رواية ظلمها عشقا للكاتبة ايمي نور

موقع أيام نيوز

الامر اخيرا مثل كل مرة بانتصار قلبها وقد رقت له كالبلهاء مرة اخرى
ظلت جالسة شاردة تماما فى افكارها حتى دلف الى داخل الشقة بهدوء يلقى بمفاتيحه فى مكانها المعتاد وهو يلقى عليها بتحية مقتضبة سريعة ثم يكمل طريقة ناحية غرفة النوم متجاهلا لها بعد ذلك لتكز فوق اسنانها تهمس بغيظ وحنق تحدث نفسها قائلة
شوفتى بيعاملنى ازى طب وربنا مانا 
لكنها اسرعت بقطع كلماتها تضغط فوق شفتيها تغمض عينيها بقوة تهتف وهى تتنفس بعمق
اهدى يافرح اهدى وهدى القطر انتى بتحبيه يبقى استحمليه وخليكى انتى العاقلة فى الجوازة دى 
ثم فتحت عينيها وقد امتلئت نظراتها بالتصميم والعزم تهتف
ماهو انت هتحبى يعنى هتحبنى ياابن انصاف اما اشوف انا ولا انت بقى 
نهضت من مكانها تسير بخطوات سريعة لغرفة النوم ثم تقف على بابها ترمقه بنظراتها تراقبه للحظات قبل ان تهمس له برقة قائلة
تحب اجهزلك العشا ياصالح 
توقفت انامله فوق ازرار قميصه يلتفت اليها بجانب وجهه قائلا ببرود مقتضب
لا مش عاوز اكلت
خلاص فى المغلق
كده يا صالح وانا اللى مستنية من الصبح علشان ناكل سوا
اهون عليك تسيبنى اكل لوحدى ها ياصالح
انت وانا كنا 
ايوه يا صالح انا وانت ومش مهم اى حاجة تانية غيرنا 
فرح هى سماح اختك جت هنا النهاردة
اصل بدئت ألاحظ تأثيرها عليكى فى كل زيارة ليها بعد كل خناقة لينا
اشټعل وجهها بأحمرار الخجل تتراجع للخلف مبتعدة عنه تشعر بنفسها كأنها كتاب مفتوح له قائلة بتلعثم وبصوت حرج 
اه كانت هنا بس انا انا انا هروح اجهز العشا 
انا مقصدش اضايقك انا كل اللى عاوز اعرفه ايه اللى فى دماغك اللى شايفه منك ده معناه ايه 
بلاش يا صالح علشان خاطرى بلاش خلى الايام بينا تجاوبك على سؤالك انا مش قادرة نفضل كده بعاد عن بعضنا انت فى دنيا وانا فى دنيا تانية 
يتبع
الفصل السادس عشر
وقفت تتطلع الى الطفلة الصغيرة الممسكة بيد شقيقها الاصغر بأبتسامة سرعان ما اتسعت حين تحدثت اليها بصوتها الطفولى المحبب الى القلب
ابلة فرح ممكن نقعد معاكى انا ومازن اصل ماما قالبة الشقة وبتنضفهاوقالت لينا نطلع عندك
بهتت ابتسامة فرح بعد جملتها الاخيرة وقد لاحظت اصرار سمر على هذا التوقيت من كل يوم ليظلوا معها حتى موعد نومهم ولكنها لم تعترض او تتأفف من حضورهم فقد ملأوا يومها بالبهجة والسعادة فى اوقات غياب صالح فى عمله وحتى بعد حضوره يمضى معهم الوقت فى المرح والمزاح تراقب بشغف طريقة تعامله الرقيقة والحانية معهم ترى بعينيها مدى عشقه لاطفال اخيه وعشق الاطفال له لتعاود وتهاجمها مرة اخرى تساؤلاتها عن اسباب رفضه لانجاب لكنها سرعان ماتلقيها خلفها حتى لا تلقى بظلالها السوداء على حياتهم تستمر فى تجاهل كل ماقد يعكر صفو حياتهم معا
افاقت من شرودها على سؤال تالين لها يظلله الرجاء بعد ان لاحظت التغير فى ملامح فرح واختفاء ابتسامتها
ممكن يا ابلة فرح انا بحب اقعد معاكى انا ومازن وبنحب الحكايات اللى بتحكيها لينا
شعت الابتسامة فوق وجه فرح تهتف بمرح وهى تشير ناحية الداخل
تعالوا يلا ادخلوا دانا مجهزة الفشار ومستنية من بدرى علشان نتفرج على الكارتون سوا
عمو جه عمو صالح جه يا ابلة فرح
ايه يا ابلة فرح هو عمو صالح مش وحشك ولا انتى مش عاوزة تتشالى زيهم!
ضړبته بخفة تشير بعينيها ناحية الاطفال الغافلة عنهم هامسة بأحراج
صالح العيال هيسمعوك
بعدين نشوف الموضوع ده
لكن أتى صوت تالين تسأله بجدية هى الاخرى وقد وقفت بجواره من الجانب الاخر
طيب ايه اللى فى الكيس التانى ده ياعمو
اجابها صالح بجدية هو الاخر
ده كيس الحلويات بتاع ابلة فرح انتوا ليكم واحد وهى ليها واحد
تالين وقد عقدت حاجبيها بتفكير عابس قائلة
بس كده ظلم ياعمو المفروض كل واحد فينا ليه واحد لوحده
فجأة انفرجت أساريرها تهتف بحماس
خلاص يبقى احنا ناخد احنا الكيس ده وانت تشيل ابلة زى مانت عاوز
وانا موافقة يا تالين وعمو كمان موافق مش كده ياعمو صالح
طبعا ياعيون عمو صالح اى حاجة تقوليها انا موافق عليها
عمو تالين اخدت الشيكولاتة بتاعتى
عجبك اووى اللى بيحصل ده مش كده!
شوفوا بقى انتوا تنزلوا عن ابوكم وتحكوا ليه الموضوع ده وتشوفوا رأيه ايه
تسمرت قدمى تالين تجذب نفسها من يده قائلة بصوت راجى متوسل
لا ياعمو مش عاوزين ننزل احنا عاوزين نبات هنا معاك
هز راسه لها بقوة قائلا برفض قاطع
لاااا لااااا مفيناش من بيات انتوا تتعشوا وتنزلوا زى الحلوين كده عند ابوكم وبكرة ابقوا تعالوا
زمت تالين شفتيها تتطلع اليه بحزن ورجاء لكنها وعندما وجدت بأن ليس لها الفرصة لتغير رأيه وقد وقف بثبات مكانه ينظر اليها بتحدى وحزم تلتفت الى فرح قائلة برجاء وصوت مستعطف
علشان خاطرنا يا ابلة قولى له يرضى واحنا والله هنكون مؤدبين
لااا لااا بقولك ايه خليكى عندك انا مش هتهز ولا هغير كلامى بصى
انا بقولك اهو 
حتى زفر اخيرا باستسلام
العيال فين ياسمر مش سامع ليهم حس!
منصور فى اوضته جو بيلعب على تليفونه وتالين ومازن عند عمهم فوق
احتقن وجه حسن ڠضبا يتهتف بحدة وهو يجلس فوق المقعد
تانى ياسمر هو كل يوم العيال فوق انا مبقتش اشوفهم خالص
لم تعيره سمر اهتماما تولى التلفاز كامل انتباهها ليظل حسن يتطلع اليها بغيظ من تجاهلها هذا له ولحديثه فيهتف بها بحنق
طب ايه هيفضلوا فوق كده مش هتبعتى ليهم يتعشوا معانا
التفتت اليه ببطء تلقى بما فى يدها من مسليات بالطبق قائلة ببرود
لا مش هنادى عليهم هما شويا وهينزلوا وبعدين مالك كده داخل بزعبيبك عليا كده ليه
نهض حسن من مقعده ېصرخ بها پغضب
علشان زودتيها ياسمر بقالى اكترمن اسبوع مابشوفش العيال لاما نايمين الصبح قبل ما اخرج لاما عند عمهم لنص الليل مابينزلوش الا لما بنام 
زفرت سمر تلوى شفتيها بضيق ثم تساله بحدة
المطلوب ايه دلوقت علشان الليلة دى تعدى بدل ما نقلبها نكد وغم
ابعتى هاتى العيال وخليهم ينزلوا حالا ميطلعوش فوق تانى انا بقولك اهو
احتقن وجهها من لهجته هذه معها تهم بالصړاخ عليه هى الاخرى لكن اتى رنين هاتفه مقاطعا لتلك المشاجرة ليندفع حسن يختطف الهاتف من فوق الطاولة ليعقد حاجبيه بقلق حين راى هاوية المتصل ثم يسرع برد عليه سريعا قائلا بلهفة
طيب تمام ياصالح لاا خلاص مااشى تصبح على خير
انهى مكالمته ثم القى بالهاتف فوق المنضدة مغادرا بعدها المكان لتهتف سمر تناديه ثم تسأله بفضول
حسن صالح كان عاوز منك ايه مقلتليش
لم يجيبها بل توجه لغرفة النوم بخطوات سريعة غاضبة لتهرول خلفه تدلف الى غرفة النوم تهتف به
انت هتنام مش هتستنى العيال علشان تتعشوا سوا
استلقى حسن فوق الفراش على جانبه بغاية النوم قائلا بحدة
خلاص مش طافح وهنام والعيال هيباتوا عند عمهم الليلة على الله نفسك تهدى بقى وترتاحى
حسن ياحبيبى وقلب سمر من جوه انت هتنام وتسيبنى اقعد لوحدى
ابتسمت بثقة تنحنى عليه تمسك بالغطاء حتى تزيحه عنه لكنها تراجعت پصدمة حين هتف بها بخشونة وقسۏة سمرتها مكانها
اخرجى واقفلى النور والباب وراكى يا سمر انا عاوز انام
همت بالحديث اليه مرة اخرى لكنها تراجعت حين وجدته يتقلب الى الجانب الاخر يعطى لها ظهره وقد رفع الغطاء حتى راسه ينهى بذلك اى محاولة منها للحديث فوقفت لبرهة تراقبه بتوتر وذهول وقد كانت هذه اول مرة تراه غاضب بتلك الطريقة تقف عاجزة عن التصرف معه
دخلت الى الغرفة الخاصة بالاطفال حتى تستطلع ان تمكن حقا من جعل الاطفال يخلدوا الى النوم فبعد تناولهم العشاء امضاء الوقت بمرح وصخب حتى قرر صالح خلودهم الى النوم رغم معارضتهم الشديد لذلك لكنهم يخضعوا اخيرا لامره بعد وعده لهم ان يجعلهم يأتون للمبيت يوما اخر ليغمز لها خفية بأنتصار بعد اسراع الطفلين ومغادرتهم للغرفة فى سباق وهمى اقامه بينهم وقد وقفت تراقب معركة الارادة الدائرة بينهم بتسلية وابتسامة مرحة ينحنى عليها قائلا لها بصوت اجش ماكر
استعد يابطل ثوانى وجايلك انيم ولاد الجنية دول واجيلك هوا بس اوعى تنامى
هستناك ياعيون البطل بس متتأخرش عليا
ابتعد عنها يهتف بسرعة وتلهف يتجه خلف الاطفال
ثوانى وهرجعلك مش هتاخر عليكى هنيمهم فى ثوانى
لكن الامر تعدى الثوانى فقد انتهت من توضيب الفوضى فى المكان وتغير ملابسها للنوم وهو لم يظهر حتى الان لتقرر الذهاب لاستطلاع الامر لتتسمر قدميها
امام باب الغرفة حين وجدت تالين تتوسط الفراش وقد جلست بين جسد شقيقها وجسد صالح قد استرخت ملامحه حد النعومة بعد ان استغرق فى النوم هو وشقيقها تتلاعب باناملها داخل شعرهم وهى تغنى لهم تهويدة بصوتها الطفولى الرقيق لكنها ما ان لمحت فرح واقفة تتابع ما يحدث بذهول حتى توقفت عن الغناء ترفع سبابتها الى فمها تشير لها بالصمت ثم تنهض من مكانها ببطء وهدوء شديد خشية ايقاظهم تقترب من فرح تمسك بيدها قائلة
اوف اخيرا عرفت انيم عمو تعبنى اوى بس انا ففضلت اغنيله لحد مانام
كادت فرح ان ټنفجر بالضحك من طريقة تلك الصغيرة واسلوب حديثها الناضح لكنها اسرعت بوضع يدها فوق شفتيها تمنع نفسها حين رمقتها تالين بنظرة محذرة صارمة قبل ان تمسك يدها وتتجه بها نحو الفراش الاخر قائلة بجدية شديدة
تعالى يلا انتى كمان علشان تنامى
رفعت وجهها تتطلع نحوه بنظرات راجية تضع يدها على وجنته قائلة بتوسل ولهفة
لا ياصالح علشان خاطرى انت متعرفش انا فرحانة اد ايه انهم معانا النهاردة
اهلكته تلك النظرة فى عينيها ونبرة صوتها المتوسلة له ليسألها بتحشرج وصوت مرتجف متردد
بتحبيهم اووى كده! واد كده فرحانة انهم معاكى
هزت رأسها لها بالايجاب تبتسم له برقة لتشع عينيه بالسعادة يسألها مرة اخرى كانه يحتاج الى
تأكيد اخر منها
يعنى مش زعلانة منى خلاص يافرح
يلا ياعيال علشان تنزلوا معايا وانا نازل الشغل
اسرعوا بالنهوض عن مقاعدهم يسرعوا فى اتجاه الباب الخارجى يقفون فى انتظاره ليحدث فرح قائلا بهدوء
يمكن اتاخر شوية
فى الرجوع ورايا مشوار كده هخلصه علشان كده لو اتاخرت عليكى ابقى اتعشى انتى ونامى
اسرعت تهز راسها له بالرفض قائلا بحزم
لا انا هستناك لما ترجع حتى ولو بعد الفجر برضه هستناك
ارتفعت بسمته تزين ثغره يهز رأسه لها بالموافقة ثم يهمس لها بسلام مودعا يتجه ناحية الباب يتبع الاطفال لكنه توقف بعد فتحه للباب يلتفت اليها مرة اخرى هامسا بنعومة وصوت اجش رائع كان كوقع الموسيقى فى اذنيها
بت يافرح هتوحشينى لحد بليل 
التمعت عينيها يتراقص قلبها بالفرحة تهمس له بخجل وصوت مرتعش رقيق
وانت كمان هتوحشنى متتأخرش عليا 
هتفت تالين بهما تقطع حديث عينيهم بعد ان طال عليها الانتظار قائلة بملل
طيب مدام انتوا الاتنين هتوحشوا بعض خلينا كلنا هنا وبلاش حد فينا ينزل
صدحت ضحكة فرح المرحة فى المكان بعد حديثها هذا بينما صالح ينحنى عليها يحملها على ذراع وعلى ذراعه الاخر اخيها
تم نسخ الرابط