عينيكي وطني وعنواني بقلم امل نصر

موقع أيام نيوز


ازاي ياعم انت بقولك هايشرب قهوته ويمشي على طول .
وصلها صوته المنزعج
يابت اتصرفي.. شغلي عقلك بأي فكيرة تخليه يستنى على ما يوصل علاء من جيشه دا ركب القطر وخلاص هانت .
ايوة يعني هاقوله إيه عشان يستنى وما يخرجش 
صاح عليها هادرا
انتي غبية يابت انتي كام مرة هافضل أعيد وازيد في الكلام عشان تفهمي .
ماتزعقش فيا ياسعد حرام عليك.. انا بنفذ كل اللي بتقوله لكن في دي بقى هاتصرف ازاي يعني أضربه بقى على راسه مثلا عشان يفضل مستني وما يخرجش 

صمت قليلا قبل ان يتكلم بحماس
بت ياامينة انا خلاص هاقولك تعملي إيه بعد ماجبتيلي انتي الفكرة من غير ما تدري .
فكرة ايه ياسعد مش فاهمة
مافيش وقت عشان اشرحلك.. المهم بقى انك تستنى كدة على على القهوة اللي على الڼار دي.. شوية كدة على ما انا اوصلك.
وايه دخل القهوة بس ياسعد انا مش فاهمة حاجة.
عنك مافهمتي.. نفذي اللي بقول عليه وانا في ظرف دقايق هاكون عندك من الباب الخلفي بتاع المطبخ وهافهمك نعمل ايه 
احسن تتأخر ياسعد
ياغبية هاتأخر فين بس وانا موجود اساسا قريب منك براقب البيت.. اخلصي اقفلي ياللا وانا هاوصل الصيدلية واطلعك على طول .
صيدلية ايه ياسعد
اقفلي يابت بلا غباوة
بعد نصف ساعة .
لطمت بكفيها على وجهها تخاطبه بجزع وهو واقف امامها بوسط الصالة في شقة الدكتور عصام 
يانهار اسود يانهار اسود.. انت حطيتلهم ايه في القهوة دول باينهم ماتوا يامصيبتك السودة يا أمينة يامصيبتك السودة.
هتف عليها پغضب وهو يجثو بركبته على الأرض التي استلقى عليها عصام دون إرادته قبل ان يصل لباب الخروج بفعل المنوم
بس يازفتة انتي دول ماماتوش ولا حاجة.. تعالي بس ساعديني عشان نشيل الزفت ده ندخلوا أؤضته ونيمه على سريره.
قالت بترجي وهي تفرك كفيها ببعضهم
أوعى يكون ماټ ياسعد وحياة الغالين عندك ياشيخ
هتف بصوت خفيض مابين أسنانه
يابت ماتبقيش غبية وافهمي بقى.. دا منوم.. يعني مش سم عشان يموته.. هاستفاد ايه انا بمۏته بس تعالي ساعديني وماتقليقيش هما اخرهم ساعتين ولا حاجة وتلاقيه قام زي القرد.. تعالي يالا ساعديني نشيله مع بعض ربنا يهديكى .
اذعنت لأمره مضطرة فچثت على ركبتيها تساعد برفعه من اقدامه وهو من رأسه واكتافه.. فسألته وهي تومئ برأسها نحو فاتن المستلقية لا حول لها ولا قوة على الأريكة الاثيرة
ودي هانشيلها بردوا ولا هانسيبها مكانها
رد بحزم وهو يرفع لأعلى ثقل عصام 
نفس الأمر بس هاندخلها اؤضتها .
وقد كان.. بعد ان أنهوا مهمة حمل عصام قاموا بنقل فاتن هي الأخرى لغرفتها.. ولإكمال الخطة خرجت امينة من الباب الرئيسي ليراها حارس العمارة بشكل طبيعي للذهاب الى منزلها.. وخرج هو من الباب الخلفي بناءا على اتفاقه مع أمينة ولكنه توقف بوسط الدرج.. ولم تطاوعه قدماه للنزول.. فنزل بجسده جالسا بإرهاق.. يفرك بأطراف اصابعه على جبهته المتعرقة.. لا يستطيع السيطرة على تفاعل جسده منذ ان حملها بيداه الإثنتان وشعر بنعومة جسدها الفاتن كاإسمها.. يريد ازاحة مشهد رؤيتها عن رأسه وهي نائمة على فراشها وقد كشفت بلوزتها عن جزء كبير من كتف ذراعها الغض ولا يستطيع.. يبتلع ريقه بصعوبة حتى اصبح جسده يرتجف.. ثم مالبث ان ينهض مستقيما لينحي عقله جانبا عن التفكير .. وصعد مسرعا ليفعل ما أملاه على رأسه شيطانه وغريزته الدنيئة دون تقدير العواقب.. لم يشعر بعظم ما يفعله من خطأ غير بعد وقت طويل.. وقد نال ما تمناه وارق مضجعه ليالي طويلة في أحلام النوم او اليقظة.. نهض عنها ينظر پصدمة لأثار جريمته عليها.. زحف يبتعد عنها بأعين متسعة بذهول من نفسه.. فهذا لم يكن مدرجا في خطته ولكنه حدث فما العمل الان والوقت لقرب وصول علاء يمر نهض عن التخت فجأة وقد حسم أمره واتخذ القرار! فلتبدوا چريمة مكتملة.. لكن لا رجعة للخلف مرة أخرى .
ارتدي ملابسه بسرعة ورفع من الغرفة كل اثر يدل على حضوره ثم حملها هي وخرج بها لغرفة عصام يضعها بجواره.. فنزع عن عصام ملابسه هو الاخر ..وبعد ان جذب عليهم غطاء الفراش تحرك بظهره للخلف يلقي نظرة أخيرة قبل ان يستدير ينوي الخروج ولكنه تفاجأ بأمينة التي كانت واقفة على باب الغرفة المفتوح كتمثال اسمر شاحب وعينان كبيرتان اتسعتا بشدة تتحرك مقلتيهم باضطراب .. شفتيها منفجرتان پصدمة .. اقترب منها يدفعها پعنف لخارج الغرفة.. ويغلق بابها بسرعة.. استفاقت من صډمتها فهجمت عليه تمسكه من تلابيب قميصه صاړخة تسب وټشتم 
ياحيوا....... ياابن الكل......
بكف يده اطبق على فمها يمنع وابل الشتائم واليد الأخرى دفعتها للخلف على الحائط
فشل حركتها بذراعه ليهدر بصوت مخيف اظهر قبح قلبه 
صوتك دا مايطلعش يابنت محاسن.. واسمعي مني اللي جاي دا كويس قوي.. عشان انا وانتي
في مركب واحدة.. هاتعملي مصډومة هاتعملي بريئة! انتي ملطوطة معايا في كل اللي حصل.. يعني المصېبة عليا وعليكي.
زامت تحت كفه المطبقة على فمها بقوة.. تحرك رأسها بنفي واعتراض ودمعاتها تتدفق من عيناها بعجز فضغط يهزها پعنف وقسۏة مشددا بقوله
بلاش دور المسكنة والصعبنيات دي عليا انا ياروح امك.. ماحدش كان ضړبك علي ايدك يابت. فوقي كدة واصحي.. خليكي حلوة ونفذي للاخر اتفاقك معايا.. عشان اللي هايضرني هايضرك واللي هايسري عليا هايسري عليكي.. فهمتي بقى ياحلوة ولا نعيد في الكلام من تاني
هزت رأسها تومئ پقهر فنزع كف يده عن فمها وذراعه عنها وحينما هدأت حركتها سألها بخشونة
ايه اللي رجعك على هنا تاني
همست بضعف
رجعت اخد تليفوني اللي نسيته في اؤضة الدكتور عصام
طب خوشي انجري ياللا هاتيه وشوفي ناسية ايه تاني وراكي مش ناقصين مصايب.. وحاولي تنجزي بسرعة عشان قطر علاء قرب يوصل 
عاد من الذكرة الأبدية في رأسه لحاضره الان وهو يتنفس بعمق.. يحاول استيعاب الأمر والتفكير بروية لحل ما.. فحينما فاجئته الليلة على حين غفلة بهذه المعلومات الجديدة.. لم يجد أمامه سوى وضعها تحت عيناه الان وضمان سيطرته عليها .. فلتبقى في هذه الشقة لبعض الوقت حتى يجد الحل الجذري لكل مشاكله !
............................
بعد يومان .
صعدت فجر لسطح البناية التي تقطن بها وهى تحمل على كتفها سجادة متوسطة الحجم ولكنها كانت تلهث من ثقلها.. تتقدم بخطواتها البطيئة بها نحو حافة السور الخرساني لتلقيها عليه.. ولكنها تفاجأت بالسجادة وهي تسحب من ذراعيها وانتزعت منها بحركة سريعة للأعلى.. استدارت مجفلة لتجد علاء يحمل السجادة بذراعه وكأنها لا تزن بيده شئ.. 
خضتني ياعلاء.. مش تتكلم طيب ولا تديني اشارة قبل ماتسحبها كده
قالتها وهي تضع يدها على صدرها تهدئ ضربات قلبها السريعة.. فتحرك يتجاوزها نحو السور الخرساني وهو يتكلم بجمود
وانتي طالعة بيها لوحدك ليه مش تخلي حد يساعدك
ردت وهي تقف بجواره وتساعد في فرد السجادة معه 
يساعد مين ياعم هو انا عيلة صغيرة ولا دي اول مرة اشيل السجادة فيها يعني وانشرها هنا عالسطح .
اللتفت اليها مضيقا عيناه يسألها بغموض
وفي كل مرة برضوا بتتطلعي بالبيجامة دي
القت نظرتها على بيجامتها ذات الرسوم الكارتونية فسألته بعدم فهم
مالها يعني البيجامة هي يمكن تكون قديمة شوية وشكلها مبهدل بس يعني انا بنضف هالبس ايه بقى....
مش دا قصدي انها مبهدلة ولا قديمة..بل بالعكس بقى دي حلوة عليكي بزيادة ودا اللي مضايقني.. عشان دا سطح عمارة وفي ناس تانية سكانين معانا فيها
فتحت فمها لترد واقفلته مرة أخرى تخفض عيناها خجلا وهي لا تدري بأي إجابة تجيبه 
ممكن يابنت الناس ماتطلعيش بيها تاني يااما تنشريها في البلكونة تحت
ردت ببرائة 
البلكونات في شقتنا مابتوصلهاش الشمس كويس.. واحنا متعودين اساسا ننشرها هنا عشان احنا اخر دور .. دا غير ان البيجامة واسعة...
لا محزقة .
نعم!
رد بتصميم وجرأة
محزقة يافجر.. وطرف البنطلون اللي مشمراه دا مخلي رجليكي باينة منه.
شهقت خجلة لتسدير وتبتعد عنه ولكنه تصدر لها كالمرة السابقة.. رفعت عيناها اليه تسأله بدهشة
في إيه ياعلاء هو انت هاتعملها تاني برضوا معايا زي المرة اللي فاتت
قال ببساطة وعيناه تحاصر عينيها
المرة اللي فاتت انا كنت بوقفك عشان اعرف إجابة لأسئلة محيراني.. بس المرة دي انا موقفك عشان وحشتيني ومش عايزك تمشي وتسيبيني.
فتحت فمها بعجز غير قادرة على الرد فتابع هو
بتبعدي ليه عني وتختفي كل ما تشوفيني دا غير البلكونة كمان اللي حرمتي ما توقفي فيها
تحركت للخلف لتبتعد عن مرمى سهام عينيه وردت بتوتر
عادي يعني الأيام اللي فاتت اصلا انا كنت مشغولة.
أجفلها سائلا
هو انتي زعلتي عشان الكلمتين اللي قولتهملك في بيتنا.. انا اسف لو كنت زعلتك .
هزت رأسها ترد نافية
انا مزعلتش انا بس ..... استغربت واحترت .
احترتي
قالها ثم سألها
طب ليه تحتاري دول كلمتين كانوا في قلبي ناحيتك وانتي تستاهلي .
مش موضوع استاهل ولا من قلبك.. الحكاية بس!
سألها بحيرة
بس ايه يافجر ماتكملي.. وقولي اللي في قلبك .
اشاحت بعيناها عنه غير قادرة على النطق.. لتزيد من حيرته وهو ينظر نحوها صامتا هو الاخر ولكن بتساؤل ثم مالبث ان تكلم قائلا
فجر هو انتي مأثرة معاكي قصتي القديمة مع فاتن 
اومأت برأسها موافقة... قال هو
طب ليه يافجر ودا موضوع قديم وانتهى من سنين 
سألته هي 
طب والحب اللي كان مابينكم.. انتهى كمان من قلبك 
دي حتى كانت قصة حبكم اسطورية وانا نفسي كنت شاهدة عليها مع فاتن.
ارتفعت زاوية فمه بشبه ابتسامة
وافرضي يافجر كانت جميلة ورائعة في نظرك كمان.. بس ربنا مكتبش لنا نصيب مع بعض.. يبقى الدنيا تقف على كدة..
طب دي ماتعتبرش خېانة مني.
تبقى خېانة لو هي عايشة لكن دي توفاها الله.. وانا وانتي عايشين يبقى ندفن اللي في قلوبنا ليه
صمتت عن الرد مرة اخرى ليجفلها قائلا 
تتجوزيني يافجر 
برقت عيناها وانعقد لسانها عن
الرد او الأستفسار عن صحة ماسمعته .. فأكمل هو 
انا عارف اني بفاجئك بطلبي ده.. لكن انا راجل دوغري وبحب ادخل البيت من بابه.. تسمحيلي ياابلة فجر ادخل بيتكم من بابه
..................................
لولولويي
اطلقتها سحر بصوت عالي قبل ان توقفها فجر بكف يدها على فمها .
اكتمي الله ېخرب بيتك هاتفضحينا .
ازاحت سحر كف صديقتها
قائلة بمرح 
فرحانة يابنتي .. اعبر عن حبي ازاي بس ياناس
ماتعبريش دلوقتي ولا تتنيلي.. استني لما يحصل بجد .
ليه بقى مش بتقولي انك وافقتي وهو أخد ميعاد من والدك عشان يجيب والده ويجي يطلبك .
ابتسمت فجر تسعيد هذه اللحظات المچنونة.. حينما اومأت له برأسها موافقة ولكنه اصر لسماعها من فمها صريحة ..فردت موافقة على استحياء .. ليقفز بفرح كانه طفل صغير وينزل مهرولا لأبيها يطلبها مرة أخرى ..
بمفاجأة اصابت والديها حينما سألوها واجابت بنعم..
انتي يابت انتي روحتي مني فين
عادت فجر من شرودها ترد بقلق 
سرحت في اللي حصل النهاردة ياسحر .. بصراحة ماقدراش احط عيني في عيون والدي ووالدتي من الكسوف.
اطلقت سحر ضحكة بصوت عالي استفز فجر
 

تم نسخ الرابط