رواية ظلمها عشقا للكاتبة ايمي نور

موقع أيام نيوز

الاخبار اللى عندى
التفا هما الاثنان معا بحدة اليه بتتعالى امارات التوتر على ملامحهم وجسدهم يتجمد قبل ان يسأله صالح بتوجس ولهفة وهو
ينهض واقفا ومعه فرح
خير يا دكتور فرح عندها اى مشاكل الحمل فى خطړ عليها لو كده انا مش عاوزه انا اهم حاجة عندى فرح 
بسهولة كده هتستغنى لاا الظاهر المدام عندك غالية اوى
فورا ضم صالح فرح لجانبه بحماية قائلا بحزم تأكيد
طبعا مفيش عندى اهم منها ولو الحمل فيه ولو نسبة واحد فى المية خطړ عليها فانا 
قاطعه الطيب قائلا وهو يتراجع فى مقعده قائلا بابتسامة هادئة
لا ياسيدى مفيش اى خطړ عليها ونقعد كده ونهدى علشان لسه عندى ليكم كلام وتعليمات لازم تنفذ بالحرف
ثم اخد يعدد لهم تعليماته بعد ان القى عليهم بقنبلته والتى جعلتهم يجلسون فاغرين فاههم پصدمة وذهول واستمر معهم حتى بعد عودتهم للمنزل واخبار الجميع بأخبارهم السعيدة والتى تم استقبالها مابين مهنئ وسعيد وفرحة طاغية وبين حاقد مغلول ونفوس ضعيفة يتمنى زوال هذه النعمة منهم عدم اكتمال تلك الفرحة لهم ولكن كانت ارادة الله ومشيئته فوق كل شيئ وهو يمن على هذا الثنائى بنعمه ويحفظهم من حاقد وغادر
الخاتمة
ياحبيبى متقلقش كل حاجة جاهزة وبعدين انا مش عارفة انت قلقان كده ليه هو انا اول ولا اخر واحدة هتولد اهدى انت بس وخير ان شاء الله
خاېف اووى يافرح لا انا مش خاېف انا مړعوپ من بكرة انا عمرى فى حياتى ما كنت خاېف كده 
لم تستطيع البوح له بأنها تخشى هى الاخرى من يوم غد بل يكاد قلبها ان يتوقف ړعبا منه لكنها اسرعت باجابته بصوت مرح خفيف
ليه يعنى دى حاجة كل الستات بتعملها كل يوم ده حتى سماح اختى سبقتنى وعملتها وبتقولى هتصحى من النوم هتلاقى النونو جنبك وبعدين انا مش خاېفة من كده انا خاېفة من حاجة تانية خالص
رفع
وجهه اليها سريعا بأستفهام لتكمل مع ابتسامة مرحة
لما يعرفوا اللى الدكتور قاله لينا اظن بعد كده مش هنعرف نخبى تانى والعايلة كلها والحارة كمان هتعرف
محدش ليه عندنا حاجة وبعدين ابويا وامى عارفين وكده كفاية دول هما حتى اللى قالوا منعرفش حد
ساد الصمت لعدة لحظات قبل ان تتحدث قائلة بخشية وتردد
طيب اخوك ومراته مش هيزعلوا اننا خبينا عليهم خصوصا ان سماح اختى عارفة و 
ابتعد عنها صالح جالسا بأعتدال يقاطعها قائلا بنزق
اللى يزعل يزعل انا مش هدوش دماغى بحد دلوقت كفاية قلقى عليكى
نهض واقفا يكمل قائلا بحزم
انا هقوم احضرك الاكل وانتى ارتاحى خالص وريحى دماغك وتفكريش فى حد غير نفسك وبس
حاولت الاعتراض فهذه هى المرة الثالثة والتى يقوم بأطعامها فيها خلال ساعتين لكنها قررت الصمت بعد ان وجدته وقد تحرك بالفعل مغادرا الغرفة تعلم ان لا فائدة من اعتراضها ذاك تتبعه بنظراتها الهائمة وهى تبتسم ابتسامة صغيرة عاشقة له و سعيدة بأهتمامه بها تربت فوق بطنها بحنو هامسة بعد خروجه
ابوكم حنين اووى ياعيال هو انا بحبه وبعشقه من شوية وبكرة لما توصلوا بالسلامة هتشوفوا اد ايه هو احسن واجدع واحن راجل فى الدنيا 
شردت بعينيها للبعيد ومازالت تلك البسمة الحنونة فوق شفتيها تتذكر يوم تأكيد الطبيب لحملها وفرحة صالح الطاغية لكن لم يكن الطبيب قد انتهى من اخباره كلها حين تحدث اليهم يكمل لهم بصوته الهادئ ولكنه كان يحمل نبرة مازالت تتذكرها حتى الان قائلا
طبعا احنا لما كملنا رحلة العلاج الخاصة بيك يا استاذ صالح والحمد لله الامور مشيت تمام هنا كان دور مدام فرح وابتدينا معاها بالحقن المنشطة علشان نقصر من فترة الانتظار وكمحاولة كمان قبل ما نلجأ للحل التانى بس الظاهر ان 
قاطعه صالح بعدم صبر وتوتر يسأله
يا دكتور انت عرفتنا الكلام ده قبل ما نبتدى معاك فمن فضلك قول فى اى ايه لانك كده هتموتنى من القلق على فرح
ابتسم الطبيب يهز رأسه بتفهم قائلا بصدر رحب
مااشى هدخل فى المفيد شوف ياسيدى الحقن المنشطة اللى اخدتها المدام كانت سبب فى ان الحمل ميكنش فى جنين واحد 
هتف الاثنين معا بذهول ممزوج بالفرحة وبصوت واحد يقاطعانه
تؤام تقصد حصل حمل فى توأم
هز الطبيب رأسه بالنفى ليعقد صالح وفرح حاحبيهم بعدم فهم سرعان ما تحول لاتساع العينين ذهولا وافواه فاغرة من شدة وقع كلماته عليهم وهو يتحدث قائلا بتمهل كأنه يعلم وقع كلمات تلك عليهم
الحمل حصل فى كسين كيس فيه جنين واحد اما الكيس التانى فحصل فيه حمل فى اتنين
صدرت عنها ضحكة خاڤتة وهى تتذكر وقتها حين ظلت هى وهو يتطلعان الى الطبيب كأنه قد نبتت له رأس اخرى فجأة ودون تحذير يستمعا الى باقى تعليماته كأنه يتحدث بلغة اخرى غير مفهومة لهما يظلا على حالة الصدمة والذهول تلك حتى خروجهما من عنده ليلتفت اليها صالح يسألها بصوت مرتجف غير مترابط
بت يافرح هو اللى سمعته جوه ده حقيقى ولا ده عقلى وبيضحك عليا وبيسمعنى اللى نفسى اسمعه
التفتت اليه بعيون ممتلئة بالدموع قائلة بصوت باكى يرتجف هو الاخر من شدة الفرحة تؤكد له
حقيقى يا صالح ربنا حب يجازينا على صبرنا وعوضنا بكرمه
انا هبقى اب لتلاتة يعنى انا مش بحلم
يافرح مش كده!
اخذت تضحك وتبكى فى ان واحد تشاركه سعادته وفرحته معهم ايضا نظرات الجمع من حولهم ووجههم المتهللة بالفرحة و تصحبها ضحكات البهجة والسعادة لهم
تتم بعدها رحلة العودة بهم سريعا الى المنزل ليجدوا والديه يجلسون فى انتظارهم وعلى وجههم اللهفة والامل ليسرع صالح اليهم وهى ېصرخ بفرحة
حصل يابا حصل ياما وهبقى اب لتلاتة والله
اوعوا يا ولاد حد يعرف بدل ما تاخدوا عين من الحارة واللى فيها خلى فرحتنا تكمل على خير كده بأذن الله ولا ايه رأيك ياحاج
اسرع منصور يومأ برأسه بالايجاب مؤكدا على حديثها فورا قائلا
الحارة وغير الحارة محدش هيعرف غيرنا احنا الاربعة وبس
نظر الى انصاف نظرة فهمتها على الفور ومن ثم الى صالح والذى هز رأسه فورا موافقا بعد ان تفهمها هو الاخر و فرح ايضا قد فهمتها لكنها لم تعلق تلقى اليهم بموافقتها على كلامهم لكنها وفورا ان اختلت الى صالح داخل شقتهم حتى نادته برقة وتردد فيلتفت اليها صالح مبتسما بتفهم وحنان
قوليلها يافرح انا عارف انك مش هتقدرى تخبى عليها فانا بقولك اهو قولها وعرفيها بس اياك حد تانى يعرف انا بقولك اهو وانا هبقى اعرف عادل وانبه عليه هو كمان
حبيب قلبى ياناس اللى بيفهمنى من غير حتى ما اتكلم
انتى اللى حبيبة قلبى ونور عينى ودنيتى كلها يافرح واى حاجة تطلبيها او نفسك فيها تتنفذ فورا بس انتى تطلبى
وقد كان فمنذ حملها اصبحت مدللة الجميع هو وابويه يهرعون لتلبية احتياجتها فورا دون كلل او تعب حتى اخيه حسن قد كان يأتى مساء كل يوم بعد العمل للسؤال والاطمئنان عليها يمزح ويتحدث بلهفة عن استعدادته هو ووالديه لاستقبال مولود اخيه الاول لدرجة قد بعثت الشك فى نفس فرح فى البداية ولكن مع مرور الايام كانت ترى فرحته الصادقة فى عينيه ونظرة الحب والتقدير التى يتطلع بها الى صالح حتى بعد ان رزقه الله بمولودة الاخيرة وتنبه تحذيره الطبيب من حمل زوجته مرة اخرى لم يبالى او تنقص فرحته لهم برغم نظرات زوجته المغلولة الدائمة لها ومراقبتها تعامل صالح الحنون معها فى مرات اجتماعهم القليلة بعيون تنطق بالحقد سؤالها المتكرر عن نوع الجنين وعينيها تكاد تخترق بطنها بحثا عن اجابة لم تنالها حتى الان
اما شقيقته فلم تراها سوى مرة واحدة وحدثت قبل سفرها مع زوجها لاحدى الدول العربية للعمل بها بعد اصراره على ان تصحبه الى هناك برغم اعتراضها الشديد والذى لم تجد له اهتماما من احد لترضخ فى النهاية للامر وتنجب طفلها هناك وقد علمت من والدة زوجها بعدها وهى تفضفض وتشتكى اليها من معاملة زوجها الجافة والسيئة لها وان السبب اصراره على سفرها معه انه قام بجعلها تعمل هى الاخرى هناك بل انه يستولى على اجرها كاملا بحجة الادخار والعمل على مستقبل طفلهما وقد شعرت فرح وقتها ان حماتها تتندم وتشفق على حال ابنتها بعد زيارة شقيقتها لها ورؤيتها لكيفية معاملة زوجها لها وخوفه الشديد ومراعته وحبه الواضح لها فى كل تصرف يقوم به نحوها تمزج بصوت حزين يومها قائلة ان لا احد ينافس عادل فى اهتمامه بزوجته سوى صالح فقط
ابتسمت فرح
كفاية دموع بقى وتعالى شوفى انا جبتلك ايه
يب شوفى ولو مش هيعجبوكى هرميهم ياستى واجبلك حاجة تانية غيرهم بس شوفيهم الاول
والان مع المفأجاة الاهم والاحلى ولعيون ام ولادى وبس 
طيب ولا تزعلى نفسك ولا يهمك خالص احنا نرمى الهدوم ام ذوق وحش دى ونجيب غيرهم وعلى ذوقك انتى وبس يافرحتى بس المهم انتى متزعليش
رفعت وجهها اليه تهز رأسها بالرفض قائلة بصوت متحشرج ملهوف
لا انا عوزاهم دول حلوين اووى وعجبنى
ابتسم بحنو وانامله تزيح دموعها برفق قائلا
خلاص نخليهم انتى بس تأمرى بس ممكن اعرف ليه بقى بتعيطى
علشان بحبك وبحبك اكتر من الدنيا كلها 
انتبهت وافاقت من افكارها على دخوله الغرفة يحمل بين يديه صنيه محملة بالعديد من اطعمة لتهتف به معترضة
صالح انا مبقتش قادرة اكل تانى انا هشرب العصير بس
صالح وهو يضع الصنية بينهم ثم يجلس مقابلها قائلا بحزم
واللبن كمان وقبلهم هما الاتنين الاكل ده يلا فرح بلاش دلع كلها ساعة وهتبتدى صيام زى ما الدكتور قال
تذمرت تضم شفتيها بامتعاض لكنها لم تجروء على اعتراض كلامه تفتح فمها له بطاعة وهو يقوم بأطعامها بيده حتى انتهى اخيرا يقوم بابعاد صنية الطعام ثم يساعدها على الاستلقاء قائلا
يلا نامى انتى وانا هروح ارجع الحاجة دى المطبخ وارجعلك على طول
تشبثت بيده بلهفة وعينيها تتطلع له برجاء هامسة
لاا خليكى جنبى لحد ما انام انا مش عارفة هجيلى نوم اصلا ازى
كلمينى بقى لحد ما اروح فى النوم
اجابها بعد ان طبعت شفتيه قبل رقيقة فوق قمة رأسها قائلا بمرح
طب ما اغنيلك احسن دانا حتى صوتى حلو واظن انتى جربتى قبل كده
لا خليها بعد ما اولد علشان اعرف انافسك واقدر كمان اغلبك
اجابها صالح بخفوت بينما كانت انامله تتلاعب بخصلات شعرها بحنان وبحركاتها مهدئة جعلتها تسقط فى النوم سريعا
ولكن لم يكن سريعا كفاية حتى سمعت وهو يتحدث بصوت اجش مرتجف
وانا هستناكى بعمرى كله هستناكى يافرحة حياتى وحب عمرى ام ولادى
اتى يوم التالى واستعد الجميع للذهاب معهم الى المشفى وبرغم التوتر والخۏف السائد بين الحميع الا ان الامور قد تمت على خير وخرج اولادهم للنور صبيان وفتاة شديد الصغر والجمال وسط فرحة ودموع الجميع حتى صالح لم
تم نسخ الرابط