عينيكي وطني وعنواني بقلم امل نصر

موقع أيام نيوز


يقول
هون على نفسك يابني.. شاكر عاقل وانا متأكد انه لو عرف الحقيقة هايتفهم الوضع وهايقدر.. المهم انت عرفت ازاي في وقتها
تنهد بعمق وهو يرد 
لا يلدغ المرء من جحر مرتين.. انا سهيت مرة ولا يمكن أكررها تاني أما اشوف التانية كمان ظروفها إيه
غمغم الاخيرة بصوت خفيض لايصل الى أبيه.. مع زحمة من الافكار والمخاۏف تكاد ان تعصف برأسه.

...................................
في طريق عودتها الى البيت بعد ان استفاقت جيدا من مقلب الأطفال أصر عصام على توصيلها بسيارته مع استحالة ان ترافقها فاتن.. كانت جالسة في المقعد الخلفي بجانب الطفلة التي كانت تلهو ببرائة معها وهي غير قادرة على الإندماج.. بسبب انشغالها في موقف علاء الذي تجاهل كل مكالماتها في الساعات الاخيرة بعد ان اخلفت بوعدها معه وتأخرت في العودة للمنزل.. امسكت بالهاتف مرة أخرى تحاول الاتصال ولكنه كالعادة اغلق الإتصال دون رد.. زفرت بإحباط وتمتمت 
استغفر الله العظيم.. أكيد هايعملي فيها موضوع كبير.
أنت كنت بتكلميني يافجر
سأل عصام مما جعلها تخرج من شرودها وردت بالنفي
لا لا انااا بس افتكرت حاجة كدة وطلع صوتي من غير ماحس.. ماتاخدتش في بالك انت.
قال ضاحكا 
ليكون افتكرت مقلب النهاردة ولا حاجة.. دا احنا شيبنا من الخۏف لما اغمى عليكي.. واحنا كنا يدوبك كنا بناخد نفسنا برجوع الولاد.
تغضنت ملامحها وهي تتذكر فقالت بسأم
والنبي ماتفكرني.. دا انا لسة لحد الان مش قادرة اتلم على جسمي من الخضة.. انا في حياتي مااتعرضت لموقف زي ده .
ضحك من قلبه بصوت عالي وهو يرد 
بصراحة انا عاذرك .. هي حاجة صعبة فعلا .. بس انا اعمل بقى في بنتي أصلها طالعة شقية زي ابوها.. انتي ماشوفتيش هي كانت ماسكة في الواد ازاي 
ابتسمت لدعابته وردت
ماهو عبد الرحمن كمان قمور.. عندها حق تعجب بيه.
انت هاتقوليلي.. ماهو جميل زي والدته دي بقت بطل..
اااسف يافجر متأخذنيش
لم تستطع منع ضحكاتها وهي تشيح بوجهها عنه مما جعله يبتسم بحرج من زلة لسانه.
....................................
حينما عادت اخيرا لبنايتهم وصعدت الدرج تفاجأت بعلاء وهو يحتل الدرجة الاخيرة امام شقتهم .. مشبك كفيه وينظر نحوها بتحفز وكأن سبب جلسته الغريبة هذه هو انتظارها.
انت قاعد كدة ليه طب والسكان اللي طالعة ونازلة بيعدوا ازاي
سألت باندهاش وكان رده باقتضاب
مستنيكي.
صعدت الدرجات الباقية نحوه وهي تسأل
طب ماانا كنت بتصل بيك ماردتش عليا ليه
زفر مطولا قبل ان ينهض مفسحا لها الطريق وهو يتحرك نحو شقته يقول
تعالي عايزك الاول قبل ماتدخلي بيتكم.
ردت مزبهلة وهي تراه يفتح بالمفتاح باب شقته
اجي عندك ازاي والظاهر كدة ان خالتي زهيرة مش موجودة في البيت جوا.
القى نحوها نظرة مخيفة وهو يدفع بيده الباب
وافرضي الشقة مافيهاش حد غيرنا تفتكري اخلاقي تسمحلي انى استغل الوضع حتى لو كنت مراتي.
اطرقت رأسها في الأرض بخزي منه وهو تابع
خالتك زهيرة قاعدة عندكم في الشقة جوا .. والموضوع اللي انا عايزك فيه مايستناش.
بدون تفكير تحركت لتدلف معه الشقة رغم تخوفها الكبير من هيئته .
................................
بتقول إيه
صړخت بها بأعين جاحظة بهلع لتكمل وهي تهز رأسها بغير تصديق
لا انت اكيد بتهزر صح مش معقول يكون كلامك دا جد
مال برأسه مضيقا عيناه قائلا بنبرة متهكمة
يعني هو دا كلام ينفع اهزر فيه بزمتك انت تعرفي عني كدة
هتفت باكية
يانهار أسود.. يعني انا أختي اتخطفت صح
ايوة صح ولولا اني مشغل حد يتابعها ويجيبلي اخبارها مكنتش انا هقدر اوصل في الوقت المناسب عشان انجدها من ايد ولاد الهرمة دول.
انتي مخلي ناس تراقب اختي
قالت بعدم تصديق وهو اقترب منها يؤكد 
ايوة يافجر .. انا مشغل ناس تراقب شروق من ساعة اللي حصل مع سعد وانا مابقتش ضامن اي حركة غدر ولا خسة منه.. زي ما بالظبط مشغل ناس تراقبك انت كمان عشان ماضمنش انه يمكن يأذيني فيكي! 
فغرت فاهاها وهي تستوعب كلماته وقبل أن تنطق ببنت شفاه وجدته يسأل
مين الست اللي ډخلتي معاها النادي النهاردة
يافجر وقعدتي فيه اليوم بطوله عشان تخرجي بعدها مع عصام يوصلك في
عربيته.
ارتدت للخلف مجفلة وهي تشعر كأن عقلها أصابه الشلل وما عادت قادرة على اختلاق كڈبة ترد بها.. فقالت بتعلثم 
دي واحدة صاحبتي ااا.. اصرت تاخدني معاها النادي وو عصام اا.. قابلته هناك بالصدفة واصر يوصلني معاه في سكته ..بس كدة .
اومأ براسه يمط شفتاه
بس كدة!! طب الست دي اسمها إيه 
هتفت بدفاعية
وانت مالك انت باسمها ماانا قولتلك انها واحدة صاحبتي ولا هو تحقيق وخلاص.
لا مش تحقيق يافجر.. بس انا لما الاقي خطيبتي او مراتي بمعنى اصح بتكدب وتألف قصص وتتأخر بسبب ست بتقابلها في الخفا يبقى انا لازم اعرف الست دي صفتها ايه عندك ولا انت نسيتي لما قولت الصبح انك في زيارة لواحدة عيانة اسمها نور وانت بتكلميني من قلب النادي.
سقطت على المقعد خلفها باڼهيار ولسانها انعقد عن الرد وكأنها فقدت النطق .. فتابع هو
براحتك يافجر.. على العموم الست دي انا بقى عندي عنوانها وبكرة هسأل واعرف اسمها .. وان حصلت اروح لها البيت واحذرها من أذيتك هاعملها ومش هايهمني.. يبقى من الأحسن انك تتكلمي انت من نفسك.
اسمها فاتن.
صړخت بها باڼهيار .. قطب حاجبيه يسالها بتفسير
ايه بتقول ايه
مسحت بيدها دمعة فرت على وجنتها فقالت بقوة
بقولك الست اسمها فاتن.. ولا انت مش فاكر فاتن !!
... ..
دلفت لداخل الشقة تجر أقدامها جرا وقد اهلكها التعب..متجهة على الفور نحو غرفتها..متجاهلة الرد على الفتاة التي فتحت لها وسألتها عن سبب تأخرها في العودة للمنزل.. وهل كان بخطرها التلكأ بالشوارع بعد رحلة طويلة من العدو.. لوحت بكف يدها تلقي التحية على خالتها محاسن الجالسة مع فتياتها بوسط الصالة بملابسهم العاړية تومئ براسها دون التفوه بنت شفاة.
من وقت أن غادروا السيارة التي تركوها مضطرين هربا من مطاردة علاء وبعض سيارات الشرطة.. هي لا تصدق حتى الان انها قد تمكنت من النجاة من براثن الشرطة وأدهم بعد ان اوقعهم علاء في الفخ.. ولكن مهلا مازال الخطړ مستمر مادامت هنا في نفس المدينة معهم..
ارتمت على تختها وخلعت حذائها تدلك قدميها لبعض الوقت حتى تخفف عنهم الألم ثم استلقت وهي تتناول هاتفها تتصل به.. وكان رده سريعا
ايوة يانيرمين.. انت وصلتي البيت ولا لسة
ايوة وصلت اخيرا.. بعد ما اتهلكت من الجري في الشوارع ياسعد.. وانت بقى وصلت ولا لسة
انا وصلت اؤضتي عالسطح من يجي الساعة كدة.. المهم بقى حد حس ولا سألك انت اتاخرتي ليه
ردت بسأم 
والنبي ما تجيبلي سيرة حد ولا سبت.. انا فيا اللي مكفيني.. اتصرف بسرعة ياسعد انا عايزة اخرج من البلد دي واروح أي مصېبة بعيد عن هنا.. بعد اللي حصل النهاردة ماينفعش نتأخر اكتر من كدة.
خلاص يابت.
قال بمقاطعة ثم تابع 
هما ليلتين بس اكون جهزت ورقي وورقك عشان نسافر ونخلص من الهم دا كله.. المهم بقى البت دي عاملة ايه عندك بتخرج ولا لأ
زفرت متأففة
ياعم واحنا مالنا بيها بس خلينا في همنا.
وصلها صوت انفاسه الحادة وهو يتكلم من بين اسنانه
ماهو كله يبقى همنا يازفتة انتي.. ولا نسيتي انها هي السبب في كل اللي حصل لما جرجرتك زي البهيمة على شقتي وخلت حسين يسجلك ويسجلها.. دا انا الډم بيغلي في نفوخي وجسمي كله عشان ماعرفرفتش انتقم من حسين النهاردة.. وهاموت لو مشيت من غير ما افش غليلي في حد منهم.. سبب النصايب دول .
...............................
متكومة على نفسها على سريرها بداخل غرفتها التي أغلقتها عليها من وقت ان عادت لمنزلهم .. رافضة الكلام مع احد وحتى الطعام لم تعد لها شهية فيه.. هي فقط اكتفت بالإطمئنان على شقيقتها وبعد ذلك دلفت الغرفة تكتم احزانها مع نفسها كالعادة.. ولكن هذه المرة كان الألم قويا يكاد ان ېمزق أحشائها.. ألم الفقدان.. تشعر بقرب بفقدانه كلما تذكرت تعابير وجهه المنغلقة وهي تسرد عليه كل ماحدث معها الأيام الماضية بداية منذ اللقاء الذي دبرته عمتها مع فاتن.. حتى ماحدث هذا اليوم في النادي ولقاءهم بعصام.
كان يستمع لها وهو واجما لا ينطق ببنت شفاه وهي تسرد متعمقة النظر بملامح وجهه تريد ان تستشف ردة فعل واحدة تمكنها من معرفة ما يفكر به.. ولكنه لم يريحها أبدا.. كما انه لم يثور كما توقعت.. حتى أسئلته كانت هادئة بشكل غريب حتى انهى الجلسة بطلبه اللقاء بها كي يتأكد.
لقد وضحت لها فاتن في العديد من المرات انها تناست عشق المراهقة لما تبعه من ويلات وماسي عانتها بسببه.. ورحبت بزواجها هي من علاء.. ولكن هو ماذا سوف يكون رد فعله حين يراها ترى سوف يحن ويرق قلبه لقصته القديمة معها وماذا عن عشقه لها هي هل كان سرابا وسوف يتبخر في الهواء مع ظهور العشق الحقيقي 
تشعر براسها على وشك الانفجار وهي تدفنها بشكل متكرر في الوسادة.. وتتجاهل الرد حتى على اتصالات سحر العديدة.
فليس لديها قدرة على الأستماع ولا التفوه بالكلمات.. فكيف ترد وعقلها معلق باللقاء المصيري غدا بينها وببن فاتن
وعلاء وعصام!
................................
كانت في سبات نومها العميق حينما شعرت بلمسات بدأت خفيفة على اقدامها كانت تتجاهلها مع ثقل رأسها ثم تطورات لمريبة حينما ارتفعت لباقي جسدها مما جعلها ..فجحظت عيناها وهي ترى هذا الظل الضخم أمامها.. كادت ان تصرخ ولكنها تفاجأت بارتمائه بجوارها على التخت يكمم فمها ببده الغليظة وهو يهمس
اهدي الله ېخرب بيتك.. انت هاتجرسينا يابت ولا إيه
ذامت من تحت كفه بړعب ولكنه اجفلها بإشعال ضوء
المصباح المجاور لتختها.. فظهرت ملامح وجهه بالكامل لها.. هدأت حركتها بريبة وقد توسعت عيناها مزبهلة من المفاجأة.. رفع كفه والتمعت أسنانه التي ظهرت من تحت ابتسامة بعرض وجهه
مدام هديتي كدة.. يبقى افتكرتي حبيب قلبك القديم صح!
قال بغمزة وهي ابتعلت ريقها وعيناها تنتقل منه والى باب الغرفة
اسماعيل! هو انت ايه اللي جابك هنا وفي اؤضتي كمان 
خلع قميصه فجأة واقترب يلف ذراعه عليها ليقربها منه وهو يهمس بإغواء
الاسم طالع من بوقك زي العسل.. وحشتيني يانرمين ووحشتني لياليكي الحلوة يابت .
انتفضت وهي تحاول لنزع ذراعيه عنها وجسدها يرتجف بأكمله
ابعد ايديك دي عني يااسماعيل.. هو انت ايه اللي جابك هنا الله ېخرب بيتك
شدد بذراعيه عليها أكثر وهو يردف بعينين تشتعل بالرغبة 
ابعد إيه بس بقولك وحشتني لياليكي.. دا انا مصدقتش نفسي لما عرفت من صحابي انك رجعتي من تاني.. ربنا يخليلنا خالتي محاسن يارب.
ازداد نفورها منه ومن رائحة التبغ الفائحة من فمه استئذان.. حاولت مجارته كي تكسب بعض الوقت قبل ان تتمكن من الهروب منه.. وقد فهمت مضمون كلماته فلا تستطيع الصړاخ او المقاومة مع رجل كانت تعرفه قديما وتعرف حجم اجرامه و في بيت كهذا ومع امرأة مثل خالتها قبصت الثمن
طب
 

تم نسخ الرابط