك ..بلانيلة .
.............................
بداخل السيارة التي كانت تقلهم.. كانت جالسة في الكرسي الخلفي على اعصاب محترقة وهي تزفر بضيق من نظراته المسلطة عليها فى المراة الامامية اثناء قيادته طول الطريق .. يتحدث بعفوية ومرح مع شقيقها الصغير وقبل ذلك كان ابيها الذي تركهم امام محل عمله بإحدى المصالح الحكومية .. وظلت هي تحصي الدقائق فى انتظار انتهاء المسافة المؤدية لعملها والتى لم تظن يوما انها طويلة هكذا.. تدعي داخلها بالصبر على سماع حديثه الممل مع شقيقها الصغير .
مقولتليش بقى ياعم إبراهيم ناوي لما تكبر تطلع ايه 
قال الصغير بكل فخر 
طبعا هطلع بشمهندس كبير ..عشان انا اشطر واحد في حصة الرياضة .
جدع ياابراهيم .. شد حيلك بقى وماتكسلش عن هدفك .
سأله الصغير بفضول 
طب انت بقى ..طلعت معلم ليه ومطلعتش مهندس او دكتور هو انت كنت بليد فى الدراسة 
ضحك بصوت عالي ضحكة اصدرت صدى بمحيط السيارة كله..لدرجة اهتز بها جمود فجر من روعتها .. فحاولت بصعوبة الحفاظ على ثباتها امام عينه المتصيدة لاقل لمحة منها ..قال اخيرا بنفي 
لا ياعم إبراهيم.. انا مكنتش بليد بالعكس بقى . دا انا كنت اشطر منك كمان ..بس انا بقى حبيت التجارة مع والدي فى المحل بتاعنا اكتر من الوظيفة بعد ما اتخرجت .. وعشان تبقى عارف .. انا حاصل على ليسانس حقوق بدرجة جيد جدا .
قال الاخيرة وعيناه عليها في المراة ..مشددا على الأحرف يريد ايصال الرسالة لها .. وكأنها لاتعلم !
حينما وصلت السيارة اخيرا امام المدرسة .. تنهدت بارتياح تفتح الباب سريعا للخروج من هذه المساحة الضيقة بوجوده.. سبقها ابراهيم هاتفا بمرح قبل خروجه 
الف شكر يامعلم على التوصيلة الجميلة دي. 
رد عليه ضاحكا 
ولا يهمك يابشمهندس.. انا تحت امرك في اي وقت .
لوح له بكفه مودعا قبل ان يهرول سريعا لأصدقاءه
مع السلامة .
قالت هي متحلية ببعض الزوق رغم امتعاضها 
شكرا .
بابتسامة مرحة قال 
لا شكر على واجب.. دا احنا اهل وجيران ياأبلة فجر.
ابلة فجر !! مرة اخرى ..كزت على اسنانها غيظا وهي تصفق باب السيارة بقوة وهى ذاهبة من امامه وطيف ابتسامته العابثة تكاد تفتك برأسها .
..................... ............
هو دا محل المعلم علاء ادهم المصري 
الټفت عامل المحل حسونة على الشاب الواقف امامه بمدخل المحل فجاوبه بعملية وهو يباشر عمله فى التنظيف 
ايوة حضرتك هو ده فعلا محل المعلم علاء .. اصل احنا لسة معلنقاش اليفطة.. على الافتتاح بقى .
خطا الشاب لداخل المحل يمشط بعيناه كل زاوية وكل ركن فيه بانبهار هامسا 
ياماشاء الله ولسة كمان في افتتاح 
لحقه الفتى زاجرا
في ايه حضرتك داخل كده على طول .. ما انا قايلك من الاول اننا لسه ماافتتحناش المحل .
تحولت ملامحه فاردف پغضب
في ايه انت هو انا هاسرقه دا انا جاي لصاحب المحل نفسه المعلم علاء .. صاحبي .
نظر اليه الفتى بنظرة تقيمية من رأسه لأخمص قدميه من ملابسه المتواضعة المتمثلة فى قميص مزركش بعدة رسوم غير مفهومة على سرواله الجينز الباهت على جسده النحيل و قامته متوسطة .. ملامح وجهه الخشنة على بشرته القمحية موصومة ببعض الحفر الصغيرة لاثار حب شباب قديمة تركت ندوب ظاهرة .. سأله بتشكك 
انت! ..صاحب المعلم علاء ..على العموم المعلم علاء مش موجود.
٠
قال بصوت خشن وعيناه اشتعلت سعيرا من نظرة الفتى المتدنية 
اسمع ياض انت .. انا ممكن اتعصب عليك دلوقتي واعرفك مقامك كويس .. او اخلي علاء يطردك من المحل نهائي جزاءا لقلة ادبك معايا .
انا قليت ادبي عليك حضرتك 
هو انت لما تبصلي البصة دي ماتبقاش قلة ادب 
قال الفتى ببرود وهو يتناول هاتفه
على
العموم يافندم انا هاتصل بالمعلم علاء دلوقتى وأسأله هايجي امتى ..عايزني اقوله مين اللى سأل عليه بقى 
بلهجة حازمة اثارت اندهاش الفتى قال 
قوله صاحبك سعد مسنتيك تيجيلوا على المحل حالا دلوقتى .
...................................
على انغام اغنية حديثة لعمرو دياب كان يدندن خلفها الكلمات بسعادة وهو يقود سيارته بعد ان اقلها لمحل عملها .. لقد اصبحت صورتها الجميلة عالقة بذهنه طوال الوقت .. نظرتها الشرسة كلما دائما ما تدعوه للتساؤل والتفكير عن السبب في ذلك .. كم يتلهف لرؤيتها مبتسمة او ضاحكة..كم يود لو تزيل هذا الحاجز الوهمي الذي وضعته بينها وبينه وتعامله حتى معاملة الجار العادية.. وبعدها يحدث التطور كأي شئ طبيعي .. تنهد مطولا وهو يتفادى سيارة امامه قبل ان يلتفت لهاتفه الذي صدح بصوت ورود مكالمة من عامل المحل الجديد حسونة .
الوو .. ايوه ياحسونة عايز ايه
الوو يامعلم .. تعالى هنا شوف .. في واحد بيقول انه صاحبك قال وعايزك تيجي فورا تقابله. 
صاحبي مين 
انا عارف بقى دا واحد كده ........
انقطعت جملة الفتى وسمع بعدها همهمة جدال غاضبة..
تساءل بقلق 
في ايه عندك ياحسونة .
فجأة وصله صوت صديقه الغاضب بعد ان تمكن من نزع الهاتف من يدي الفتى الذي كان يصيح بجواره معترضا
اسمع ياعلاء .. الواض لازم تمشيه حالا .. دا بيقل ادبه عليا ومش مصدق اني صاحبك
..................................
بوجه عابس تسير فى طرقات المدرسة بعد ان انهت حصتها من درس الحساب للطالبات.. تشعر وكأنها ازدادت في العمر سنوات بداخلها..رغم اهتمامها الواضح لإناقاتها ومظهرها الخارجي ..لكن جلسة واحدة فقط مع فتيات تخطين بالأمس مرحلة الطفولة وبدأن الان اكتشاف الأنوثة والتمرد على كل ماهو قائم ..ومن ثم القيام بكل فعل احمق من اجل اثبات الشخصية ولفت النظر اليهن والى ما يملكن من مقومات .. تفقد معهن كل درجات التحضر حتى تستطيع السيطرة وحفظ الذات امامهم .. ويالها من مرحلة تكرهها بشدة مما تلاقيه منهن .
انتي يابت ياللي هناك اقفي مكانك .
اجفلت الفتاة على النداء فالټفت تجيب وهي تلوك فاهها بالعلكة 
نعم ياميس.. انتي بتكلمينى انا 
اقتربت منها تميل اليها برقبتها قائلة بتهكم 
امال يعني هاكون بكلم الحيطة اللي وراكي 
صمتت الفتاة مطرقة رأسها .. فتابعت وهي تفحصها بعيناها من حجابها الصغير الذى كان عائدا لنصف رأسها ومظهر شعرها الكستنائي المصفف بعناية فتدلت منه عن قصد خصلات كبيرة على وجهها الظاهرة عليه اثار مساحيق التجميل بخبث ..فتبدوا للغافل من بعيد جمال طبيعي.. ثم ما ترتديه من قميص وتنورة محكمين بشدة ع
ايه اللي موقفك هنا ومخليكي سايبة حصتك وايه اللي لابساه اساسا ده وجاية بيه المدرسه
قالت الفتاة بتلجلج 
ماله بس ياميس اللي لابساه ماانا لابسة يونيفروم المدرسة اهو 
مخالف ياحبيبتى.. نص شعرك ظاهر من الحجاب دا غير المكياج اللي على وشك واللبس الضيق .. ولا اللبانة دي كمان تفيها من بوقك اخلصي .
بصقتها الفتاة من فاهها قائلة پخوف
اهو ياميس اللبانة في حاجة تانية 
قالت بحزم 
روحي على الحمام بسرعة وامسحى اللي فى وشك وظبطى حجابك كويس .. وحاولي بقى لما تروحي البيت توسعي هدومك دي شوية.. بدل ماهي لازقة كده عليكي .
نظرت اليها الفتاة باستنكار فقالت بسخط 
كله ده .. طب معلش بقى ياميس انا ماأقدرش اتحرك من مكاني هنا .. انا اساسا واقفة مستنية ميس منى عشان اخد منها دفتري وهي أكيد خارجة حالا من غرفة المدرسات وهاتجيبهولي دلوقتي .. 
برقت عيناها بشدة وهمت لترد ولكن اوقفها النداء بأسمها من الخلف بصيحة غاضبة .
سحر .. انتي موجودة هنا وانا بقالي ساعة مستنياكي جوا ..
القت على الفتاة نظرة بتوعد قبل ان تستدير ذاهبة لصديقتها المكتفة ذراعيها پغضب بمدخل حجرة الحاسبات .. تبعتها سحر لداخل الغرفة قائلة بأسف 
معلش يافجر اتأخرت عليكي بس البنات النهاردة طلعوا عيني و...
وايه بس ياسحر ساعة كاملة مستنياكي وانتي حصتك خلصت من زمان اصلا .
يابنتي ما انا خدت حصة الأبلة سها عشان غابت النهاردة وتعبانة ...
قاطعتها بحدة مرة أخرى
وافرضي سها كانت تعبانة ياستي مافيش حد غيرك ياخد مكانها ملطوعة بالساعة وانا بستناكي وانتي ولا هامك صاحبتك ولا هامك زعلها .. ايه 
اجفلت سحر على تشنج صديقتها بحديثها العاصف .. فصمتت قليلا تمتص ڠضبها قبل ان تقترب منها قائلة بلطف
طيب ممكن تهدي كده شوية وتروقي اعصابك حبتين .. انا معاكي دلوقتي وهاسمع منك كل اللى مضايقك .. زفرت فجر بقوة وهي تسقط على احدى المقاعد خلفها ..
حدقت بها سحر لحظات قبل ان تجلس هي الأخرى امامها ..فسالتها
ممكن بقى افهم ايه اللي معصبك جامد اوي لدرجادي كده 
الزفت ياسحر 
زفت مين 
هتفت عليها فاقدة السيطرة 
هو في كام زفت بس يابنتي جار الهنا اللي سكن قصادي عشان ېخنقني ويزهقني في عيشتى .يعني مش كفاية انه بقى ساكن قصادي والباب قدام الباب .. لااا.. دا بقى قاطع عليا المية والنور والنفس كمان اللي بتنفسه .
رددت سحر بدهشة 
النفس كمان اللي بتتنفسيه !! ليه يابنتى احنا مش اتفقنا ان مالكيش دعوة بيه وانسي اللي فات بقى وعيشي حياتك .
اعيش حياتي ازاي بس ياسحر ودا محاصرني فى كل جهة حواليا.. فى بيتنا وبين اهلي طول الوقت ماعندهمش غير سيرة المعلم علاء وشهامة المعلم علاء ورجولة المعلم علاء .. اخرج اشم هوا فى البلكونة الاقيه قصادي على طول قاعد قدام المحل اللي أجره جديد .. مأنتخ
على الكرسي وحاطط رجل على رجل واكنه منتظرني اخرجله عشان يشلني .. ياأما الاقيه واقف في بلكونة اؤضته اللي
 

تم نسخ الرابط