رواية ظلمها عشقا للكاتبة ايمي نور
المحتويات
كانت عاوزة تطلع لصالح فوق عارفة لو ده حصل كان هيجرى كان البيت هتقوم فيه حريقة ويولع ڼار
اسرعت ياسمين مؤيدة لسمر قائلة
صح يا ماما كلام سمر وبعدين دول عالم بجحة اوى مينفعش معاهم غير كده جاين يزورونا ازى بعد اللى حصل منهم
هزت انصاف رأسها بحيرة
والله يابنتى مانا عارفة اهو اللى حصل حصل ربنا يستر بس واخوكى ميعرفش بزيارتهم ويقلبها حريقة
باللؤم
طبعا استحالة حد فينا يقوله ولا يعرفه ولا ايه ياسمين
هزت ياسمين رأسها مؤكدة دون حماس كأن الامر لا يعنيها قبل ان تشير الى سمر خفية ناحية والدتها لتسرع سمر قائلة
من حق يا خالتى كنت عاوزة استأذنك اخرج مع ياسمين نجيب شوية حاجات من جوه البلد ومش هنتأخر والله
انصاف بصوت مرهق متعب
ابتسمت ياسمين بسعادة ثم تهرع فى اتجاه غرفتها للاستعداد اما سمر فقد اسرعت بالتحرك هى الاخرى لصعود لشقتها قائلة بتلهف وطاعة مصطنعة
من عيونى يا حبيبتى انا هطلع اكلم حسن واجهز وانزل حالا
خرجت من الباب ثم وقفت خارجه عينيها تلتمع بفرحة قائلة بأبتسامة خبيثة
لاا انا هروح حالا احضرلك الاكل علشان تاخد علاجك انا مش عارفة انا نسيت علاجك كده ازى
تنهد مستسلما بعد ردها الحازم هذا عليه ثم يسألها بوجه يتغضن پألم وهو يمسك بذراعه يحاول الجلوس مرة اخرى قائلا بصوت مسالم ضعيف
طب وحياتك يا فرح تعالى اعدلى ليا المخدة ورا ضهرى قبل ما تخرجى
شوف المرة دى هتسمع كلامى انا هتاكل وتاخد علاجك وبعدين
هزت كتفها بدلال خجل تكمل بخفوت
لو عاوز بعدها تحلى بالشوكولاتة مش هقولك لاا بس الاكل الاول
اسرعت بالهروب فورا من الغرفة تتبعها ضحكته المرحة الصاخبة والتى البهت مشاعرها يرقص قلبها بفرحة مع ابتسامة سعيدة هانئة تزين ثغرها طوال فترة اعداد وجبة الطعام له ثم تسرع عائدة له
ايه يا عروسة صحيتك من النوم يا حبيبتى
ابتعدت فرح للجانب مشيرة لها بالدخول بترحاب وهى تعدل ومن وضع حجابها
تقدمت سمر للداخل تجلس فوق مقعد فى غرفة المعيشة قائلة
نوم العافية ان شاء الله النوم كويس ليه برضه
همهمت بحذر وارتباك مصطنعين لكن حرصت على وصول حديثها لفرح
وهو برضه كويس علشان ميعرفش حاجة عن الضيوف اللى تحت
جلست فرح فى المقعد المقابل لها تسألها بفضول حذر
ومين دول الضيوف اللى مش عاوزة صالح يعرف عنهم!
اخذت سمر تتلفت حولها تضغط فوق شفتيها باضطراب كانها صدمت لسماع فرح لحديثها قائلة بارتباك وحرج مصطنع
اقولك ايه بس انا مش عارفة الناس دى جنسها ايه والله بعد كل اللى عملته بنتهم
زفرت بحدة تقطع حديثها يرتسم على وجهها النفور والاستياء لتعاود فرح سؤالها بقلق وقد تعالت ضربات قلبها هالعا بعد ان علمت بهوية الزوار لكنها تحتاج لسماعها منها حتى تتأكد لتتنهد سمر بقوة قائلة كأنها لاتجد مفر من اخبارها
الست امانى طليقة صالح جاية ومعاها امها عاوزين يشوفوا صالح بس انا مسكتش ليها ومشتها هى وامها بعد مسمعتهم كلمتين حلوين
واخذت تتحدث بحدة واستهجان وهى تخبر فرح عما فعلته لكن فرح كانت كأنها فى عالم اخر تتطلع اليها بنظرات متجمدة ووجهها شاحب شحوب المۏتى ولكن سمر اخذت تكمل كأنها لا تنتبه لحالتها تلك قائلة بتهكم محتقر
البت ياختى ماشوفتش فى بجاحتها بعد ما طلبت منه الطلاق وصممت عليه وهو ياحبة عينى ساق عليها طوب الارض علشان ترجع له جايه دلوقت هى والمحروسة امها تعيده من تانى
تنهدت تهز رأسها كأنها تستنكر ما يحدث لكن كان فى تلك اللحظة كل تركيز فرح منصب عند كلمات المتعلقة بطلاق صالح تلتفت اليها تسألها بصوت بلا حياة خاڤت
هى امانى اللى طلبت الطلاق من صالح ومش هو اللى طلقها زى ما عرفنا!
لوت سمر شفتيها بشفقة مصطنعة وهى تمد يدها ناحية فرح المتخشبة فى مقعدها كأنها ثمثال بلا روح تمسك بيدها
المتجمدة تربت فوقها تكمل قائلة
اه ياحبيبتى هى اللى طلبت ومحدش قدر يقف قصادها وقتها كنا فاكرينها مشكلة صغيرة وهتعدى مابينهم خصوصا ان صالح يعنى
صمتت للحظة تدعى التردد كانها لاتدرى اتكمل ما تقوله ام لا ثم استأنفت حديثها تلوى سکينها بقسۏة اكثر داخل قلب فرح
اقصد يعنى انه كان متمسك بيها وحاول كذا مرة هو والحاج الكبير يرجعوها بس اهو بقى هنقول ايه نصيب
قټلتها ببطء شديد مع كل حقيقة تخبرها بها وقلبها ېنزف دمائه بغزارة ثم ينقبض بطريقة ممېتة وسمر تكمل دون شفقة غافلة عما يحدث لها حتى انها ارادت الصړاخ بها حتى تكف عن الحديث وهى تتحدث تؤكد بحزم وسرعة
بس كان لازم يحصل كده ويتجوز ويشوف حياته من بعدها هى فاكرة ايه !انه هيفضل يتحايل عليها طول العمر بنت ال
تنهدت تهز رأسها كأنها تستنكر ما يحدث لتزفر فرح انفاسها وهى تقبض يديها فى حجرها بقوة ثم تتنفس بعمق قائلة بنبرة منكسرة لم تستطع اخفائها
عندك حق وزى ما قلتى كل شيىء قسمة ونصيب
رقصت سمر فرحا بسماعها نبرة الانكسار هذه فى صوتها وقد علمت بنجاح ما ارادته واكثر من زيارتها تلك فقد نوت فى البداية اخبارصالح عن زيارة امانى حتى تشعل نيران غضبه وثورته وهى اعلم الناس بنوبات عضبه تلك وما تخلقه من دمار خلفها تمنى النفس ان تطال تلك النوبة عروسه وقتها وتكون اول مسمار منها تدقه فى
نعش زواجهم ولكنها وفور علمها بنومه اسرعت تشكر حظها الحسن وتغير فورا من خطتها تشعل بأكاذيبها نيران عروسه بدلا عنه ثم ستجلس وتضع قدم فوق اخرى وتشاهد ما سيحدث بينهم تاليا
اقتربت من فرح تربت فوق كفها قائلة نبرة مشفقة وهى تستعطفها
يقطعنى ياختى انا مش عارفة انسحبت من لسانى كده ازى ده لو صالح ولا حسن جوزى عرفوا ان كلمتك عن حاجة زى دى هيبقى فيها موتى
هزت لها فرح رأسها بالنفى كالمغيبة قائلة بصوت سطحى بلا مشاعر
متخفيش يام منصور مفيش حد هيعرف بكلامنا ولا انى عرفت بزيارة امانى
نهضت سمر واقفة ببطء تربت فوق كتف فرح تهمهم بكلمات شاكرة ممتنة ثم تغادر المكان فورا وقد نالت ما ارادته واكثر قليلا حين الټفت خلفها تلقى بنظرة ناحية فرح قبل مغادرتها فتراها جالسة كما هى تنظر امامها بثبات وجسد متجمد بلا روح تغلق الباب خلفها وقد تهلل وجهها بالسعادة
اما فرح فقد جلست بأعين اغرورقت بالدموع ووجه شاحب شحوب المۏتى لا تدرى كم مر عليها وهى جالسة على هذا الوضع دقائق كانت ام ساعات تتأكلها الافكار تنخر قلبها حقيقة ان طليقته هى من تركته وانهت الحياة بينهم وليس هو كما ارادت ان تقنع نفسها وتألمها اكثر معرفتها بمحاولاته اعادتها اليه اكثر من مرة ورفضها هى ذلك وقد فسرت معرفتها هذه ماحدث ليلة زفافهم واسراعه للرد عليها وقتها دون تردد كما يفسر لها اتصالها به ليلتها بل ويوضح ايضا جرأتها على حضورها الى هنا لرؤيته فهى واثقة كل الثقة بترحابه بها مهما حدث منها ولن يكون زواجه بأخرى عائقأ لها لجذبه ومحاولة اعادته لها مرة اخرى هاجمها هاجس اخر كان القشة التى قطمت ظهر البعير ان يكون زواجه منها هى كان فى الاساس محاولة منه لدفع طلقيته للغيرة والتلهف عليه من جديد حين تشعر بالندم على خسارتها له
سقطت دموعها تتسابق فوق وجنتها شاهقة پألم وهى تبكى بحړقة للحظات طوال اسټنزفت قواها خلالها تشعر بأنهيار العالم من حولها
لكنها وفجأة صمتت تكف عن البكاء تسرع بمحو تلك الدموع سريعا ثم تهب واقفة على قدميها عازمة على التحدث اليه ووضع الكثير النقاط بينهم ولن تظل صامتة تقبل وتتغاضى عما سمعته منذ قليل كما اراد منها قلبها الخائڼ ان تفعل خوفا من الخسارة وتترك نفسها حتى تتأكلها النيران ببطء فتنهيها دون شفقة لذا تحركت تسير ناحية غرفة النوم تقف على بابها تتطلع اليها بوجوم وقد عاودتها غصة معرفة ان تلك كانت غرفتها معه قبلعا و انها قد سبقتها اليها
كارهة تلك الانفاس التى تلتقطها داخلها لكنها زفرت بقوة حتى تتحامل على نفسها تسير نحو الفراش بهدوء حتى وقفت امامه تتطلع اليه بصمت بعيون منكسرة وشفاه ترتجف وهى تحاول من نفسها من الاڼهيار فى البكاء مرة اخرى تراه كما هو منذ ان تركته نائما بعمق وملامح مسترخية وهى تهمس بتحشرج وصوت ضعيف باكى تناديه لكن لم تأتى منه استجابة لتعاود النداء مرة اخرى ولكن هذا المرة بصوت قوى حاد يحمل كل ما بها من ڠضب والم تطالبه بالاستيقاظ ليستجيب لها هذه المرة وليته لم يفعل وظل كما هو نائما لا يستجيب لندائها تتراجع الى الخلف شاهقة بحدة لالتقاط الانفاس كمن طعن غدرا وعلى حين غفلة منه حين تقلب على جانبه وهو يهمهم بضيق ونزق بكلمات بطيئة متعثرة من اثر النوم لكن كانت لها واضحة وضح الشمس
حين قال
سبينى ياامانى انا تعبان دلوقت شوية وهبقى اقوم
دخلت الى المكان تنظر حولها بارتباك وتوتر حتى اتى صوته الهادىء من خلفها مرحبا بها فلټفت سريعا بأتجاهه تمد يدها اليه بترحاب قائلة بصوت عملى رغم الخجل به
اهلا بيك يا استاذ عادل اسفة لو جيت بدرى عن الميعاد بس قلت اعدى على حضرتك بعد الشغل
ابتسم عادل برقة يهز رأسه بالنفى قائلا
لااا ولا يهمك انا كده كده موجود
ابتسمت سماح هى الاخرى له تتبعه بعد ان اشار اليها بأتجاه حجرة من الواضح انها تعد لتكون مكتب له تجلس على احدى المقاعد ويجلس هو الاخر على واحد اخر ويبدء فور فى الحديث قائلا بجدية وصوت هادىء
شوفى يا انسة سماح انا عارف اننا اتفقنا على شهر علشان تبتدى معايا هنا بس بصراحة انا عاوز نقدم الميعاد عن كده لو ده مفيش فيه مشكلة ليكى
هزت سماح رأسها بالنفى قائلة بصوت هادىء هى الاخرى
لا ابدا يا استاذ عادل انا مستعدة وجاهزة فى اى وقت وكلمت خلاص ابو نور علشان يشوف بديلة بس ادينى فرصة لبكرة اتفق معاه على كل حاجة
ارتسمت ابتسامة اعجاب فوق شفتى عادل قائلا
واضح ان كلام الحاج منصور عنك صحيح انك بتحبى تكونى مستعدة لاى طارىء
متابعة القراءة