رواية ل اسما السيد

موقع أيام نيوز


تأكدت شكوكها
فتحدثت بسعادة بالغة إياد الجواب الجواب بتاعك
اللى انت ادتهولى زمان
فإتسعت ابتسامتة وكأن سعادتها اندفعت الية ليتشاركاها سويا
فآردفت آيات مستفهمة جبتة منين 
ظلت تومئ بالنكران وهى تقول مش ممكن مش معقول
تكون انت اللى اخدتة من اصيص الزرع
اجابها إياد وهو يبتسم بشحوب منى ادتهونى
فغرت آيات فاها بإندهاش ومن ثم اطبقتة ثانيتا

تنهدت بعمق قائلة همممم كنت شاكة فيها انها هى اللى اخدتة
من ورايا لانها هى اللى كانت موجودة معايا فى الشقة وانا بخبية
ومن ثم تحدثت مستفهمة بس هى ادتهولك امتى
آجابها إياد قائلا بعد جوازنا وبنفس اليوم
اللى اكتشفت فية شخصيتك
ومن ثم استطرد ساخرا لاء وتعرفى قالتلى اية وهى بتدهونى
صمتت آيات لتدعة يستكمل ما يود التحدث بشأنة
فأسترسل إياد قائلا اتهمتك انك
على علاقة بشاب من آيام دراستك بالكلية
وانك بتحبية ومازلتى على علاقة بية حتى بعد جوازك من مصطفى
وان بينكم جوابات ومقابلات وغراميات
وانها مقدرتش توصل الجواب دة لمصطفى
وطبعا مقدرتش تقولة كل دة
لانها كانت ممنوعة من الطلوع عندنا من بعد اللى عملتة فيكى
انهمرت الدموع من عينيها والتى تجمعت بداخلهم اثناء سردة
فشهقت آيات من بين دموعها ومن ثم قالت بصوت مبحوح 
تعرف لو كان الجواب دة وصل لايد مصطفى
وكانت قلتلة كل الكلام اللى قالتهولك دة كان ممكن يعمل اية فية
ومن ثم تحولت نبرتها المبحوحة الى نبرة حادة قائلة 
دا كان صدقها كان صدقها على طول وموتنى من غير اى تفكير
مصطفى مكنش بيتأنى فى تفكيرة ولا فى قراراتة
إياد بحنق ومش كدا وبس دا كان هيعرف
خطى وبكدا كان هيظن فينا السوء
عارفة دة معناة اية وكانت اية هى العواقب
آيات بدون تروى كان معناه موتى وبأيدى مش بإيدة
لانى مكنتش هستحمل ان العداوة تنشب بين الاخوات
وبسببى موتى اهون من ان دة يحصل
إياد بإستياء وتموتى وهو فاكر انك زوجة خاېنة
آيات بحزن مصطفى مكنش هيصدقتى ابدا
استنكر
إياد جملتها قائلا وتفتكرى ان دة هيكون الحل
لاء دا فية ظلم كبير ليكى
ابتسمت آيات بفتور ومن ثم قالت انا اتحملت وضغط على اعصابى
سنة كاملة علشان دة ميحصلش مكنتش عايزة تحصل مشاكل بينكم بسببى
فشعر إياد ان الاجواء تنتقل الى الذكريات الحزينة وتتخذ مسارها الاليم
فغير مجرى الحديث قائلا بسعادة بس شفتى منى الغبية
كانت مفكرة انها بتثبتلى خېانتك لمصطفى ولية من بعد جوازنا
وهى متعرفش انها اثبتتلى انك وما زلتى باقية على حبنا
وذكرياتنا البسيطة اللى كانت بينا زمان
آيات بدفء برغم انها ذكريات بسيطة وقليلة لكن فضلت جوايا
فى قلبى وڠصب عنى بجد مقدرتش امحيها
من جوايا
ومقدرتش انى اتخلى عن الجواب بتاعك ولا امحية من الوجود
وفضلت محتفظة بية كل السنين دى
ومن ثم اردفت بأسف وانا بجد خجلانة من نفسى وزعلانة
لانى احتفظت بية وانا على زمة مصطفى
ومن ثم رفعت رأسها وكلتا يدها الى اعلى وهى تقول بخشوع 
سامحنى يارب واغفرلى خطئي
فأحتضن إياد يدها بلطف ومن ثم قال حبيبتى
ربنا رحيم بعبادة واكيد هيسامحك
ومن ثم اردف بحب توتة انتى مش واخدة بالك ربنا بيحبنا آد اية
بعدنا واتجوزنا اتعذبنا وفى الاخر اصبحتى من نصيبى انا
عايزة اية اكتر من كدا رضا من رب الناس علينا
تشابكت آناملها بأناملة ومن ثم قالت بنبرة رخيمة 
عايزة عايزة انك تفضل طول عمرك تحبنى تحبنى تحبنى
ابتسم إياد بخبث ومن ثم قال بمرح 
بس حب مش ممكن اعمل حاجة تانية
فضمت آيات حاجبها دلالة على عدم استيعاب مقصدة
فترك إياد يدها ونهض عن مقعدة وهو يقول بمزاح 
شكلك مش فاهم يانصة
ومن ثم انحنى حاملا إياها بين ذراعية وهو يقول 
تعالى ندخل اوضتنا وانا افهمك ياقمرى
آيات بإعتراض لاء يا إياد استنى بس شوية
لما نقطع التورتة فى الاول داانا تعبانة فى عمايلها
ابتعد عنها وحدثها بحب قائلا التورتة وللا انا
فأكتفى منها بإرخاء جبينها على جبينة ولذمت الصمت
خدودها احمرت وشعللت ڼار يانااااااس
توجست خيفة فطمأنتنى
تبعثرت خفقاتى فلملمتنى
شعرت بالوحدة فإحتويتنى
فهلا ترفقت بقلبى وتوقفت لبرهة عن حبى
لحين امكانى من التقاط انفاسى وجمع شتات حالى
وبعدها عاود وبقوة واغمرنى بمنتهى الرقة
البارت الرابع والاربعون 
وتوالت الآيام ومنى انجرفت فى تيار لا تعرف ماهيتة
لقد اقحمها ماجد بتجارتة القڈرة الغير مشروعة
فإنصاعت الى رغبتة رغما عنها خوفا منها على عائلتها
وبكل مرة ټلعن حالها ففضولها من تسبب اليها
بكل ما هى تخوضة بالاكراة
وكان ماجد يراقبها عن بعد خوفا منة بأن
تذهب هى وتبلغ الشرطة
مثلما فعلت نجلاء زوجة شقيقة سليم من قبل
ف ماجد ليس من الاشخاص التى تجازف ولا يحبذ ترك الامور للمجهول
فلحظة شرود واحدة يمكنها ان تحول النصر الى هذيمة
والسعادة الى حزن والرخاء الى شقاء والحى الى مېت
داخل شقة عبد الرحمن العطار
وهتروحوا تخطبولة العروسة امتى 
هكذا استفهمت منى من والدتها
فأجابتها كاميليا بسعادة يوم الخميس الجاى
سامح كلم ابوكى وابوكى وافق واول ما يخطبها هيبتدى
يوضب شقتة ان شاء الله
منى مندهشة شقتة هو سامح اجر شقة !!!
وخزتها كاميليا بخفة وهى تقول يابت فوقى آجر اية بس
مش عمك بدر كان واعد ابوكى من زمان
انة زى ما إدانا شقة ف العمارة هيدى شقة
لسامح اخوكى زى مصطفى الله يرحمة وإياد ربنا يحفظة
زادت دهشة منى فإستفهمت قائلة اية
شقة هنا فى العمارة فين دا مفيش شقق فاضي
بترت جملتها لثوان ومن ثم اردفت قائلة دا مفيش
شقة فاضية فى العمارة غير شقة مصطفى الله يرحمة
كاميليا مبتسمة ماهى دى الشقة اللى هياخدها سامح اخوكى
منى بحزن هياخد شقة مصطفى ويتجوز فيها
كاميليا بجدية ومالة وفيها اية مش بدل ما هى مسكوكة ع الفاضى
هتفت منى بحنق جارف قائلة لاء فيها ياماما
فيها اننا مبنلملمش البواقى من حد مش الاستاذ والحلوة بتاعتة
يسيبوها ويوضبوا الدور اللى فوق علشان يعيشوا حياتهم ويرمولنا
الشقة اللى ماټ فيها مصطفى
فإحتدت كاميليا قائلة نعم يااختى لمامة احنا بنلم يامنى
هى لقمة مرمية ع الارض وللا طبق طبيخ بايت
وبعدين وفيها اية لما اخوكى يسكن فى شقة مصطفى
وهو مصطفى مېت قتيل لا قدر الله دا مېت مۏتة ربة
فتأففت منى قائلة والنبى تسكتى ياماما انتى مش فاهمة حاجة خالص
دى هى اللى قټلت مصطفى هى اللى جلطتة وجابت اجلة
كاميليا بإمتعاض اخرصى خالص واوعى تتكلمى فى الحكاية دى
وخصوصا قدام ابوكى والله يمرمط بكرامتك الارض
ابن عمك الله يرحمة ماټ بسكتة قلبية وعمرة خلص لحد كدا
ومن ثم استطردت بحزن وسيبى الغلبانة دى فى حالها
دى ياعينى تعبانة بقالها فترة وخست خالص مبقاش فيها عشرة كيلو
على بعضهم وكل شوية يجيبولها الدكتورة فاطمة جارتنا
تكشف عليها وتكتب لها مقويات وعلاجات
ومن يومين داخت وكانت هتقع وهى طالعة شقتها
لولة عمك بدر كان راجع من الجامع ولحقها
منى بلا مبالاة ما كان سابها تقع ما يمكن المرادى تكون
الوقعة الاخيرة ونخلص منها وټموت وتريحنا
ضړبت كاميليا على صدرها وهى تشهق قائلة يالهوى انتى عايزاها تسقط
استنكرت منى اخر كلمة تفوهت بها والدتها فأستفهمت قائلة 
تسقط تسقط يعنى تقع ع الارض
كاميليا بمرح ييييييي علية هو انا مقلتلكيش
الكلام خدنا ونسيت اقولك ان آيات حامل فى الشهر الرابع
وقعت تلك الكلمة على مسامع منى كدوى الړصاص
ماذا تفوهت اقالت حامل غريمتى حامل
تهنئ وانا اتعذب تفرح وانا احزن تضحك وانا ابكى
تمر ايامها بسعادة وتمر ايامى پألم يفتك بى
أخرجتها كاميليا من شرودها الخبيث قائلة عقبالك يابت يامنى
امتى بقى تيجى تفرحينى بخبر حملك
خلينا نفرح انا وابوكى زى عمك ومراتة
دول طايرين بأيات طير وشايلنها كلهم على كفوف الراحة
ومن ثم استطردت بمرح قائلة وللا بطنها ياعينى لازقة فى ظهرها اللى يشوفها
استحالة يقول عليها حامل 
عقبالك يارب يامنى يابنتى نفسى اشيللك عيل قبل ما اموت
نهضت منى من مجلسها وهى تقول بحنق كفايا بقى كفايا
انا مبفكرش فى الخلفة دلوقت
قطبت كاميليا حاجبيها وهى تقول بإستياء 
لية يامنى يابنتى دا انتى فى الثلاثينات الحقى هاتيلك حتة عيل
كدا فرحى بية قلبنا وفرحى بية عيلة جوزك
فتأففت منى بحنق ولم تعقب
جذبتها كاميليا من يدها واجلستها الى جانبها
وغيرت مجرى حديثها قائلة بحب 
طب طمنينى اخبارك اية مع حماتك وجوزك واخوة
آجابتها منى بإمتعاض كويسة حماتى طول اليوم برة
وسيبالى الحمل كلة انا اللى اشيلة على اكتافى
كاميليا مبتسمة ومالة دا كدا احسن مش بدل ما تقعد طول اليوم
على قلبك تقرفك فى عيشتك واهو تطبخى براحتك وتنضفى براحتك
منى بأستياء وانتوا بقى مجوزنى علشان اطبخ واغسل وانضف
كاميليا بجدية ومالة يابنتى ما دى سنة الحياة
كل البنات كدا بتتجوز علشان تكون بيت وعيلة
ومفيهاش حاجة انها تخدم حماتها وتشوف طلاباتها
ماانتى شايفة آيات اهى مبتسبش رقية تمد ايدها فى اى حاجة
لولة بس الايام دى وحملها اللى تاعبها
مكنتش سابت مرات عمك هى اللى تطبخ
زفرت منى الهواء المحتقن ومن ثم قالت طيب طيب خلاص كفايا بقى
ومن ثم نهضت والتقطت حقيبتها اليدوية وهى تقول 
انا مروحة بقى يادوب الحق ارجع البيت علشان اطبخ
وسلميلى على بابا وسامح وباركيلة مقدما بالنيابة عنى
كاميليا بإستياء طب يابنتى مش هتطلعى تسلمى على عمك ومرات عمك
دول دائما بيسألونى عليكى اطلعى خمسة كدا واعملى الواجب
علشان ميزعلوش منك وبعد كدا ابقى امشى بالسلامة
وابقى فوتى علية قبل ما تمشى علشان انا شيلالك شوية حاجات
ابقى عدى خديهم وانتى مروحة
فإنصاعت منى الى رغبة والدتها وصعدت الدرج المؤدى الى شقة عمها
داخل شقة بدر العطار
استمعت رقية الى صوت عدة طرقات خفيضة على باب الشقة
فذهبت لتفتح للطارق فوجدتها منى
ضمتها بحب وقبلتها ورحبت بها بحفاوة
وبعد ان اخذت منى واجبها على اكمل وجة
واطمأن بدر ورقية على احوالها غادرت منى الى شقتها
ولكن رقية بفطنتها شعرت بأن منى بها تغيير وكأنها لا تشعر بالراحة
بعد اسبوع بداخل شقة سليم الفيومى
كانت منى تشرع بإعداد الطعام بحجرة الطهى الخاصة بها
استمعت الى كلمات تلك الاغنية الصادرة من جهاز التلفاز
التى تركتة مضئ حتى تنتهى من اعداد الطعام
فغادرت حجرة الطهى وجلست تستمع اليها بدون ان تنبس ببنت
شفة
ولكن دموعها من كانت تصرخ وتتألم آنذاك
كدا كدا ياقلبى ياحتة منى ياكل حاجة حلوة فية
كدا كدا هتمشى وتسيبنى وحدى فى الحياة والدنيا ديا
يعنى اية يعنى خلاص انا مش هشوفك تانى
مش هلمسك مش هحكى ليك عن حاجة تعبانى
كنت روحى لما كان جوايا روح
عمرى مااتخيلت انك يوم تروح
مش فاضللى منى غير حبة چروح
مع السلامة ياحبيبى وف امان
عمرى ما هقول يوم عليك ماضى وكان
عمرى ماانسى مهما طال بيا الزمان
غمرتها الاحزان وذكرتها كلمات تلك الاغنية بفقيدها
وحبيبها وابن عمها مصطفى فظلت تبكى بإنهيار تام
وآنذاك كان سليم يدلف الى داخل شقتة وحينما استمع
الى صوت تنفسها السريع العڼيف المتقطع والمصحوب بالبكاء
الټفت خلفة مسرعا فوجدها جالسة على الاريكة التى امامة
بحالة يرثى لها بوجهها المكفهر المتجهم
وعيونها الحمراء الذابلة من كثرة النحيب
وظلال الجفون الذى ترك آثرا غير محبب على وجنتيها
اخرقة الفزع عليها فأقبل اليها مسرعا
التقط كف يدها بحب وسألها قائلا مالك ياحبيبتى فيكى اية
لية بتعيطى كدا حد زعلك قوليلي وانا اهد الدنيا علية
رمقتة بحزن وهى تفكر بداخلها لماذا لم تكن هذة الكلمات الملموسة
نابعة من من عشقتة لماذا هذة اللهفة لم تراها بعيون من احبتة
وبغتة جذبت يدها پعنف من بين راحتة ونهضت مسرعة وما من ثوان
حتى خارت قواها وسقطت بين يدية مغشيا عليها
فقام سليم بحملها بين ذراعية متوجها بها الى حجرتهم 
وضعها على فراشها وهاتف شقيقة ماجد لكى يأتى ومعة الطبيب
واثناء فحص الطبيب الى منى ابتسم اليها بسعادة وهو يقول 
الف مبروووووك يامدام انتى حامل
اخرقها الفزع ودبت
 

تم نسخ الرابط