بحر العشق المالح بقلم سعاد محمد سلامه

موقع أيام نيوز


سمعت صوت إغلاق باب المطعم خلفها نظرت نحو 
ولكن سرعان ما كان يملأ المكان

أضويه ملونه من شموع لها رائحه ذكيه وورقات زهور منثوره على الأرض وبالونات بالوان مختلفه بها أضويه لمعت عين الصغيره ودت أن تلعب بتلك البالونات المنثوره على الارض بالفعل أنزلت فاديه الصغيره التى فرحت باللهو بتلك البالونات 

بينما ظهر ضوء آخر على مكان بالمطعم 
وظهر رائف يقول 
تتجوزينى يا فاديه
رغم تلك الطعنه التى تشعر بها فى قلبها وتلك الدموع التى تلألأت بعينيها لكن كان الجواب مباشر ومختصر 
لأ 
ليس الرفض فقط بل خرجت سريعا من المطعم حتى أنها تركت ميلا تلهو بالبالونات الملونه 
جلس رائف على إحدى المقاعد يشعر بإنسحاب فى قلبه ظل شاردا لدقائق فاق على صوت فرقعه ثم تلاها بكاء ميلا 
نظر لها وجدها تبكى على تلك البالونه التى إنفجرت بيدها نهض من مكانه وذهب نحوها وإنحنى يحملها غص قلبه أكثر
حين قالت ماما 
لكن سرعان ما فتح باب المطعم ودخلت فاديه بلهفه تشعر بندم أنها تركت ميلا
قائله بترقب لرد فعل رائف 
ميلا 
للحظات توقعت أن برفضها الزواج من رائف قد يتمسك ب ميلا ولا يعطيها لها لكن رائف فعل عكس توقعها حين إقترب من مكان وقوفها ومد يده لها ب ميلا 
التى سرعان ما أخذتها منه وضمتها تقبل وجنتها كآنها تعتذر منها ثم غادرت المطعم بينما تهكم رائف على حاله لكن بلحظه إبتسم مازال هنالك أمل ولا مانع من إستخدام بعض الوسطاء 
بحر العشق المالح ل سعاد محمد سلامه 
من الفصل الرابع والخمسون الى الثامن والخمسون 

الموجه_الرابعه_والخمسون 
بحرالعشق_المالح
بعد مرور شهرين 
صباح 
بمنزل والد رائف
نظر صادق ل رائف الذى يعبث بطبق الطعام أمامه شارد الذهن هو على يقين بما يؤرق رائف إنها تلك الجميله فاديه فبعد ما مر عليه من تجارب وأناس أصبح لديه ملكة فهم النظرات هو فهم نظرات رائف ل فاديه من أول مره جائت مع صابرين لهنا حتى أنه وقتها تعمد التقارب منها وأصبح الأثنين أصدقاء بينهم ود يشبه الأب وإبنته فرح قلبه حين رأى تآلف خاص بين فاديه وميلا الصغيره التى تيتمت باكرا وجدت حضڼ فاديه لها بديل كذالك فاديه بعد أن علم حكايتها من تحيه شفق عليها تمنى لو كان تبدل القدر وتقابل رائف مع فاديه قبل أن تأخذ الحياه كل منهم بإتجاه يجني من خلفه فقدان المشاعر فقط نية الإستمرار بزواج حتى لو كان ظاهري من أجل تجنب خيبات لكن بالنهايه شاء القدر وكانت الخيبه من نصيب فاديه تلك الخيبه التى جعلتها تخشي خيبه أخرى أو بالأصح فشل آخر حتى رائف كان زواجه عقلانى أكثر دون مشاعر أو مشاعر واهيه لو كان طال الوقت كان فشل زواجه هو الآخر بسببها 
تنهد بغصه قائلا پحده
إنت هتفضل قاعدلى كده فى البيت زى الحدايه اللى بترقد لخطڤ الكتاكيت 
نظر له رائف بإستغراب قائلا
حدايه!
إستهزئ صادق قائلا
طب ياريتك حدايه عالأقل أهى أنثى 
تنهد رائف يقول
وأنا هعمل أيه ربنا خلقنى راجل وحضرتك على عكس بقية البشر بتحب البناتيعنى أروح أعمل عملية تحويل عشان أعجب حضرتك وتطيق قاعدتى فى البيت من غير ما تتضايق منى 
ضحك صادق قائلا
بتهزر يا حمارعملية تحويل أيه دى كمانأنا قصدى أتجوز أهو يبقى
معانا نفس لطيف فى البيت 
وضع رائف المعلقه على طبق الطعام قائلا
والله نفسيبس صاحبة الآمر رفضت 
نظر له صادق بسخط قائلا بتهكم
هى رفضت وسيادتك طبعا إستسلمت وأعلنت الرايه البيضه من اول جوله 
تنهد رائف بيآس
يعنى عاوزنى أخطفها ولا أتجوزها بالإجبار 
بحماس رد صادق
أيوا يا غلطة عمرى لو وصل الأمر أخطفهالكن مش تستسلم من الاول كدهما يحق لها تصر على رفضها بعد ما شافتك محاولتش مره تانيه يبقى مكنش ليها أهميه عندك 
نظر رائف ل صادق بتفكير ثم قال
وكنت هحاول مره تانيه إزاي بقى وهى من وقت ماطلبت منها نتجوز وهى رفضت بتتجنب أى مكان أنا فيهحتى بنت بتبعتها مع هيثم وهو الوسيط بينا بأي شآن يخص ميلا 
تهكم صادق قائلا
ربنا بلاني بإتنين رجاله أغبيه إن كان إنت ولا الغبى التانى عواد بس عالاقل كان عواد معذور بسبب مرضه لكن إنت بقى معندكش أى عذر غير إنك غبي وأستسلمت لأول موجه لمست رجليك وهربت ورجعت لل الشط فين روح التحدى لازم تتحدى رفضها وتحاول تانى وتالت بدل ما ټندم بعد كده شوف صابرين عملت أيه وسافرت ل عواد تتحدى كبرياؤه اللى منعه أنه يعترف لها أنه محتاج ليهاإنت كمان إعمل زيها ومتأكد فاديه وقتها هتتأكد إنك شاريها مش مجرد عرض إترفض وإنتهىصابرين تفرق عنك أيه يا بآف ياريت تكون فهمت يا غلطة عمرى 
أماء رائف رأسه فى البدايه بإقتناع لكن سرعان ما نهض من مقعده واقفا ينفخ على صدره يشعر بآلم حړقان قوي قائلا 
أنا هزيت راسى إنى فهمت لازمته أيه ترمى على فنجان القهوه 
جذب صادق كأس عصير قائلا 
مزاجي كده وعشان تحس كمان بحړقان فى صدرك بالنسبه لقلبك ولا حاجه 
نظر له رائف يقولهو صحيح الجو برد بس كنت رميت عليا كوباية العصير ترطب صدرى 
رفع صادق كأس العصير على فاهه يحتسي منه بتلذذ

ثم قال
لا كوبايه العصير دى أروق بها مزاجى اللى إنت عكرته عالريقيلا شوفلك طريق 
رغم شعور الحړقان لدى رائف لكن كاد يجلس مره أخرى لكن نهره صادق پعنف
أيه هتعمل أيهإنت هتقعد ولا أيه
نظر رائف للطعام قائلا
آه هقعد أفطر 
نظر له صادق بضيق قائلا
لأ مفيش فطوريلا غور من وشى وإعمل حسابك قدامك أسبوع لو مقدرتش تقنع فاديه إنها ټنتحر وتوافق تتجوزك متدخلش البيت ده تاني 
نظر رائف بذهول ل صادق قائلا 
أسبوع طب قول شهر دى محتاجه معجزه 
نظر صادق له بأستهزاء قائلا بتأكيد 
قدامك أسبوع أستغله ويلا شوفلك طريق وسيبنى أروق نفسى بالفطور اللذيذ ده بصراحه
اما بتقعد معايا عالسفره خلقتك بتسد نفسي بتحسينى بغلطة عمري 
تهكم رائف ببسمه قائلا
أنا ماشي هفطر فى المطعم بتاعي وبعد كده هقول للعمال فى المطعم أما
بابا صادق يجي هو وأى حد من أصحابه يدفع فاتورة مضاعفه انا مش فاتح المطعم تكيه لأصحابك الفنانين اللى مش لاقين ياكلوا ماليش دعوه ده مكان أكل عيش 
بدأ صادق يتناول الفطور بتلذذ قائلا بسخط 
مكان أكل عيش وبالنسبه الهندسه اللى درستها دى أيه 
تهكم رائف قائلا 
هندسة أيه اللى تأكل عيش هقبض كام يعنى المطاعم بتكسب أكتر حتى قدامى مطعم فى منطقه جديده هشتريه ويبقى فرع جديد لسلسلة المطاعم 
تهكم صادق قائلا 
طبعا أنت فاشل اساسا فى الهندسه آخرك تفبرك شوية صور لكن ملكش فى الابداع وبعدين بطل رغي وغور من وشى روح غير هدومك وبعدها شوف طريقك 
مد رائف يده على طبق الطعام قائلا 
طب أفطر الاول 
ضړب صادق رائف على يده قائلا 
قولتلك لاء شوف طريقك 
إدعى رائف القمص وهو يغادر المكان قائلا بمزح 
إنت لو جايبني من الملجأ كنت هتعاملنى احسن من كده مش هحسبن عليك فى النهايه إنت برضوا بابايا 
سخر صادق قائلا بإمتعاض وبتكرار 
بابايا لاء انا متبري منكلحد ما فتوش ترضى عنك 
ترك رائف صادق الذى ترك الطعام مبتسما يشعر بسعاده يتمنى ان ينال رائف فاديه وتعطي لحياته مذاق آخر يبدأ معها بتكوين عائله حرم منها وهو صغيرحاول صادق تعويضه عن فقدان والداته حاول إطفاء المزح بينهم أنه صديق له كان يشعر بوحده بفترة ذهاب رائف ل لندن
من أجل العمل تلك الفتره التى كون فيها رائف بعض المال الذى ساهم فى تحسين حياتهم المعيشيه أصبح لهم منزل أكبر ورفاهيهرائف تحمل معه مصاعب الحياه منذ طفولته كان يعمل كى يستطيع المساعده بمصاريفه الدراسيه آن آوان أن يجني قلب رائف السعادههو حرضهلكن لن يترك السعاده تبتعد عنه لو وجب الأمر سيتدخل بنفسه لإقناع فاديه 
بشقة فاديه
رفع هيثم ميلا من على الأرض وشاغبها باللعب فى خصلات شعرها قائلا 
يا بنت إنت عامله زى كدابين الزافه ماشيه وراء الماشى تودى الرايح وتجيبي الجاي يا بنت أنا بقيت بتكعبل فيك خاېف أدوسك وانا مش واخد بالي 
هبشت ميلا بيديها وجه هيثم تتلوى تود أن يتركها تسير كما تشاء 
شعر هيثم بآلم طفيف بوجه وأنزل ميلا التى ذهبت نحو المطبخ باكيه 
سمعت بكائها فاديه وضعت الذى بيدها فوق طاوله بالمطبخ وتوجهت نحوها وحملتها تقول لها 
بتعيطى ليه يا ميلا 
أشارت ميلا بإصبعها الصغير نحو هيثم الذى دخل خلفها مبتسما تقول بتهته 
هثم 
تبسمت فاديه على مكر تلك الصغيره قائله 
هثم عملك أيه 
فهمت فاديه شكوى ميلا أنه شد شعرها 
ضحك هيثم وهو يضغط على إصبع ميلا قليلا قائلا 
البت دى كدابه أنا يدوب لعبت فى شعرها غير إنها هبشتنى ووشى بيحرقنى بسببها البت دى آفاقه بتفكرنى ب صابرين أختى كانت ماشيه بنظام ضربنى وبكى وسبق وأشتكى كانت تضربنى وبعدها تروح ټعيط ل بابا إنى بفتري عليها ميلا نفس الفصيله 
تذمرت ميلا من ضغط هيثم فوق أصبعها وأكملت بكاء تنظر ل فاديه بمعنى صدقتى أنه كاذب ها هو يضغط على إصبعي بقوه 
ضحكت فاديه وقبلت إصبعها قائله 
معليشي هيثم غلطان إعتذر وبوس راسها يا هيثم 
ضحك هيثم قائلا
يعنى تخربشنى وكمان أعتذر ليهاماشي هعتذر عشان أنول رضا ميلا الجميله أم فراشات بتنور فى شعرها ومش بس أبوس راسها أبوس إيديها كمان 
إبتسمت ميلا وهى ترى دلال هيثم لها وذهبت له ليحملهاوجلس على أحد مقاعد طاولة الطعام ووضع إحدى اللقيمات الصغيره بفم ميلا ضاحكا يقول بتريقه
يلا اللقمه دى هتفضل تمضغ فيها ساعه بحالها تجيبها يمين شويه وشمال شويه وفى الآخر تبلعها من غير مضغ والله لو تبلعها من البدايه أفضل 
ضحكت فاديه وهى تجلس بالمقعد المجاور ل هيثم يسود بينهم حديث مرح وحتى آتت سيرة صابرين مره أخرىتنهد هيثم بحنين لكن أدار دفة الحديث قائلا
نسيت أقولك رائف إتصل عليا من شويه 
شعرت فاديه بوخز فى قلبها قائله
أكيد بيفكرك النهارده معندكش محاضرات عشان تودى له ميلا يشوفها 
شعر هيثم بالآسى على حال فاديه التى تبدوا وضوح لديها مشاعر ل رائف مع ذالك تحاول إخفائها او بالأصح طمسهاوهى تراوغ بالحديث بناحيه أخرى قائله
أيه رأيك نتصل صابرين عيد ميلاد بابا الستين بعد عشر أيام وده لازم
له حفله كبيره أوى صحيح صابرين مش هتبقى معانا هتصل عليها يمكن

نلاقى عندها فكره جديده نعملها مفاچاه ل بابا 
إبتسم هيثم بموافقه بالفعل هاتفت فاديه صابرين
لندن 
فتحت صابرين عينيها على صوت رنين هاتفها رفعت رأسها عن صدر عواد ونظرت لوجهه هو مازال نائم تنهدت ببسمه ورفعت يده الذى كان يضم جسدها بها وتسحبت تنهض من على الفراش وأخذت الهاتف وأخفضت صوته ثم جذبت مئزر وإرتدته وخرجت من الغرفه توقفت بردهة الشقه وأزاحت تلك الستائر عن ذالك الشباك الزجاجى رأت هطول الثلوج التى تشبه قطع القطن االأبيض وردت على الهاتف تستمع لتريقة فاديه 
يعينى نموسيتك بينك مش كحلى طبعا على ما أفتكرتى تردي ما
 

تم نسخ الرابط