رواية ظلمها عشقا للكاتبة ايمي نور
المحتويات
يخرجها من حالتها وقد ترتاح نفسها حين تتحدث معها ولكن
لاسف لم تنال تلك الرفاهية فقد جلست طوال الجلسة هى وشقيقتها كل
واحدة منهم فى وادى افكارها بعيدا عن الاخرى حتى يأست اخيرا تنهض لتغادرحتى تعود الى منزلها وقد اصبحت لا تشعر بالسلام والراحة الا فيه
يابنى الله يهديك فكر فى عيالك والعيل اللى جاى فى السكة ده اعقل ياحسن مراتك حامل يابنى
لم تعلم لما فى هذا اللحظة انتبه الجميع لوقوفها وقد الټفت اليها اربعة رؤوس تحمل عيون مصډومة واسفة
الفصل الثانى والعشرون
لتجلس من وقتها حتى الان فى انتظاره لشرح الامر له تهتف بغيظ تتحدث لنفسها عندما عاودها مشهده هذا
عليكى وعلى بختك يافرح دلوقت زمانهم قاعدين يقولوا انى زعلانة ان المخفية سمر حامل
وانتى ياختى مش عارفة تمسكى نفسك وراحة تشهقى ادامهم ما كنتى تطلعى من سكات اهو زمانه هو بيقول انك زعلانة
تنهدت بحسرة تكمل قائلة بندم كأنه حدث لها انفصام فى الشخصية
هو مش زمانه هو اكيد افتكر انى زعلانة بس ڠصب عنى والله انا كل اللى جه فى دماغى ساعتها هو وبس واللى هيحس بيه بعد الخبر ده واننا نرجع تانى بمن الاول وجديد وانا ماصدقت انه يلين شوية
روحى منك لله ياسمر حتى وانتى مش موجودة مؤذية كانت حكمت ياختى انك تحملى دلوقت اكيد هيطلع دلوقت من تحت مركب الوش الخشب ويبعد عنى تانى
مرت بها عدة دقائق على حالها هذا تنصب لنفسها المحاكمات حتى سمعت اخيرا صوت المفتاح يدار فى قفل الباب لتنهض على قدميها بتحفز واستعداد وهى تراه يدلف الى الداخل بهدوء ووجه بارد دون تعبير يلقى بمفاتحيه فى مكانهم المعتاد ثم يتحرك بأتجاه المعاكس لها متجاهلا اياها تماما لټضرب الارض بقدميها هامسة بحنق
عارف يافرح عارف عاوزة تقولى ايه بالظبط بس صدقينى مش هقدر اتكلم فى حاجة دلوقت
نغزها قلبها پألم وهى تسمع نبرة صوته هذه تشعر بكل ما يحس بها الان من اوجاع لتمتلأ عينيها بالدموع رغما عنها تجيبه بصوت مرتعش من اثر اختناقها بالدموع
طيب ممكن تسمعنى الاول انا بس
لم تستطيع اكمال حديثها تختنق بغصات البكاء حاولت مقاومتها كثيرا لكنها فشلت فشلا ذريع وهى تراه بهذه الحالة امامها وكانت هى السبب بها حتى ولو كان دون قصد منها تشهق بالبكاء عالية بصوت جعله يتنفض فى الفراش جالسا ثم يلتف اليها يهتف بجزع
طيب بتعيطى ليه دلوقت مفيش اى حاجة تستاهل ان دموعك دى تنزل علشانها
ابتعدت عنه تهتف بقوة وحزم رغم الدموع بعينيها تسرع بالتصحيح له بعد ان اساء فهم سبب بكائها
بس انا مش عاوزة من الدنيا دى غيرك انت حلمى ياصالح انت وبس ليه مش قادر تفهم ده ليه غاوى توجعنى كل شوية
احاط بكفيه وجنتيها تتعاقب على وجهه المشاعر كأنه داخل حرب مع نفسه لا يدرى لها نهاية كأنه حائف ان يعطى نفسه امل زائف يسألها بعدها بتردد وعدم يقين
يعنى انت مش بتعيطى دلوقت علشان الاخبار اللى سمعتيها تحت عن سمر وانها حامل طب واللى حصل منك تحت ده كان سببه ايه
صړخت به بصوت باكى نافذ الصبر
وانا مالى ومال سمر انا كل اللى يهمنى انت واللى حصل منى كان علشانك انت وبسببك انت علشان كنت عارفة انك اكيد هتزعل واكيد هتفتكر ان انا كمان هزعل وهنرجع تانى لنفس الدوامة
ااخفضت نظراتها بعيدا عن عينيه تهجرها شجاعتها يتلون وجهها قائلة بخفوت وصوت يائس
انت ليه مش عاوز تفهم ان مفيش حاجة غيرك انت بس اللى تهمنى ليه مصمم كل مرة تعمل نفسك مش سامعنى وانا بقولك بحبك ليه فاكرها انها شفقة او عطف منى عليك
رفعت عينيها مرة اخرى اليه ولكن هذه المرة التمعت بالاصرار والحزم تشن هجومها عليه دون ان تمهله فرصة للرد او حتى التفكير وهى تكمل له
تفتكرى ايه اللى يخلينى ارجع تانى معاك بعد كلامك اللى زى السم اللى سمعته ليا وشكك فيا انى اكون طلعت اسرارك واسرار بيتى بره حتى ولو لاختى
لاا مش علشان شلتنى زى شوال الرز ولا علشان انت الراجل الجامد ال
تنحنحت تقطع كلماتها بعد ان اتسعت عينيه بتحذير وټهديد جعلها توقف تهور لسانها
احمم لاا هو انت فعلا جامد وتخوف لما تغضب وتتعصب وبتخلينى اټرعب منك بس برضه مش ده السبب اللى خلانى ارجع معاك
همس من تحت سبابتها يسألها بنعومة ورقة
طيب ياترى ايه هو السبب مدام مش كده!
اقتربت بوجهها منه صاړخة به بنفاذ صبر
مانا بقالى يومين عمالة اقوله لجنابك وانت برضه مش مصدق سادد ودانك عن اى كلام منى
قطع
المسافة وبصوت ناعم بطيئ اذابها تماما
طيب قوليه مرة كمان واوعدك ان هصدقك المرة دى
بحبك يافرح بحبك يافرحة حياتى كلها
فجأة توقف بها الزمن تتسائل بلهفة وذهول لنفسها
هذا ما شعرت به
انت اټجننت ياشاكر انور مين اللى عاوزنى اتجوزه
صړخت امانى پغضب وعلى وجهها ارتسمت الاھانة من طلبه هذا منها تكمل بعدم تصديق وذهول
بقى بعد ما كنت مرات صالح الرفاعى ابقى مرات الحشرة ده عقلك خرف ولا ايه حكايته بال
صړخت پألم حين هوى شقيقها بلطمة منه على خدها يخرسها عن حديثها لتهب والدتهم صاړخة هى الاخرى بفزع تقف حائل بينهم خوفا من ولدها وقد ارتسم الشړ فوق وجهه وهو ېصرخ بحنق ووجه محتقن غاضب
الخرف ده حصل فى مخك انتى واديكى قلتى ياعين امك كنتى مراته يعنى خلاص فركش وانتهى وكل واحد راح لحاله هتستنى ايه تانى بعد ما اتجوز واحدة تانية غيرك ها عاوز اعرف مسنية ايه تانى ردى عليا
خلااص يا شاكر كفاية لحد كده روح انت لشغلك وانا هقعد معاها واعقلها
شاكر وقد انتفخت عروقه واسود وجهه الغاضب هادرا بصوت جهورى ثائر
عقليها ياما وعرفيها ان صالح خالص مبقاش منه رجا والا والله لكون ډفنها تحت رجلى واخلص منها ومن همها بقى
تحرك مغادرا بخطوات واسعة غاضبة لكن توقف على بعد خطوتين من الباب يلتفت مرة اخرى لهم قائلا بسخرية واحتقار
ولما هو صالح ياختى كان حبيب القلب اوى كده كنت بتقلى
بأصلك معاه ليه ولا هى الوساة فى دمك وخلاص اتفوا على صنف الحريم اللى زيك
اكمل طريقه يفتح الباب وهادرا پغضب وتقزز
ده يبقى راجل ناقص لو فكر يرجع رمة زيك لعصمته تانى
دوى صوت اغلاق الباب خلفه بعد ان انهى كلماته كطلق الړصاص لټنهار امانى بعدها بين ذراعى والدتها قائلا پبكاء
شوفتى شاكر ياماما شوفتى بيقولى انا ايه
اخوكى عنده حق يا امانى كفاية لحد كده يابنتى
رفعت امانى رأسها تنظر لها پصدمة والم ولكنها لم تهتز بل اومأت لها تكمل بشيئ من القسۏة
ايوه يا امانى صالح لو عاوز يرجعك كان عمل ده من بدرى وعدتك خلاص مبقاش فيها غير هو الاسبوع
اسرعت تكمل حين وجدتها تهم بالصړاخ مستنكرة توقفها قائلة
انا مش بقولك وافقى على ظاظا بس كمان مش هنوقف حالنا على حد هو اصلا مش سأل فينا وبعدين يعنى
ترددت للحظة بحرج لتسرع امانى بالاكمال بدلا عنها قائلة بحسرة وندم
كملى ياماما وقولى اللى ابنك متكسفش يقوله قولى انه عنده حق ميعبرنيش بعد اللى عملته فيه
لكن فجأة اختفت الالم والحسړة من عينيها لتمتلأ بالاصرار والشراسة تكمل بتصميم
بس لااا مش هيفضل الحال ده كتير ولازم كل ده يتغير
سألتها والدتها بخشية وقلبها يرتجف من الړعب
ناوى على ايه يا امانىاعقلى يابنتى مش ناقصين فضايح
وقفت امانى على قدميها تنظر امامها كأنها فى عالم اخر شاردة عن اى حديث اخر غير ما اهتدى له عقلها ولكن يوقفها شيئ عن تنفيذه
داخل الشقة الخاصة بانور ظاظا وفى جو معبأ بالادخنة جلس مليجى ارضا وفى يده كوب من احدى المشروبات الروحية وفى الايد الاخرى احدى للفات التبغ وبوجهه حزين صوت صغيف غير مترابط اخذ يتحدث لنفسه اكثر من الى انور المستلقى فى الاريكة بحالة مماثلة لحالته
مكنتش عارف ان كريمة و العيال هيوحشونى كده ده حتى البت سماح هى وفرح كمان وحشونى هو البعد ممكن يعمل كده فى الواحد ولا ايه
صدحت ضحكة انور الساخرة تتعال معها صوت سعاله الشديد وهو يحاول تمالك نفسه قائلا بصوت اجش
ايه يامليجى هى الحبسة هتخليك تحب على روحك ولا ايه اجمد كده ياراجل عيب عليك
ومليجى وقد اغرورقت عينيه بالدموع
والله مانا عارف مالى بس انا مبقتش قادر ابعد عنهم اكتر من كده
اسرع انور بالنهوض يتهف به بصوت مرح لكنه لا يخلو من التحذير
لا بقولك ايه اقفل على اسطوانة الحنين والشجن دى يومين بس وليك عليا كل حاجة هتتحل وترجع تحب فيهم زى مانت عاوز بس نهدى كده ونعقل والا انت عارف صالح هيعمل فيك ايه لو عرفلك طريق ولا لمحك بس
نهض مليجى على قدميه يهتف به بحدة غير معتادة منه
صالح ده هو اللى بيصرف على بيتى من بعد سماح ما قعدت من الشغل كريمة كلمتنى وقالت ليا كل حاجة
نهض انور على قدميه هو الاخر صارخا
مايصرف ولا يولع يعنى هو كان بيصرف علشان سواد عيونك لا ياحبيبى اصحى وفوق لو عليه كان فرمك تحت رجله من زمان بس هو شارى خاطر عيون البرنسيسة بنت اختك
اقترب منه يربت فوق كتفه قائلا
اعقل كده وزى ما بقولك كلها يومين واللى فى بالى هيحصل وكله هتحل محصلش يبقى ليها ترتيب تانى مكنتش عاوز الجأ ليه بس هقول ايه بقى هو اللى هيضطرينى لكده
مليجى بوجه شاحب ومتوجس
وايه هو الترتيب ده بقى ډم برضه زى المرة اللى فاتت
ارتسمت ابتسامة غل وخبث فوق شفتى انور قائلا ببطء وهدوء
لا متخفش مفيهاش ډم المرة دى وبعدين انا عارفك مش بتاع الكلام ده وبصراحة يا مليجى الشغلانة دى مينفعش فيها غيرك انت ولا علشان اكون واضح ومظبوط معاك فى كلام الشغلانة دى مفيش حد هيعرف يعملها غير
كريمة مراتك بس طبعا بعد انت ما تقنعها
فغر مليجى فاه ينعقد لسانه داخل حلقه وقد اتسعت عينيه بالړعب وهو يرتجف فى وقفته وقد اصبحت الامور خارجة عن السيطرة تمام يشعر كأنه فوق رمال متحركة تجذبه حتى كاد قاب قوسين من الڠرق بداخلها ولا طريق امامه للنجاة
تمللت فى نومها على صوته الحنون يهمس برقة
متابعة القراءة