رواية صراع الذئاب بقلم ولاء

موقع أيام نيوز


أنينها الخاڤت ... تصرخ تارة ... تبكي تارة أخري ... تسب وټلعن قلبها الذي يأبي الإذعان له ... لم تتخيل أنها في يوما ما ستقع سجينة قلب علي رغم عشقه الكامن لها تعادله قسوته التي يمارسها عليها ...
تجلس في أحدي أركان تلك الغرفة المظلمة في القبو القابع أسفل ذلك القصر... يولج من نافذتها المرتفعة بصيص نور ... تضم ركبتيها نحو صدرها تعقد ساعديها مسندة ذقنها المبتلة من عبراتها المنهمرة ... وخصلات شعرها منسدلة ع ظهرها

فتح الباب لينبعث منه ضوء خاڤت لتولج الخادمة تحمل صينية الطعام ... وهي ترمقها بنظرات شفقة علي حالتها التي يرثي لها ... أنحنت لتضع أمامها الطعام ... فوجدت طعام الأمس مازال كما هو
_ صبا هانم ... أرجوكي كلي أنتي من إمبارح ماكلتيش حاجة ... قالتها الخادمة
لم تتفوه صبا بكلمة وأكتفت برفع رماديتيها الحمرواتين من كثرة البكاء ترمقها بصمت
فأردفت الخادمة قصي باشا لو عرف إن......
قاطعتها صبا بصياح دوي بكل الأرجاء أطلعي برررررررررره .... مش عايزين تسيبوني ف حالي ليه ... مش عايزة أكل ... سيبوني أموت عشان أرتاح وأريحه مني .... صاحت بها وهي تدفع صينية الطعام من أمامها ثم أخذت تبكي بشدة
زفرت الخادمة بسأم فأخذت صواني الطعام وغادرت ع مضض ليفتح لها الحارس الذي يقف بالخارج
صعدت الدرج متجهة نحو المطبخ كادت تصتدم بكنان الذي توقف وقطب حاجبيه وقال هي ماكلتش
الخادمة خالص من إمبارح وبوديلها الأكل لاقيتو زي ماهو ودلوقتي قعدت تصرخ ومش راضية تاكل
جز ع فكيه بحنق وقال روحي دلوقت وأنا هاتصرف
أومأت له ثم ذهبت
فأردف بصوت يكاد مسموع وقال غبية يا صبا أنا لغاية دلوقتي حايشه عنك عشان مينزلش ليكي ... زفر بسأم وهو يفكر واضعا يد ف جيب بنطاله والأخري يسند بها ع الجدار المرتفع .. لمعت عيناه ثم أخرج هاتفه وأجري مكالمة
_______________________
_ بداخل المشفي الحكومي العام ....
تركض ف رواق طويل يتفرع منه العديد من الغرف ... تجري أتصالا بصديقتها حتي أعطاها رسالة مسجلة بأن الهاتف غير متاح ... وزفرت بضيق .... ظلت تدعو الله بأن يشفي أباها
_ خديجة ... صاح بها آدم وهو يخطو سريعا نحوها
ألتفت إليه ... ليردف بملامح غاضبة مش قولتلك أستنيني أركن العربية وهاطلع معاكي !! ولا أنتي بتتصرفي من دماغك وخلاص
لم تعيره إهتماما وذهبت نحو تلك الممرضة التي خرجت من إحدي الغرف ممسكة بيدها تقرير ورقي 
_ لو سمحت أنا والدي جه عندكو وأتحجز ف العناية المركزه ... قالتها خديجة
نظرت الممرضة إلي آدم الذي كان يكظم غضبه ...ثم حركت مقلتيها إلي خديجه وقالت تمشي أخر الممر ده ع أيدك اليمين
أومأت لها خديجة وقالت شكرا ... ثم أسرعت بالذهاب حتي وجدت رحمة التي تقف بجوار طه الذي يستند بظهره ع الحائط ويعقد ساعديه أمام صدره
_ بابا حصله أي ... قالتها خديجه پخوف ولهفه وعبراتها تزداد
رحمة وهي تربت ع ظهرها أهدي يا خديجه وأدعيلو يقوم بالسلامه هم دخلوه العنايه ولسه منعرفش عنده أي الدكتور لسه جوه
وقف آدم بجوار طه وقال هو عم سالم حصله أي بالظبط

________________________________________

مسح وجهه بكفيه وقال كنت راجع من مشوار لاقيت رجالة الحارة شايلنو ع عربية الأسعاف مغمي عليه ونبضه ضعيف خالص
_ ربنا يقومه بالسلامه بإذن الله ... قالها آدم
طه يارب
خرج الطبيب وبرفقته ممرضتان قالت إحداهما لو سمحت ياجماعه ممنوع التواجد هنا عشان راحة المړضي
آدم من الطبيب وقال لو سمحت يادكتور الشيخ سالم حالته عامله أي دلوقت 
تنهد الطبيب وقال والله مكدبش ع حضرتك عنده إنسداد كلي ف الشريان التاجي أدي لذبحة صدرية ده غير تجمع الميه الي ع الرئة الي بنحاول نعالجه
أجهشت خديجة بالبكاء وقالت أنا عايزه أشوف بابا
الطبيب ممنوع الدخول يا آنسة الأوضة فيها أكتر من 6 حالات مش والدك بس
آدم طيب مينفعش يادكتور ناخده ع مستشفي خاصة 
الطبيب لو عايزين تنقلوه براحتكو بس مش هيعملولو حاجه أزيد من الي عملناه معاه
أومأ له آدم وقال شكرا لحضرتك ... ثم أخرج هاتفه ليبتعد ويهاتف أخيه يوسف 
______________________
_ ألو أزيك يا حسن
حسن كنان .. عاش من سمع صوتك
كنان معلش مسئوليات الباشا وأنتي مجرب وعارف ...بقولك عايزك ف مصلحة بس من غير ما عابد بيه يحس بحاجه
حسن أؤمر يا صاحبي
كنان عايزك توصلني بزينات مربية صبا هانم
حسن هو حصل حاجه ولا أي
كنان هتعمل الي بقولك عليه ولا أتصرف أنا
حسن حاضر ثانية واحدة هادخلها المطبخ وهديهالك
كنان طيب يلا بسرعة مستنيك
وبعد ثواني ....
زينات كنان بيه
كنان أيوه يا مدام زينات معلش عايزك تيجي القصر بسرعة
زينات بقلق وخوف صبا هانم حصلها حاجة
كنان لا هي بخير بس عايزك بسرعة ولما تيجي هفهمك ع كل حاجة
زينات حاضر مسافة الطريق وهاكون عندكو بإذن الله
كنان ماشي ... سلام
أغلق المكالمة ثم أتجه نحو غرفة المكتب طرق الباب ليأتيه صوته الرجولي
_ أدخل
فتح الباب ليولج إلي الداخل باشا
يقف أمام النافذة
 

تم نسخ الرابط