رواية ظلمها عشقا للكاتبة ايمي نور
المحتويات
حصلك
جذبته ياسمين خلفها قائلة بلا مبالاة
بعدين بعدين انا اصلا بقيت كويسة دلوقت
سار معها يجارى خطواتها السريعة يحاول تجاهل هذا الهاتف الملح بداخله والذى اخذ يردد له ان تلك الخطوة غير المحسبوبة منه ستكون عواقبها وخيمة عليه وسوف يدفع ثمنها غاليا
فى ايه مالك يا كريمة عاملة زى اللى عاملة كده ليه !
اسرعت كريمة تبتعد عن غرفتها تغلق بابها خلفها باحكام قائلة بتلعثم وعتب شديد
اقتربت منها سماح مبتسمة قائلة
فى ايه يا كريمة انا بهزر معاكى مالك قفشتى فى كلمة كده ليه
تطلعت كريمة خلفها ناحية باب غرفتها قائلة بتوتر
اصل يعنى اصل شوفى عاوزة اقولك
هتفت سماح بها بحدة وقد تسرب اليها القلق والتوتر هى الاخرى قائلة
فتح باب الغرفة من خلفها يظهر على عتبته مليجى يرتدى ملابسه الداخلية فقط يستند بذراعه فوق الباب بلا مبالاة قائلا بصوته الاجش الغليظ وبنبرة شامتة
عاوزة تقولك يا روح امك ان جوزها وابو عيالها نور بيته من تانى ولو عندك اعتراض يابنت لبيبة الباب اهو وراكى يفوت جمل
كنتى فين ياسمر كل ده
دخوله ولا سؤاله اهتمام ليكرر سؤاله مرة اخرى ولكن هذه المرة بحدة جعلت تضع الصنية الطعام فوق الاريكة وتهتف به
جرى يا حسن ماانا قلتلك كنت مع ياسمين اختك بنشترى شوية حاجات وبعدين تعال هنا انت اللى كنت فين انا جيت ملقتكش
اشار حسن خلفه قائلا بعد اهتمام وهو يتجه للجلوس بجوارها قائلا
اعتدلت سمر فى جلستها تسأله بلهفة وعينيها تلتمع بالجشع
هاا كنت بتساله عن ايه فرح قلبى وقولى انك سألته عن شغله مع المنيل اخو امانى عاوزين نعرف بكام واد ايه ولسه شغالين مع بعض ولا ايه
هز حسن كتفه قائلا يلوى شفتيه بعدم حماس قائلا
وانا مالى بشغل صالح انا طلعت اسأله عن شغلنا احنا والبضاعة اللى جاية كمان يوم
يا ميلة بختك من دون الحريم ياسمر يلى جوزك هيشلك بدرى ويموتك ناقصة عمر ياختى
اضطرب حسن وشحب وجهه يهتف بها بلوم
فى ايه سمر دلوقت انا مش فاهم انت عاوزة ايه
صړخت سمر به پغضب وثورة
عاوزة اعرف اخوك عنده ايه وفلوسه فين ومع مين
٠٠ياراجل هو انا هفضل افهم فيك لامتى
تغضن وجه حسن يتمتم بكلمات هامسة بحنق لتسرع سمر قائلة بحدة وغيظ
زفر حسن بقوة ينهض واقفا مغادرا پغضب المكان لتشيح
سمر بيدها قائلة
ياشيخ يلا نيلة انا عارفة هتفضل خايب كده لحد امتى وسى صالح واخد كل حاجة فى كرشه وعمال يطلع لفوق مش همه حد
ضغطت فوق اسنانها بغل وعينيها تنطق بجشع العالم قائلة
بس مين وحياتك عندى لتكون كل حاجة عنده وملكه ليا ولعيالى ومبقاش انا سمر لو الكلام ده ماحصل وهو انا عبيطة زيك فاكرة ان الليلة كلها على اد ورث ابوك وبس
الفصل الثالث عشر
جلست معه على طاولة الطعام تتلاعب بطعامها بشرود وعقل فى دوامة من التفكير غير واعية لنظراته المهتمة والمنصبة عليها لا تسمع من حديثه معها شيئا حتى نداها بصوت رقيق قائلا
فرح انا بكلمك روحتى فين!
رفعت نظراتها الشاردة له هامسة بأعتذار
معلش مسمعتش كنت عاوز حاجة !
صالح ومازالت ابتسامته الرقيقة على حالها
كنت بقولك تعملى حسابك بعد الاكل هنقوم انا وانتى علشان نفضى دولاب اوضة النوم سوا
توترت فى جلستها تنظر اليه تسأله بحذر
ليه ايه السبب !
نهض صالح من مقعده قائلا بهدوء
حسن والعمال طالعين كمان شوية علشان يفكوا الاوضة خالص علشان الاوضة الجديدة على وصول
كان فى طريقه للغرفة لكنه توقف يلتفت اليها مرة اخرى قائلا بطريقة عرضية
اه وبعد ما نخلص عاوزك تنزلى عند امى تحت متطلعيش غير لما ابعتلك
اغلقت عينيها تتنفس بعمق وهى تحاول بث الفرحة بداخلها لما اخبرها به لكنها لم تجد تأثير يذكر بأخباره تلك لذا حين تحدثت اليه كان صوتها مضطرب مرتجف
ملهاش لازمة تغير حاجة ياصالح الاوضة كويسة وعجبانى
تسمر مكانه بعد كلماتها تلك يلتفت اليها ببطء وبجسد متحفز مشدود قائلا ببرود وصوت جليدى
ولما هى كويسة وعجباكى بقالك ليلتين ليه بتنامى فى اوضة تانية
ساد الصمت بعد سؤاله هذا لا تجد اجابة تستطيع بها شرح ما يحدث معها ولا هذا الجمود الذى اصبح يلازمها منذ هذا اليوم المشئوم لكنه ظل مكانه منتظرا منها اجابة لسؤاله وحين طال صمتها عليه تحدث بصوت حاد امر
خلصى اكلك وانزلى على طول ومتطلعيش الا لما ابعتلك تانى
غادرا فورا يدخل غرفة النوم يغلق بابها خلفه بقوة تدل على شدة غضبه لكنها لم تهتز لها بل وقفت ببطء تلملم بقايا طعامهم والصحون تتجه بها للمطبخ فما فائدة الشرح او التوضيح اذا كانت لا تستطيع البوح بما يؤلمها له وسؤاله هذا السؤال والذى ېحترق لسانها لنطق به
هل تحبها أمازالت راغبا بها
لكنها فأرة جبانة مرتعشة معه تفضل الاختباء عن المواجهة والمصارحة
انا عارف انك عندك حق فى كل اللى بتعمليه وانك مش قادرة تنسى اللى حصل بس بحلفلك تانى انها غلطة منى مش اكتر
ليه كل ده يا بنت الحلال بتعملى فى نفسك كده ليه دى كانت ذلة لسان منى مش اكتر اعمل ايه علشان تصدقينى ولا انت غاوية تنكدى على نفسك وعليا
فتحت عينيها تتطلع اليه پألم هامسة وقد طفح بها الكيل ولم تجد تحتمل الصمت طويلا بعد الان ولا لومه لها كأنها تحب ان تفتعل المشاكل بينهم
لا مش ذلة لسان يا صالح انا وانت عارفين كده كويس
لم يدعها تكمل يقاطعها بشراسة ويديه تزيد من ضغطهم فوق يديها حتى كاد ان يحطمها بينهم
كنت قتلتك فى ساعتها
اتسعت عينيها تتسارع خفقات قلبها بقوة وهى ترى كل هذا الۏحشية والشراسة فى رده لمجرد سؤالها لكن ماجعلها ترتجف پخوف وهى تتراجع عنه الى الخلف تتسع عينيها برهبة عندما انحنى عليها اكثر وهو يكمل ضاغطا على حرف ينطق به كأنه اراد ان يصلها معنى كلماته جيدا وتحفر عميقا داخل عقلها
قائلا
انت بتاعتى مراتى يوم ما لسانك ينطق بأسم راجل غيرى اقطعهولك
فتحت شفتيها تهم بالرد عليه لمعارضته رغم الاضطراب والخۏف بداخلها لكنها تراجعت حين اتسعت عينيه بتحذير يفح من بين انفاسه بحدة
مش عاوز تانى كلام فى الموضوع ده وشوفى بقى علشان نقفل الكلام فيه خالص
شوفى من الاخر كده امانى وحكايتها صفحة واتقفلت ويمكن كمان قطعتها ورمتها ورا ضهرى ومن يوم ما دخلتى انتى بيتى وانا مفيش فى تفكيرى ولا فى
صمت زافرا مرة اخرى يظهر التردد والحيرة على وجهه لكنها اسرعت تسأله بلهفة والحاح ودون خجل تحركها مشاعرها
وايه يا صالح وايه كمل
وقف يتطلع اليها وجهه يحمل تردده وخوفه فأن نطقها الان لا رجعة للوراء مرة اخرى يخيفه لو اخبرها بأنه الذائب عشقا بها ويعطيها السطوة على قلبه وروحه ان تقوم بالعبث به وبمشاعره بعد علمها الحقيقه مثلما حدث له من قبل لكن مع فارق كبير هذه المرة وهو ان الاخرى لم يكن لها سلطان على قلبه مثلما تملك هى
لذا احتدت نظراته عليها ينظر اليها بثبات رغم المه لنظرة الرجاء فى عينيها له يتجاهل ما كاد ان يعترف به لها قائلا بحزم
من الاخر يافرح زى مانا رميت كل حاجة ورا ضهرى من يوم جوازنا انتى كمان يا بنت الناس تعملى كده علشان نقدر انا وانت نكمل حياتنا سوا وانسى يا فرح زى مانا نسيت
انهى حديثه يغادرا فورا المكان
بينما وقفت هى يتردد صدى كلماته بقلبها قبل عقلها تحاول استعاب ما حاول ايصاله لها لعلها تهدىء من تلك الڼار التى تكويها دون رحمة
فهمتى يا سماح الشغل ماشى ازى هنا
هزت رأسها له بالايجاب فورا وابتسامة فرح تنير وجهها قائلة
طبعا يا استاذ عادل انا مكنتش فاكرة ان الموضوع سهل كده
تراجع عادل فى مقعده يبتسم لها برفق ونظرة اعجاب تظلل عينيه قائلا
لاا هو مش سهل انتى اللى ذكية وعاوزة تعرفى كل حاجة وبتتعلميها بسرعة الخۏف بقى بعد ما تتعلمى تغطى علينا ويبقاش لينا جنبك مكان بعد كده
ضحكت سماح بسعادة قائلة تمازحه هى الاخرى قائلة بثقة
لاا متخفش هبقى اشوفلك شغلانة معايا وماهو المكتب باسمك برضه
ضحك عادل هو الاخر يتردد صدى ضحكاتهم فى المكان حتى دوى صوت حاد قاسى يقاطعهم وقد وقفت ياسمين امام البابتتطلع اليهم بغل وغيرة قاټلة
ما شاء الله الهانم واقفة هنا تضحك وتهزر وسايبة المكتب بره لوحده
تقدمت الى الداخل ترمق سماح بتعالى من اسفلها الى اعلاها قائلة بتكبر
اطلعى يلا يا شاطرة اقعدى مكانك المكتب عليه ورق وملفات ووممكن حد ياخد حاجة منهم من غير ما تحسى
ارتبكت سماح تشعر بالحرج والاھانة من طريقة حديثها معها تسرع بالاستئذان تخرج من المكتب فورا معتذرة ثم تغلق خلفها الباب لينهض عادل واقفا يهتف بحدة
ايه اللى عملتيه ده بتكلميها بالطريقة دى ازى كده ادامى
اقتربت ياسمين تضع كفيها فوق مكتبه تستند عليه تميل لامام هاتفة بعضب وغيظ
وعوزنى اكلمها ازى ياسى عادل وانت وهى شغالين ضحك وهزار ولا كأنه مكان شغل
زفر عادل بنفاذ صبر يجلس مكانه ولم يعد لديه الطاقة لمجادلة اخرى معها يسألها بحدة
جاية ليه ياياسمين ايه اللى جابك على الصبح كده
ضړبت ياسمين بكفيها فوق المكتب صاړخة پغضب
انت بتكلمنى كده ليه ايه مكنتش عاوزنى اجى واشوف المسخرة اللى بتحصل هنا ولا ايه يا عادل بيه
نهض عادل صارخا هو الاخر بحدة وڠضب اعمى وقد طفح به الكيل
انتى اتجننتى ولا ايه حكايتك على الصبح فى ايه اتعدلى فى كلامك معايا
انكمشت ياسمين على نفسها وقد علمت انها اوصلته للحافة تتراجع خوفا من عواقب تجربة اخرى قريبة قائلة باعتذار وصوت اسف
اسفة يا عادل والله انا كنت جاية اشوفك علشان وحشتنى ومقدرتش اسكت وانا شايفة البت دى بتتمايص عليك بالشكل ده انت عارف انا بغير عليك اد ايه
صړخ عادل بها محذرا پغضب وحدة لتهتف سريعا
خلاص اسفة والله متزعلش منى مش هتكلم كده تانى
ضغط عادل فوق شفتيه زافرا بعمق قائلا بنفاذ صبر
خلصنا يا ياسمين ومرة تانية متجيش المكتب غير لما تعرفينى ده مكان شغل مش سينما ولا كافية تتسلى فيه كل ما تحسى بزهق
هزت له رأسها بالموافقة رغم نيران ڠضبها المشټعلة التى تفور وتغلى بداخلها لكنها حين تحدثت جاء صوتها
متابعة القراءة