رواية ظلمها عشقا للكاتبة ايمي نور
المحتويات
هادئ مستكين
حاضر يا حبيبى اللى تقول عليه هعمله بس المهم انت متزعلش منى
هز عادل لها راسه قائلا باقتضاب
خلاص ياياسمين حصل خير وياريت وانتى خارجة تعتذرى لسماح على اللى حصل من شوية وعلى اسلوبك معاها
احتقن وجهها بشدة لكنها اومأت له مؤكدة بأبتسامة صفراء على شفتيها
حاضر اللى تشوفه ياحبيبى المهم انت تكون مبسوط منى انا همشى دلوقت وهستناك بليل علشان نخرج
تركت سماح ما بيدها تنهض عن مقعدها قائلا بهدوء ورسمية
لا ابدا يا انسة ياسمين انا مش زعلانة خالص
ياسمين وهى تجلس امامها فوق حافة المكتب قائلة بعتب
ايه انسة دى دانا لسه بقولك احنا اخوات ولا انتى بقى لسه زعلانة منىطيب ياحبيبتى اسيبك لشغلك بقى واروح انا بس لو ممكن كوباية ماية قبل ما امشى معلش هتعبك معايا
راقبت سماح مغادرتها السريعة هذه تهز كتفها بحيرة قائلة
ايه البت المروشة دى الله يكون فى عونه بيتعامل معاها ازى دى وهى كل ساعة بالحال
جلست مكانها تلوى شفتيها قائلة بلا مبالاة
وانا مالى كفاية عليا الهم اللى انا فيه مش ناقصة التفكير فى هم غيرى
وقفت امام باب الغرفة مترددة
ودقات قلبها راجفة پخوف لكنها تنفست بعمق تدفع عنها
توقفت حركته حين امسكت من يده قطعة الملابس يتطلع اليها بتفكير بينما وقفت هى مبتسمة برقة له حتى تركها اخيرا تتولى هى الامر يجلس فوق الفراش ثم يقوم باشعال احدى سجائره يسود الصمت المكان حتى قطعته بصوتها المتردد اللاهث قائلة له وهى منخفضة الوجه تولى اهتمامها لقطعة الملابس بين ايديها المرتعشة
صالح كنت عاوزة اقولك ان بجد الاوضة حلوة وانا مش مضايقة منها كل الحكاية انى بس
قاطعها صالح بصوت حازم قوى لا يقبل بالمناقشة
وانا قلت هتتغير العفش كله هغيره بس لما اقدر انزل انما دلوقت اوضة النوم دى لازم تتغير اول حاجة والنهاردة
وقف يطفئ سجارته بعصبيةثم يتجه ناحية الباب يكمل قائلا بتعجل
خلصى يلا علشان تنزلى قبل العمال ما تطلع هنا وانا هنزل اشوف الحاجة وصلت ولا لسه
تركت ما بيدها تسرع فى اتجاهه تسد عنه الطريق قائلة بلهفة وقلق
تنزل فين ورجلك وچرحك !
تأملها وعيونه تمر بنعومة فوق ملامحها القلقة قبل ان يبتسم لها برقة قائلا
متخفيش دقايق وهطلع تانى
بلاش علشان خاطرى ياصالح خليك معايا هنا متنزلش وبعدين مين هيساعدى علشان اخلص بسرعة لو انت نزلت مش هعرف اخلص حاجة لوحدى
ماهو انا نزلت منزلتش كده كده مش هتخلصى حاجة ها قلتى ايه
انا هنزل ولما تخلصى رنى عليا عرفينى
كنت عوزاك قبل ما تنزل تشيلنى ترفعى
هربت من عينيه ونظراته المشټعلة فوقها تلتفت ناحية الخزانة تشير اليها وهى تكمل بتلعثم وارتباك
علشان بس اطول الرف اللى هناك ده بس لو مستعجل انا ممكن
اللى تشوفه انت بقى انا مش هتكلم تانى
صالح وهو يتجه بها ناحية الفراش تتألق عينيه بالشغف قائلا ببطء وصوته يرتجف شوقا لها
احسن حتى علشان اعرف اركز اصل موضوع الشيل ده محتاج تركيز اوووى
ده حسن اللى بيتصل انا نسيته خالص
لا وحياة ابوكى مش وقته خالص قومى كده بسرعة و خدى دش وانزلى عند امى حالا الرجالة زمانها طالعة
طب وباقى الحاجة اللى لسه فى الدولاب!
صالح بتعجل وعينيه تدور حوله فى ارجاء الغرفة
ملكيش دعوة انا هخلص كل حاجة بس يلا بقى يافرح
هزت رأسها لها بالموافقة تسير امام عينيه المحدقة بها ناحية خزانتها تلتقط من داخلها بعض الملابس لها وهى تضغط فوق شفتيها بقوة تمنع نفسها من الانفجار بالضحك وهى تسمعه يتمتم بحنق لنفسه
يعنى كان خلاص حكمت النهاردة الشيل والحط هنا وهناك هركز انا بس ازى دلوقت
ليهتف بها بعدها يكمل برجاء
يلا يافرح انجزى الا والله اتصل ارجعهم من مطرح ما جم ويحصل زى ما يحصل
سارت ببطء بعد انتهائها حتى وقفت امامه تهز كتفها بلا مبالاة قائلة له بدلع ونظرات تدلل
طيب ما تتصل هو انا هقولك لا ولا حتى اقدر امنعك
القت بكلماتها تسير بهدوء تحت انظاره الذاهلة ليهتف صالح بذهول لها وعينيه متسعة بانبهار
بت يا فرح حصلك ايه معقولة كل ده تأثير تغير الاوضة لا لو كان كده كنت يارتنى عملتها من زمان
اشتعلت وجنتيها تعود الى حاضرها حين تحدثت انصاف قائلة براحة
احنا خلصنا الاكل كله اهو على الله هما كمان يخلصوا علشان نغدى العمال
قضمت سمر قطعة الجزر باسنانها قائلة بضيق
مش فاهمة كانت لازمتها ايه الهدة
دى مالها اوضة النوم بتاعت صالح علشان عاوز يغيرها ولا هى مصاريف على الفاضى وخلاص
نظرت انصاف الى فرح الصامتة لكن كان وجهها يعبر عن ضيقها من حديث سمر الخالى من الذوق مبتسمة لها ثم التفتت الى سمر قائلة بحدة وحزم
براحتهم ياسمر فلوسهم وشقتهم وهما احرار فيها زى مانت ليكى شقتك تعملى فيها اللى يريحك ومحدش هيقولك بتعملى ايه
اعتدلت سمر جالسة فورا تعدل من طريقة حديثها قائلة
طبعا يا خالتى انا بس خاېفة على صالح ده لسه جرحه ملمش وده ارهاق عليه برضه
مش كده ولا ايه يلى عندى
طيب والغدا مش هتتغدى انت ومراتك قبل ما تطلعوا
انحنى عليها يهمس بشيئ جعل ضحكة انصاف تدوى عاليا بصخب وهى تدفعه فى كتفه قائلة بتعب مصطنع
ياواد اتلم عيب انت عيارك فلت خلاص
ايوه هو ايه بقى بالظبط ولا اقولك تعالى
فوق نشوف الموضوع ده
يلا بينا احنا يا سمر نحط الغدا للعمال اتصلى بحسن خليه يطلعهم
نهضت سمر تقضم جذرة اخرى قائلة
من عينيا حاضر يا خالتى
ثم تكمل هامسة بغل وجهها يحتقن بدماء الغيظ والحقد
ماهى الامور شغالة كده فى البيت ده ناس تطبخ وتجهز وناس تيجى تاكل الطبخة على الجاهز بس هقول ايه الصبر حلو برضه وكل حاجة وليها اخر
حتى سألته وهى ترى عصبيته وهتافه الغاضب على اللاعبين
صالح هو ليه انت عاوزهم يشوطوا على الراجل الغلبان ده بس طيب مافيه راجل تانى واقف الناحية التانية اهو محدش بيشوط عليه
بس تصدق انهم رجالة تافهة عاملين عقلهم بعقل حتة كورة ورايحين جاين وراها زى العبط
شهقت بفزع مصطنع تتراجع الى الخلف حين وجدته على حين غرى يتحرك من مكانه قافزا تقريبا فوقها حتى جعلها تستلقى بظهرها فوق الاريكة يسألها بهدوء ينذر بالخطړ
تقصدى مين بالعبط بالظبط
اشارت بأصبعها ناحية شاشة التلفاز وعينيها معلقة به تنظر اليه هامسة بجد مؤكدة
والله اقصد العيال دى ياسى صالح هو فى حد زيك ولا فى عقلك
تطلع اليها للحظات يتأملها محاولا اكتشاف الصدق ام الهزل فى كلماتها قابلتها هى بأبتسامة واسعة وهى ترف بجفونها له بطريقة جعلته يقاوم االابتسام بصعوبة وهو يتراجع عنها ببطء لمعاودة متابعة المباراة مرة اخرى لكن وصل اليه همسها المتعجب بتذمر قائلة
بس ماتعرفش عند ماتشات الكورة بيسيبك ويروح فين!
هنا وصړخت تنهض من مكانها تحاول الفرار منه حين وجدته يزمجرا ضاغطا فوق اسنانه وهو يحاول الانقضاض عليها تنجح فى ذلك فعلا تتوارى خلف احدى المقاعد مبتسمة باغاظة له وعينيها تلتمع بالانتصار وقد افلحت فى مخطهها لجذب انتباهه وهى تراه ينهض واقفا يتجه ناحيتها وقد غاب عن تفكيره كل شيئ سوى معاقبتها وهو يشير اليها بسبابته للقدوم له قائلا
تعالى هنا يفرح متخلنيش اجرى وراكى فى الشقة والناس اللى تحتنا تسمع
هزت كتفيها له برفض قائلة بعبث وتدلل
لا انا بقى عاوزك تجرى ورايا ولا هى البتاعة اللى بتفرج عليها دى احسن منى
حاول صالح مقاومة بنوبة الضحك المتصاعدة بداخله قبل ان يجلس مرة اخرى مكانه يرسم الالم قائلا بصوت مسكين ضعيف اثار قلقها رغم الشك بداخلها بأنه يقوم بتلاعب بها
كان نفسى والله بس اديكى شايفة رجلى وجعانى ومش قادر منها
اعقب حديثه يدلك قدمه ووجهه يتجعد الما وهو يتأوه بصورة جعلت فرح تتخلى عن حذرها تعقد حاحبيها قلقا وقد انطلت عليها حيلته تخرج من وراء المقعد مقتربة منه وهى تسأله بقلق وخوف
ايه حصل !مانت كنت كويس اتخبط فيها ولا ايه انا هروح اجبلك المسكن بسرعة واجى
طب اعملك ايه مانت قاعد جنبى والبتاعة دى وخداك منى يرضيك كده
لا فى دى عندك حق مينفعش اى حاجة تاخدنى منك ابدا علشان كده
مد يده بجهاز التحكم يغلق التلفاز تماما ثم يلتفت اليها غامز بعينه لها يسألها
مفيش كورة خلاص ها هنعمل ايه بقى دلوقت
تقوم بقى زى الشاطر وتجرى ورايا انا مانا مش هتنازل عن كده النهاردة
صالح بذهول وڠضب مصطنع
بقى كده والله عال اووى بتضحكى عليا يابت انتى
هى مين اللى بت يا سى صالح ولا انت عاوز تقلبها خناقة علشان تهرب
نهض صالح ببطء وجسده متحفز يضيق عينيه عليها مما جعلها تشعر بالقلق بأنها تجاوزت حدودها معه لكنها تنفست براحة وهى تراه يقترب منها قائلا بنبرة مھددة بخبث مرح
دلوقت نشوف مين اللى هيهرب من التانى بس عارفة لو ايدى مسكتك
قطع كلماته ينقض عليها فجأة مما
جعلها تصرخ وهى تسرع هاربة منه تجرى فى ارجاء الشقة وهو خلفها تتعال اصوات صراختهم
متابعة القراءة