رواية غيوم ومطر بقلم الكاتبة داليا الكومي

موقع أيام نيوز


مع
ان راتبه كان كبير مقارنة برواتب الشباب الكادحين في مصر الا انه لم يصل حتى الي عشر ما كان يتقضاه في دبي....ضحى بمنصبه الهام كمدير للفندق وعاد للبدء من البدايه ...تضحيه اخري تضاف الي تضحياته....رفض البقاء بعيدا عنها بعد الزواج فهو كان يعلم انها لن تستطيع ترك دراستها ومرافقته في غربته فعاد هو ليكون الي جوارها ...لم يندم لحظة واحده علي أي شيء فعله فهو كان يحبها .....

الان الوقت عاد للمرور بسرعه رهيبه ...نظرية نسيبة الوقت مجددا ... فالوقت المتبقي علي دخلتها كان يمر وكأنه يركب صاروخ..فريده انهت امتحاناتها النهائيه بتفوق كعادتها ....وعمر انتظر حتى اطمئن انها ارتاحت جسديا وفكريا من ارهاق الدراسه وبدأ يطالبها بتحديد موعد للډخله ... الامور تحسنت كثيرا ...احمد اصبح شبه متعافي ومصاريف غسيله الباهظه ازيحت من علي كاهلهم .. وعمر استقر في عمله الجديد وبتكفله بكل مصاريف فريده لانها اصبحت زوجته شرعا عادت الحياه الي الاستمرار وتمكنوا من الصمود بطريقه جيده كما كانوا يفعلون دائما...... 
فريده انتى مش خلصتى ...كده يا عفريته مسألتيش علي 
فريده القت بنفسها في جدتها شريفه التى احتوتها بحنان بالغ ... عيناها اغرقت بالدموع فهى كانت تعلم انها مقصره في السؤال عليها ... واليوم جدتها فاجئتها وقدمت لرؤيتها ...كانت تعلم انها تريد محادثتها في خصوصيه فهى اختارت ان تحدثها في غرفتها الخاصه ...جدتها ربتت علي رأسها بحنان ..ثم قالت ... فريده.. اكيد انتى عارفه انا جيت ليه النهارده ... اكيد عشان وحشتونى لكن الاهم عشان افهم ...فريده انتى حفيدتى وبحبك جدا لكن عمر كمان حفيدى وبحبه زيك بالظبط ...انا خاېفه يا فريده تظلمى عمر وانتى مش حاسه ...مش كفايه عرفانك له بالجميل ده مش سبب للجواز...عمر بيحبك ومستعد يعمل اي حاجه عشانك... لا مش بس بيحبك ده بيتفانى في حبك انتى بقي يا فريده مستعده تقدمى له ايه ...
مع سؤال جدتها فريده شعرت بالجفاف في حلقها ...موقفها من عمر مفضوح لدرجه كبيره ... ومن الواضح ان الجميع يعلم وعمر فقط الذى يعتقد انها سعيده ولكن جدتها الحكيمه هى التى تجرأت وواجهتها بحقيقة نفسها المتدنيه ... عمر ضحى لاجلها بكل ما يملك وهى حتى لم تفى بوعدها الي الان ... فريده احنت رأسها وقالت بخضوع ... مستعده ابقي مراته ..
شريفه نظرت اليها شذرا وقالت پغضب... مش كفايه ...لو هو ده كل اللي عندك تقدميه له يبقي تنسحبي من حياته من دلوقتى ...صډمته دلوقتى هتكون اخف كتير من بعد كده ....انا هسيبك لوحدك دلوقتى وفكري مع نفسك ...لو مقدرتيش تعرفي هتقدمى لعمر ايه بلغينى وانا هتصرف ...
جدتها غادرت غاضبه ووضعتها في مواجهه مع نفسها ...كانت تريها حقيقة مشاعرها وتعطيها الفرصه للتراجع ..ليس تعاطفا معها ولكن دفاعا عن عمر ...هى اعطت وعدا وستنفذه ...ستحاول ان تكون الزوجه المثاليه وستعطى نفسها لعمر كما وعدته ...لا بل ستجاهد بكل الطرق كى تحبه فهو يستحق اكثر من الحب... حان وقت الحسم فالتقطت هاتفها الجوال واتصلت بعمر ...صوت عمر الحنون المحب شجعها فقالت ... عمر ...
كعادته في كل مره يسمع صوتها كان يرحب بها بشده ويشكرها علي اتصالها به ثم يبدى الكثير من السعاده لكنه اليوم شعرانها تريد اخباره شيء ما... شجعها للاستمرار ... ايوه يا فريده عاوزه تقولي حاجه ...
ايوه ...يعنى مش عارفه اقول ايه...
عمر شعر بترددها فقال بحنان ... طيب ادينى أي اشاره وانا اساعدك ...
يعنى بخصوص معاد الډخله ...عمر هتف بلهفه ... المعاد... لو عليه انا عاوز النهارده ...فريده اجابته باستسلام... خلاص بعد شهر كويس ...
7 يونيك
الحب المطلق الغير مشروط...هكذا هو احساس عمر الان... كان في قمة سعادته ويشعر بنشوه شديده وهو يستلم يد فريده زوجته الحبيبه ليساعدها علي النزول من السياره امام شقة الزوجيه ....كم كان مخلص في اهتمامه بكل تفاصيلها فبعد تحديد يوم الزفاف فاجأها بفستان فضى شديد الاناقه والفخامه وطلب منها ارتداؤه ....فريده سألته بفضول وهى تتأمل الفستان الفضى .. ازاي بتختار الحاجات الحلوه دى وبتعرف مقاسي ازاي ... عمر تأملها مطولا وسألها بشغف ... الفساتين عجبتك ... فريده هزت رأسها بالايجاب ..عمر تنحنح ثم قال ... بنت صاحب الفندق في دبي عندها دار ازياء مشهوره وطلبت منها تساعدنى.... فريده هزت رأسها مجددا واكملت تأملها للفستان ...حفلة الزفاف كانت من ابسط ما يكون بناءا علي طلب فريده ... فعمر قد دعا افراد العائله المقربين للعشاء في باخره فاخره علي النيل في سهره امتدت حتى ساعات الصباح الاولي....وهى دعت صديقاتها المقربات ..لاحظت نظرات الاعجاب في عيونهم فالفستان كان تحفه فنيه وكأنه مصنوع من الفضه الخالصه وناسبها وكأنها مصمم خصيصا لها ....فريده كانت تبرق بهاله فضيه ورؤيتها لاحمد وهو سعيد ويرقص زادتها اشراقا ....عمر اوفي بجميع وعوده وخاض الصعاب كى يثبت انه يستحقها والان هو يساعد
 

تم نسخ الرابط