عينيكي وطني وعنواني بقلم امل نصر
المحتويات
الان صدق حديثه معها .. ولكن اين ستأتي الراحة لو صدق فعلا ما قاله عصام ولم يكن كاذبا
أجلى حلقه قبل ان يخاطبها قائلا
تفتكري الكلام اللي قالوا عصام النهاردة دا كان صح
ردت بصوت هادئ على نفس وضعها برأسها المائلة نحو نافذة السيارة
وإيه اللي هايخليه يكدب
هز أكتافه باضطراب
يعني.. يمكن عايز يفتح مجال للحديث معاكي ويظهرلك برأته.
أفندم! .. يعني إيه كلامك دا بقى
مط شفتيه فقال
انا بفترض يعني عشان بصراحة الكلام دا لو صح .. هايبقى الوضع خطېر اوي.
ضيقت عيناها تهز رأسها باستفسار .. فتابع مستطردا
اصل معنى كلامه ان الخېانة جات من حد قريب مننا أوي وكان على علم بعلاقتي انا وفاتن وعلاقة عصام بيا .
بس المهم بقى هو انك عرفتي واتأكدتي بنفسك من براتي من كل التهم اللي اتهمتيني بيها .
اطرقت رأسها مسبلة عيناها فقالت بصوت خفيض
هاتصدقني لو قولتلك إني كنت افضل اني معرفش
سألها باندهاش
ليه بقى
أجابت بحزن
اشاحت بوجهها عنه حينما شعرت بالخط السائل لدمعاتها التي تدفقت مرة أخرى على وجهها.. تنهد هو بثقل وهو يضرب بكفه على مقود السيارة .. لاعنا عجزه عن كشف الحقيقة بوقتها.. ساد الصمت بينهم في محيط السيارة لعدة لحظات قبل ان يقطعه هو قائلا
التفتت إليه قائلة بغموض
تصدق معرفش
نعم !!
حقيقي معرفش.. هي سافرت مع عمتي ووالدها وانقطعت اخبارهم .. وبعدها وصلنا خبر مۏتها.. عمتي ادعت انها ماټت بحمى شديدة وأهلي طبعا صدقوا.. لكن انا بما إني كنت عارفة بخبر حملها.. فا انا كنت متأكدة انها ماټت بسبب تاني خالص.. ان ماكنوش ډفنوها بإيديهم.
على فكرة مدام ماشوفتش بنفسك.. يبقى مش لازم تكون فكرتك صح
اجفلته سائلة
اجابها وهو يلتفت للطريق
العلم عند الله وحده .
.........................
بداخل غرفتها كانت شروق مستلقية على فراشها .. تتحدث في الهاتف مع صديقتها ايمان وتتلاعب بخصلات شعرها بدلال
وصلها الصوت الساخر
والنبي إيه بقى الحليوة ده اللي عامل زي نجوم السيما مش عارف يقول كلام حلو ..بطلي كڈب بقى وافترا بقى.. ماحدش ياختي هايقر عليكي اطمني .
قالت بابتسامة مرحة
يعني بعد دا كله وتقولي مافيش قر .. والنبي انا خاېفة لتحصلي حاجة من عيونكم الفقر دي يافقر.
هههههههه انا عارفة ..والنعمة كنت متأكدة انك بتلفي وتدوري مع في الكلام .. عشان توصلي في الاخر للكلمتين دول .
طب اعمل بس يابت ياشوشو اصل الجدع اخوه ده من ساعة ما شوفته في خطوبتك وانا عاملي جنان في عقلي .اصله حليوة اوي .
ردت عليها بدلال
اممم بس برضوا مش احلى من حسين .
قالت خلفها معترضة
لا بقى في دي انا اخالفك بالقوي.. اينعم خطيبك حليوة لكن أستاذ علاء.. يااختي عليه رجولة كدة وعضلات.. حاجة كدة من الاخر مزيج بين الحلاوة والخشونة
صاحت فيها بمرح
اه يافاشلة يامستهترة .. بتوصفي في الراجل من غير خشيا ولا حيا .. طب الټفتي لمذاكرتك الاول واحنا في اخر السنة وقربنا من الامتحانات .
شهقت صديقتها متذكرة
فكرتني صحيح..
ليدر الدفعة نزل في جروب الكلية جدول المحاضرات الجديد ..انتي شوفتيه
لا لسة ما شوفتوش .. خليكي معايا بقى عشان اشوف النظام إيه إيه ده .
إيه في إيه
استني يا إيمان اشوف الرسايل دي اللى وصلتني من حساب غريب .
هتفت إيمان عليها محذرة
حساب غريب.. طب اوعي احسن يكون هاكر ولا حاجة .
يابنتي انتي كمان انا مافتحتش لينك ولا فيديو... دي مجرد صور بتحمل
وو.... يانهار اسود.
إيه في آيه
هتفت شروق پغضب
دي صور لحسين يا إيمان .
حسين خطيبك ياشروق
....
تقدم بخطواته داخل الشقة متعجبا من حالة الصمت التي تسود المكان في هذا الوقت من اليوم.. رمي سلسلة مفاتيحه على المنضدة الصغيرة والتي
توسطت الصالة مناديا بصوته
يا ام علاء .. ياما .. انتي فين يام علاء
قال الاخيرة وهو يتجول داخل البيت باحثا عنها ..حينما لم يجدها في المطبخ اكمل بحثه عنها داخل غرفتها فلم يجدها ايضا ساوره الشك فبحث في باقي ارجاء الشقة بقلق .. وقلبه يحدثه بالأسوء حتى تفاجأ بها تدلف من الباب الخارجي وابتسامة جميلة تزين محياها
حمدالله عالسلامة يامعلم علاء .
تنهد ارتياحا بصوت عالي قائلا بتعب
انتي كنتي فين بس ياما قلقتيني عليكي.
ازداد اتساع ابتسامتها وهي تخطو بخطواتها البطيئة قائلة
سلامتك يانور عيني من القلق ولا اي حاجة تعكنن مزاجك حتى .
يدوملي يارب لسانك الحلو ده اللي بينقط عسل زيك ياعسل انتي .
قوليلي بقى كنتي فين ياقمر
كنت في السطح ياعيون القمر .
بتعملي إيه في السطح ياما
حاجة بسيطة ياحبيب قلبي.. طلعت انشف سجادة المطبخ بس على سور العمارة بعد ماغسلتها .
تغير لون وجهه فقال بتوتر
نعم!! انتي ازاي تعملي كدة بس ياما هو انت حمل رفع سجادة ولا حتى غسلها.. انتي عايزة تتعبي وتتعبيني معاكي ياست الكل .
قالت بمهادنة
براحة شوية يابني براحة.. وسيبني اكمل كلامي .. اولا انا مطلعتش لوحدي انشرها.. انا كان معايا جارتي وحبيبتي ام ابراهيم.. دي شالتها لوحدها تطلع بيها السلم وانا كنت بساعد معاها على الخفيف كدة .
نظر اليها بلوم قائلا
لكن غسلتيها الاول ياما وتعبتي فيها دا غير انك تعبتي معاكي جارتك كمان.. وانا منبه عليكي من الاول ماتتعبيش نفسك في شغل البيت.. مش كفاية انك رافضة موضوع اجيبلك خدامة مخصوص.
يابني وانا مالي بس بالخدامة المخصوص.. ما الست اللي بتيجي في اخر الأسبوع بتقلب البيت من فوقه لتحته تنضيف.. ودي سجادة المطبخ يعني حاجة خفيفة قوي ومكنش ينفع اسيبها لاخر السبوع بعد ما اتدلق عليها كوباية اللبن كانت في إيدي من غير قصد. .
نظر اليها بحنان معاتبا
كمان ياما.. طب كنتي استنيني على ما ارجع واعملك كل انتي عايزاه.. ياإما بقى توافقي على موضوع الخدامة وماتتعبيش قلبي معاكي.. ياشيخة دي نيرمين ال.....استغفر الله العظيم يارب.. عندها بدل الخدامة اتنين .
تغير وجهها فجاة من لفتته قبل ان تغير دفة الحديث لناحية أخرى
انا ماليش دعوة بحد يابني .. المهم بقى انت كنت راجع مع الأبلة فجر منين
رفع رأسه مجفلا
هااا
تبسمت زهيرة بمرح قائلة
إيه هو اللي هاا بسألك كنت راجع مع الأبلة من فين هو السؤال صعب قوي كدة معاك لدرجادي
بابتسامة مستترة هز رأسه
بقيتي خبيثة قوي ياحجة زهيرة وعفريتة كمان في كلامك.. يعني البنية قابلتها صدفة ووصلتها بقى معايا.. فيها حاجة دي
امممم .. لأ ياحبيبي مافيهاش حاجة. دا احنا حتى أهل ونسايب.. ولا إيه يامعلم علاء .
نهض فجاة من جوارها يقاوم رغبة ملحة للأبتسامة فقال
انا قايم اريح شوية عشان انا حاسك كدة بتلمحي لحاجات ....
ضحكت وهي تنظر لأثره مرددة
قوم ياخويا قوم .. على العموم مش انا بس اللي خدت بالي .. امها كانت معايا وخدت بالها هي كمان .
............................
بعد أن بدلت ملابسها وارتدت بيجامة منزلية مريحة توجهت فورا لغرفة شقيقتها.. فطرقت بخفة على باب الغرفة قبل ان تفتحه وتدلف لداخلها مرددة
مساء الخير ياشروق.. كنت عايزة الشاحن بتاعك عشان انا تليفوني فصل شحن والشاحن بتاعي مش شغال .
ردت عليها بتمتمة
الشاحن على المكتب عندك خديه.
همت تتناوله وتخرج ولكن لفت نظرها وجه شقيقتها العابس وجلستها الغريبة على تختها وهي مريحة ذقنها على قبضتيها المضمومتين وساندة بمرفقيها على اقدامها المتربعة .. هاتفها يصدح بجوارها على الفراش ولا تعيره أدنى اهتمام .. فسالتها بتوجس
مالك ياشروق والتليفون اللي بيرن جمبك ده مابتروديش عليه ليه
دا رقم حسين وانا مش عايزة اعبره.
نعم !!
رمشت بعيناها متعجبة قبل ان تتناول كرسي صغير تقربه منها.. وقالت
والنبي إيه ودا من امتى ان شاء الله وحضرتك بقى مش عايزة تردي عليه ليه بقى
عشان اتخانقت معاه
ياشيحة!! طب ممكن اعرف بقى اتخانقتي مع خطيبك ليه ولا دا سر ومش مسموح لي أعرفه
إعتدلت في جلستها وهي تتناول الهاتف الذي صمتت رناته
طبعا ياحبيبتي مسموح انك تعرفي وتشوفي بنفسك كمان أخلاق أخينا دا اللي عامل نفسه ملاك وهو مقضيها مع النسوان الأجانب .
حدقت بعيناها فجر على الصورة التي بهاتف شقيقتها.. فسالتها
دا هو نفسه حسين! معقول بس انتي عرفتي تجيبي الصورة دي زاي
الصورة وصلتني
من حساب مجهول من واحدة بتحذرني منه ومن أخلاقه الزفت.
وانتي بقى اي واحدة تحذرك من خطيبك تقومي مصدقاها على طول .
يعني إيه
سألتها بريبة .. فردت فجر على سؤالها بسؤال
طب انتي لما سألتيه قالك إيه
قالت بتعصب
هو عارف يرد حتى.. دا كل اللي عليه يقولي الكلام في التليفون ما ينفعش و تعالي اقابلك واشرحلك بالتفصيل.. هو انا طايقة اسمعه الخاېن ده عشان اقابله واقعد معاه
كمان.. وإيه التبرير دا اللي هايقدمه بعد ما شوفت الصورة بنفسي والخاوجاية حضناه بكل سفالة وقلة ادب وبتبوسه في خده .
نهضت من امامها قائلة بهدوء
يبقى تروحي تقابليه وتفهمي منه كويس.. حسين لو خاېن صحيح كان هايعرف يثبتك بكلمتين بمجرد ما واجهتيه في الفون.. ثم ان البنت اللي بعتت الصور دي واضح قوي نيتها سيئة للتفرقة ما بينكم.. ماتديش فرصة لحد يفرق مابينكم واسمعيه الأول.. وبعدين احكمي بنفسك .
اوقفتها قبل ان تخرح من الباب
بس انا دمي بيغلي منه يافجر ..وهاين عليا اروح اۏلع فيه شعره الناعم ولا ابوظ وشه اللي فرحان
بيه ده .
ابتسمت فجر رغم ألالم القابع بداخلها
طب افهمي منه الأول ولو ما اقتنعتيش يبقى اعملي فيه ما بدالك .. ان شالله حتى تسخطيه قرد مسلسل .
............................
في المساء كانت سميرة بداخل غرفتها تتحدث باستفاضة عن احداث يومها كالعادة وزوجها الذي ينظف بمحمرمة ورقية اطارات نظارته .. يستمع بتركيز مع كل حرف حارج منها حتى سألها مستفسرا
طب وانتي ما سألتيش بنتك ليه وعرفتي منها.
اه ياخويا وتفتكر بقى لو سالتها هاتقول الحقيقة
قطب حاجييه فقال بدهشة
وتكدب ليه بقى اذا كان هو نفسه قال لوالدته انه
شافها صدفة فقام بتوصيلها معاه في سكته .
مالت برقبتها امامه تشير بسبابتها على جانب رأسها
لا والنبي.. وانا بقى هايدخل في مخي الكلام ده ولا حتى هاصدق كلام بنتك الي انا متأكدة انها هاتكدب فيه هي كمان
زفر شاكر رافعا عيناه للأعلى
طب ياام العريف.. ممكن بقى تفهميني انتي وجهة نظرك إيه عشان افهم انا بدال اللف والدوران ده معايا في الكلام .
قربت وجهها إليه وهي تردف بعين خبيرة
انا قصدي اوصلك ياحبيبي ان بنتك اللي كانت منشفة
متابعة القراءة