بحر العشق المالح بقلم سعاد محمد سلامه
المحتويات
السبب فيها
جففت تحيه بقايا أثار الدموع على وجهها قائله
صدقنى هو ده السببروح لها زمانها بتتآلم العلاج بيسكن آلمها شويه
نهض فهمى وذهب الى غرفة أحلام ببساطه أقنعها أن تتناول الدواءالتى أخذته منه مرحبه ممتنه لتشعر براحه أصبحت وقتيه لا تتدعى ساعات ويعود الآلم ينخر بجسدها الهزيل والتى أصبح راقده بالفراش لا تقوى على النهوض وحدها حتى لقضاء أبسط الأشياء الخاصه بهاضعفها أصبح يجعلها عصبيه جداوعدوانيه أيضا مع الجميع عدا فهمى وأحيانا تحيه التى لطالما ساهمت بإذائها عمدا إستسلمت لظلام سحيق يسحبها لغفوه لبعض الوقت قبل أن تصحو متآلمه
ولا قوهلكن ظل لسانها مثلما كان كآن المړض تركه لها تعبر به ليس فقط عن آلامهابل أيضا تتعجرف به على الغير
دخل فهمى مره أخرى الى غرفة تحيه يتنهد بآسى حين قالت له تحيه بهروب
أمسك فهمى يد تحيه قائلا
تحيه بلاش تتهربى منى متأكد فى حاجه وسبب تانى لدموعك
حاولت تحيه عدم الافصاح عن ما سمعته من أحلام لكن فهمى لم يعطيها فرصه لإخفاء الامر وأصر عليها مما جعلها تستسلم وتخبره عن سبب ان سبب إجهاض صابرين هى أحلام حين وضعت لها دواء إجهاض
معقول الشړ يوصل بأحلام أنها تعمل كده
صمتت تحيه بنفسها غير مذهوله من ملامح فهمى المذهوله من ذالك فماذا لو أخبرته أنها سمعتها تهزى أنها السبب بمۏت مصطفى
تعلثم فهمى غير مصدق قائلا
وليه عملت كدهدى كان ممكن تسبب فى مۏت صابرينإزاى ضميرها سمح لها ټأذى إنسانه عمرها مأذتها وليه أساسا أجهضت صابرين هتكسب من وراء كده أيه
ربنا رزقها بيك كنت بتراعى ربنا فيها هى وولادها أنا أنت كنت شايف معاملة جاد ليا وكنت متحمله عشان خاطر عواد حتى لما جاد ماټ فضلت قسوته فى قلب عواد ليا وإتحملت ولسه عندى إستعداد اتحمل قسوته بس أنى أشوفه سعيد وبخير قدامى إسكترت عليا إنى أفرح إنى هيكون ليا حفيد أو حفيده يمكن عواد كان حس بغلاوة الضنا وعرف إنه أغلى إنسان عندى
هز حديث تحيه قلب فهمى هو يعلم أنها لم تقاسى مع اخيه قليلاوكان زواجها منه ليس بدافع الحب كما كان يتمنى بل كان بدافع الأمومه التى أجبرتها على القبول بالزواج منهفهى كانت إبنة رجل كل ما يملكه من ثروه قطعة أرض بها منزل صغير بمنطقه جديدهإبتاعها بالتقسيط وقتها بمنطقه كانت غير مؤهله بالسكان كذالك محل بقاله صغير جوار وظيفته الحكوميه يستكمل بها احتياجات المعيشه الخاصه به هو وطفل بعمر عواد يدرسلو رفضت وقتها كان سيظل عواد قعيدلكن كانت تضحيه منها فى نظرها بسيطهلكن عواد إستكبرها عاشت معه بنصف قلبنصف مكسور كلمه من عواد كفيله بجبره ونصف كانت تحاول به أن تتعايش مع من حولها حتى إنجابها ل غيداء فقدت زهوته بقلبها
أحيانا أنها ترفض أن غيداء أصبحت صبيه
مازالت تعاملها على انها طفله صغيره تخشى عليها أن تصبح مثلها ويشيخ قلبها وهى صبيه مثلما حدث معها سابقاهرم قلبها قبل آوانه
بخطى متهاديه على الشاطئ كانت تسير فاديه
بداخلها تسخر من نفسها لما آتت اليوم للقاء فاروق لما لم تتحجج بأى شى كما فى المرات السابقه ولم تأتى هى أنهت فاروق من حياتها لكن ربما آتت اليوم هنا لنفس المكان التى كانت تتقابل به مع فاروق كى تتذكر
احلامها وأمانيها اللتان دهسهما فاروق أسفل أقدام الخذلان ضحكت بتهكم حين إقترب فاروق منها ومن تلك الشمس التى تنعكس على سواد
عيناه قديما كانت تراها بنفس المنظر لكن كانت بتفسير أنها لؤلؤه سوداء مشعهكانت تشع بالغرام لها
لكن الآن تراها عتمه سوداء بها لمعه ستنطفئ بعد لحظات
حتى تلك البسمه تغيرت عن بسمته القديمه التى كانت تعطيها أمل أن يجتمعان معا ويعود الود والصفاء القديم بين العائلتين فهو بالنهايه إبن خال والدها الأخ الوحيد لجدتها ف صابرين وعوادبالماضى كانا أخوه لكن تدخل بينهم الطمع خال والدها الذى أضاع الأخوه بسبب الطمع بقطعة أرض سڤك من أجلها دماء لم تكن بريئه كما برر هو لنفسه وقتها الأرض مقابل العرض
لا ليست فقط مقابل العرض بل مقابل حقن الډماء
مروان كان فارس ودافع عن حبه ل صبريه
أما هذا كان متخاذل بجداره حتى لم يبرر لها موقفه وقتها تفاجئت به يتزوج بأخرى هدم حب خمس سنوات بلحظه وتقبل أخرى بحياته لتتقبل هى الأخرى بعدها حياتها مع أول شخص تقدم لها بالزواج ولسوء حظها كان الأخ الأكبر لزوجة فاروق كانت ترى أحلامها وامانيها معه يحققها مع غيرها حتى لو لم يكن سعيد لكن هو من إختار التخاذل من البدايه
أصبح فاروق أمام فاديه مباشرة يبتسم قائلا
كنت خاېف تعتذرى زى الفتره اللى فاتت بأى حجه
ردت فاديه بصراحه مكنتش هاجىبس قولت أعرف سبب إصرارك بالشكل إننا نتقابل
تنهد فاروق قائلا
فى سبب قوى جدا يا فاديه تحبى نتكلم وإحنا بنتمشى ولا نروح نقعد فى مكانا القديم عالصخور
تهكمت فاديه قائله
لأ خلينا نروح نقعد عالصخور
بعد لحظات كان الإثنان أمام تلك الصخور القريبه من الشاطئ
حقا أختلفت مع السنوات لكن مازال جزء من تلك الصخور موجود حتى أن فاديه تهكمت بداخلها على ذالك المنظر شاب وفتاه بمثل عمرهما هى وفاروق بالماضى كانا يجلسان على الباقى من تلك الصخور تذكرت أغنيه قديمه
ل شاديه تصف بها ذالك المشهد أغنية أقوى من الزمن
لكن المقطع الذى جاء لرأسها
روحت تانى للمكان فكرنى بكل حاجه وباحلى سنين هوايا روحت تانى للمكان لقيت اتنين بدالنا عايشين نفس الحكايه ضحكه ماليه عنيهم رعشه باينه فى ايديهم عايشين نفس البدايه ضحكتهم يا ترى فرحتهم يا ترى هيخليها الزمان دنيا وبتلف بينا ترسم ضحكة عنينا وتدينا الامل نغنى للامل ونعيش ويا الامل ويتغير الزمان يتبدل المكان
تنهدت بسخريهفعلا خدعتها الأمانى فهل هذان الإثنان قد تخدعهما الأمانى أيضا حتى انهم فعلا مثلما كانا يفعلان فى الماضى حين يقترب من
مكان جلوسهم أحد ينهضان
بينما فاروق أخذ الأمل من هذان اللذان ذكراه بالماضى وتبسم حين جلست فاديه وهو جوارها ظل السكوت لدقائق الى ان قطعه فاروق پصدمه قائلا
فاديه أنا مشاعرى إتجاهك عمرها ما أتغيرت عارف إنى كنت فى الماضى متخاذل وخذلتنا إحنا الإتنين لما إستسلمت وافقت والدى إنى أتجوز من سحر هى أفضل المناسبين بالنسبه ليا لكن عمرى ما كنت سعيد ولا إنت كمان كنت سعيده مع وفيق اللى كان بيشبهنى كتير وخذلك فاديه لو تدينى فرصه تانيه نرجع من تانى فاديه وفاروق العشاق اللى كان المكان ده شاهد على حبهم
تهكمت فاديه قائله
بس إحنا مبقناش نفس الإتنين الصغيرين يا وفيق
قاطعها فاروق قائلا پحده قليلا
أنا فاروق يا فاديه مش وفيق
تهكمت فاديه على تسرع فاروق وتصحيح ذلة لسانها المقصوده منهاوقالت
شوفت حتى رغم إنفصالى عن وفيق من شهور بس لسانى لسه متعود على سيرتهفاروق الماضى إنتهى وإحنا كمان كبرنا مبقناش الولد والبنت اللى بيبنوا بيت عالرملهوالاحلام السعيدهوهما عالهم بسيط ميعرفوش ان أقل موجه تهدم البيت ده
تسويه بالارض كأنه مكنش موجود من أساسه الواهىهات من الاخر
تنهد فاروق بتردد وترقب قائلا تتجوزينى يا فاديه
على شاطئ آخر
كانت الشمس تستعد للرحيلأو تقريبا رحلت للغد وأصبح رواد الشاطئ يضبون خيامهم الصغيره الشماسى ويرحلون
جلست غيداء أرضا
جلس خلفها فادى ينظر لها لدقائقملامحها تبدوا واجمه كذالك عينيها لم تكن بنفس البريق السابق
قطع فادى الصمت قائلا
غيداء وحشتنى أوىمتعرفيش قد أيه فرحت لما لقيت إسمك على شاشة الموبايل
تهكمت غيداء ونظرت له بحنق قائله
بلاش الأسطوانة القديمه دى يا فادىخلاص غيداء الغبيه فاقت على حقيقه مره أنا جايه النهارده عشان اقولك إننا لازم نتجوز رسمى فى أقرب وقت
تعجب فادى وكاد يتحدق بمراوغه
غيداء أنا
قاطعته غيداء قائله
تعجب فادى قائلا
بتقولى أيهده محصلش اللى حصل بينا انا بعترف إنه كان غلطنا إحنا الاتنينبس
قاطعته غيداء قائله
بس أيه اقولك انا بس أيهبس أصبح لازم نتجوز رسمى وبسرعه كمانلأنى حامل ومش ناويه أتحمل الغلط اللى حصل لوحدى لانى الطرف اللى كان ضعيف وساذج
ذهل فادى ولا ينطق حين سمع قول غيداء انها حامل
صمت فادى رغم ضعف غيداء لكن تمثلت بقشره قويه امامه قائله
أنا حامل يا فادىومش عاوزه ندخل فى مناوشات وفضايح قصاد بعض فى المحاكم لأن بإختبار dna
قالت غيداء هذا ونهضت واقفه تكمل بټهديد
القرار لغاية دلوقتي لسه فى ايدك قبل الفضايح ما تبقى عالملأوندخل فى حوارات ملهاش آخرأنا غلطت وإعترفت بغلطى بس مش هشيل الذنب لوحدىقدامك يومين بالظبط وتتصل عليا تقولى قراركأنا كنت أقدر أنزل
الجنين من غير ما حد يعرف بس مش انا اللى أصلح غلط بعلط على نفس المستوى
قالت غيداء هذا ولم تنتظر رد فادى الذى أمسك حفنه من الرمال وألقاها پغضب غير مصدق أن من كانت تجلس أمامه قبل قليل هى تلك الرقيقه التى كان يتلاعب بهاظهرت خباثة حواء
بعد مرور يومين
بمنزل زهران بالبلده
كان الجميع موجود ببهو المنزل لحضور
عقد قران
فاديه وفاروق
كان من بين الحضور أيضا
وفيق وماجده اللذان اتيا بعد أن إتصلت عليهم فاديه بنفسها ربما ما سيحدث الآن ليس إنتقاما من فاديه بل هو رد إعتبار لها ولكبريائها وحقها الذى
هدر سابقا
﷽
الموجه_التاسعه_والثلاثون
بحر_العشق_المالح
قبل وقت بنفس اليوم
صباح
على الطريق السريع بين الاسكندريه والبحيره
نظر عواد ل صابرين التى تجلس جواره كانت تتكئ براسها للخلف على مسند مقعد السياره صامته تنظر الى الطريق عبر الشباك المجاور لها بشرود شعر عواد بوخزات قويه بساقيه كآنها أصبحت مخدرهيشعر أنه يكاد لم يعد يستطيع السيطره على حركتهم فوق مكابح السيارهيشعر بضعف يكره أن يراه به أحدوبالاخص صابرين التى نظر لشړوها بالطريق غص قلبهلكن خشى من ذالك الخدر الذى يشعر به ان يفقد السيطره بلحظه على مكابح السياره لم يعد هنالك داعى للمجازفه توقف فجأه بالسياره
إرتد جسد صابرين للأمام قليلا لكن وضعت يدها على تابلوه السياره ثم أعتدلت تنظر ل عواد پغضب قائله
فى أيه الطريق قدامك فاضى وقفت العربيه بالشكل المفاجئ ده ليه
رسم بسمه إستفزازيه
متابعة القراءة