رواية ظلمها عشقا للكاتبة ايمي نور

موقع أيام نيوز

يسمعه او حتى تفوه بشيئ لېصرخ به شاكر پغضب من تجاهله هذا
جرى ايه أنور انا بكلمك ياجدع
اعتدل انور فى جلسته يلقى بمبسم ارجيلته فوق مكتبه پعنف ثم ينحنى نحوه شاكر يسأله بسخرية
قولى يا معلم شاكر فى حد قالك انى مختوم على لمؤاخدة قفايا
عقد شاكر حاجبيه معا بقوة يسأله بحيرة
مش فاهم لزمته ايه كلامك ده يا انور
نهض انور عن مقعده يلتف حول المكتب ببطء ومازالت تلك الابتسامة الساخرة فوق وجهه قائلا بتهكم
لزمته فضايح اختك يا معلم انور بعد ما كل الحارة شافتك النهاردة وانت جررها وراك زى الدبيحة ونازل بيها من بيت المعلم صالح جوزى الاولانى
قال جملته الاخير بتشفى ثم صدحت عالية ضحكته الساخرة فجعلت من وجه شاكر يشحب بشدة يتفصد وجهه بالعرق الغزير لكن انور لم يكتفى بذلك بل تقدم بجسده منه يستند بمرفقيه فوق ساقه قائلا
وجايلى انا دلوقت وتقولى موافق على جوازتك من اختى لا معلش انسانى وشوف لاختك حد غيرى يرضى بيها وبفضايحها
بتقولى انا الكلام ده يابن ال اختى اللى بتتكلم دى متحلمش تشتغل فى بيتها وعندنا خدام يابن اليا واطى
ولما هو كده جايلى تقولى اتجوزها ليه يا سيد المعلمين
الفصل الرابع والعشرون
كان يقف امام محل عمله يتابع سير العمل وهو ېصرخ فى العمال بعصبية شديدة حتى يسرعوا فى تفريغ الحمولة فكلما اسرعوا بالانتهاء كلما قربت لحظة اجتماعه بها حتى يستطيع اخيرا ان يبثها كل مافى قلبه لها ولن يخفى عنها شيئ بعد الان ولكن ما باليد فليس امامه الان سوى الانتظار اما انتهاء العمال او حضور شقيقه حسن حتى يتابع هو مجريات العمل
لتمر نصف الساعة اخرى على هذا الحال وكأنها مرور دهر عليه حتى تنفس الصعداء حين لمح شقيقه يهل عليه من ناحية المنزل بوجهه مكفهر وحاجبين منعقدين بشدة يلقى بجسده فوق المقعد ليظل يتابعه صالح بطرف عينيه قبل ان يسأله وعينيه لا تفارق سير العمل
ياريت بس لا ياخويا اهى راجعة مع امك فى الطريق كلمونى من شوية وكلها نص ساعة وتهل بنورها عليا وابوك هجيب شيخ الجامع علشان ارد يمين الطلاق وارجعها
استدار صالح اليه يسأل بشك وقد استغرب حالة اخيه ولم يستطع التصديق انه رافض بالفعل رجوعها اليه قد ظن ان تصميمه الشديد امامهم لم يكن سوى محاولة منه لحفظ ماء الوجه يخفى بها نيته
حسن انت فعلا مش عاوز ترجعها بجد كنت ناوى تكمل فى موضوع الطلاق ده
حسن وقد انقلبت ملامحه للنفور ومع نظرة قاسېة لم يراه صالح فى عينيه من قبل وهو يتحدث قائلا بغلظة
عارف انك مش هتصدقنى انا نفسى مش مصدق انى ممكن كنت فى يوم اقولها بس انا فعلا مش طايقها ولا طايق حتى اسمع سيرتها ولاحتى اشوفها
ادامى
تنهد بعمق يحنى رأسه يكمل باستسلام
بس هعمل ايه علشان خاطر العيال واللى جاى فى سكة ده هستحمل
اقترب منه صالح يربت فوق كتفه بتعاطف قائلا
عين العقل ياحسن ولادك اهم حاجة واى حاجة تانية تهون علشانهم ربنا يهدلك الحال يا خويا
ويخليك ليا صالح ويهدلك الحال انت كمان
ظلوا كما هما للحظات تلتقى الاعين بحديث صامت كان ابلغ من الكلمات حتى قطعه صوت احدى العمال ينادى صالح لينهض حسن من مكانه قائلا
خليك انت انا هروح اتابع معاهم 
صالح كأنه كان ينتظر منه تلك الكلمات يتجه نحو باب المنزل قائلا بلهفة
طيب مدام انت معاهم هطلع فوق اتغدى وساعة كده ونازل
بالفعل كان قد اختفى داخل لمنزل دون ان يمهل شقيقه فرصة للرد لينظر حسن لساعته مبتسما بأستغراب قائلا
غدى ايه اللى ساعة عشرة الصبح ده 
هز رأسه يكمل وقد التمعت عينيه بالمعرفة هامسا بمرح
ماشى هعديها ماهو ياما عدى ليا اوقات غدى زى دى كتير
وحشتينى اوووى فى الشوية اللى بعدتهم عنك دول
تراجعت للخلف برأسها تنظر اليه بتدلل قائلة بعتب 
لا انا زعلانة منك بقى هما دول الدقايق اللى قلت عليهم
غمز لها قائلا بخبث مرح
ازعلى ياعيونى زى مانت عوزة وانا عليا انى اصالحك
نتكلم هناك احسن واضمن تعالى
لوت فرح شفتيها هامسة بسخرية قائلة
ده على اساس بيفرق معانا اووى المكان 
فصلت
الجرس خالص والاحسن يفضل مفصول كده على طول دانا كرهته وکرهت انى فكرت اعمله والله
تعالت صوت ضحكتها المرحة من اثر كلماته لتعالى معها صوت دقات قلبه وهى تتراقص على انغامها وتفعل به الاعاجيب ليهمس لها محذرا
لا بقولك ايه مش وقت ضحك خالص خلينا نقول الكلمتين قبل ما حسن هو كمان يرن عليا و 
توقف عن الحديث يرفع سبابته كأنه تذكر امر ما يخرج بعدها هاتفه من جيبه ويعبث به لثوانى ثم يغمز لها بخبث وغموض
كده بقى اطمنا ان ساعة الغدا تبقى ساعتين تلاتة ولا حد يقدر يقاطعنا
اقتربت منه تسأله بحيرة وهى تمر من جواره قائلة
غدا ايه انت جعان!طيب مقولتش ليه ثوانى وهكون محضرة الاكل حالا
جذبها من يدها نحوه 
بحبك لا مش بس بحبك دانا بدوب من حبى ليكى بعشقك وبعشق كل حاجة فيكى
اتسعت عينيها بذهول 
بعشق وبدوب فى حتة عيلة كانت ادامى بتكبر ادامى يوم ورايا يوم لحد ما لبست المريلة الزرقا وتعدى عليا فى المحل تضحك ليا وټخطف قلبى معاها وتمشى وسنة ورا سنة لحد ما قلبى خلاص مبقاش ليا بقى ليها وملكها هى وبس
كانت تهز رأسها بعدم تصديق وهو يكمل الباقى من اعترافه بحزن واسف
كان كل يوم بيعدى عليا وحبها بزيد فى قلبى اكره نفسى قصاد الحب ده اضعاف مضاعفة
لم تجد فى نفسها القدرة لسؤاله عن السبب كما كانت تخشى فرحتها الطاغية بأعترافه هذا خوفا من الا تكون هى المعنية به تسمعه كالمغيبة وعينيها تنطق بسؤالها بدلا عن شفتيها ليجبيها بخشونة واستهجان موجها لنفسه
كانت عيلة حتة عيلة بتلعب مع اختى على سلم بيتنا كنت بشلها على دراعى زى اللعبة وفجأة كده بقت فى عينى حاجة تانية بقت دنيتى واهلى وناسى كلهم بقيت مش عاوز من الدنيا حاجة غيرها هى وبس بس مكنش ينفع اقولها ولا حتى بينى وبين نفسى وقتها 
لم تعد تستطيع التحمل او الصبر على المزيد تسأله بصوت مرتعش ملهوف تريد منه اجابة واضحة تريحها
مين هى يا صالح مين دى انا صح علشان خاطرى قول صح
صح ياقلب وعيون وعشق وروح صالح انتى يافرحة قلبى وحياتى انتى ياحلم بعيد وعمرى ما اتمنيت فى حياتى غيره
اڼفجرت فى بكاء تنهمر دموع الراحة على وجنتيها تخرج كبت وخوف تلك اللحظات ليصيبه الذعر وقد اساء فهم تلك الدموع فيصبح وجهه شديد الشحوب والقلق وقد اخذت تحاول الحديث بصعوبة قائلة
ليه يا صالح ليه تضيع كل ده منا ليه
مد انامله متنهد بقوة ويده تزيح دموعها برقه وهو يهمس لها بحنان
علشان كنت عبيط ياعيون صالح كنت فاكر انى هقدر انسى واعيش مع غيرها وهى ايام من عمرى وبقضيها
وكنت هتكمل معاها ياصالح مش كده كنت هتقدر لولا عرفت انك 
ضغطت شفتيها معا بقوة تمنع نفسها من الاستمرار والوقوع فى منطقة المحظورة جارحة لكنه لم يبالى يهز رأسه لها بالايجاب قائلا
ايوه يافرح مش هكدب عليكى واقولك لا بس صدقينى انا كنت
انهى حديثه يتوسلها التصديق فلم تستطيع ان تبخل عليه بالطمأنية والراحة تحيط وجنتيها بكفيها وعينيها ثابتة على عينيه تنطق بكل حبها تهمس لها بتأكيد
مصدقة ياقلب فرح من جوه علشان انا كمان جربت كل اللى بتحكى عليه ده من يوم ما شوفتك بتتزف مع واحدة غيرى وانا عايشة زى المېته ما رجعتش ليا الروح الا لما بقيت ليك وعلى اسمك
اتى دوره لتتسع عينيه پصدمة وذهول يسألها بكلمات متقطعة غير مترابطة
فرح بتتكلمى جد تقصدى فعلا اللى انا فهمته ده
فرح وهى تأكد على كل حرف يخرج من بين شفتيها
بحبك ياعيون فرح بحبك من يوم ما عرفت ايه هو الحب بحبك من وانا عيلة بالمريلة الزرقا وبحبك وانا عارفة انك لغيرى وعمرك ما هتكون ليا حبيتك وهحبك وهفضل احبك ياعمرى كله
صړخ صالح من الفرحة والسعادة وهى معه يرفرف قلبه بين ضلوعه وهو يحملها ويدور بها قبل ان يسير بها بخطوات سريعة خارجا بها من الغرفة قائلا بلهاث ولهفة
لا كده انا جعت اووى بعد كلامك اللى يخطف القلب ده ولازم اكل حالا
توجه بها ناحية غرفة النوم لترفع رأسها عن كتفه قائلة بأرتباك وعدم فهم
رايح فين طريق المطبخ من هنا
غمزها بخبث قائلا بصوت مبحوح اجش وهو يستمر فى طريقه
لا يا عيون صالح وقلبه الاكل اللى فى دماغى ملهوش طريق غير ده 
ظلمها عشقا ايمى نور
ايام مرت على الجميع كلا فى حياته ومسارها حتى سماح فقد عادت الى عملها القديم تقف داخل المحل ومعها احدى زبائنه تعرض عليها احدى المعروضات تندمج معها فى الحديث غافلة عن دخول عادل الى المكان ويقف فى احدى اركانه بهدوء فى انتظار انتهائها ولكنها كانت تعلم بوقوفه بعد لمحته بطرف عينيها وهى تطيل الحديث مع السيدة على امل ان يصيبه الملل من الانتظار ويرحل ولكنه ظل مكانه حتى بعد ان نفذت منها كل الحيل لتأخير الزبونة عن الانصراف والتى خرجت من المحل بعد ان القت بسلام مرح اليه ومعه نظرة معرفة نقلتها بينهم لتلتفت سماح اليه بعد ذهابها
بأبتسامة ترحاب مصطنعة قائلة
اهلا استاذ عادل اتفضل المحل تحت امرك
اقترب منها وعينيه تمر بلهفة فوق ملامحها بأشتياق لاحظته بقلب مرتجف لكنها تجاهلت كما تجاهلت مشاعر اخرى ورفضتها رفضا قاطعا تلقى بها خلف ظهرها فلا هى واو هو يستطيعا تحمل عواقبها تعقد حاجبيها بشدة وبنظرة صارمة فى عينيها قابلت بهم حديثه الملهوف وصوته الاجش حين قال
ازيك يا سماح عاملة ايه وحشتينى اوى
سماح بصوت صارم جاف
استاذ عادل لو سمحت ده محل شغل مينفعش فيه الكلام ده
اجابها عادل وهو يتقدم بخطواته منها
طيب اعمل ايه وانت مش عاوزة تردى على تليفوناتى مكنش فيه حل ادامى غير انى اجيلك هنا
تراجعت للخلف عنه قائلة وصوتها رغم الحزم والرفض به الا انه خرج ضعيف مرتعش اظهر ما تعانيه فى تلك اللحظة امامه
استاذ عادل ارجوك اظن انى وضحت ليك ردى على طلبك وقلت له اكتر من مرة وبرضه هكرره تانى
لا يا استاذ عادل طلبك مرفوض وكل شيئ قسمة ونصيب
عادل بتصميم هاتفا بها
انا مش جاى علشان اسمع ردك تانى انا جاى علشان اعرف ليه ليه بترفضينى ليه مش عاوزة تدى لنفسك الفرصة تتعرفى عليا يمكن وقتها تغيرى رايك
وقفت مكانها لاتدرى كيف لها ان توضح له انه ليس سبب رفضها وانها لا تحتاج الى تلك الفرصة بعد ما ادركته خلال فترة بعدها عنه وبأنها سقطت فى حبه رأسا على عقب ولم يكن الاعجاب هو كل ما تشعر به اتجاهه
تم نسخ الرابط