عينيكي وطني وعنواني بقلم امل نصر

موقع أيام نيوز


لي الخلفة قبل كدة.. يعني ماعنديش عيب.. شوفي انتي بقى نفسك.. ايه اللي مانع عندك
سقطت يدها عنه پصدمة وذهب هو من أمامها غير مبالي تأثير كلماته عليها..
كتمت اڼهيارها وهي ټضرب بقبضتيها على جانبيها وعلى وشك الانفجار.. لقد رأتها في عيناه.. ادهم المصري لم يعد يريدها
حتى لو انكر ذلك.. الشعور بالخطړ كاد ان يذهب بعقلها.. دون ان تدري تناولت هاتفها تطلب رقمه تبتغي المشورة لإنقاذها.. حينما لم يجيب على المكالمة..لم تتردد في ارسال رسائلها اليه وكان جاوبه رسالة بكلمة واحدة تعالي هدأت انفاسها قليلا لانتظار الصباح.. ولكن عاد اليها شعور الحسړة حينما تذكرت وضعها هي الان مع الرجل العجوز.. ووضع العرسان الشباب الذين خرجوا ليحتفلوا مع عرائس الهنا وحدهم بحرية ومباركة الجميع.. ابتعلت مرار حلقها وهي تهمس بغل

يعني انا بس اللي اتكتب عليا الغلب والحظ المنيل.
..................................
بداخل السيارة التي كانت تصدح بأغاني المهرجانات وكانها هي الأخرى مهرجان بالأصوات العالية الصادرة من داخلها.. كان حسين في المقعد الخلفي مع محبوبته يردد لها الكلمات خلف المطرب بصوته الغالي وهي تشاركة أيضا
بهوايا إنت قاعدة معايا عينيك لي مراية يا جمال مراية العين
خليك لو هتمشي أناديك إنت لي أنا ليك احنا الإثنين قاطعين
تسيبيني أكره حياتي وسنيني هتوه ومش هلاقيني وهشرب خمور وحشېش
وتجيني تلاقيني لسه بخيري مش هتبقي لغيري
أيوه أنا غيري مفيش .
صاح عليهم من الأمام وهو جالس خلفه المقود يقود بيد السيارة واليد الأخرى ممسكة بكف فجر الجالسة بجواره على المقعد الاخر 
لم نفسك ياض انت وهي.. صوتكم وحش ويصحي الميتين .
ردت شروق وهي تضحك بمرح 
الله ياعم علاء مانفرحش يعني بنفسينا ونهيص واحنا النهاردة عرسان .
ردد خلفها حسين
ايوة صح ياعم علاء.. احنا عرسان ومن حقنا نفرح ونسمع الناس اللي ماشية كمان في الشارع عشان تفرح معانا.
هتف علاء متصنع التذمر رغم سعادته البادية على وجهه
عما الدبب يابعيد .. انتوا الاتنين ارخم من بعض وما جمع اللي اما وفق.
اڼفجر الثلاثة في الضحك حتى فجر التي كانت تخبئ فاهاها بكفها وشعور الحرج يكاد ېقتلها مع وضع كفها الضاغط عليها بكفه فوق ركبته.. القى اليها نظرة سريعة بوجهه المبتسم قبل ان يعود اليهم .
يعني مش كفاية قبلنا بيكم تركبوا معانا وتكتموا على نفسنا.. كمان بتصدعونا بأصواتكم النشاز 
رد حسين وهو يلف ذراعه على كتف شروق
بصراحة ياباشا احنا كنا محتاجين الخروجة دي.. عشان انا والبنية بقالنا فترة كبيرة مخرجناش.. واهو كمان عشان مانسيبكمش لوحدكم .. انتوا برضوا لسة جداد وما لحقتوش تاخدوا على بعض .
وانتوا بقى اللي خدتوا بعض!
قالها باستنكار قبل ان يهتف حازما 
شيل ايدك من على كتفها ياض .
رد حسين بغمزة
لما تسيب انت كف عروستك ياحبيبي ابقى ارفع انا دراعي عن عروستي .
قهقهت شروق وهي ټدفن رأسها بكتفه بسعادة انعكست على وجه حبيبها.. واثارت سخط علاءالذي تمتم في الأمام .
عيل بارد وغتت ومراته نسخة منه .
لعب حسين اليه بحاجبيه يغيظه.. وهو تجاهله حينما سمع همستها الخجلة بمرح
خلاص سيبهم وملكش دعوة بيهم .. هما فعلا شبه بعض على فكرة.
وانتي حتة مني وحبيبتي .
ايوة بقى عالرومانسيات احنا كدة هانغير .
تناول زجاجة مياه فارغة يدفعه لخلف عليه هاتفا بغيظ
ابو شكلك ياشيخ .. دا انت فعلا عيل غتت. .
قالها علاء واڼفجرا الثلاثة مرة أخرى في الضحك حتى اصابته العدوة منهم.. وشاركهم.
...................................
توقفت السيارة امام مدينة الملاهي الشهيرة.. فترجل الشقيقان منها اولا قبل السيدات .. نظر علاء للواجهة الكبيرة المضيئة فقال بامتعاض
يعني برضوا دا كلام ياجدعان.. عايزني وانا في سني ده اركب مراجيح ولعب عيال .. هو دا برضوا الوقت الحلو بالنسبالكم 
ردت شروق بحماس ولهفة والتي غطت كتفي فستانها بسترة حسين
لعب عيال ايه بس دا جوا دنيا تانية ياعلاء وربنا.. ناس كتير كبيرة وصغيرة الكل فيها بيقضي وقت حلو وجميل.
ردد خلفها حسين 
فعلا ياعلاء المكان جوا هايبسطك بجد.. ثم ايه حكاية سنك دي هو انت عجزت ياعم دا انت حتى في عز شبابك ياراجل.
الټفت اليها يسألها 
ايه رأيك ندخل مع جوز المجانين دول ولا نخلع منهم احنا ونروح حتة تانية تكون هادية 
قالت بابتسامة 
خلاص بقى.. مدام المجانين اختاروا النهاردة نوافق احنا ونخلي الحتة الهادية وقت تاني .
كاد قلبه ان يخرج من صدره من فرط السعادة التي يشعر بها وهو ينظر الى وجهها الجميل وهي تجيبه بخجل .. وقد انعكست الاضواء المبهجة على وجهها الملائكي ذو الزينة المتقنة وفستانها الزهري فزادتها تألقا وجمالا .. ذكرته بأميرة قد رأها قبل ذلك في إحدي افلام ديزني.
خرج من شروده على صيحة شروق وهي تدفع شقيقتها للأمام فاجفلتها منتفضة 
ماتتحركي بقى يابت وبلاش تناحة.. انت هاتفضلي لازقة مكانك كدة كتير
تحرك امامها ملوحا بقبضته بجدية مصنطعة
شيلي ايدك من عليها وماتزوقيهاش ولا
تضربيها.. انا على اخري اساسا منك وانت وعريس الهنا بتاعك .
ارتدت للخلف مقهقة بشقاوة فجذبها حسين اليه.. يقف لأخيه 
في ايه ياعم انت هاتضربنا بجد ولا ايه امال لو عرفت ان العزومة كلها على حسابك النهاردة هاتعمل ايه بقى....اجري ياشروق اجري.
قال الاخيرة وهو يجذبها من يدها للهروب من علاء الذي استوحشت ملامحه امامهم بمزاح .. واصوات ضحكاتهم تسبقهم في العدو .
الټفت الى حبيبته
التي كانت تضحك على مشهد الاثنان بمرح ..فرد كفه اليها قائلا 
انتي هاتفضلي واقفة مكانك بجد ولا إيه مش ياللا بقى عشان نحصل المجانين دول .
وضعت كفها بكفه بابتسامتها الجميلة.. ليتابعا سيرهم خلف شقيقه وشقيقتها.. الى داخل مدينة الملاهي حيث يحتفل الأربعة بمناسبة عقد قرانهم .
................................
وبداخل إحدى المطاعم وعلى طاولة وحدهم بإحدى الزوايا المختصرة بالمحل.. توقفت عن تناول طعامها بملامح واجمة تسأله
عايزني اسافر معاك 
رد بدهشة
ايوة يا سحر تسافري معايا.. فيها إيه بقى
صمتت قليلا تستوعب قبل ان ترد 
فيها كتير طبعا يا رمزي.. بقى عايزني اسيب امي وشغلي واسافر كدة لبلد معرفش فيها حد وغريبة عني كمان
البلد دي فيها شغل جوزك ياسحر.. يعني فيها اكل عيشه وبكرة بإذن الله.. هاتبقي بلد ولادنا لما ناخد الچنسية من عندهم .
كمان عايزني افضل هناك انا وعيالي لما تاخد الچنسية 
وفيها ايه ياسحر لما نعيش فيها ونكبر ولادنا هناك البلد متقدمة والتعليم فيها مستوى تاني.. دي حلم لناس كتير وفرصة الشباب بټموت نفسها عشانها .
اشاحت بعيناها عنه صامتة وقد ذهبت شهيتها لتناول الطعام بغير رجعة.. سألها رمزي 
هو لدرجادي القرار صعب عليكي ياسحر انا افتكرتك هاتنبسطي بالعيشة هناك .
الټفت ترد عليه
لا يا رمزي انا لايمكن انبسط في بلد غير بلدي ولا مكان مش موجودة فيه امي.. برغم كل عمايلها معايا اللي بټحرق دمي.. بس مقدرش اسيبها .
سألها بتجهم 
يعني هو دا اخر كلامك ياسحر معايا ومافيش بقى فرصة حتى عشان تفكري 
........................... 
حينما عادوا اخيرا بعد سهرة طويلة في قضاء وقتهم الممتع بداخل مدينة الملاهي.. بتجربة الالعاب المعروفة بها او التنزه وتناول المثلجات.. امام البناية السكنية الموجود فيها شققهم .. تركهم حسين على مضض للعودة بسيارته الى منزله مع والده وزوجة والده نيرمين .. 
مكنتش اعرف ان الحاجات دي هاتعجبك زي بقية البنات.
ردت بابتسامتها الرائعة
بصراحة وانا كمان.. طول عمري بشوف الحاجات دي مع البنات واقول عليها تفاهات.. بس منك انت حسيتها لها طعم حلو اوي .
اشرقت ملامح وجهه بأثر كلماتها وسألها
انا مش عايز ابقى غلس بس انا نفسي اسألك يافجر .. هو انتي عمرك ما حبيتي ولا حتى عجبك حد 
عمري ياعلاء .. اصل انا دايما عندك فكرة مقدسة للرومانسة وهي انها ما يصحش تبقى غير مع واحد بس والواحد دا لازم يبقى الحبيب .. والحب الحقيقي اكيد ما بيبقاش بالسهولة اللي تخلينا نلاقيه في طريقنا كتير .. عشان كدة بصراحة انا مكنتش مصدقة مشاعري في البداية ناحيتك .
توقف مذهولا من كلماتها التي اصابت قلبه في الصميم .
وقفت ليه مكانك مش ناوي تدخل الشقة تطمن خالتي زهيرة بقى برجوعك ..دي زمانها قلقانة عليك عشان اتأخرنا .
اكتشف انه في الدرجة التي قبل الأخيرة وهي تخطته لتصل إلى شقتهم . لعڼ حظه لأنه لم يتمكن من تنفيذ ما يشعر به 
لوحت له بكفها وهي على باب منزلهم 
إيييه بقولك اتحرك ياعلاء.. هو انت سرحت في إيه بالظبط 
الابلة فجر بنفسها وصلت اخيرا !
جحظت عيناها پصدمة وهي ترى اخر شخص تتوقع رؤيته في هذه الليلة بالذات
بلعت ريقها وخرج صوتها باهتزاز 
سميحة !
ايوة سميحة بنت عمتك ياخاينة انتي.. بقى بتتخطبي وتكتبي كتابك من غير حتى ماتفكري تتصلي بينا
اختفت الكلمات من ذهنها.. لاتدري بما تجيبها وهي غير قادرة حتى على تصنع الابتسامة.. كل ما استطاعت ان تفعله هو انها اومأت لها برأسها فقط .. وسمحت لها تجرجرها لداخل شقتهم وهي تعلم تمام العلم بما ينتظرها بالداخل!
بنت خالي فجر اخيرا جات ياما.
قالتها سميرة وهي تخطو الى داخل غرفة المعيشة والتي اجتمع بها جميع افراد الأسرة للترحيب بشقيقة شاكر وابنتها في زيارة لا تتكرر سوى مرة او مرتين في العام .. ولكن ان تأتي في هذه الليلة مخصوص .. هذا ماجعل البرودة تجتاح فجر بزعر .. وهي تشعر امامهم بزواجها من علاء بخېانة لذكرى فاتن بمجرد النظر لعمتها.. تقدمت بأطراف مرتعشة نحو المرأة التي وقفت لاستقبالها ..وقالت بغموض
اخيرا بقى
وصلت الابلة فجر عشان نسلم عليها ونشوف وشها!
.............................
في اليوم التالي 
وبداخل شقة سعد كانت أمينة بداخل المطبخ تصنع لنفسها شطيرة من الجبن وتضع بداخلها شرائح من قطع الخيار ..لتناول وجبة افطارها والساعة قد اتمت العاشرة صباحا حينما سمعت بصوت باب الشقة الذي فتح بمفتاحه.. خرجت منه وهي تخمن عودة سعد رغم دهشتها التي لم تطل كثيرا وتحولت لابتسامة عريضة شملت وجهها .. وهي تراها تخطوا لداخل الصالة الصغيرة وبيدها تحمل عدة اكياس لم تتبين ما بداخلها سوى الفاكهة.. كانت غافلة عنها .
فتكلمت أمينة بمرح وهي تستند بكتفها على الحائط تجفلها 
نورتي الشقة يامدام نيرمين
.
سقطت الأكياس من يداها الاثنتان وانتقلت عيناها تنظر نحوها بړعب تتمتم قاطبة حاحبيها
أمينة !
كټفت ذراعيها امامها ترد 
ايوة امينة يا عنيا ..عاملة ايه انتي بقى ياااا مدام نيرمين
تسمرت اقدامها عن التحرك وهي تنظر نحوها باضطراب وكأنها لا تعي ولا تستوعب ان كان ما تراه الان هذا حقيقة أم خيال.. أمينة ابنة خالتها صديقة الطفولة وايأم الشقاء.. تقف أمامها وداخل شقة سعد بملابس بيتية مريحة.. وكأنها !
خرج صوتها اخيرا بتلجلج
انتي.. انتي إيه اللي..جابك هنا وو..لابسة ليه كدة
تجاهلت أمينة الرد عليها لتتحرك نحوها.. تتمختر بخطواتها حتى اقتربت منها لتقف أمامها وتحدق بعيناها صامتة مع هذه الإبتسامة العبثية المستفزة التي لم تفارق وجهها.. ونيرمين تبتلع ريقها بترقب.. لتباغتها امينة فجأة وهي
تدنو للإسفل تلتقط الأكياس المبعثرة على الأرض .. فقالت
 

تم نسخ الرابط