عينيكي وطني وعنواني بقلم امل نصر
المحتويات
انتوا اتأكدتوا من العنوان
....................
وانتوا متأكدين بقى ان جارتها دي هاتبغلكوا لو شافتها.
....................
طب مليني العنوان اللي انتوا راجعين منه دلوقتي.
....................
مالكش دعوة ياعم .. مليني وخلاص..
تناول ورقة يدون فيها العنوان ثم انهى المكالمة مع اخيه.. لينظر في الورقة وكأنه وجد ضالته.. يتمتم بالحمد .ثم مالبث ان يتحرك ذاهبا من مكتبه.. لوجهة يعلمها جيدا!
بداخل السيارة وهو يقود كان ينظر لأكمام قميصة المبقعة بقرف اثار انتباه علاء الذي ما ان انتهى من مكالمة اخيه حتى انطلق في الضحك مرة اخرى يردد
ههههه يابني ما انا قولتلك .. خليك في عربيتك وانت عشان ماتتعبش.. انتي مش حمل المناظر دي..
رد عليه عصام بسخط
ماتبطل انت قلشك بقى وترقيتك دي .. محسسني ان واد طري من بتوع اليومين دول ..لا ياحبيبي انا دكتور ومتعود على مشاهد تشيب .. مش الحاجات الخفيفة دي.
طب ولما هي حاجات خفيفة .. حسيت ليه انا ان قلبك هاوقف من الړعب اول ما الست كلبشت في دراعك ههههه.
تأفف حانقا يهز براسه بضيق من اسلوب علاء المتهكم.. ولكن بداخله كان يشعر بسعادة تبدوا مؤقتة لاستعادة صديقه.. تابع علاء
ماترد يادكتور يامحترم على كلامي وقول انك ماخوفتش منها بجد بدال ما انت بتاكل في نفسك وبس
ضحكته
بصراحة خۏفت ماكدبش عليك .
انطلقت ضحكته تزامنا مع ضحكات علاء الصاخبة قبل ان يكمل
بس دي شئ عادي ياعم .. فجأة لقيتها بتمسك في ايدي خضتني ههههه.. وفي الاخر طلعت غاسلة هدوم الواد كمان !
قهقه الاثنان غير قادين على التوقف لعدة لحظات قبل يمسك نفسه اخيرا علاء وسأله مندهش
رقم مين صح اللي ادتهولها وادعيت انه رقم الجمعية المزيفة.
ماهو فعلا رقم جمعية حقيقي .. اينعم انا اټخضيت في الاول لما لقيتك بتألف الموضوع ده .. بس لما فهمت انه عشان سمعة الست والعادات في المناطق الشعبية.. دوغري افتكرت جمعية بنتي واديتها رقم حقيقي.
ضيق علاء عيناه مستفسرا
بنت مين وجمعية ايه بالظبط هو انت اتجوزت وخلفت كمان
رد عصام
فى الحقيقة دا حصل من ٣ سنين بالظبط.. بعد مارجعت من لندن .. اتجوزت بنت خالي.. بس بقى كانت مدلعة وبتهمل حتى في تربية بنتها.. ماقدرناش نكمل مع بعض واتطلقنا ..بس للأسف خالي ومرات خالي اخدوا في البنت في حضانتهم وحرموني منها.. فاانا بقى من شوقي خۏفي طول الوقت عليها من اهمال واستهتار والدتها ..اسست جمعية خيرية وكتبتها باسمها عشان ربنا يباركلي فيها.
ايه ياعم سرحت في ايه وانا بكلمك
استفاق علاء من شروده وهو يلتفت للطريق امامه فقال متهربا
سوق ياعصام.. خليني احصل المحل اللي سايبه من الصبح ده .
تعجب عصام من التغير المفاجئ لعلاء ولكنه اثر الصمت.. حتى لايزعجه بفضوله والټفت يركز في قيادة سيارته.
في المساء وبينما هو منهمك في عمله على احدى قطع الاثاث بمساعدة عامل اخر في الورشة.. دلف صبي صغير من حارتهم يهتف عليه
عم سعد ياعم سعد .. الحق في ناس عايزينك برة .
رفع رأسه اليه يسأله
مين ياض ياعبودي اللي عايزني برة
رد الطفل بلهاث
واحدة ست ياعم سعد .. قالتلي ادخلك وانهدلك بسرعة
ست مين ياض طب معرفتش اسمها.
قالها سعد ليجدها فرصة عمال الورشة في المزاح معه.. قال احدهم
الله ياعم سعد.. انت عايزها تقول اسمها وتفضح نفسها قدامنا.
فقال الاخر
الله يساهله ياعم سعد.. اخرج ياعم وشوفها.. دي الست عايزاك بسرعة .
نفخ صدره وهو يتلقى مزاحهم بتفاخر وبخطوات منتشية ذهب من اماهم .. حتى اذا خرج من باب الورشة .. نظر الى الطفل متسائلا
فين الست دي ياض ياعبودي اللي بتسأل عليا .
رد الطفل وهو يشير بيده
اللي واقفة هناك ومديه ضهرها .
تقدم سعد نحو المرأة المجهولة وقبل ان يقترب منها وجدها تلتف اليه بكليتها.. لتصطدم عيناها بعينيه التي جحظت من رؤيتها وكاد ان يقع امامها في وسط الشارع وامام المارة.. استدرك نفسه يظبط خطواته.. وهو يقترب منها ومقلتيه تتحرك يمينا ويسارا ناحية وجوه البشر في الشارع.. مړتعبا من فكرة التخيل حتى .. انها هنا في وسط حارته وخلف منزل ادهم المصري وفي هذا الوقت الحساس اليه..انها حتى لم تتغير شكليا ولم يتغير جسدها النحيل .. هي نفسها ببشرتها السمراء الناعمة وعيون المها خاصتها تنظر اليه بتحدي لم يره عليها قبل ذلك.. حينما اقترب منها وجدها تبسمت بزاوية فمها قائلة
ازيك يامعلم علاء وحشتني ياراجل .
لم يرد تحيتها بل اقترب يدفعها بيده متمتما
امشي اتحركي على طول..و من غير نفس اخلصي.
تحركت تسير معه مضطرة وهي تهمس باستفزاز
طب حتى رد السلام الأول.. لدرجادي مړعوپ لحد يشوفني ويعرفني.
دفعها بحدة كاد ان يوقعها هامسا هو الاخر
وانتي بلعتي حبوب الشجاعة النهاردة وجاية تتحديني يابنت محاسن.
اخرجت ضحكتها صوتا وهي ترد عليه واضعة كفها بجانب فمها
ايوة صح انا بنت محاسن وانت ابن نشوى التخينة بياعة الخضار هههه.. اه
قالتها پألم حينما وجدت نفسها تدفع بقوة داخل مخزن ممتلئ حولها بالأخشاب.. دلف خلفها يغلق الباب فورا بقوة.. وتقدم خخطوا امامها ببطء وجسده يهتز من فرط انفعاله.. اكملت هي دون ان تهابه وقالت باستفزاز
يامعلم سعد انت جايبني هنا المخزن بتاعك عشان تخلص عليا ولا تتدفني فيه حي.....
لم يعطيها فرصة لإكمال جملتها
ردت ضاحكة باستفزاز رغم خروج صوتها بصعوبة
ماعدتش عندي حاجة... ابكي عليها ياغالي.. وان. وان دخلت السچن مش هادخ...ل لوحدي.... هاتدخل انت..معابا.....
ضغط بكفيه الاثنان
يبقى هاخلص عليكي احسن وتبقي جيتي لقضاكي ...
..
جحظت عيناها بقوة حتى كادت ان تخرج من محجريها بشرتها السمراء اصبحت تتحول للون الأحمر القاتم.. يداها التي تقاوم لكي تنزع كفيه المطبقين على
قرب نفاذ الهواء من صدرها.. أو قرب نهايتها التي لطالما توقعتها دائما بمخيلتها.. منذ هذا التاريخ المشؤم حينما شاركت هذا الملعۏن جريمته بغباءها.. وحاجتها للعاطفة الكاذبة التي أوهمها بها في بداية تعارفهم كي يكسب ثقتها.. وبعد ان حدث ماحدث..رأت وجهه الحقيقي الذي يبدوا في الظاهر واجهة بشړية ولكن بداخله مسخ.. مسخ مشوه لايتورع عن فعل جريمته واللصاقها بغيره..
ثم رميها هي كذبابة من امامه بعدما انتفت حاجته اليها.. لتتحمل هي بعد ذلك عواقب ماحدث وحدها.. وتتجرع من مرار الأيام مايذكرها دائما بجريمتها معه.. لقد تعبت ولم تعد بها طاقة في حمل هذا الوزر الثقيل.. اذن فاليزهق روحها ويخلصها.. علها تستريح ولو قليلا من عڈابها !
كان يطبق على رقبتها الهشة يود لو يكسرها بيده ولتذهب لجحيمها الغبية التي جائت اليه بكل صفاقة كي تستفزه وتخرج شياطينه ..غضبه الاعمى جعله يتمنى ذلك ويرغبه بشدة لبعض اللحظات.. قبل ان يستفيق ويدرك نفسه.. فتركها على اخر لحظة قبل طلوع روحها من جسدها.. سقطت على الارض تسعل بشدة بعد ان تركها وابتعد عنها يسب ويلعن.. ثم ما لبث ان تناول خشبه صغيرة فضړب بها على الأرض بقوة امام رأسها المنخفضة للأسفل قائلا
جاية ليه دلوقتي بعد ما نسيتك ونسيت ايامك الغبرة يا أمينة الزفت
رفعت عيناها اليه وقد هدأت انفاسها قليلا ولكن مازالت قدميها على تقوى على الوقوف .. فعادت لأبتسامتها المستفزة
انت خلاص صرفت نظر عن قتلي ياسعد ولا عايز تعرف سبب مجيتي لك الأول
هتف عليها
جاوبي واخلصي يابت.. انا مش ناقص قرفك.
ردت بمرح في غير محله
وحشتني ياسعد وقولت اشوفك..فيها حاجة دي
هز رأسه بعدم استيعاب من فعلها فنزل امامها على عقبيه مضيقا عيناه يسألها
انتي يابت شاربة حاجة جمودية القلب دي غريبة عليكي.. قولي يابت مبلبعة ايه بالظبط
قال الاخيرة وهو يجذبها من قماش بلوزتها التي نزعتها پعنف عن يده قبل ان ترد عليه پغضب وقد ذهب عن وجهها العبث
شاربة المر من كيعاني ياحبيبي.. من ساعة ما اتجوزت فتحى بياع البرشام عشان الاقي حد يلمني واتحامى في كنفه بعد ما غدرت بيا.. وقولتلي ماحدش ضړبك على ايدك وكل فينا يروح لحاله ويشيل مسؤلية نفسه.. شيلت ياأخويا وبعدت عن وشك وريحتك من همي.. لكن ياغالي الحال اتغير علاء وعصام وصلوا لبيتي.. يعني قربوا يوصلولي .
لكزها على ذراعها ليرد بعدم تصديق
كدابة يابت محاسن ومش مصدقك.. بيت مين اللى وصلوله هما يعرفوا اسمك كامل اساسا عشان يعرفوا بيت جوزك
صاحت پغضب
انا مابكدبش ياسعد.. راوية جارتي حاكتلي ان في تلات رجالة جم على بيتي يسألوا عني بحجة انهم جمعية خيرية وعايزة تساعدني..راوية اكدت انها سمعت اسم الدكتور عصام على لسان واحد منهم واللي عرفته انا من المواصفات اللي حكتها ومواصفات التاني مش بعيد يكون علاء واللي خلاني اتأكدت اكتر بقى مين عم متولى اللي كان بواب العمارة .. العمارة اللي كان فيها شقة عصام فاكرها طبعا يانور عيني.. اكيد هو اللي دلهم عليا.. عشان ابن عمه ساكن ورا بيتي وياما شافني وشوفته في الشارع هناك .
انسحب اللون من وجهه فاستقام بجسده واقفا وهو يستوعب كلماتها المفاجئة.. وحينما ظل على صمته فترة ليست بقليلة.. هتفت عليه
يكون في معلومك ياسعد.. انا لو حد منهم عثر عليا ولا عرف مكاني.. اوعى تفتكر اني هاسكت ولا انكر .. لا ياحبيبي انا هاقر بكل حاجة واحكي من طق طق لسلام عليكم .
الټفت اليها بنظرة تطلق شررا من حدتها فعادت لابتسامتها المستفزة و تابعت غير ابهة
ما انا ماعدتش عندي حاجة اخاڤ عليها او اخسرها لو حبسوني ولا حتى عدموني .
غلف وجهه بقناع جامد وهو يومئ لها بذقنه سائلا باقتضاب
والمطلوب إيه
أجابت بقوة
تشوفلي مكان اتاوا فيه غير بيت ابويا وتحميني منهم لو وصلولي!!
..............................
بداخل سيارته التي صفها في ركن مظلم بالشارع الضيق.. كان ينظر في ساعة يده يحصي الدقائق في انتظار خبر او معلومة على هذا اللقاء المثير.. هذا اللقاء الذي توقع حدوثه منذ علمه بمعرفة أخيه بعنوان المرأة المنشودة وهو استنتج بذكائه لجوءها الى شريكها .. فوضع الإحتمالات برأسه لمراقبة بيت زوجها ومراقبة اخرى دقيقة لسعد الذي سيكشف حقيقته اخيرا لشقيقه ويعلم بحقيقة مافعله قديما.. ولحسن الحظ لم
تتأخر المرأة لتأتي بعد ساعات فقط من تكليفه لعامل القهوة حودة والذي تسبب شجار سعد الدائم معه لقطع رزقه منها.. ليقبل بمهمة مراقبته ومراقبة من يقابلهم بكل سرور.. ولكن طال الإنتظار وبدأ القلق يتسرب الى قلب حسين.. فكما اخبره حودة المرأة دخلت مع سعد مخزن ورشته الخشبي ولم يخرجا حتى الان.. ترى ماذا يحدث الان وما الذي يتفقان عليه الان هؤلاء المچرمون
مسح بأطراف أصابعه على ذقنه المهذبة وعقله يدور في الاف السيناريوهات.. صدح الهاتف بورود مكالمة من حبيبته ولكنه مضطر لتجاهلها لانتظارها المكالمة الهامة و التي لم تتأخر كثيرا بعد ذلك.. رد حسين عليها سريعا بلهفة
ايوة ياحودة إيه
متابعة القراءة