عينيكي وطني وعنواني بقلم امل نصر
المحتويات
مباشرة..ترى ماذا سيكون رد فعل صاحبتها المتعجرفة حينما تراه امامها الان لو خرجت بالصدفة
عاد من شروده على صوت السمسار وهو يقاطع افكاره
ها يامعلم علاء ايه رايك بقى ورسيت على انه محل
بابتسامة عريضة قال
خير ياباشا .. بلغ صاحب المحل ده بالموافقة عشان نخلص النهاردة ياريت.. وعمولتك هاتخدها مني مقدما .
على بركة الله ..انا هاتصل بالراجل دلوقتي عشان نجهز العقود مدام انت فلوسك جاهزة وربنا يجعلها فاتحة خير عليك ..
.............................
كانت زهيرة منهمكة فى تريب ملابسها داخل الخزانة بعد ان تبادلت الغرفة مع علاء ابنها ..حينما سمعت صوت جرس المنزل..تركت مابيدها وذهبت بخطواتها البطيئة وهي تتحامل على ألألم المزمن لعظامها وظهرها .. فتحت الباب فتسمرت مذهولة حينما وجدته امامها ..قال بصوته الرخيم
تراجعت للخلف مستاءة من لهجته المتهكمة وهي تدعوه للدخول
اتفضل ياحج البيت بيتك .
خطا لداخل المنزل وعيناه تطوف على كل تفصيلة فى ارجاءه
هه ياماشاء الله.. شقة واسعة على الطراز القديم لكن شكلها يفرح وتفتح النفس ..انتي لحقتي كمان توضبيها ولا...
ولا شكله كده جابلك ناس تساعدك حكم انا عارفه حبيب ابوه بېخاف على صحتك من الهوا
زفرت حانقة تردد خلفه
أكيد طبعا بېخاف عليا وجابلي ناس تساعدني يامعلم وهي فيها حاجة دي
لا مافيهاش حاجة يازهيرة إن ابنك ېخاف عليكي و يجيبلك ناس تساعدك..بس ياريت بقى تفتكري انتي كمان إني انا والده وليا حق عليه زيك .
بقولك ايه حج ماتجيب من الاخر وقولي عن سبب الزيارة الكريمة دي
قال بجدية
عايز ابني يا زهيرة يرجع لحضني من تاني يسندني ويقف جمبي ..دا طول عمره دراعي اليمين اللي بعتمد عليه .
فتحت فاهها تنتوي الرد ولكنه سبقها يتابع
عارفك هاتقولي انك مش ممانعة..لكن انا هاجيب من الاخر زي ما قولتي ..ابنك لايمكن هايصفالي طول مانتي زعلانة ومنشفة راسك يازهيرة ..الجواز كان هايحصل هايحصل سواء كانت بت صغيرة ولا واحدة كبيرة عنها ..انا بقالي سنين متحمل تعبك وعمري ما اشتكيت ..ماينفعش انتي تيجي على نفسك بقى دلوقتي وتتقبلي الضرة البيت واسع و....
لأ ماينفعش يا أدهم .. حتى لو كان البيت يساعي الف ..برضوا مش قابلة الضرة ..انت بتعايرني وتقول انك اتحملت تعبي لكن من جواك عارف كويس اني رغم تعبي ده ياما أتحاملت على المي عشان ارضيك .. فبلاش النغمة دي والنبي ..انت راجل البت زغللت عيونك واتجوزتها على ام ولادك .. انت حر ..وانا كمان حرة اني مابقلش
ظل لعدة لحظات ينظر اليها صامتا بوجه صارم وغير مقروء قبل ان ينهض قأئلا بقسۏة غير مبالي بتأثير كلماته على المرأة
ماشي يازهيرة خليكي كده على عندك وانتي فرحانة بابنك اللي ضمتيه لحزبك .
تحرك خطوتين قبل ان يتابع
بكره بقى لما يتجوز المحروس ويشوف حياته مع واحدة تنسيه الدنيا ومافيها ..مش هتلاقي غير بيت جوزك بس اللي مفتوح يازهيرة .. لكن انا ساعتها هاعمل بأصلي واخلي مراتي اللى هي ضرتك تشيلك فى عنيها .. عن اذنك بقى ياام الرجالة.
...........................
عادت سميرة من الخارج محملة بأكياس الخضر والفاكهة التي ابتاعتها من السوق فى جولتها الصباحية اليومية .. كانت على وشك فتح باب شقتها حينما رأت الرجل المهيب بحلته الأنيقة وهو خارج من شقة جارتها الجديدة متجهم الوجه وكأن على رأسه الطير ..قطبت سميرة دهشة من عبوس الرجل لدرجة تركه باب الشقة مفتوحا . انتابها الفضول والريبة ايضا لمعرفة كنية الرجل وصفته ..فتحركت تلقائيا ناحية الشقة المجاورة تاركة اكياسها ارضا .
طرقت بخفة على الباب المفتوح
ياام علاء ...يامدام زهيرة ..ياام علاء .
حينما لم تسمع ردا دفعت الباب بتوجس وهي تهتف بصوت أعلى .
يامدام زهير......يانهار اسود .
دلفت مندفعة لداخل المنزل حينما رأت المرأه امامها جالسة ورأسها متدلية على كتفها وكأنها غائبة عن الوعي.. اقتربت بلهفة تربت على وجنتيها وهي تهتف بلوعة
يامدام زهيرة ..ياست ام علاء .
رفعت رأسها الثقيلة بصعوبة وهي تجيب المرأة بضعف هامسة
ايوة ايوة انا هنا مټخافيش .
بلعت سميرة ريقها قائلة ببعض الارتياح
الحمد لله يااختي انك بخير ..هو انتي ايه اللي تاعبك
قالت بصعوبة
معلش والنبي هاتقل عليكي .. ممكن تسندينى ادخل اوضتي اريح فيها على سريري
انتي تؤمري ياختي..
الف بعد الشړ عليكي .
قالتها وهي تلف ذراعيها حول المرأة تساعدها بالنهوض .
...........................
تعجبت فجر من مشهد أكياس الخضر والفاكهة وهي ملقاة بأهمال أسفل باب الشقة المغلق .. ازاحت الاكياس قليلا لتفتح بمفتاحها وهي تتمتم
هي ماما راحت فين وسابت الاكياس مرمية كده
هزت رأسها لاستنتاجها الاكيد بانشغال والدتها بالحديث مع احدى الجارت ..فتناولت الأكياس وهي تدلف لداخل المنزل وفور دخولها بهم المطبخ .. تفاجأت بصوت والدتها وهي تصيح
ياولاد ..هو مين فيكم اللي رجع ودخل الاكياس
خرجت اليها مجفلة تقول
انا اللي دخلتهم ياماما ما تقلقيش ...
طب كويس تعالي .
على حين غرة جذبتها من كفها تسحبها للخارج..هتفت فجر بجزع
انتي سحباني ومودياني فين ياماما
يابنتي هاخليكي تقعدي جمب جارتنا ام علاء تاخدي بالك منها على مانزلت انا اجيبلها دكتور من العمارة اللى ورانا .
جذبت كفها صائحة بحدة وهي توقفها
ام مين انا مش متعتة من مكاني ولا داخلة شقة الناس الغريبة دي نهائي .
ڼهرتها سميرة قائلة پعنف
في ايه يابتهو دا وقت قنعرة برضوا الولية شكلها ميطمنش واخاڤ اسيبها لوحدها يجرالها حاجة على مااجيب لها الدكتور .
تخصرت تسأل بازدراء
والمحروس ابنها بقى ..سايبها كده تعبانة وراح على فين .
هو لو ابنها موجود ولا اعرف حتى نمرته ..كنت احتاجتلك يامنيلة ..اتحركي يابت اخلصي خلينها نلحق الولية . اتحركي .
انصاعت مضطرة لوالدتها وهي تسحبها پعنف تدخلها منزل الد اعدائها ..
.................................
تركتها سميرة مع المرأة المړيضة وهي مستلقية على فراشها بداخل غرفة نومها بعد ان عرفتها عليها سريعا ..
تململت فجر بعدم راحة وهي واقفة بوسط الغرفة مكتفة ذراعيها تحسب الوقت فى انتظار عودة والدتها بالطبيب و التي لم يمر على خروجها سوى دقائق قليلة..
هامسة لنفسها
الله يسامحك ياماما على دي الورطة .
حدقت بعيناها على المرأة الغائبة عن الوعي والتي لم يترك الزمن اثاره عليها رغم تقدم عمرها ومرضها.. مازلت محتفظة بجمالها وهي تبدوا مليحة القسمات رغم شحوبها .. شعرت نحوها ببعض الاعجاب والتعاطف ڼهرته سريعا حينما تذكرت ابنها ومافعله قديما مع فاتن..فتصلب فكها للذكرى وارتعشت شفتيها تتنهد بحړقة رغم مرور عدة سنوات على ماحدث .
اجفلت على صوت المرأة وهى تزوم وتحرك رأسها
اممم ...علاء .
ضغطت على اعصابها وهي تقترب من فراش المرأة
ااا انا مش علاء يااخالتي ..انا فجر بنت جارتك سميرة .
فتحت المرأة اجفانها فظهرت عيونها شديدة الخضرة أثارت اعجاب فجر بشدة .
قالت بصوت ضعيف وهي تستفيق
ايوه صحيح يابنتى انا افتكرتك ..هي والدتك راحت فين
والدتي راحت تجيب دكتور عشان يشوفك .
قالت بحرج
يادي الكسوف تلاقيها خاڤت و قلقت عليا .. بس انا الغلطانة عشان نسيت اخد حباية الضغط النهاردة.. هاتعبك يابنتى ممكن تجيبلي البرشام بتاعي من الاوضة التانية .
دنت فجر منها تقول بامتعاض
ازاي يعني هو انا هاعرفه منين
هاتلاقيه فى اول اوضة عالشمال ..يمكن بس اتنتر مني فى الارض ولا على السرير وانا برتب الاوضة .
زفرت بضيق وهي تدلف لداخل الحجرة التي طل من شرفتها وجه هذا البغيض ..المدعو علاء ..مشطت بعينها على
أنحاء الغرفة الأنيقة ذات الاثاث الحديث.. كل شئ مرتب فيها ولا يوجد له فيها اثر من ثياب ولا حتى عطر يخصه
رمشت بعيناها تذكر نفسها لما جاءت من أجله.. اخذت تدور وتبحث عن علب الدواء حتى رأته اسفل المقعد المنجد .. فدنت على ركبتيها تتناوله وتتحقق منه جيدا قبل ان تنهض به لتعود إلى المرأة.. ولكنها بمجرد ان استدارت شهقت مڤزوعة حينما رأته امامها بطوله الذى حجب الرؤية ووجهه الوسيم بخطۏرة فقال بتسلية
ايه شوفتي عفريت قدامك !
خارج كده ورايح فين ياحسين
التف بجسده على صاحبة الصوت مجفلا وعيناه اشتعلتا ڠضبا من جرأتها في سؤاله .. فقال بنزق
وانتي مالك انتي عشان تسأليني
خطت امامه وسط الصالة بمئزرها الحريري والذى اظهر سيقانها اسفل المنامة التي غطتها بالمئزر فقالت بنعومة مستفزة
يعني الحق عليا اني بسأل عشان اطمن ومقلقش عليك لو اتأخرت .. دا السيد الوالد موصيني اوي اني اخد بالي منك واراعي راحتك .
كبح جماح نفسه بصعوبة عن الرد عليها بما يليق بها وهو الذي اشتهر دائما بحلمه وطيبته السمحة لكن مع هذه المرأة المتبجحة و التي اخذت مكان والدته .. سيطير كل ما تعلمه ونشأ عليه هباءا ...قال مابين اسنانه
وانتي واخدة بالنصيحة قوي ..عشان كده خرجتي من اوضتك بسرعة توقفيني قبل ما اخرج من باب البيت وتسأليني ..طب راعي الأصول الاول والبسي حاجة عدلة بدل ما انتي واقفة كده قدامي بالروب والقميص.
قالت بخجل مصطنع وهى تلملم أطراف المئزر
يووه عليا دا انا مخدتش بالي.. بس انت مش غريب ياحسين..انت ابن جوزي ..ربنا يحفظه ويخليه.
حاول السيطرة على حركة فكه وصدره يصعد وبهبط مع تنفسه بخشونة وقال
بقولك ايه يااسمك ايه انتي.. انا مش قابل سؤالك ولا قابل حتى كلام معاكي وتاني مرة اياكي اشوفك لابسة كده بالمنظر ده قدامي سمعاني .. عن اذنك بقى .
استدار عنها يخرج بسرعة صافقا باب المنزل بقوة لدرجة اهتزت بها الجدران .. تخصرت تنظر في اثره ضاحكة وهي تتمايل بخطواتها ..حتى توقفت امام مراة معلقة فى الحائط .. تنظر إلى صورتها الجميلة بتفاخر وهي تتلاعب بشعرها العسلي بفعل الاصباغ وملامح وجهها التي زادتها المساحيق جمالا فوق جمالها .. يليق بها الثراء وهي تستحق بعد حياة مليئة بالعوز والشقاء والإهانة والإستغلال .. ولكن يبقى شئ واحد فقط ينقصها .. ينقصها هو ..هو فقط !!
.................................
حينما دلف الى منزله والذي بالصدفة وجد بابه مفتوحا كان محبطا لسبب غير مفهوم له .. فمنذ ان راها أمس بشرفتها وهي اخذت حيزا غير هين بتفكيره طوال الليل فى جمالها الخاطف ..وهي واقفة بشرفتها وشعرها يتطاير حولها .. مشهد يغري اعظم الرسامين لتسجيله وياليته كان شاعرا حتى ليصفه بالكلمات .. فيأتي الصباح لتصدمه بمعاملتها المتعجرفة والمتكبرة.. فأطاحات بالباقي من عقله طوال اليوم .. حتى انه تمنى بشدة رؤيتها الان بشرفتها وهو عائد للبناية او حتى صدفة كالتي حدثت صباحا .. فتأتي المفاجأة ليراها الان بغرفة نومه !!
لم تصدق عيناه رؤيتها فى البداية وهي جالسة على ركبتيها تتناول علبة دواء اسفل المقعد بمشهد اغراه لحبس انفاسه حتى وقفت
والتفتت اليه لتشهق مخضۏضة .
ايه شوفتي عفريت قدامك
قالها وعيناه
متابعة القراءة